سباق عالمي للوصول إلى علاج لمرض الزهايمر

time reading iconدقائق القراءة - 6
المصدر - المصدر: بلومبرغ
المصدر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يواصل الإنسان التقدم في مجالات من شأنها رفع متوسط أعمار الوفاة، إذ من المتوقع أن يعيش الأفراد حاليًا أكثر من 71 عامًا، وهو أعلى بخمس سنوات من معدل الأعمار لعام 2000.

بينما على الصعيد الآخر، لم نعرف بعد كيفية التغلب على أسوأ تداعيات تقدم العمر ألا وهو مرض الزهايمر، والذي أصبح مرتبطا بضمور الدماغ التدريجي، أحد أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في العالم، إذ بعد مرور أكثر من قرن على ملاحظة مؤشرات هذا المرض لأول مرة تحت المجهر، ظهر عدد قليل من الأدوية التي تعالج أعراضه، ولكن ليس هناك أدوية تبطيء من تطوره، أو تعكس آثاره أو تقدمه.

الزهايمر مسئول عن 80% من حالات الخرف التي يعاني منها 46.8 مليون شخص بالعالم

ويقدر الباحثون أن هناك 46.8 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع الخرف، ويشكل الألزهايمر المسبب لحوالي 80 بالمئة من هذه الحالات، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم تقريبًا كل 20 عامًا في ظل غياب أي اكتشافات طبية على صعيد الوقاية أو العلاج.

من جهة أخرى، قُدرت تكلفة رعاية المصابين بالألزهايمر (الخرف) بنحو 818 مليار دولار في عام 2015، ما يمثل 1.09 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

الوضع الحالي للمرض ومحاولات مواجهته

استهدف عمل شركات الأدوية لمكافحة المرض لفترة طويلة، بروتين أميلويد (amyloid) الذي يتراكم في دماغ مرضى الألزهايمر، لكن الباحثين لا يعرفون حتى الآن ما إذا كان الأميلويد هو ما يسبب هذا المرض فعليا أو أنه مجرد عامل مساهم ثانوي.

وحققت العديد من الأدوية التجريبية التي استهدفت هذا البروتين نتائج مخيبة للآمال، ما دفع الشركات لاختبارها على أرض الواقع على مرضى يعانون أنواعًا خفيفة من الألزهايمر، إلا أن شركة "ميرك آند كو" (Merck & Co.) أوقفت مثل هذه التجربة في مراحلها الأخيرة في فبراير 2018، قائلةً إنها من المستبعد أن تحقق أي نتائج إيجابية.

وفي الوقت نفسه، تزايد الاهتمام بانتهاج طرق جديدة في البحث، خصوصًا لدى بعض الباحثين الذين قرروا التركّيز على بروتين "تاو" (tau) الشاذ. إذ كلما تقدّم الألزهايمر، انتشر هذا البروتين في أنحاء الدماغ متراكمًا في عقد تضيّق الخناق على خلايا الدماغ، ومن الشركات التي اختبرت استراتيجيات معتمدة على هذا البروتين، شركة "إيلي ليلي" (Eli Lilly) و"جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) و"بيوجن" (Biogen) و"أب في" (AbbVie) و"تاوركس للأدوية" (TauRx Pharmaceuticals).

خلفية مرض الزهايمر واكتشافه

كان طبيب الأمراض العقلية الألماني "ألويس الزهايمر" (Alois Alzheimer) أول من ربط الخرف بتراكم بروتينات غير طبيعية في نسيج الدماغ في عام 1906، وقد سُمي المرض تيمنًا به، بينما بدأت الأبحاث حول أعراض وأسباب وعوامل خطر المرض الذي يحمل اسمه في العقود الثلاثة الأخيرة تقريبًا، ولا تزال العوامل الكيميائية الدقيقة المرتبطة به مجهولة إلى حد كبير.

وحتى وقت قريب، كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتأكد بها الأطباء من إصابة المرضى بالألزهايمر، هي من خلال التحقق من نسيج دماغهم تحت المجهر لملاحظة تراكمات أو ترسبات لبروتين الأميلويد، إلا أن الاختبار لم يكن مفيدًا على كل حال لأن المريض يكون قد توفي أصلًا.

بقي الأمر على هذا الحال، إلى أن تحقق تقدم طبي في عام 2012، حين وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على صِبغة تستخدم في فحوصات التصوير للكشف عن "الصفائح النشوية" (بقع قاتمة في الدماغ تظهر في الذهان الشيخوخي)، وبهذا أصبح من الممكن تشخيص مرضى أحياء بثقة للمرة الأولى.

كما مكّنت فحوصات التصوير الأطباء من تتبع نمو الصفائح مع تطور الخرف، وملاحظة أن هذه الصفائح تظهر قبل عقود من أعراض المرض، والأهم من هذا وذاك أن الصور ستمكّن الأطباء من استبعاد الأفراد المصابين بأنواع أخرى للخرف من اختبارات الأدوية، ما يؤدي إلى نتائج موثوقة أكثر، كما يمكن استخدام هذه الصفائح لقياس مدى فعالية الأدوية.

الجدل الدائر حول علاج الزهايمر

يتقدم العلم بسرعته الخاصة، إلا أن المرضى لا يسعهم الانتظار، ففي ظل الافتقار إلى العلاج، وضعت أكثر من 20 حكومة وطنية الكثير من الخطط الرسمية لمكافحة الخرف، تشمل الالتزامات بتمويل الأبحاث بشكل أكبر وبناء مراكز رعاية يقيم فيها المرضى وزيادة الوعي حول التدابير المخففة ووضع توجيهات أخلاقية لمقدمي الرعاية.

كانت فرنسا في مقدمة الدول الأوروبية التي تطبق هذه الخطط في عام 2001، ثم تبعتها الولايات المتحدة بإطلاق خطتها عام 2012. ويتنافس النشطاء في مجال مرض الألزهايمر للحصول على الموارد اللازمة مع النشطاء في مجال أمراض القلب والسرطان والأمراض الأخرى التي تحصد حياة الكثيرين.

ومن جانب آخر، تتداخل التحديات المالية بالثقافية، فالصين تحرص على مشاركة الأطفال في رعاية المسنين حفاظًا على القيم الكونفوشيوسية. أما في اليابان هناك قلق بأن يتعارض الضغط على نظام الرعاية الاجتماعية مع الالتزام برعاية المسنين. بينما في ولاية آيوا الأمريكية، أدين زوج إمرأة مصابة بالألزهايمر بتهمة الاغتصاب، مما أثار تساؤلات جدلية حول أهلية هؤلاء المرضى لممارسة الجنس.

بينما أفادت الدراسات تحسّنًا سلوكيًا من خلال العلاج بالكركم والشاي الأخضر، وهو أمر يربك المشككين بالعلاج عن طريق الطعام. ولا تزال وصمة العار تحيط بهذا المرض رغم تزايد الوعي حوله، وهذا ما دفع مغني موسيقى الكانتري "غلين كامبل" (Glen Campbell) للكشف عن معاناته الخاصة للعامة.

كما لعبت الممثلة "جوليان مور" (Julianne Moore) دور شابة جذابة مصابة بالألزهايمر في فيلم " لا تزال أليس" (Still Alice)، عام 2014 وحازت بفضله على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي.


الخمور الأوروبية في مرمى رسوم ترمب الجمركية

في أحدث تصعيد للحرب التجارية.. ترمب يتوعد الاتحاد الأوروبي برسوم جمركية جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
زجاجات نبيذ معروضة للبيع في افتتاح متجر للبيع بالجملة - بلومبرغ
زجاجات نبيذ معروضة للبيع في افتتاح متجر للبيع بالجملة - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على النبيذ والمشروبات الكحولية الأخرى التي تنتجها فرنسا وأماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي، في أحدث تصعيد لحرب تجارية متفاقمة عبر المحيط الأطلسي.

في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس، قال الرئيس إنه سيمضي قدماً في فرض هذه الرسوم إذا نفذ الاتحاد الأوروبي خطته لفرض ضريبة على الويسكي الأميركي، وهي خطوة تهدف إلى الرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الصلب والألمنيوم والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

وقال ترمب تعليقاً على الرسوم الأوروبية على الويسكي: "إذا لم تتم إزالة هذه الرسوم فوراً، ستفرض الولايات المتحدة قريباً رسوماً بنسبة 200% على جميع النبيذ، والشمبانيا، والمنتجات الكحولية القادمة من فرنسا والدول الأخرى الممثلة في الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن هذه الخطوة "ستكون مفيدة لصناعة النبيذ والشمبانيا الأميركية".

التداعيات على الشركات الأوروبية

تراجعت أسهم الشركات الأوروبية المنتجة للمشروبات الكحولية نتيجة لهذا التهديد، حيث انخفضت أسعار أسهم "إل في إم إتش" (LVMH)، المالكة لعلامات شمبانيا شهيرة مثل (مويت إي شاندون" (Moët & Chandon) و"وفوف كليكو" (Veuve Clicquot)، بنسبة 2.2%. كما تراجعت أسهم "ريمي كوانترو" (Rémy Cointreau)، المنتجة لمشروب الكونياك، بنسبة 4.5%، فيما سجلت أسهم شركة "بيرنو ريكار" (Pernod Ricard)، المتخصصة في إنتاج المشروبات الروحية، انخفاضاً بنسبة 3.6%.

قال وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتان في منشور على منصة "إكس": "ترمب يصعّد الحرب التجارية التي اختار إشعالها"، مضيفاً: "لن نخضع للتهديدات وسنواصل حماية صناعاتنا دائماً".

سجلت الأسواق الأميركية يوم الأربعاء بعض المكاسب، بعد أسابيع من التقلبات والخسائر، إلا أن العقود الآجلة للأسهم تراجعت يوم الخميس.

إجراءات أوروبية ضد أميركا

في رد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على المعادن، يخطط الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات مضادة تشمل فرض ضرائب على منتجات أميركية تصل قيمتها إلى 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار). 

كما سيبدأ الاتحاد الأوروبي فوراً مشاورات مع الدول الأعضاء بهدف تبني قوائم إضافية من السلع الزراعية والصناعية التي ستخضع لرسوم تصل إلى 25% بحلول منتصف أبريل.

"الرئيس كان مستاءً تماماً من الخطوة الأوروبية"، حسبما صرح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في مقابلة مع "بلومبرغ" اليوم الخميس. وأضاف: "ترمب يهتم بأميركا ويريد رعاية الأميركيين، فلماذا يستهدف الأوروبيون منتجات مثل بوربون كنتاكي ودراجات هارلي-ديفيدسون؟".

وكان لوتنيك يشير إلى المنتجات الأميركية الشهيرة التي استهدفها الاتحاد الأوروبي بالرسوم خلال النزاع التجاري بين الطرفين في ولاية ترمب الأولى. وتم تعليق هذه الرسوم بموجب هدنة أبرمتها إدارة بايدن، لكن هذه الهدنة ستنتهي في 31 مارس، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد أو تمديدها، ما قد يؤدي إلى إعادة فرضها بمعدلات أعلى.

محادثات ثنائية

قال لوتنيك إنه يعتزم التحدث إلى المسؤولين الأوروبيين لاحقاً اليوم الخميس، معرباً عن أمله في أن "يدركوا أنه يجب عليهم التراجع عن هذه الخطوات".

ومن جانبه، أكد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أنه تم التخطيط لعقد محادثات بين الجانبين.

تعهد ترمب بفرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، قائلًا إنه سيبدأ بتنفيذ رسوم انتقامية. ويخطط البيت الأبيض لفرض معدل شامل لكل دولة، استناداً إلى تقييم الرسوم الجمركية التي تفرضها والعوائق التجارية الأخرى، مثل الضرائب الرقمية أو ضرائب القيمة المضافة.

وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد الحرب التجارية، ما قد يدفع الدول المتضررة إلى اتخاذ إجراءات انتقامية قد تؤدي بدورها إلى فرض ترمب لمزيد من الرسوم تحت مبدأ "المعاملة بالمثل". كما يخطط الرئيس الأميركي لفرض رسوم قطاعية على صناعات تشمل السيارات، والأخشاب، وأشباه الموصلات، والأدوية، والنحاس.

التداعيات على الأسواق

ينفذ ترمب أجندته المتعلقة بالرسوم الجمركية على مراحل، مما تسبب في حالة من عدم اليقين في الأسواق، حيث شملت قراراته تأجيلات وتراجعات مفاجئة. فعلى سبيل المثال، هدد يوم الثلاثاء بمضاعفة الرسوم على كندا، لكنه تراجع عن ذلك بعد ساعات عندما علّقت مقاطعة أونتاريو تطبيق رسوم إضافية على صادرات الكهرباء للولايات المتحدة.

ويؤثر استخدام الرسوم الجمركية كأداة للضغط في النزاعات الاقتصادية والجيوسياسية على الأسواق المالية، حيث فقد مؤشر "إس آند بي 500" حوالي 10% من قيمته منذ ذروته التي سجلها في فبراير، مما أثار مخاوف من حدوث ركود اقتصادي.

ورغم أن ترمب كان خلال ولايته الأولى يستشهد بارتفاع الأسواق المالية كدليل على نجاح سياساته، إلا أنه قلّل من تأثير التراجع الأخير، معتبراً أن الانخفاض فرصة للشراء ونادى بضرورة إعادة هيكلة الصناعة وسلاسل التوريد الأميركية.

مطالبات بإعفاءات

وتجدر الإشارة إلى أن مستوى الدعم لاستراتيجية ترمب التجارية ما زال ضعيفاً، إذ تطالب العديد من القطاعات الصناعية بإعفاءات من هذه الرسوم، بينما يحذر الاقتصاديون من تداعيات سلبية قد تلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي ككل.

يُذكر أن ترمب سبق أن هدد خلال ولايته الأولى بفرض رسوم جمركية على النبيذ الفرنسي رداً على السياسات الضريبية الفرنسية تجاه شركات التكنولوجيا الأميركية، لكنه تراجع عن ذلك بعد التوصل إلى هدنة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

تصنيفات

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.