المحاصيل الزراعية في الصين قد تكون الأسوأ تاريخياً هذا العام

time reading iconدقائق القراءة - 6
القطاع الزراعي في الصين يتعرض لعدد من التحديات أبرزها الفياضانات غير المعهودة - المصدر: بلومبرغ
القطاع الزراعي في الصين يتعرض لعدد من التحديات أبرزها الفياضانات غير المعهودة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حوادث الطقس المتطرفة بشكل أكبر والناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بالإضافة للاضطرابات الجيوسياسية والوباء، كلها عوامل باتت تتسبّب بإعاقة جهود الصين الرامية لضمان توفير الإمدادات الغذائية لسكانها الذين يبلغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة.

جعل الرئيس شي جين بينغ الأمن الغذائي أولوية بالنسبة لثاني أكبر اقتصادات العالم، في إطار جهوده لتلبية الطلب المتنامي على المحاصيل الذي دفع واردات الذرة وفول الصويا والقمح إلى مستويات قياسية، مما جعل بكين معرضة بشكل متزايد للتوترات التجارية وأزمات الإمداد. في الوقت نفسه؛ تسبّبت الكوارث الناجمة عن تغير المناخ في حدوث أضرار واسعة النطاق للمحاصيل، وتقليص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، مما صَعَّب من تعزيز الإنتاج المحلي.

تهديد الفيضانات

عرض تانغ رنجيان، وزير الزراعة الصيني، هذا التهديد خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى في بكين هذا الشهر. وقال للصحفيين: "تواجه الصين صعوبات كبيرة في إنتاج الغذاء بسبب الفيضانات غير المعهودة التي واجهتها الدولة خلال فصل الخريف الماضي". وتابع قائلاً: "أخبرنا العديد من الخبراء والفنيين من ذوي الخبرة أنَّ أوضاع المحاصيل هذا العام قد تكون الأسوأ في التاريخ".

لقي أكثر من 860 شخصاً حتفهم أو فُقدوا في كوارث طبيعية خلال العام الماضي، كما دُمر نحو 30 مليون فدان من المحاصيل. وتسبّبت الأمطار الغزيرة في مقاطعة خنان بوسط البلاد في شهر يوليو وحده، في إتلاف 2.1 مليون فدان من الأراضي الزراعية. كما أخّرت الفيضانات زراعة أكثر من 18 مليون فدان من الأراضي، أي حوالي ثلث إجمالي مساحة محصول القمح الشتوي في الصين. وانخفضت كمية الصف الأول والثاني من المحاصيل، إذ يوجد أكثر من 2.7 مليون شتلة على كل فدان من الأرض، بأكثر من 20% هذا العام مقارنة بالسنوات العادية.

يضر تغير المناخ بمساعي الصين لتحقيق الأمن الغذائي من ناحيتين، وفقاً لما ذكره تشانغ تشاوكسين، الباحث بوزارة الزراعة. وباتت أحوال الطقس المتطرفة المتكررة تؤدي إلى انخفاض غلّة المحاصيل الزراعية بالفعل. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي المواسم المتكررة التي لا يمكن التنبؤ بها، إلى الحد من ثقة المزارعين، وربما تفاقم نقص العمالة الموجود أصلاً في القطاع الزراعي.

البنية التحتية

يقول تشانغ أيضاً إنَّ المزارعين في شمال الصين معتادون على الطقس الجاف وليس على الفيضانات. وفي العديد من المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة العام الماضي؛ لم يتمكّن المزارعون من حصاد محصولهم من الذرة بسبب عدم قدرة آلاتهم على العمل في المياه. إذ لم تتوفر في هذه المناطق البنية التحتية الكافية مثل الأنابيب والأنظمة اللازمة لتصريف المياه من الحقول في الوقت المناسب.

هذه القضايا من المتوقَّع أن تزداد حدة، مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، حيث ستتسبب موجات الجفاف الموسمية في انخفاض غلّة ثلاثة محاصيل رئيسية في الصين، وهي: الأرز والقمح والذرة بنسبة 8% بحلول نهاية العقد، وفقاً لمعهد الموارد العالمية. كما أنَّ تغير المناخ على المدى الطويل؛ يعني أيضاً ارتفاع منسوب المياه الساحلية على امتداد المناطق الشرقية المنخفضة التي ستزيد من الضغط على القطاع الزراعي.

بالنسبة للمحللة الزراعية إيفن باي من منظمة "تريفيوم" (Trivium) البحثية؛ فتقول: "سيكون للطقس تأثير أكبر على الإنتاجية الزراعية مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في السنوات القادمة". وأضافت أنَّ زيادة الواردات لا تعد بديلاً قابلاً للتطبيق، مشيرة إلى أنَّ الاحتباس الحراري يجعل زراعة محاصيل الغذاء أكثر صعوبة على مستوى العالم. وقالت: "تغيّر المناخ الذي يشعر به بقية العالم يمكن أن يؤثر أيضاً على الأمن الغذائي للصين".

تصنيفات

قصص قد تهمك

تعثر الإمدادات بسبب الحرب الأوكرانية يثير ذعر الحكومات بشأن الأمن الغذائي

time reading iconدقائق القراءة - 7
الأمن الغذائي يؤرّق الحكومات حول العالم - المصدر: بلومبرغ
الأمن الغذائي يؤرّق الحكومات حول العالم - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تستيقظ الدول في جميع أنحاء العالم على خطر أزمة غذاء عالمية، حيث تسعى الدول لاتخاذ خطوات من أجل تأمين إمداداتها الخاصة.

أثارت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما دولتان قويتان في إنتاج الحبوب، الذعر بشأن نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار، والضغط المحتمل على الأسمدة الروسية. وأدى ذلك إلى فرض قيود على الصادرات من آسيا إلى الأمريكتين، بينما أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه سيعمل على تركيز "نهجه الكامل" على سياسة الزراعة لضمان الأمن الغذائي.

يُشار إلى أن غزو أوكرانيا، المعروفة بكونها "سلة خبز أوروبا"، هزّ أسواق السلع الأساسية، واستجابت البلدان من خلال تخزين الحبوب وزيت الطهي، أو التشجيع على زيادة المحاصيل. من جانبها، تحثّ مجموعة الدول السبع، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة القادة على إبقاء التدفقات التجارية مفتوحة، محذّرة من أن سياسة الحماية يمكن أن تدفع الأسعار صعوداً، وتؤدي إلى إفراغ الرفوف في البلدان التي تعتمد على الواردات.

وقال جوزيف غلوبر، زميل باحث كبير في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في واشنطن: "أي استقرار تحصل عليه في البلد الذي يطرح حظر التصدير هو عدم استقرار يُصدّر إلى بقية العالم؛ وبالتالي له تأثير متتالي".

يُذكر أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي سيجتمعون، غداً الإثنين، لمناقشة سبل جعل الإمدادات الغذائية أكثر أماناً. وتشمل المقترحات السماح باستخدام الأراضي البور لزراعة المحاصيل البروتينية، وتقديم الدعم لصناعة لحوم الخنازير.

اتخذت عدة بلدان خطوات من تلقاء نفسها؛ حيث خصصت بلغاريا، وهي مُصدّر رئيسي، أموالاً حكومية لزيادة احتياطي الحبوب الوطني، بهدف شراء حوالي 1.5 مليون طن.

وفي فرنسا، تريد جمعية منتجي الأعلاف من الحكومة تخزين 800,000 طن من الحبوب التي تحتاجها كل شهر، خشية أن تؤدي الشهية العالمية للحبوب إلى استنفاد الإمدادات المحلية. أما في خارج الاتحاد الأوروبي، فقد قيّدت الدولتان المصدرتان الأصغر، مولدوفا وصربيا، مبيعات محاصيل مثل القمح أو السكر.

وفقاً لما قاله عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي فإن الأمر يشبه: "تأثير التقليد، فإذا قمتَ بذلك، فسأقوم بذلك أيضاً؛ وهذا شيء لا تحتاجه عند وقوع صدمة في السوق على أي حال".

وذكر أن مجموعة الأمم المتحدة - أكبر منظمة إنسانية - تحاول الوصول إلى 140 مليون شخص على الأقل هذا العام، لكن ليس لديها سوى نصف مبلغ 20 مليار دولار الذي تحتاجه.

من جانبها، رفعت إندونيسيا، أكبر دولة منتجة لزيت النخيل الخام، رسوم التصدير إلى 675 دولاراً للطن، بناءً على الأسعار الحالية، وذلك صعوداً من 375 دولاراً. حيث قال وزير التجارة محمد لطفي إن الضرائب المرتفعة ستجعل تزويد السوق المحلية أكثر ربحية للشركات.

اقرأ أيضاً: جائحة كورونا والأمن الغذائي يعززان استثمارات الزراعة العمودية

علاوةً على ذلك، تمنع الأرجنتين، الدولة الأولى في تصدير مسحوق فول الصويا والنفط، التجار من تسجيل البضائع للتصدير، وهي خطوة تشير عادة إلى زيادة ضريبية مقبلة. كما تدعم الدولة صناعة معالجة القمح، وتُهدّد بكبح جماح صادرات لحوم البقر؛ حيث تحتل مرتبة عالية في المبيعات العالمية في كليهما.

وقد حظرت مصر تصدير المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين، والعدس، والقمح لمدة ثلاثة أشهر. وتُعد أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، أيضاً أكبر مستورد للقمح، وتعتمد على الحبوب في صناعة المعكرونة، وبرنامج دعم الخبز الذي يُطعم عشرات الملايين من الأفراد.

اقرأ أيضاً: الصين تكثِّف جهودها لحماية الأراضي الزراعية لضمان الأمن الغذائي

تتسرّب سياسة الحماية إلى قطاع المنتجات الطازجة أيضاً. حيث يُخفّض المغرب صادراته من الطماطم المتجهة إلى أوروبا لضمان مآدب رمضان القادمة بسبب حرب أوكرانيا، والجفاف التاريخي الذي يعوق المحاصيل المحلية.

وقال جان ميشيل غراند، المدير التنفيذي في منظمة العمل ضد الجوع في المملكة المتحدة، عن مثل هذه القيود: "لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ من ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.