روسيا تشن هجوماً عسكرياً على أوكرانيا.. والعالم يتوعد بالعقوبات

time reading iconدقائق القراءة - 4
فلاديمير بوتين - المصدر: بلومبرغ
فلاديمير بوتين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

هاجمت القوات الروسية اليوم الخميس، مدناً في جميع أنحاء أوكرانيا، بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن "عملية عسكرية"، قائلاً إن العملية العسكرية في إقليم دونباس تستهدف "حماية الشعب".

قال بوتين في خطاب بثه التليفزيون الوطني في وقت مبكر اليوم الخميس، إن روسيا لا تخطط لـ"احتلال" جارتها، لكن على روسيا الدفاع ونزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من "النازيين الجدد"، وحذّر من التدخل الأجنبي.

أكدت روسيا أنها تستهدف منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك المطارات والأنظمة المضادة للطائرات، الأمر الذي وصفته الحكومة في كييف بأنه "غزو شامل"، وفرض الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية.

وأدان الزعماء الغربيون على الفور قرار بوتين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصف أفعاله بأنها "هجوم غير مبرَّر من القوات العسكرية الروسية على شعب أوكرانيا"، ووعد بفرض عقوبات صارمة.

روسيا تبدأ الهجوم.. أوكرانيا تحت القصف وبايدن يتوعد بـ"رد حاسم" (تغطية مستمرة)

الرئيس الأوكراني يؤكد الهجوم

من جانبه أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، أن روسيا نفذت ضربات صاروخية على البنية الأساسية لأوكرانيا وعلى حرس الحدود هناك، وأن دوي الانفجارات سُمع في مدن عديدة بأوكرانيا، مضيفاً أن الأحكام العرفية فُرضت على جميع أراضي الدولة وأنه تحدث تليفونياً إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن.

قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن روسيا بدأت غزواً واسع النطاق لبلاده وتستهدف المدن بضربات بالأسلحة، مضيفاً في تغريدة اليوم الخميس: "بدأ بوتين للتو غزواً واسع النطاق لأوكرانيا، وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات".

وأفادت وكالة "إنترفاكس" بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا وبأن القوات الروسية نفّذت عمليات إنزال في مدينتَي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب، كما أبلغت عن إخلاء موظفين وركاب لمطار بوريسبيل في كييف.

اقرأ أيضاً: هل يمارس بوتين سياسة حافة الهاوية في أوكرانيا؟

بايدن: العالم سيحاسب روسيا

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه الخطوة بأنها "هجوم غير مبرَّر من القوات العسكرية الروسية"، قائلاً: "العالم سيحاسب روسيا".

أضاف بايدن أنه سيلتقي نظراءه في مجموعة السبع اليوم الخميس ثم يتحدث إلى الشعب الأمريكي ليعلن مزيداً من العقوبات التي ستُفرَض على موسكو.

وقال بايدن في بيان: "اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية، روسيا وحدها مسؤولة عن الموت والدمار الذي سيُحدِثه هذا الهجوم، وستردّ الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بطريقة موحدة وحاسمة".

قمة أوروبية

على الصعيد الأوروبي، من المقرر أن يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة طارئة في بروكسل في وقت لاحق اليوم الخميس بعد أن دخلت الجولة الأولى من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا حيّز التنفيذ أمس الأربعاء.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس، إن الاتحاد الأوروبي سيحاسب موسكو على الهجوم "غير المبرر" على أوكرانيا، مضيفة على تويتر: "في هذه الساعات الحالكة، فكرنا مشغول بأوكرانيا والنساء والرجال والأطفال الأبرياء وهم يواجهون هذا الهجوم غير المبرر والخوف على حياتهم؛ سنحاسب الكرملين".

ردود فعل دولية أخرى

  • الأمين العام للأمم المتحدة للرئيس بوتين: باسم الإنسانية، أعِدْ قواتك إلى روسيا، عواقب الحرب ستكون مدمرة لأوكرانيا وبعيدة المدى للاقتصاد العالمي.
  • المستشار الألماني: الهجوم الروسي على أوكرانيا انتهاك صارخ للقانون الدولي ويجب أن توقف روسيا عملها العسكري فوراً.
  • رئيس وزراء بريطانيا: "أشعر بالفزع من الأحداث المروعة في أوكرانيا، وتحدثت إلى رئيسها لبحث الخطوات التالية.
  • سفير الصين بالأمم المتحدة: الوضع في أوكرانيا يمرّ بلحظة "حرجة"، نعتقد أن باب الحلّ الدبلوماسي لم يغلق تماماً.
تصنيفات

قصص قد تهمك

تصعيد بوتين مع أوكرانيا يضع الصين في موقف محرج

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الصيني شي جين بينغ - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الصيني شي جين بينغ - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدان معظم الدبلوماسيين في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حكومة فلاديمير بوتين، لتصعيدها التوترات مع أوكرانيا، في حين تجنّب السفير الصيني بعناية أي ذكر لروسيا.

قال السفير الصيني تشانغ جون مساء الإثنين الماضي في إطار بيان من ست جمل: "يجب على جميع الأطراف المعنية ممارسة ضبط النفس، وتجنّب أي عمل قد يؤجج التوترات".

أضاف: "الوضع الحالي في أوكرانيا، هو نتيجة العديد من العوامل المعقدة.. الصين دائماً تتخذ موقفها، وفقاً للأسس الموضوعية للمسألة ذاتها".

خط أنابيب الغاز الروسي المثير للجدل ميت.. على الأقل حالياً

تتناقض التصريحات الموجزة مع بيان مشترك مطوّل صادر في وقت سابق من الشهر الجاري بعد أول لقاء مباشر بين بوتين وشي جين بينغ، منذ عامين.

بعد اللقاء، أيَّد الزعيم الصيني مطلب روسيا، بشأن تقديم ضمانات أمنية ملزمة من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في المواجهة بشأن أوكرانيا؛ مما قدَّم دعماً حيوياً للرئيس بوتين وهو يواجه الغرب.

مع ذلك؛ فإنَّ حكومة شي الآن تتحدث بأسلوب أكثر دقة مع تنامي المخاوف من حدوث غزو لأوكرانيا على الرغم من النفي الروسي المتكرر.

وقت فلاديمير بوتين لا يتسع لواقعيتكم

خلال مطلع الأسبوع، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إنَّ بلاده تؤيد حق أوكرانيا في "السيادة والاستقلال وسلامة أراضيها" في حين انتقد الغرب "لإثارة الذعر".

في أعقاب تحرك بوتين يوم الإثنين للاعتراف بجمهوريتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا؛ حثَّ وانغ يي جميع الأطراف على حماية مبدأ ميثاق الأمم المتحدة خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.

في وقت لاحق، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين كل الأطراف المعنية إلى "تهدئة الموقف من خلال الحوار والمفاوضات".

اختبار صعب

قال نواه باركين، الخبير في العلاقات الأوروبية الصينية في شركة الأبحاث الأمريكية "روديوم غروب" (Rhodium Group): "سيتعيّن على الصين أن تسير على الحبل لتحقيق توزان دقيق في هذه الأزمة".

"سترغب (الصين) في تجنّب انتقاد تصرفات روسيا علانية في أوكرانيا، مع التأكيد على دعمها لمبادئ وحدة الأراضي وعدم التدخل. كلما ازدادت حدة الصراع في أوكرانيا؛ كان من الصعب على بكين السير على هذا المسار"، وفقاً لما قاله باركين.

قالت بوني غلاسر، مديرة برنامج آسيا في "صندوق مارشال الألماني" بالولايات المتحدة، إنَّ بكين توضّح أنَّها لا تريد أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بتحركات موسكو.

أوضحت أنَّ "تكاليف القيام بذلك، من ناحية العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، وسمعتها العالمية، باهظة للغاية".

بالنسبة إلى شي؛ تمثل الأزمة اختباراً لجهوده لتصوير الصين على أنَّها دولة رائدة مسؤولة عالمياً.

عقوبات "بايدن" تهز أسواق الدين الروسية وسط ترقب حذر بين المتداولين

في حين يشتهر بوتين بالمغامرات العسكرية؛ فقد زعمت الصين بانتظام أنَّها تدعم نظاماً دولياً تدعمه وكالات الأمم المتحدة، في حين تدين الصين الولايات المتحدة مع حلفائها باعتبارهم يمارسون الاحتيال لفرضهم عقوبات مالية منسَّقة أو مستهدفة.

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء عن فرض عقوبات جديدة تستهدف بيع روسيا للديون السيادية في الخارج والنخب في البلاد، في حين حذّر من فرض مزيد من العقوبات في حال استيلاء روسيا على المزيد من الأراضي.

في وقت سابق؛ حذّر البيت الأبيض بكين من أنَّ نشوب نزاع يزعزع الاستقرار بين روسيا وأوكرانيا من شأنه أن يؤثر على المصالح الصينية في جميع أنحاء العالم.

الحساسيات السياسية

أحد مواضيع الاهتمام الرئيسية للصين، هو الاستقرار خلال عام يتسم بالحساسية السياسية. في وقت لاحق من عام 2022؛ من المتوقَّع أن يضمن شي فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة، في اجتماع الحزب الشيوعي، الذي يعقد مرتين كل 10 سنوات، والذي يتنافس فيه كبار قادة الحزب الشيوعي على الترقيات.

قفزت أسعار النفط الخام إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل، وستؤدي العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية إلى ارتفاع الأسعار.

تعد الصين أكبر دولة مستهلكة للسلع في العالم، في حين تعد روسيا دولة منتجة رئيسية للنفط، والغاز، والألمنيوم، والقمح.

الاتحاد الأوروبي يحظر شراء السندات الروسية أسوةً بالعقوبات الأمريكية

قال كريستيان لو ميير، مؤسس شركة الاستشارات الاستراتيجية "أركبيل" الذي كان أحد أبرز الباحثين سابقاً بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن: "لا ترغب بكين كثيراً في أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 100 دولار، أو مواجهة أي آثار من العقوبات الثانوية، أو حدوث تدهور في علاقاتها مع الشركاء التجاريين الرئيسيين في أوروبا".

كما أنَّ الصين لا تريد أن تبدو كأنَّها تدعم الحركات الانفصالية. لطالما ألقت حكومة شي باللوم على الولايات المتحدة لإثارة الاضطرابات في أماكن مثل شينغيانغ، والتبت، وهونغ كونغ، وتدعو الغرب بانتظام لتجنّب دعم مؤيدي الاستقلال في تايوان.

"موقف محرج"

يمثل الوضع في أوكرانيا سابقة قد تتسم بالفوضى بالنسبة لمطالبات الصين الخاصة حول تايوان، التي تُحكم كدولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع.

في حين أنَّ الصين قد تدعم تحرك روسيا لدمج الأراضي المفقودة؛ فإنَّ اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا؛ يمكن أن يخلق أيضاً سابقة للدول الغربية للاعتراف بتايوان، وفقاً لما ذكره تشونغ جا إيان، الأستاذ المساعد في جامعة سنغافورة الوطنية.

قال: "تصرفات وتصريحات روسيا تخلق وضعاً حرجاً لجمهورية الصين الشعبية"، في إشارة إلى الصين.

"يبدو أنَّ بكين حذرة للغاية بشأن كيفية تأطير هذه القضايا، وتؤكد بدلاً من ذلك على الحاجة إلى السلام".

يجب تفسير تعليقات وزير الخارجية الصيني الداعمة لسيادة أوكرانيا على أنَّها "تحفظات كبيرة" لدى بكين بشأن تصرفات بوتين، وفقاً لما قاله شي ينهونغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين في بكين. لكنَّه أضاف أنَّ الصين لن تنتقد روسيا علانية، أو تقلل من شأن العلاقة.

قال جاكوب جاكوبوفسكي، زميل بارز في برنامج الصين لدى مركز الدراسات الشرقية في وارسو، "من الواضح جداً" أنَّ الصين ليست مستعدة لتحمّل جميع التكاليف الدبلوماسية إذا قامت روسيا بالغزو.

"مع ذلك؛ فإنَّ دعمهم العام لمطالب موسكو، وعدم إصدار إدانة؛ هو بالتأكيد طرفة عين للروس".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.