زعيم المناخ في الاتحاد الأوروبي متفائل بشأن مستقبل الكوكب

time reading iconدقائق القراءة - 5
الدنمارك بدأت الاستثمار بكثافة في طاقة الرياح منذ السبعينات - المصدر: بلومبرغ
الدنمارك بدأت الاستثمار بكثافة في طاقة الرياح منذ السبعينات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يقول كاتب إحدى أكثر خطط المناخ طموحاً في الاتحاد الأوروبي، إنَّ عام 2020 شكَّل نقطة تحوُّل أشعرته بالتفاؤل تجاه مستقبل كوكب الأرض.

وبالرغم من أنَّ هذا العام أظهر حجم الجهود المطلوبة للحدِّ من التغيُّرات المناخية؛

- استمرَّ ارتفاع درجات الحرارة حتى في ظل عمليات الإغلاق العالمية التي أدَّت إلى توقُّف معظم الاقتصادات- فإنَّ وزير المناخ الدنماركي دان جورجنسن، يقول إنَّ هناك أسباباً تدعو إلى التفاؤل، في إشارة منه إلى أحدث اتفاقية مناخ بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي من شأنها إعادة أكبر اقتصاد في العالم إلى اتفاقية باريس للمناخ.

تغيُّرات سلوكية

وفي مقابلة أُجريَت معه في كوبنهاغن قال جورجنسن: "من اللافت للنظر أنَّ إغلاق مجتمعاتنا لم يقُدنا إلى الاقتراب من مستوى الانخفاض الذي نحتاج إليه، وهذا يعني أنَّ التغيُّرات السلوكية وحدها لا تزال غير كافية. وبالرغم من مدى السلبية التي تسود على تحليل الوضع في أغلب الأوقات؛ فإنَّ بعض الأسباب يدعو إلى التفاؤل، بل وإلى الاحتفال".

وأنهى جورجنسن عام 2020 بتعهده أن تتوقَّف بلاده، التي تُعَّدُ أكبر منتج للخام في الاتحاد الأوروبي، عن التنقيب عن النفط، مما دفع منظمة "غرين بيس" إلى قول: "هذا ما تبدو عليه القيادة المناخية".

ويُعدُّ تعهُّد جورجنسن جزءاً من خطة الدنمارك لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990، تلك الخطة التي تُعدُّ أكبر طموحاً من نسبة الـ55% التي يستهدفها الاتحاد الأوروبي، إذ تقع الدولة الإسكندنافية في طليعة الجهود التي تبذلها الكتلة لحماية البيئة.

تأثير كورونا على خطط مواجهة التغيُّر المناخي

ولقد أثار وباء كورونا العالمي موجة من الإغاثة المالية التي أتاحت الفرصة أمام بعض من أكثر المبادرات المناخية جرأة حتى الآن، فقد حدَّدت ثمانية من أكبر عشرة اقتصادات في العالم، بما في ذلك الصين واليابان، أهدافاً للوصول بصافي الانبعاثات إلى الصفر في غضون عقود زمنية. في الوقت نفسه يريد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أن تكون الولايات المتحدة دولة محايدة للكربون بحلول عام 2050.

وقال جورجنسن: "سوف ننفق مليارات من أجل التعافي الاقتصادي في أوروبا، ويمكننا أيضاً تحقيق أمور جيدة بالفعل، إذا تصرَّفنا بذكاء، واستثمرنا في البنية التحتية الخضراء، وفي كفاءة الطاقة".

الحوافز المالية

ويمكن للدنمارك تحقيق مزيد من الحوافز المالية من خلال المسار الذي تتبعه نحو اقتصادٍ خالٍ من الكربون، فقد بدأت البلاد الاستثمار بكثافة في طاقة الرياح منذ السبعينيات، لتستطيع حالياً توفير أكثر من 40% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من الرياح.

وتُعدُّ الدنمارك موطناً لأكبر صانع توربينات رياح في العالم، وهو شركة "فيستاس ويند سيستمز" التي تعدُّ أكبر مطوِّر لمجمعات طاقة الرياح البحرية في العالم، إلى جانب شركة "أورستيد" (Orsted A/S) المملوك نصفها للحكومة، التي بدأت كشركة حكومية منتجة للنفط والغاز، لكنَّها طوَّرت نفسها قبل نصف عقد، لترتفع قيمتها منذ ذلك الحين بنحو 430%.

تعهدات أخرى للدنمارك تجاه المناخ

وبعيداً عن القرار الذي اتخذته بشأن التخلص تدريجياً من إنتاجها من نفط بحر الشمال، وإنهائه تماماً مع حلول عام 2050، تعهَّدت الدنمارك بالتزامات أخرى عديدة في عام 2020، من بينها التخطيط لبناء جزيرتين لإيواء البنية التحتية لمزارع الرياح البحرية الجديدة، مما يساعدها على زيادة الاقتراب من هدف توليد احتياجاتها كافةً من الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة.

وعندما يتعلَّق الأمر بالمناخ، لم تَسلَم حكومة جورجنسن الديمقراطية الاشتراكية من الانتقادات، إذ اتُّهمت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن بالامتناع عن استخدام الضرائب لتوجيه المستهلكين والشركات نحو سلوك صديق للبيئة، كما واجهت انتقادات للجهود الرامية إلى ترويج السيارات الكهربائية بسبب افتقارها إلى الطموح. لكنَّ الحكومة تزعم أنَّ الاستثمار في التقنيات الجديدة سيثبت في نهاية المطاف أنَّه الوسيلة الفُضلى لإحداث التغيير.

ويقول جورجنسن، إنَّ صنَّاع السياسة بحاجة إلى إبقاء عامة الناس في صفِّهم، مشيراً إلى فرنسا التي ارتدى فيها المتظاهرون عام 2018 سترات صفراء، وخرجوا إلى الشوارع لعدَّة أشهر بعد أن أثار غضبهم ارتفاع أسعار الوقود.

وأضاف أنَّ التكاليف المرتفعة المترتبة على تحقيق الأهداف المناخية، تعني "أنَّنا بحاجة إلى التفكير بجدِّية في كيفية التعامل مع هذه الأهداف"، معرباً عن أمله في أن تصبح الدنمارك أنموذجاً يَحتذي به الآخرون. وأضاف: "إذا تسبَّبت خطَّتنا في انخفاض الإنتاج أو إغلاق بعض الصناعات، فلن يكون ذلك جيداً".

تصنيفات

قصص قد تهمك

كتاب جديد عن التغيير المناخي سيمنحك الأمل في 2021

time reading iconدقائق القراءة - 4
الدكتورة كاثرين ويلكينسون (إلى اليسار) والدكتورة أيانا إليزابيث جونسون ، المحرران المشاركان للكتاب - المصدر: بلومبرغ
الدكتورة كاثرين ويلكينسون (إلى اليسار) والدكتورة أيانا إليزابيث جونسون ، المحرران المشاركان للكتاب - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

مع انقضاء العام 2020 بكل ما حمله من تحديات، فإن ثمة أمورا إيجابية كانت تستحق أن نذكرها. أحد هذه الأمور هو الكتاب الذي نُشر تحت عنوان "All We Can Save" (كل ما يمكننا إنقاذه)، والذي قد يساعدنا على اجتياز مستقبلٍ مرهقٍ للأعصاب.

في ظل الحياة التي أصبحت افتراضية، وجائحةٍ مزعزعة للاستقرار، وتصاعد الاتجاهات الشعبوية حولنا، يمثّل هذا الكتاب ما كان يصفه كاتب القصص القصيرة الراحل رايموند كارفر بـ"أمرٌ جيدٌ صغير".

كتاب "All We Can Save" عبارة عن مجموعة مقالات وذكريات وأشعار، وربما مذكرات إرشادية كتبتها 60 امرأة، معظمهنّ مرتبطات مهنياً بطريقةٍ أو بأخرى بالتغيير المناخي، تجد فيها مداخلات للعالمات والباحثات والناشطات والصحافيات والمسؤولات الحكوميات السابقات والكاتبات وغيرهنّ.

الديمقراطية هي الحل

ولعلّ أدقّ عبارةٍ تعبّر عن الكتاب، تلك التي جاءت في أحد "الاقتباسات" المنسوبة لهيذر ماكغي، المُعلّقة والكاتبة ورئيسة مجلس إدارة مجموعة "Color of Change"، التي تقول فيها: "إنّ عدم المساواة والتغيير المناخي هما التحديان المتلازمان لعصرنا الحالي، وإنّ المزيد من الديمقراطية هو الحل لكلتيهما."

واعتاد قرّاء "بلومبرغ غرين" على اعتبار التغيير المناخي مشروعاً، أو استثماراً، أو سياسةً، أو تكنولوجيا، أو قصة علمية. بينما يكمّل كتاب "All We Can Say" هذه المقاربة من خلال مشهد التعاطف الذي يربط الناس ببعضهم البعض و يربطهم كذلك بالتاريخ.

وتنطوي كل مساهمة عمّا يعنيه أن تكون المرأة منحدّرة من سلالة ما، أو طفلةً، أو أماً، أو صديقةً، أو زميلةً، أو قائدةً، وعلاقتها مع التغيير المناخي. وقد استوحي عنوان الكتاب من بيتٍ للشاعرة الراحلة أدريين ريتش تقول فيه: " قلبي متأثرٌ بما لا يمكنني إنقاذه".

ومن الممتع أن تقرأ في الكتاب عن خبرة السكان الأصليين وفهمهم للبيئة بشكل رائع، فعلى سبيل المثال، فإن المسائل العصرية للحوكمة للعمل والزراعة وغيرها، والتي تسارعت لتطبيقها أكبر شركات العالم على مدى 15 عاما الماضية لارتداء عباءة "الاستدامة"، كانت المجتمعات البشرية القديمة خبيرةً فيها وبصمتٍ على مدى قرون.

رسائل الكتاب

وتكتب شيري ميتشيل واحنا هامو كواست: "إنّ المساهمة الرائعة التي يمكن للسكان الأصليين القيام بها في وقتنا الحالي هي الاستمرار بتزويد الناس بنماذج حية للاستدامة متجذرة في الحكمة القديمة." وفي منتصف الكتاب، تربط ريجين كليمان، رئيسة نقابة "Creo"، وهي مجموعة استثمار للعائلات الغنية، بين القديم والجديد سائلةً: "كيف يمكننا استخدام آليات رأس المال كما هي موجودة حالياً للتغيير؟"

وهناك معلوماتٌ مقدّمة من السياسيين، يتلخّص جوهر أي منها فيما كتبته هيذر ماكتيير توني، مديرة وكالة حماية البيئة الإقليمية الأميركية السابقة، حول أنه عندما تُغلَق الأبواب وتبدأ الاجتماعات "لا يكون هناك مجالٌ للانقسامات"، وفق تعبيرها.

وهناك بعض عمليات التكرار للأسماء والأفكار، والتي يمكن تفسيرها على أنها رسائل دعم للمجتمع. وقد تمّت تسمية إحدى المساهمات في الكتاب، وهي رئيسة وكالة حماية البيئة الأميركية السابقة جينا مكارثي، لتصبح المستشارة المناخية الوطنية للرئيس الأمريكي جو بايدن.

وعادةً ما تكون الكتب محدودة، وحتى أنّ عملاً يضم 60 مساهمةً و419 صفحة قد يغفل بعد الشخصيات. وقد حوّلت رئيستا التحرير أيانا إليزابيث جونسون، وكاثرين ويلكينسون، اللّتان تحملان شهادتيْ دكتوراه في علم الأحياء البحرية، والجغرافيا والبيئة على التوالي، كتابهما إلى "مشروع كل ما يمكننا إنقاذه"، مع رسالةٍ جديدة، من أجل نشر أفكارهما والحديث عن حديث النساءٍ الرائدات في مجال المناخ.

يعدّ "All We Can Save" كتاباً يضم رسائل لكل من يرغب بالانضمام. وقد رفعت كل من جونسون وويلكينسون المستوى فيه. ويمكن تكرار صيغة الكتاب من قبل أي شخصٍ يؤمن بالحداثة ورسوخها والمساواة في الحقوق في الحياة والحرية والسعي إلى السعادة.

تصنيفات

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.