شركات الطاقة المتجددة ترفض ضرائب الأرباح البريطانية

الرؤساء التنفيذيون يجتمعون بوزارة الخزانة للاعتراض على الإجراء

time reading iconدقائق القراءة - 5
توربينات الرياح البحرية في مزرعة رياح سكروبي ساندس التي تديرها إي أون بالقرب من منتجع يارموث بالمملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
توربينات الرياح البحرية في مزرعة رياح سكروبي ساندس التي تديرها إي أون بالقرب من منتجع يارموث بالمملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تجتمع الجمعة شركات توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في بريطانيا مع وزارة الخزانة لمناقشة الشكاوى من قرار المملكة المتحدة فرض ضريبة على شركات توليد الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون.

يلتقي رؤساء بعض أكبر شركات إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة مع مسؤولي وزارة الخزانة لمناقشة الضريبة على ما أسمته الحكومة "الأرباح الزائدة"، وأعلن عنها وزير الخزانة، جيريمي هانت الخميس، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأن الاجتماع خاص.

تهدد الضريبة بالحد من الاستثمار في قطاع حيوي يعزز تحول المملكة المتحدة بعيداً عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.

هانت يعرض خطة مالية لبريطانيا بقيمة 55 مليار جنيه إسترليني

دعم الوقود الأحفوري

تتضرر صناعة الطاقة المتجددة من تقديم صفقة أفضل لشركات النفط والغاز، التي يمكنها الاستفادة من بدل الاستثمار الذي يحفّز الإنتاج الجديد من بحر الشمال.

تتوقع وزارة الخزانة جمع إيرادات من منتجي الكهرباء اعتماداً على مصادر منخفضة الكربون خلال السنوات الثلاث الأولى من تطبيق ضريبة الأرباح المفاجئة بزيادة 20% عن عائدات قطاع النفط والغاز، لكن على المدى الطويل قد تدفع شركات الوقود الأحفوري أكثر اعتماداً على أسعار السوق.

اقرأ أيضاً: وزير الخزانة: اقتصاد المملكة المتحدة في حالة ركود بالفعل

قال كيث أندرسون، رئيس وحدة توليد الكهرباء الإسكتلندية التابعة لشركة "إيبردرولا" (Iberdrola) في بيان: "لا أستطيع فهم سبب فرض ضرائب على منتجي الطاقة المتجددة بمستويات مماثلة لشركات النفط والغاز التي تم منحها حوافز إضافية للاستثمار في إنتاج مزيد من الوقود الأحفوري، وهو ما يبدو نتيجة نقص إمدادات الغاز التي يجب الاعتماد على التعافي منها على مصادر الطاقة المتجددة".

استثمار يخفض الأعباء

يفرض الإجراء الجديد ضريبة 45% على دخل بيع الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون بأكثر من 75 جنيه إسترليني لكل ميغاواط/ ساعة، وهو ما يعد أقل من نصف متوسط ​​سعر البيع بالجملة هذا العام، لكنه أعلى بكثير من المستويات الطبيعية قبل أزمة الطاقة الحالية.

لا يشمل الإجراء المنتجين ممن لديهم عقود حكومية لبيع الكهرباء بأسعار ثابتة، كما يمكن للشركات خفض أعبائها الضريبية عن طريق خصم تكاليف الاستثمار من ضريبة الشركات الخاصة بها.

من المقرر أن يضم الاجتماع صباح الجمعة الرؤساء التنفيذيين لشركتي "إس إس إي"، و"دراكس غروب" بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين بالمملكة المتحدة لعملاق طاقة الرياح الدنماركي "أورستيد" (Orsted) و"آر دبليو إيه" (RWE) الألمانية.

قال أليستير فيليبس ديفيز، الرئيس التنفيذي لشركة "إس إس إي" في بيان إن الشركة تتطلع للاستماع أكثر من الحكومة عن جهودها لدعم الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة من أجل خفض اعتماد المملكة المتحدة على الغاز المستورد بتكلفة باهظة.

زعزعة الثقة

من جهته، انتقد توم غلوفر، الرئيس الإقليمي لشركة "آر دبليو إي" في المملكة المتحدة الإجراء وقال في بيان: "التدخلات على ذلك المستوى تضر بالأساس الذي يدفع المستثمرين لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، وينتج عن تقويض ثقة المستثمرين صعوبة وفاء المملكة المتحدة بالتزاماتها المتعلقة بالوصول إلى صافي انبعاثات كربون صفرية، كما ستصبح إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة أقل أماناً وسيدفع العملاء بنهاية المطاف فاتورة أكبر على المدى الطويل".

اقرأ أيضاً: توقعات بشتاء أكثر برودة في بريطانيا وسط أزمة الطاقة

يرجع تفسير الإجراء إلى أن محطات التوليد بإمكانها بيع الكهرباء التي تم إنتاجها من مصادر منخفضة الكربون بأسعار السوق التي تحددها محطات الغاز الطبيعي، دون اضطرارها لدفع تكاليف أعلى للوقود. ومن المقرر سريان ضريبة الأرباح المفاجئة حتى 2028 وهي مدة أطول من الإجراءات المشابهة في الاتحاد الأوروبي، ما قد يدفع الاستثمار نحو القارة خلال السنوات القادمة.

قال سام هوليستر، رئيس الأسواق والمشاركة في "إل سي بي لان كلارك أند بيكوك" (LCPLane Clark & Peacock): "يجب تذكر وجود حاجة لضخ استثمارات كبيرة في مجال الكهرباء بالمملكة المتحدة لتجنب كارثة مناخية وتحقيق الاستقلال بمجال الطاقة". وأضاف هوليستر: "يؤثر استهداف المستثمرين الراسخين بفرض ضريبة على منتجي الكهرباء بشكل كبير مباشر وغير مباشر على تلبية تلك الطموحات من خلال الإضرار بثقة المستثمرين".

تصنيفات

قصص قد تهمك

المستفيدون من زيادة أسعار الوقود في المملكة المتحدة

لمن تعود فائدة تعبئة سيارة بالوقود في بريطانيا بقيمة 100 جنيه إسترليني؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
سيارات بمحطة بنزين تكساكو على خلفية ناطحات السحاب بمدينة لندن، المملكة المتحدة  - المصدر: بلومبرغ
سيارات بمحطة بنزين تكساكو على خلفية ناطحات السحاب بمدينة لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

من السهل أن نلقي اللوم على أصحاب محطات البنزين في زيادة تكلفة الوقود، ومع ذلك، ليس هؤلاء هم مصدر معاناة قائدي السيارات في المملكة المتحدة الذين يواجهون ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، بل إنهم مجرد وجوه آدمية مضطرة إلى استقبال الغضب الذي ينبغي أن يتجه وجهة أخرى.

ارتفعت تكلفة ملء خزان الوقود لسيارة ركوب عائلية عادية بضخ 15 غالوناً أميركياً (55 لتراً) إلى ما يزيد على 100 جنيه إسترليني (أو 120 دولاراً)، مما يضيف مزيداً من الأعباء على ميزانية الأشخاص الذين مازالوا يترددون في استخدام وسائل المواصلات العامة خوفاً من الإصابة بفيروس كوفيد، ومن أن يواجهوا قريباً جداً أسبوعاً من الإضرابات يهدد بتعطيل جانب كبير من شبكة السكك الحديدية في البلاد.

من حيث القيمة المطلقة، زادت أسعار البنزين في محطات الوقود بما يتجاوز 40 بنساً في سعر اللتر الواحد، أو ما يعادل نحو 1.85 دولار في سعر الغالون الأميركي، منذ بداية العام. وفي 15 يونيو الجاري، بلغ متوسط سعر اللتر على مستوى البلاد 1.87 جنيه إسترليني (أو 8.61 دولار للغالون الأميركي)، وسط مجموعة من العوامل التي ساهمت في دفع الأسعار للارتفاع.

اقرأ أيضا: أسعار البنزين في أميركا تقفز لأعلى مستوى على الإطلاق والغالون يتخطى 5 دولارات

أسعار النفط

ارتفاع أسعار خام النفط عامل من العوامل التي ساهمت كثيراً في زيادة التكلفة في محطة الوقود. وبدأت أسعار النفط ترتفع فعلاً بعد تعافي الطلب عالمياً من أزمة جائحة كورونا بوتيرة أسرع من زيادة المعروض. وقد عانت منظمة "أوبك +" للدول المنتجة للنفط في سعيها إلى تنفيذ خططها الخاصة باستعادة كمية المعروض تدريجياً إلى مستوياتها السابقة على ظهور الجائحة، بعد أن قامت بتخفيض الإنتاج بما يزيد على 10 ملايين برميل يومياً (أو نحو 10% من إجمالي الإنتاج العالمي) في أبريل 2020. غير أن المنظمة أخفقت في بلوغ المستهدف الجماعي للإنتاج في الأشهر الأخيرة بسبب بلوغ عدد كبير من الدول الأعضاء حدود طاقتها الإنتاجية القصوى التي انخفضت بسبب نقص الاستثمار في السنتين الماضيتين. ثم تلقت أسعار النفط دفعة أخرى لأعلى بعد غزو روسيا لأوكرانيا في أواخر فبراير الماضي ورد الدول المستوردة في أوروبا على ذلك برفض براميل النفط الروسية.

تحالف "أوبك+" يتلمّس خطواته المقبلة في ظل الضغط الأميركي

ماذا تعني زيادة "أوبك+" الإنتاج لأسواق النفط العالمية؟

عندما ننظر إلى حركة أسعار النفط بالنسب المئوية، نجد أن أسعار الخام ارتفعت بنسب أعلى كثيراً من أسعار الوقود في المحطات. فقد زاد سعر النفط بنسبة تجاوزت 60% منذ بداية العام الحالي، مقارنة مع زيادة بنحو 30% فقط في أسعار البنزين في المحطات.

تخفيض الضرائب من جانب الحكومة لم يكن له تأثير يذكر على الأسعار. فقد محت الزيادة المطلقة في تكلفة ضريبة القيمة المضافة أي تأثير إيجابي من خفض الحكومة رسوم الوقود بواقع 5 بنسات عن اللتر (أو ما يعادل نحو 26 سنتاً في كل غالون أميركي عند بداية تطبيقها). وتحصل رسوم الوقود بقيمة ثابتة – تبلغ حالياً 52.95 بنس في كل لتر (أو 2.44 دولار في كل غالون أميركي) – في حين أن ضريبة القيمة المضافة تحصل بنسبة 20% على السعر النهائي (الذي يشمل رسوم الوقود).

مع استمرار الزيادة في أسعار البنزين منذ تخفيض رسوم الوقود، ارتفعت ضرائب القيمة المضافة المستحقة السداد، وتجاوزت زيادتها ما تم توفيره من خفض الرسوم. ففي حين كانت الحكومة تحصل نحو 83 بنساً عن كل لتر من مبيعات البنزين تحت بندي رسوم الوقود وضريبة القيمة المضافة في بداية مارس الماضي، فإنها تحصل حالياً 84 بنساً، وفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة أبحاث السيارات "آر إيه سي فاونديشن" (RAC Foundation).

لا عجب في أن منظمات تجار الوقود والمستهلكين تطالب الآن بتخفيض كبير آخر في قيمة الرسوم. ورغم أن ذلك سيلقى ترحيباً من قائدي السيارات، فلا يرجح أن يساهم في تخفيف الأزمة لفترة طويلة. فالمشكلة هي، مثلما أوضح هنا، أن تخفيض الأسعار يحفز الطلب، وفي سوق تتسم بنقص في المعروض على مستوى العالم، سيؤدي ذلك طبعاً إلى مزيد من ارتفاع الأسعار.

معامل التكرير

تمثل تكلفة المواد الأولية (خام النفط والوقود الحيوي) مع الضرائب نحو 84% من أسعار البنزين بالمحطات في المملكة المتحدة، ونسبة مماثلة أيضاً من أسعار زيت الديزل. يتبقى بعد ذلك نحو 30 بنساً من سعر اللتر (أو 1.37 دولار من سعر الغالون الأميركي) لتغطية تكاليف تحويل النفط الخام إلى وقود، وتكاليف الشحن، والتخزين والبيع. وتستحوذ معامل تكرير النفط لإنتاج الوقود على معظم هذه القيمة، إذ أن الفرق بين أسعار النفط الخام وأسعار الجملة للبنزين يبلغ نحو 22 بنساً في اللتر (أو1.01 دولار أميركي للغالون)، ولا يتبقى سوى 8 بنسات للتر (أو 36 سنتاً أميركياً في الغالون) لتغطية تكلفة التسليم والتوزيع وتجار التجزئة.

تكلفة تكرير النفط ارتفعت بالتوازي مع ارتفاع كل التكاليف الأخرى. وأدت الزيادة في أسعار الغاز الطبيعي، التي حلقت خلال فصل الشتاء ومازالت مرتفعة وسط الاضطرابات التي تتعرض لها صادرات الغاز الروسية بعد غزو أوكرانيا، إلى رفع تكلفة تنقية الوقود من الكبريت، وهي عملية ضرورية للتوافق مع المعايير البيئية بالنسبة لهذه المنتجات.

حدود الطاقة الإنتاجية

رغم ذلك، تتعرض شركات النفط إلى ضغوط من جانب الحكومات على جانبي المحيط الأطلسي، وسوف تزداد حدة هذه الضغوط مع بداية الإعلان عن أرباحها الفصلية التي سيظهر ارتفاعها نتيجة تحليق الأسعار إلى أعلى، بينما نفس هذه الزيادة في الأسعار تشعل معدلات التضخم.

في المملكة المتحدة، أسعار البنزين مرتفعة بسبب الزيادة الكبيرة في الضرائب، غير أنها تواصل الارتفاع بسبب صعود صاروخي في أسعار النفط. وفي ضوء محدودية الزيادة في الطاقة الإنتاجية عالمياً، سواء طاقة إنتاج النفط أو تكريره، تصبح الطريقة الوحيدة لتخفيض تلك الأسعار هي أن يتراجع مستوى الطلب حتى يلتقي مع الكمية المتاحة من المعروض. ورغم أن تخفيض الضرائب يحظى بشعبية واسعة، فإن ذلك لن يحل المشكلة الأساسية التي تتمثل في ضرورة تراجع الطلب – ليس في المملكة المتحدة فقط، وإنما في كل مكان بالعالم.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

لندن

3 دقائق

0°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى -2°/1°
11.1 كم/س
85%

فى هذا المقال

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.