"أوكسفام": تمويلات الدول الغنية بشأن المناخ "مضللة"

تستخدم حسابات "غير نزيهة" لتضخيم المبالغ المقدمة للدول النامية التي تأتي غالبيتها كقروض

time reading iconدقائق القراءة - 12
التغير المناخي سيكون أشد وطأة على الدول الفقيرة - المصدر: بلومبرغ
التغير المناخي سيكون أشد وطأة على الدول الفقيرة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أفادت منظمة "أوكسفام"، أن الدول الغنية تقصر في الوفاء بالتزامات تمويل المناخ تجاه الدول الفقيرة وتستخدم حسابات "مضللة" و"غير نزيهة" لتضخيم المبالغ المقدمة، قبل أسابيع فقط من محادثات رئيسية.

قالت "أوكسفام" الدولية في تقرير صادر حديثاً، إن الدول الغنية قدمت تمويلاً عاماً بقيمة تقل عن 25 مليار دولار في عام 2020، مقارنة بنحو 70 مليار دولار مُعلن عنها. وجدت المنظمة غير الربحية أن الكثير من الأموال يجري تقديمها من خلال القروض، مما يثقل كاهل الدول بالمزيد من الديون، في حين أن الأموال المقدمة غالباً ما يكون تركيزها أقل على قضايا المناخ من ما ذُكر.

اقرأ المزيد: "أوكسفام": الفقر الشديد سيطال ربع مليار شخص جديد هذا العام

تمويلات "مضللة"

قالت نافكوت دابي، رئيسة سياسة المناخ بمنظمة أوكسفام، في بيان، إن مساهمات الدول الغنية لا تستمر في الانخفاض بشكل فادح عن هدفها الموعود فحسب، بل إنها مضللة للغاية أيضاً. تابعت: "بدلاً من دعم الدول التي تواجه حالات الجفاف وأعاصير وفيضانات متفاقمة، فإن الدول الغنية تعمل على شل قدرة نظيرتها الفقيرة على التعامل مع الصدمة التالية وتعميق فقرها".

مع استمرار تقصير الدول الغنية في الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنوياً، وهو الهدف الذي كان يُفترض تحقيقه في عام 2020، فإن نتائج التقرير لديها القدرة على زيادة تآكل الثقة مع الدول الفقيرة التي تتحمل وطأة الظواهر الجوية المتطرفة.

يُتوقع أن يكون التمويل المقدم لمساعدة الدول الجزرية والدول الأقل نمواً أحد القضايا الرئيسية المطروحة في قمة المناخ "كوب 27" (COP27) المنعقدة في مصر الشهر المقبل.

ديون المناخ

يسلط تقرير "أوكسفام" الضوء على حالة السنغال، وهي واحدة من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، لكنها تلقت 85% من تمويلها في شكل ديون. بشكل عام، ارتفعت مدفوعات الديون الخاصة بالدول الأقل نمواً إلى 31 مليار دولار في عام 2020، بحسب المنظمة غير الربحية.

من المتوقع أن تتصارع الدول، في محادثات المناخ في نوفمبر، بشأن كيفية تعزيز أهداف التمويل من مليارات الدولارات إلى التريليونات التي تقول الدول النامية إنها ضرورية للتعامل مع آثار تغير المناخ.

الدول النامية تريد أيضاً صندوقاً مخصصاً لمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن الطقس المتطرف بشكل متزايد، والتي حدثت إلى حد كبير بسبب الانبعاثات التاريخية للدول الغنية.

قادت رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي دعوات للإعفاء من الديون لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع آثار تغير المناخ.

قالت دابي إن :"نظام تمويل المناخ الذي يعتمد بشكل أساسي على القروض يزيد المشكلة سوءاً". وأضافت: "يجب على الدول الغنية الالتزام بشكل عاجل بزيادة الدعم القائم على المنح للدول الضعيفة وإصلاح ممارسات إعداد التقارير المعيبة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

سياسة المناخ الجديدة تعيد تشكيل الاقتصاد الأسترالي

الحكومة الجديدة أقرت في سبتمبر أول هدف ملزم لخفض الانبعاثات الكربونية

time reading iconدقائق القراءة - 8
زعيم \"حزب الخضر\" آدم باندت يصفق خلال إطلاقه الحملة الإنتخابية للحزب 16 مايو، بريسبان، أستراليا - المصدر: بلومبرغ
زعيم "حزب الخضر" آدم باندت يصفق خلال إطلاقه الحملة الإنتخابية للحزب 16 مايو، بريسبان، أستراليا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اتُهمت أستراليا كثيراً بالتقاعس في العمل المناخي، لكنها أقرت في سبتمبر أول هدف ملزم لخفض الانبعاثات، وكرسته بقانون ينص على خفض نسبته 43% عن مستويات عام 2005 بحلول العام 2030، والوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050. لكن انتُقد بالفعل مشروع القانون بسبب افتقاره إلى أدوات التطبيق، والشكوك حول مدى فعاليته في نقل البلاد - أحد أكبر مُصدّري الفحم في العالم - بعيداً عن الوقود الأحفوري.

قال ديفيد بوكوك، عضو لأول مرة في مجلس الشيوخ ومنتخب بتكليف يخص المناخ، في أحدث حلقات بودكاست (Zero) الذي تصدره "بلومبرغ غرين": "مجرّد وضع هذا الهدف في تشريع هو أمر تاريخي في أستراليا، لكن هذا ليس شيئاً يجعلنا نوقف بقية جهودنا ونُربت على ظهورنا بدافع الرضا، حتى مجتمع الأعمال هنا في أستراليا كان يضغط من أجل "طموح أعلى بشأن المناخ".

أقر التشريع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز وحكومته العمالية، التي وصلت إلى السلطة في الانتخابات الفيدرالية - التي أطلق عليها اسم "انتخابات المناخ" - والتي أجريت في مايو. رأت الحكومة الليبرالية الحالية أن دعمها ينهار مع تحول جمهور الناخبين الذي ضربته الحرائق والجفاف والفيضانات نحو الأحزاب التي تعهدت بالعمل المناخي. لذا شهد "حزب الخضر" الأسترالي ومجموعة من المرشحين المستقلين مثل بوكوك، المعروفين باسم "البط البري"، مكاسباً إلى جانب "حزب العمال" أيضاً.

طالع المزيد: أستراليا مطالبة بالاحتفاظ بكمية أكبر من الغاز الطبيعي المسال داخل البلاد

نصيب عادل

قال آدم باندت، زعيم حزب الخضر الأسترالي، في حلقة هذا الأسبوع من بودكاست (Zero) :"العلم يقول إنه لكي تتحمل أستراليا نصيبها العادل من خفض الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تقلل التلوث بنسبة 74% بحلول عام 2030".

ولكي تحقق أستراليا هدفها الحالي، والأهداف الأكثر طموحاً في المستقبل، يجب أن تبدأ الآن في تحويل اقتصادها بالكامل، بحسب بوكوك الذي يقول: "كما تعلمون، هذا هو التحدي - لم نمر من قبل بمرحلة قمنا فيها بشيء مشابه. لكن هذه هي الفرصة".

اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تنتقد استراتيجية أستراليا المناخية قبيل القمة الدولية

انضم كل من ديفيد بوكوك وآدم باندت إلى أكشات راثي في بودكاست (Zero) لمناقشة سبب تصويت الناخبين الأستراليين لمرشحي المناخ، وكيف يمكن للبلاد أن تبتعد عن الفحم، وما هي خطوطهم الحمراء عندما سيعملون مع حكومة "حزب العمال" الجديدة.

المحادثة الكاملة

هذه نسخة منقحة ومختصرة من مقابلة بودكاست (Zero) مع باندت وبوكوك. يمكنك الاستماع إلى المحادثة الكاملة هنا، وقراءة نص الكامل هنا.

أكشات راثي: لدى أستراليا الآن ما يسميه البعض الأغلبية العظمى للمناخ، مع حصول الخضر على أكبر دعم. ما الذي تغير في الخطاب السياسي الأسترالي وساهم في نجاح هؤلاء المرشحين؟

آدم باندت: لطالما كانت هناك رغبة في أستراليا لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ لأن الناس يرون آثاره تظهر. لقد خرجنا للتو من ثلاث سنوات من جفاف وحرائق غابات حظيت باهتمام دولي. رأينا أيضاً تحركاً على الصعيد الدولي حتى من الحكومات المحافظة مثل المملكة المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة التي بدأت تتحرك. كان هناك إحساس حقيقي بأن الكيل قد طفح وقد حان الوقت لتتحرك أستراليا بشأن المناخ.

نقطة انطلاق

أكشات راثي: ما هو التشريع ذو الأولوية الذي يجب إقراره لضمان استيفاء أستراليا لهدف خفض الانبعاثات؟

ديفيد بوكوك: علينا أن نضمن أن يكون خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030 هو مجرد نقطة انطلاق، فهو هدف رمزي إلى حدّ كبير. الآن علينا المضي قدماً في أعمال تحويل اقتصادنا بالكامل. كالعمل مع الأسر لضمان جنيهم للفوائد الكبيرة الناجمة عن كهربة منازلهم. أود أن أرى زيادة للهدف بمرور الوقت وبعد ذلك التركيز على تكميله عبر التعويضات التي نسمح للشركات باستخدامها؛ وضمان أن تحصل المجتمعات التي كان لديها لأجيال وظائف في الوقود الأحفوري على وظائف آمنة وذات أجر جيد في المستقبل.

أكشات راثي: هل تؤيد الدعوات لإنهاء جميع مشاريع الوقود الأحفوري؟ وهل تعتقد أن هناك أي فرصة في أن توافق حكومة "حزب العمال" على مثل هذا الاقتراح؟

ديفيد بوكوك: إذا أردنا أن نصغي إلى العلماء، فلا يجب أن يكون لدينا أي مشاريع جديدة للفحم والغاز. ذلك واضح. التحدي الذي يواجه أستراليا هو بناء هذه الصناعات للمستقبل في نفس الوقت الذي نتخلص فيه تدريجياً من الوقود الأحفوري. أما سياسياً - لأكون صريحاً: كلا، لا أستطيع أن أرى الحكومة تتجه نحو ذلك في المناخ السياسي الحالي. لكن مواقف المجتمع تجاه شركات الوقود الأحفوري تتغير بسرعة كبيرة، ونأمل أن يكون ذلك ممكناً في وقت قريب جداً.

موقف على أجهزة الإنعاش

أكشات راثي: الحزب الليبرالي خسر بعضاً من أكثر مقاعده أماناً لمرشحي المناخ. هل أصبح العمل المناهض للمناخ في أستراليا الآن موقفاً ميتاً لا يجلب نتائجاً تساعد على الفوز؟

آدم باندت: إذا لم يكن هذا الموقف ميتاً، فهو على أجهزة الإنعاش. وأعتقد أنه لا ينبغي على الناس التقليل من أهمية ذلك، فأنت تحصل على مكافأة سياسية في أستراليا الآن لاتباعك سياسة أفضل بشأن المناخ، ولا أعتقد أن الحكومة الجديدة مدركة ذلك بشكل كامل لذلك حتى الآن لكن لديهم الآن مساحة للذهاب أبعد وأسرع.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.