رأس المال المغامر يبتعد عن الصين بعد قمع شركات التكنولوجيا

صفقات رأس المال الجريء تراجعت 44% في 10 أشهر إلى 62 مليار دولار بعد حملة القمع ضد شركات التكنولوجيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
أحد المشاة يسير على جسر يمر بمباني في منطقة لوجياتسوي المالية عبر نهر هوانغبو في شنغهاي ، الصين ، يوم الثلاثاء ، 28 ديسمبر 2021. - المصدر: بلومبرغ
أحد المشاة يسير على جسر يمر بمباني في منطقة لوجياتسوي المالية عبر نهر هوانغبو في شنغهاي ، الصين ، يوم الثلاثاء ، 28 ديسمبر 2021. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجعت استثمارات رأس المال المغامر في الصين بحدة خلال العام الجاري، لتصبح البلاد واحدة من أسوأ الدول أداءً على مستوى العالم بعد حملة الحزب الشيوعي على شركات التكنولوجيا وانخفاض تقييماتها بشكل عام.

تراجعت قيمة صفقات رأس المال المغامر في الصين بنسبة 44% إلى 62.1 مليار دولار حتى أكتوبر على أساس سنوي، وفقاً لشركة الأبحاث "بريكين" (Preqin)، بعدما كانت

الصين قد نافست ذات يوم الولايات المتحدة على رأس المال المغامر المستثمر في الشركات الناشئة، قبل أن تشرع إدارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في جهود كاسحة لإصلاح ممارسات الشركات العملاقة مثل مجموعة "علي بابا القابضة" و"تينسنت هولدينغز".

إضافة إلى ذلك، انسحبت شركات رأس المال المغامر على مستوى العالم مع معاناة المستثمرين من شركات التكنولوجيا الخاسرة وتراجع الأسهم. ومع ذلك، تعد الصين من بين الأسوأ أداء، مع انخفاض استثمارات رأس المال المغامر، والذي يعتبر أسوأ من التراجع المسجل عالمياً وفي الولايات المتحدة.

قالت جيني لي، الشريكة الإدارية في "جي جي في كابيتال" (GGV Capital)، خلال حلقة نقاشية في أسبوع هونغ كونغ للتكنولوجيا المالية: "ارتفعت تكلفة رأس المال بشكل كبير.. كل دولار لدينا اليوم له ثمن".

كان قطاع أشباه الموصلات، أحد النقاط المضيئة بالنسبة لاستثمارات رأس المال المغامر في الصين، إذ جذب 7.9 مليار دولار من الصفقات حتى الآن في عام 2022، بزيادة قدرها 24% على أساس سنوي.

جعل شي من الأولويات الوطنية للصين، أن تبني صناعة أشباه موصلات خاصة بها، وهي مهمة اكتسبت أهمية ملحة بعد أن أقرت الولايات المتحدة تدابير واسعة لحظر صادرات الرقائق إلى الصين، ومنع الأميركيين من العمل في وظائف معينة بقطاع أشباه الموصلات لديها.

التوترات الأميركية الصينية

قالت "لي" من "جي جي في كابيتال"، إن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، دفعت العديد من المستثمرين إلى النظر في الاستثمار في مجمعات صناعية إقليمية.

أضافت أنه يتعين على المستثمرين أن يسألوا: "ما هي التقنيات التي قد تتعرض للتقسيم بسبب الحسابات الأميركية والصينية؟".

ساء وضع استثمارات رأس المال المغامر في الصين بسبب سياسة "صفر كوفيد" التي طبّقها الحزب الشيوعي، إذ أدت عمليات الإغلاق في مدن مثل شنغهاي وتشنغتشو، إلى إعاقة كل أنواع الأعمال، بدءاً من الإعلان والاستثمارات، وصولاً إلى إنتاج سيارات "تسلا" وهواتف "أيفون" التي تصنعها شركة "أبل". وأظهرت بيانات "بريكين" أنه قبل عام 2022، ارتفعت استثمارات رأس المال المغامر في الصين سنوياً خلال العقد الماضي، باستثناء عام واحد.

تصنيفات

قصص قد تهمك

سياسة "صفر كوفيد" تربك خطوط إنتاج "نيو" الصينية

تسليمات الشركة في أكتوبر انخفضت 7.5% على أساس شهري بعدما تسببت الاضطرابات في فقدان 7000 سيارة كهربائية من الإنتاج

time reading iconدقائق القراءة - 6
شركة \"نيو\" الصينية، شنغهاي  - المصدر: بلومبرغ
شركة "نيو" الصينية، شنغهاي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تخلفت شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية "نيو" (Nio)، عن إنتاج وتسليم آلاف السيارات الشهر الماضي، إذ عطلت قيود كورونا الإنتاج في مصنعيها، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.

في هذا الإطار، قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية المعلومات، إنَّ الإنتاج في المصانع في مدينة خفي بمقاطعة أنوي، تأثر أيضاً بتأخر توريد بعض المكونات التي تدخل في عملية الإنتاج. وأشارت المصادر إلى أنَّ شركة "نيو" المدرجة في الولايات المتحدة حاولت العمل بما يعرف بأنظمة الحلقة المغلقة في المصانع - والتي تتطلب من العمال البقاء في الموقع، مما يسمح بمواصلة الإنتاج حتى لو كان الإغلاق قائماً - لكنَّ هذه الجهود باءت بالفشل بسبب نقص المكونات.

صعود الأسهم الصينية في أميركا إثر تكهنات بإنهاء سياسة "صفر كوفيد"

قال أحد الأشخاص إنَّ الاضطرابات تسببت في فقدان حوالي 7000 سيارة كهربائية من الإنتاج، مما يعني تراجع عمليات التسليم بنحو 5000 سيارة. ومن جهتها، أعلنت شركة "نيو"، يوم الثلاثاء، عن تسليم 10,059 سيارة في شهر أكتوبر، أي بانخفاض قدره 7.5% عن أرقام سبتمبر. وأشار الأشخاص المطلعون إلى استئناف الإنتاج جزئياً في كلا المصنعين.

امتنع ممثل عن "نيو" عن التعليق، فيما ذكر موقع الأخبار الاقتصادية الصيني "36kr" في وقت سابق أنَّ قيود كورونا أثرت بشكل كبير على إنتاج "نيو".

تأثيرات الإغلاق

تماشياً مع سياسة "صفر كوفيد" التي فرضتها الحكومة الصينية، أغلقت خفي التي تقع في وسط الصين عدداً من المرافق المقفلة، مثل دور السينما والصالات الرياضية ومقاهي الإنترنت والحانات، عندما ظهرت حالات الإصابة بالفيروس. كما عُلقت الدروس الخاصة في المدارس المتوسطة والابتدائية ومعاهد الدروس الخصوصية، بينما تخضع الكليات لنظم الحلقة المغلقة أيضاً.

تظهر تجربة "نيو" مدى تأثير نهج الصين المتشدد لاحتواء كورونا، وكيف استطاع زعزعة الشركات وثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع تأثر عمليات المصانع وسلاسل التوريد. ففي حين تمكّن الحلقات المغلقة المصانع من الاستمرار في العمل أثناء عمليات الإغلاق، لكنَّها تؤثر سلباً على العمال، إذ تحدّ من تحركاتهم للغاية، فضلاً عن أنَّ بعضهم يُطالب بالنوم على أرضيات المصانع.

ظروف معيشية صعبة

يغادر العمال أكبر مصنع لهواتف "أيفون" في العالم، في تشنغتشو في وسط الصين، بعد أن تركت قيود كورونا التي وُضعت على عجل عدداً من الموظفين البالغ عددهم 200 ألف موظف يعانون من ظروف معيشية صعبة، بينما نجحت شركة "تسلا" في تطبيق نظام الحلقة المغلقة لاستئناف إنتاجها خلال إغلاق شنغهاي الذي استمر شهوراً في وقت سابق من العام الجاري.

تمتلك "نيو"، ومقرها شنغهاي، مصنعين في مقاطعة أنوي. الأول؛ بالتعاون مع مجموعة "أنوي جيانغواي أوتوموبيل غروب كورب" (Anhui Jianghuai Automobile Group Corp)، ويمكنه إنتاج ما يصل إلى 240 ألف سيارة سنوياً، بينما يسعى المصنع الآخر الذي بدأ الإنتاج الضخم في وقت سابق من العام الجاري إلى تعزيز طاقته الكاملة لصنع أحدث طراز من سيارات "إي تي5".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.