"دوري الشرق المالي" ورحلة تقصّي ميزانيات أندية كرة القدم العربية

التقرير الأول من نوعه الذي يرصد البيانات المالية لأندية كرة القدم بكبرى الدوريات العربية

time reading iconدقائق القراءة - 9
دوري الشرق المالي - المصدر: بلومبرغ
دوري الشرق المالي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

أصدرت "الشرق للأخبار" تقرير "دوري الشرق المالي للأندية العربية"، ويسلّط الضوء على الأوضاع المالية لنشاط كرة القدم بالأندية العربية، وإمكاناتها المادية، ومدى كفاءة الإنفاق بها.

رياض حمادة، مدير الأخبار الاقتصادية في "الشرق للأخبار"، أشار إلى أن "الإصدار، الذي يُعدُّ الأول من نوعه في الصحافة العربية، تنبع أهميته من شح البيانات الخاصة بالأحوال المالية المتداولة للأندية العربية، رغم ما تتلقاه صناعة كرة القدم من أموال طائلة، وهو ما تظهره الأرقام التي يكشف عنها هذا التقرير، والذي تعتزم "الشرق للأخبار" إصداره بشكل دوري".

يُرتقب أن يشكّل "دوري الشرق المالي للأندية العربية"، والمدعَّم بالجداول والرسوم البيانية التوضيحية، مرجعاً هاماً لكل المهتمين برياضة كرة القدم في العالم العربي، بمن فيهم مجالس إدارات الأندية أو المستثمرين الحاليين أو المحتملين في هذه الرياضة الأكثر شعبيةً بالمنطقة، لما يضمّه من معلومات موثقة تم جمعها بعناية من خلال ميزانيات الأندية العربية، وكذلك التقارير الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فيما يخص الانتقالات الخارجية للاعبين.

لوائح مصر معقدة

قلّما تكون هناك معاناة بالوصول إلى الأرقام المالية لمعظم الأنشطة الرياضية والبطولات والأندية في الدول الغربية، فكافة المعلومات تُنشر بشفافية وسهولة، لا بل إن معظم الأندية الكبيرة تنشر قوائمها المالية بصورةٍ ربع سنوية. لكن الأمر في المنطقة العربية أكثر تعقيداً، وانطلاقاً من هذه الثغرة جاءت فكرة إطلاق "دوري الشرق المالي"، والذي يمثل مرجعاً كاملاً للتقارير المالية الصادرة عن أندية كرة القدم العربية.

عقباتٌ عديدة يصطدم بها الباحث عن الأرقام المالية للأندية العربية، فأنظمتها الداخلية ولوائحها متغيّرة من بلدٍ إلى آخر، ومصر قد تكون أكثرها تعقيداً، إذ هناك أندية أهلية تابعة للحكومة، وأندية تعود لأعضاء هيئات وجمعيات، وأندية خاصة مملوكة لأفراد أو شركات. والأندية التابعة للحكومة فقط هي التي تعقد جمعية عمومية تكشف فيها عن أرقامها المالية، كما هو الحال في المغرب وتونس أيضاً.

في المقابل، فإن أندية الجمعيات، وكذلك تلك الخاصة المملوكة لأفراد أو شركات، تتعامل مع عملية البحث عن إيراداتها ومصروفاتها كما لو أنها أسرار حرب، يستحيل الإفصاح عنها، رغم أن هذا يتعارض مع القواعد الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأفريقي "كاف"، والذي يفرض على الأندية المشاركة في بطولاته السماح له بالاستعانة بشركة تدقيق مالي لفحص حسابات وميزانيات الأندية.

السعودية أكثر شفافية

أطلقت وزارة الرياضة السعودية في 2019 مبادرة حوكمة الأندية الرياضية، بهدف ضبط ومراقبة الأداء المالي للأندية، وكان من ثمار ذلك الكشف عن التزامات الأندية المالية من خلال وزارة الرياضة، وكذلك الإفصاح عن ميزانيات الأندية من خلال عقد جمعية عمومية يتم الكشف فيها عن إيرادات ومصروفات كل نادٍ.

وزارة الرياضة السعودية وضعت خمسة معايير للحوكمة في الأندية، هي الاستراتيجية والقيادة، والإدارة والتشغيل، والالتزام والتحكم والرقابة، والإدارة المالية، والأنشطة التسويقية والفعاليات، على أن يجري تقييم كل معيار بدرجات، من ينجح في تحقيقها بجدارة يحصل على دعم مالي قيمته 28 مليون ريال (7.5 مليون دولار تقريباً)، ينخفض إلى 23 مليون ريال للفئة الثانية، و20 مليوناً للثالثة، و2.5 مليون ريال فقط للفئة الرابعة، ومليون للخامسة. أمّا الفئة الأخيرة التي لم تحقق المعايير، فإنها تخضع لورش عمل كي تستطيع تجاوز الوضع الذي هي عليه.

غموض الإمارات وقطر

رغم الاستغراق في البحث والاستقصاء ومراسلة المصادر، هناك العديد من الدوريات لم نستطع الوصول إلى ميزانيات الأندية فيها، وحتى البحث في المواد المنشورة لم يزودنا بمعلومات كافية. فعلى سبيل المثال، بما يخص الدوري الإماراتي الذي يكثر الحديث عن خصخصته وتحويله لقطاع استثماري، تمّ نشر خبر في أبريل 2018، يقول إن مجلس دبي الرياضي خصص 363 مليون درهم (حوالي 100 مليون دولار) لأندية دبي. لكن عقب هذا الإعلان لم تصدر أي تقارير أو أخبار في السنوات التالية عن مخصصات مالية، كما أن حديث إدارات الأندية عن الميزانيات غير موثق. والأمر عينه في قطر فيما يخص الاطلاع على ميزانيات الأندية، والتي تسير في ظل الدعم الحكومي.

محاولات عديدة أيضاً للحصول على معلومات موثقة عن التقارير المالية للأندية الجزائرية، ومع أن وسائل الإعلام والصحف الجزائرية يضجان بتقارير ومواد خبرية عن الأزمات المالية التي تضرب الأندية الجزائرية، التي تحصل على دعم من الحكومة، وبعضها يحظى برعاية شركات كبرى، إلاّ إن التقارير المالية لهذه الأندية لا تبصر النور.

المثير للدهشة أن ذلك لم يكن الحال قبل بضع سنوات. فعلي سبيل المثال، نشر نادي وفاق سطيف إشهاراً على حساباته الرسمية في 2020، أفصح فيه أن الجمعية العمومية للنادي صادقت على التقرير المالي لعام 2019 بإيرادات بلغت 42.6 مليار دينار (حوالي 3 ملايين دولار)، مقابل مصروفات تناهز هذا المبلغ.

"فيفا" يكشف المستور

مع الشح الواضح في البيانات المالية الموثقة للأندية العربية، كان هناك مصدر آخر يوضح ما تنفقه هذه الأندية على صناعة كرة القدم، وهي تقارير الانتقالات الخارجية التي يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والتي تكشف نفقات ومداخيل الأندية من صفقات بيع وشراء عقود اللاعبين خارجياً، من خلال رصد نظام الانتقالات الدولي "تي أم أس" (TMS).

الدوري الإماراتي، كنموذج، بلغت نفقات أنديته على شراء لاعبين من الخارج 42 مليون دولار تقريباً. في حين أنفقت أندية الدوري القطري نصف هذا المبلغ عام 2021. وفي المقابل، استطاعت الأندية المغربية تحقيق أرباح مالية من بيع اللاعبين تجاوزت 7 ملايين دولار. وهذه الأرقام الوارد تفاصيلها في تقرير "دوري الشرق المالي للأندية العربية" تلقي الضوء على جزءٍ من مصاريف ومداخيل أندية كرة القدم العربية، وتعطي مؤشراً حول أوضاعها المالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

"برشلونة" يبيع 24.5% إضافية من مركز المحتوى الرقمي لمواجهة التعثر

time reading iconدقائق القراءة - 5
جمهور كرة القدم لـ \"برشلونة\" بالقرب من متجر النادي في ملعب \"كامب نو\" - المصدر: بلومبرغ
جمهور كرة القدم لـ "برشلونة" بالقرب من متجر النادي في ملعب "كامب نو" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

توصّل نادي برشلونة، أحد أكبر أندية كرة القدم في إسبانيا، إلى اتفاق لبيع 24.5% إضافية في مركز المحتوى السمعي والبصري التابع له "بارسا استوديوز" (Barca Studios)، فيما يُعدّ محاولة أخرى لدعم موارده المالية المتعثرة.

قال نادي برشلونة في بيان أمس الجمعة إن شركة "أورفيوس ميديا" (Orpheus Media)، التي يديرها جاومي روريس، وهو المؤسس المشارك لـ"ميديابرو" (Mediapro)، وافقت على دفع 100 مليون يورو (103 ملايين دولار) لشراء الحصة في ذراع المحتوى الرقمي غير المربح للفريق. يأتي بيع هذا الاستثمار بعد أسبوعين من شراء منصة التشفير "سوسيوس دوت كوم" (Socios.com) لحصة 24.5% أخرى بالمبلغ نفسه.

يبحث النادي ذو التاريخ الأسطوري عن المزيد من الأموال حتى يتمكن من الامتثال للقواعد المالية النزيهة بمجال الرياضة والخاصة بالمسابقة الوطنية لكرة القدم "لاليغا" وتسجيل لاعبين جُدُد، بما في ذلك المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والجناح البرازيلي رافينها. ويُعدّ بيع حصة في "بارسا استوديوز" جزءاً مما وصفه رئيس النادي جوان لابورتا بأنه "الرافعات" المالية التي يمكن للنادي الاستعانة بها للمساعدة في استعادة ميزانيته العمومية.

التصنيف الائتماني

سجّل برشلونة خسائر وديون بقيمة 481 مليون يورو فضلاً عن التزامات مستقبلية بـ 1.35 مليار يورو، مما يعني أنه كان قادراً فقط على التعاقد مع لاعبين جدد من خلال خفض الرواتب الحالية للفريق، أو زيادة الدخل أو خفض النفقات.

وقبل بيع 49% من مركز المحتوى السمعي والبصري، باع النادي 25% من حقوقه الإعلامية لمدة 25 عاماً لشركة الاستثمار "سيكسث ستريت بارتنرز" (Sixth Street Partners) التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها.

يُذكر أن النادي أشار في بيان صدر يوم 10 أغسطس إلى أن وكالة "دي بي آر إس مورنينغستار" (DBRS Morningstar) منح ديون برشلونة التصنيف BBB مع نظرة مستقبلية مستقرة، مستشهداً بالإجراءات التي اتخذها مجلس الإدارة الجديد لتحسين الميزانية العمومية للنادي. ويُعدّ ذلك أعلى بمقدار درجة من التصنيف الذي منحته وكالة "فيتش ريتينغز" (Fitch Ratings) وهو -BBB، والتي غيّرت نظرتها إلى سلبية بسبب "المخاطر المرتبطة بالتجديد المقبل للملعب" في 5 أغسطس وسحبت التصنيف "لأسباب تجارية".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.