السعودية تخفّف إجراءات كورونا.. والإمارات تشدّدها

time reading iconدقائق القراءة - 11
مسلمون يؤدون مناسك الحج والعمرة  - المصدر: بلومبرغ
مسلمون يؤدون مناسك الحج والعمرة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

جرت العادة منذ انتشار كورونا أن تتسق إجراءات دول مجلس التعاون الخليجي إلى حدٍّ كبير، سواء لناحية الإغلاق والفتح أو التخفيف والتشدّد، لاسيما أكبر اقتصادين في المنطقة وأكثرهما استقبالاً للسياح من الخارج.

لكن اليوم شكّل مفارقة، ففي حين أعلنت السعودية عن رفع معظم الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة الجائحة، كعدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المغلقة، وعدم اشتراط التحصين والتحقـق مـن الحالة الصحية في تطبيـق "توكلنـا"، شدّدت الإمارات على إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة ومعاقبة المخالفين بغرامة مالية تصل إلى 3 آلاف درهم، كما خفّضت مدّة سريان "المرور الأخضر" على تطبيق "الحصن" من 30 يوماً إلى 14 يوماً.

مبرّرات الجهتين

سعودياً، تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تستعد المملكة لاستقبال نحو 850 ألف زائر من مختلف دول العالم للمشاركة في مناسك الحج، حيث بدأت الدفعة الأولى من الحجاج الأجانب منذ ما قبل جائحة كورونا بالوصول من إندونيسيا قبل أكثر من أسبوع.

أمّا إماراتياً، فبرّرت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث قرارها برصد "ارتفاعٍ ملحوظ بعدد الإصابات بكوفيد-19 في دولة الإمارات، إذ ارتفعت الحالات بنسبة تفوق 100% في أقل من أسبوع، كما لوحظ أيضا ارتفاع معدل الدخول للمستشفيات". ويتزامن هذا القرار مع بداية موسم الصيف الذي تُعوّل عليه مختلف الإمارات، خصوصاً دبي، لتنشيط اقتصادها لاسيما قطاعات السياحة والفنادق وتجارة التجزئة.

سجلت الإمارات، اليوم الإثنين، 1319 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات منذ بداية الوباء إلى نحو 919.8 ألف. فيما سجلت المملكة 1188 إصابة جديدة ليصل إجمالي عدد الحالات إلى نحو 778.9 ألف.

هذا الارتفاع في الإمارات، يأتي بعد استقرار الوضع في الدولة لفترة غير وجيزة. واللافت أن إعادة تشديد الإجراءات جاء عبر الإحاطة الإعلامية الدورية، والتي أُعلن في 27 مايو عن توقفها، "مع الالتزام بالعودة إذا ما استجدّت أي أحداث خاصة بالوضع الوبائي".

قصة مدينتين

مطلع يونيو، أعلنت الإمارات عن "تحقق الهدف المرجو من "الحملة الوطنية" للقـاح كوفيد-19"، عبر نجاحها في تطعيم وتحصين 100% من الفئات المستهدفة بالدولة. علماً أن الإمارات تتصدّر دول العالم بمعدّل تطعيم السكان باللقاحات المضادّة لفيروس كورونا، حيث تمّ إعطاء 24.9 مليون جرعة في البلاد، بمعدّل 268 جرعة لكل 100 شخص.

بدورها، تحتل السعودية موقعاً متقدماً لناحية تطعيم سكانها بلقاحات كورونا، إذ تمّ إعطاء 66.5 مليون جرعة، أي بمعدل 190 جرعة لكل 100 شخص.

تسببت جائحة كورونا في تعطيل رحلات الحج إلى حدٍّ كبير، والتي عادةً ما تشكّل مصدر دخل رئيسي للسعودية، حيث تُدرُّ حوالي 12 مليار دولار سنوياً.

وفقاً للبيان الرسمي الصادر اليوم، تقرر عدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المغلقة، باستثناء المسجد الحرام والمسجد النبـوي، والأماكن الـتـي يصـدر بشـأنها بروتوكولات مـن قبـل هيئة الصحة العامـة "وقايـة".

تسعى السعودية إلى تحويل عاصمتها الرياض إلى مركز دولي للأعمال والمواهب، ما يمثّل تحدّياً لمدينة دبي الإماراتية التي طالما كانت القاعدة الإقليمية الرئيسية للشركات العالمية، وتستمر باتخاذ مبادرات لتعزيز جاذبيتها، كتقديم التسهيلات للشركات لإنشاء أعمال لها في الإمارة، وتطوير تشريعاتها لاسيما الرقمية منها، وإعطاء الإقامة الذهبية لأصحاب المواهب للاستقرار في دبي.

واحتدمت المنافسة بين المدينتين مع دخول مسؤولين سعوديين خلال الشهور الأخيرة في محادثاتٍ مع 7 آلاف شركة دولية لفتح مقار إقليمية لها في المملكة، مُقدّمين حوافز متنوّعة وإعفاءات ضريبية. علماً أنه اعتباراً من بداية عام 2024، ستتوقف الحكومة والمؤسسات المدعومة من الدولة عن توقيع العقود مع الشركات الأجنبية التي تقيم مقارها الإقليمية في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.

تصنيفات

قصص قد تهمك

مخاوف الإغلاق تتجدد في الصين مع قلق بكين من تفشي كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 4
مركبات تسير في طرق شبه مهجورة خلال إغلاق \"كوفيد\" في شنغهاي في 24 مايو - المصدر: بلومبرغ
مركبات تسير في طرق شبه مهجورة خلال إغلاق "كوفيد" في شنغهاي في 24 مايو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت الحكومة المحلية في بكين إنَّ تفشي كوفيد -19 المرتبط بحانة شعبية ثبت أنَّه أكثر صعوبة للسيطرة عليه من المجموعات السابقة، إذ شهدت عطلة نهاية الأسبوع اختبارات جماعية، وزيادة العدوى في كل من المدينة وشنغهاي.

أرجأت السلطات إعادة فتح معظم المدارس في العاصمة والتي كان من المقرر إجراؤها يوم الإثنين ، بينما علّقت معظم المناطق في شنغهاي خدمات تناول الطعام في المطاعم.

أبلغت بكين عن 33 حالة إصابة محلية جديدة حتى الساعة 3 مساءً، يوم الأحد، وجميعهم في الحجر الصحي. وفي شنغهاي، استمر اكتشاف الحالات في المناطق السكنية.

عاد تفشي المرض إلى الظهور بعد أيام فقط من تخفيف المدينتين للقيود التي كانت قائمة منذ شهور. ويُظهر الارتفاع السريع في الحالات بمجرد تخفيف القيود صعوبات القضاء الكامل على متحورات الفيروسات المعدية، ويبرر سبب استمرار الصين في جهود القضاء على انتقال العدوى.

يعد نهج عدم التسامح المطلق مع تفشي الفيروس، والذي تتبعه بكين، أمراً يجعل البلاد عالقة في دائرة من عمليات الإغلاق، وإعادة الفتح المدمرة للإنتاج التي تشير إلى المعاناة الاقتصادية المستمرة.

يتوقَّع معظم الاقتصاديين أنَّ الدولة ستفشل في تحقيق هدف النمو السنوي لهذا العام. إذ أدت عمليات الإغلاق بالفعل إلى زعزعة سلاسل التوريد العالمية، وأثرت على عمليات الشركات العالمية العملاقة مثل "سوني" و"تسلا".

حملة اختبارات

ستبدأ منطقة تشاويانغ في شرق بكين حملة اختبار شامل لفيروس كوفيد-19 لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من يوم الإثنين. فقد كانت الحالات الـ65 التي تم اكتشافها يوم السبت مرتبطة بمجموعة الحانات بالمنطقة. ولم تحدد السلطات موعداً جديداً لإعادة تشغيل المدارس.

علقت شنغهاي إغلاقها لمدة شهرين في 1 يونيو ، لكنَّها أغلقت لفترة وجيزة معظم المدينة يوم السبت لإجراء اختبارات جماعية. فيما سارع السكان في وقت سابق إلى تخزين الإمدادات الأساسية خوفاً من أن تكون الحالة الإيجابية في مجمّعهم محصورة في منازلهم. وتم اكتشاف خمس حالات في المنطقة حتى الساعة 5 مساءً يوم الأحد بتوقيت بكين، في حين سيسمح لبعض المناطق باستئناف خدمات تناول الطعام على أساس تجريبي.

بدأ أسوأ تفش في شنغهاي في شهر مارس، وقد ارتبط جزئياً بقصور في عمليات الحجر الصحي بأحد الفنادق، فيما قالت حكومة شنغهاي في وقت متأخر من يوم السبت إنَّ عشرات المسؤولين من منطقة زهوي أقيلوا من مناصبهم أو تلقوا تحذيرات، وكان من بينهم سكرتير الحزب، ورئيس المنطقة ، ونائبا حاكم المنطقة، وذلك بعد أن أدت الممارسات الخاطئة في تنفيذ إجراءات الحجر الصحي إلى إصابات في فندق هوا تينغ في الشهر نفسه.

من غير المرجح أن تغيّر الصين نهجها الخاص بصفر كوفيد في أي وقت قريب، حيث يستعد الرئيس بينغ لإجراء تعديل على قيادة الحزب الشيوعي في وقت لاحق من هذا العام، والذي من المتوقَّع أن يضمن فيه فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس.

دعا رئيس الصين حكومته إلى الالتزام "بشكل ثابت" باستراتيجيتها الخاصة بالفيروس، مع تحقيق توازن بين احتياجات الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي.

أشاد وزير الدفاع وي فنغي في خطاب ألقاه أمام أكبر مؤتمر أمني في آسيا في سنغافورة يوم الأحد بسياسة مكافحة كورونا في الصين، قائلاً إنَّ البلاد هي واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم، حيث يوجد أدنى معدل وفيات ناجمة عن كوفيد، ووصف وي استجابة الصين لفيروس كوفيد بأنَّها معجزة، وقال إنَّ نجاحها يمثل مساهمة كبيرة في المعركة العالمية ضد الوباء.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.