"أوكسفام": أرباح الوقود الأحفوري قد تغطي أضرار تغير المناخ

خسائر الدول الأكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ بلغت أكثر من نصف تريليون دولار خلال العقدين الماضيين

time reading iconدقائق القراءة - 10
عميل يحمل خرطوم مضخة وقود لتعبئة خزان سيارته في أحد محطات \"توتال إنرجيز\" - المصدر: بلومبرغ
عميل يحمل خرطوم مضخة وقود لتعبئة خزان سيارته في أحد محطات "توتال إنرجيز" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت منظمة "أوكسفام" الدولية إنّ الدول الغنية بإمكانها أن تغطي الخسائر الاقتصادية الناتجة عن التغيرات المناخية التي تعاني منها الدول الأكثر ضعفاً في العالم إذا أُجبرت صناعة الوقود الأحفوري على دفع ثمن الأضرار الناجمة عن انبعاثاتها.

قالت المنظمة غير الربحية في تقرير حديث إنّ أرباح ست شركات نفط كبيرة في النصف الأول من عام 2022 كانت كافيةً لتعويض التداعيات المالية للظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن الاحتباس الحراري في الدول منخفضة الدخل خلال نفس الفترة، مع بقاء 70 مليار دولار.

أوضح التقرير أن الخسائر الاقتصادية في الدول الـ55 الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية بلغ مجموعها أكثر من نصف تريليون دولار على مدى العقدين الماضيين، لكن أرباح صناعة الوقود الأحفوري كانت كافية لموازنة ذلك 60 مرة تقريباً.

الخسائر والأضرار

قالت ليندسي والش، مستشارة سياسة المناخ بمنظمة "أوكسفام" والمؤلفة المشاركة في التقرير: "من الظلم أن تستمرّ الجهات المسببة للتلوث المسؤولة بشكل غير متناسب عن تصاعد انبعاثات الغازات الدفيئة في جني هذه الأرباح الهائلة، فيما تُترك الدول المعرضة لتغير المناخ لدفع فاتورة الآثار المناخية التي تدمر حياة الناس ومنازلهم ووظائفهم.. يجب أن نضع حداً لهذا التأخر".

سلطت الفيضانات الأخيرة في باكستان الضوء على قضية "الخسائر والأضرار"، مع بقاء أسبوعين فقط على بدء فعاليات قمة "كوب 27" في شرم الشيخ. عادةً ما تُستخدم مصطلحات تشير إلى خسائر في الأرواح أو الثقافات أو الأنواع التي لا يمكن أن تعود أبداً وأضرار البنية التحتية الحيوية التي تحتاج إلى الإصلاح بعد الكوارث المناخية. بشكل عام، تعارض الدول الغنية تأسيس منشأة يمكن أن تتركها في مأزق بمليارات الدولارات بسبب انبعاثاتها التاريخية.

التمويل

يحلل تقرير "أوكسفام" الحُجَج المختلفة التي تستخدمها الدول الغنية لتأجيل إنشاء مرفق لمعالجة الأضرار والخسائر لأكثر من ثلاثة عقود، التي يُتوقع أن تصبح مجالاً رئيسياً للنقاش في المؤتمر الذي ستستضيفه مصر لمدة أسبوعين.

ويوضح التقرير أن تأكيد ارتفاع التكاليف للغاية هو أحد "الخطابات الأكثر مكراً على الإطلاق"، ما يسلط الضوء على الحشد الأخير للأموال لتخفيف الضرر الذي أحدثه كوفيد-19. علاوة على ذلك، يقول التقرير إنّ الدول الغنية تستخدم عدة طرق لجلب التمويل بعيداً عن الميزانيات الحالية، مثل ضريبة الأضرار المناخية على الملوثين أو الضرائب على تذاكر السفر بالطائرات.

لا شك أن صندوق الخسائر والأضرار، على سبيل المثال، سيسمح لباكستان بالحصول على المِنَح، بدلاً من قروض من مصادر مثل صندوق النقد الدولي، في ظل تزايد مخاطر ديون البلاد منذ الفيضانات. في الوقت نفسه، قالت "أوكسفام" في تقرير صدر الأسبوع الماضي إن الأموال التي تقدمها الدول الغنية للتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها تخضع بالفعل لمزاعم "مضللة"، ما يثير تساؤلات حول جودتها.

ذكر التقرير أن 189 مليون شخص في المتوسط سنوياً تأثروا بالظواهر الجوية الشديدة في الدول منخفضة الدخل منذ عام 1991، عندما جرى اقتراح آلية للخسائر والأضرار لأول مرة. وكان 79% من الوَفَيَات التي جرى رصدها في الدول النامية نتيجة مثل هذه الحوادث خلال نفس الفترة الزمنية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

"أوكسفام": تمويلات الدول الغنية بشأن المناخ "مضللة"

تستخدم حسابات "غير نزيهة" لتضخيم المبالغ المقدمة للدول النامية التي تأتي غالبيتها كقروض

time reading iconدقائق القراءة - 12
التغير المناخي سيكون أشد وطأة على الدول الفقيرة - المصدر: بلومبرغ
التغير المناخي سيكون أشد وطأة على الدول الفقيرة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أفادت منظمة "أوكسفام"، أن الدول الغنية تقصر في الوفاء بالتزامات تمويل المناخ تجاه الدول الفقيرة وتستخدم حسابات "مضللة" و"غير نزيهة" لتضخيم المبالغ المقدمة، قبل أسابيع فقط من محادثات رئيسية.

قالت "أوكسفام" الدولية في تقرير صادر حديثاً، إن الدول الغنية قدمت تمويلاً عاماً بقيمة تقل عن 25 مليار دولار في عام 2020، مقارنة بنحو 70 مليار دولار مُعلن عنها. وجدت المنظمة غير الربحية أن الكثير من الأموال يجري تقديمها من خلال القروض، مما يثقل كاهل الدول بالمزيد من الديون، في حين أن الأموال المقدمة غالباً ما يكون تركيزها أقل على قضايا المناخ من ما ذُكر.

اقرأ المزيد: "أوكسفام": الفقر الشديد سيطال ربع مليار شخص جديد هذا العام

تمويلات "مضللة"

قالت نافكوت دابي، رئيسة سياسة المناخ بمنظمة أوكسفام، في بيان، إن مساهمات الدول الغنية لا تستمر في الانخفاض بشكل فادح عن هدفها الموعود فحسب، بل إنها مضللة للغاية أيضاً. تابعت: "بدلاً من دعم الدول التي تواجه حالات الجفاف وأعاصير وفيضانات متفاقمة، فإن الدول الغنية تعمل على شل قدرة نظيرتها الفقيرة على التعامل مع الصدمة التالية وتعميق فقرها".

مع استمرار تقصير الدول الغنية في الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنوياً، وهو الهدف الذي كان يُفترض تحقيقه في عام 2020، فإن نتائج التقرير لديها القدرة على زيادة تآكل الثقة مع الدول الفقيرة التي تتحمل وطأة الظواهر الجوية المتطرفة.

يُتوقع أن يكون التمويل المقدم لمساعدة الدول الجزرية والدول الأقل نمواً أحد القضايا الرئيسية المطروحة في قمة المناخ "كوب 27" (COP27) المنعقدة في مصر الشهر المقبل.

ديون المناخ

يسلط تقرير "أوكسفام" الضوء على حالة السنغال، وهي واحدة من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، لكنها تلقت 85% من تمويلها في شكل ديون. بشكل عام، ارتفعت مدفوعات الديون الخاصة بالدول الأقل نمواً إلى 31 مليار دولار في عام 2020، بحسب المنظمة غير الربحية.

من المتوقع أن تتصارع الدول، في محادثات المناخ في نوفمبر، بشأن كيفية تعزيز أهداف التمويل من مليارات الدولارات إلى التريليونات التي تقول الدول النامية إنها ضرورية للتعامل مع آثار تغير المناخ.

الدول النامية تريد أيضاً صندوقاً مخصصاً لمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن الطقس المتطرف بشكل متزايد، والتي حدثت إلى حد كبير بسبب الانبعاثات التاريخية للدول الغنية.

قادت رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي دعوات للإعفاء من الديون لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع آثار تغير المناخ.

قالت دابي إن :"نظام تمويل المناخ الذي يعتمد بشكل أساسي على القروض يزيد المشكلة سوءاً". وأضافت: "يجب على الدول الغنية الالتزام بشكل عاجل بزيادة الدعم القائم على المنح للدول الضعيفة وإصلاح ممارسات إعداد التقارير المعيبة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.