قادة غربيون يعتبرون أن روسيا لم تغزُ أوكرانيا بعد

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) يحضر مراسم التوقيع على الوثائق، بما في ذلك مرسوم يعترف بمنطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في شرق أوكرانيا على أنهما مستقلتان، مع زعماء الجمهوريتين اللتين نصبتا نفسيهما ليونيد باشنيك (يسار) ودينيس بوشيلين (وسط) خلال حفل أقيم في الكرملين في موسكو في 21 فبراير 2022.  - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) يحضر مراسم التوقيع على الوثائق، بما في ذلك مرسوم يعترف بمنطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في شرق أوكرانيا على أنهما مستقلتان، مع زعماء الجمهوريتين اللتين نصبتا نفسيهما ليونيد باشنيك (يسار) ودينيس بوشيلين (وسط) خلال حفل أقيم في الكرملين في موسكو في 21 فبراير 2022. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتجنب القادة الغربيون القول إن تحرك فلاديمير بوتين للاعتراف بجمهوريتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا يرقى إلى مستوى الغزو الذي كانوا يحذرون منه على الأرجح، حتى عندما يأمر الرئيس الروسي قواته بالبدء في الانتشار في المناطق الانفصالية.

طالع أيضاً: بوتين يعترف باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا.. والغرب يتوعده بالعقوبات

قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون للأمة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء إن تصرفات بوتين مجرد "شرعنة" للقوات التي قال إنها موجودة بالفعل في الجمهوريتن الانفصالتيين، منذ بدء الصراع مع القوات المنشقة في 2014.

لطالما دعمت روسيا الانفصاليين، في حين دحضت المزاعم بأنها تسلحهم، أو أن لديها جنوداً في المنطقة. ليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن أن تدخل بها قواتها حالياً المناطق الانفصالية وعددها.

لم يخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن للرأي العام حتى الآن للإدلاء بتصريح، في حين كان يجتمع مع المستشارين ويجري مشاورات مع الحلفاء بشأن الخطوات التالية.

اقرأ أيضاً: بوتين يأمر بإرسال قوات "حفظ سلام" روسية إلى منطقتين انفصاليتين بشرق أوكرانيا

حالة عدم اليقين

الخلاف المطروح بشأن حالة عدم اليقين التي لا تزال تحيط بنوايا بوتين. لقد نفى مراراً وتكراراً أن تكون خطته النهائية أن يشن غزواً واسع النطاق لأوكرانيا، حتى عندما قالت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إن معلوماتهم الاستخباراتية أظهرت حشد نحو 150 ألف جندي ومعدات يمكن أن تمكنهم من القيام بذلك، بما في ذلك شن الهجمات المحتملة على مدن متعددة بخلاف العاصمة كييف.

إذا دخلت القوات الروسية حالياً إلى المناطق الانفصالية، فإن الأمر المجهول هو ما إذا كان بإمكانها تجاوز خط التماس بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية.

لذا، في حين حذّر الغرب من أن أي تدخل في أوكرانيا قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة ضد روسيا، فإن المناقشات حتى الآن تتمحور حول عقوبات محدودة من شأنها أن تستهدف أولئك الذين يتاجرون ويستثمرون في المناطق الانفصالية.

وقف "نورد ستريم 2"

لقد انخفض النشاط الاقتصادي هناك بالفعل منذ عام 2014. كان أحد المؤشرات البارزة يتمثل في قرار الحكومة الألمانية اليوم الثلاثاء بوقف عملية التصديق المؤجلة بالفعل، لتشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز من روسيا.

طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من حكومته تنفيذ عقوبات مناسبة وموجهة ضد المصالح الروسية، حسبما قال وزير المالية، برونو لو مير للصحفيين اليوم الثلاثاء، دون الإدلاء بتفاصيل.

أشار المسؤولون في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى وجود جبهة موحدة، حيث قال، لو مير ،إن بوتين اختار تصعيد التوترات. لكنهم امتنعوا إلى حد كبير عن استخدام كلمة "غزو" حتى الآن.

يتأخر قادة دول البلطيق، الذين كانوا من بين أشد منتقدي روسيا، عن استخدام وصف " الغزو".

قال وزير الخارجية الليتواني، غابريليوس لاندسبيرغيس للصحفيين يوم الثلاثاء "ليس هذا هو الغزو الذي يتحدث عنه شركاؤنا بعد .. لكنه تصعيد حاد للغاية".

الاتجاه الأيديولوجي

في الولايات المتحدة، تباين الرد الاستجابة عبر الاتجاه الأيديولوجي، حيث توصل بعض المشرعين الجمهوريين الأكثر اعتدالاً فوراً إلى نتيجة مفادها أن ما فعله بوتين بمثابة غزو.

النائبة في وايومنغ، إليزابيث تشيني، التي كانت من أشد المنتقدين باستمرار للرئيس السابق دونالد ترمب، هي الأكثر سرعة في التعليق على " تويتر" مباشرة: "روسيا غزت أوكرانيا".

قال السناتور الأمريكي، بيل كاسيدي من لويزيانا في بيان "غزو روسيا لأوكرانيا ينتهك كل الأعراف الدولية".

توخى الديمقراطيون الحذر في اختيار التوصيف لما حدث.

قال كريستوفر أندرو كونز من ولاية ديلاوير، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، :"أوضح الرئيس بوتين في خطاب مثير للأسى اليوم أنه يعتزم غزو أوكرانيا في محاولة فاضحة لإعادة رسم حدود أوروبا الشرقية حسب أهواء موسكو ".

حقيقة واقعة

في الواقع، يبدو أن مصطلح المزيد هو الأساس، والفكرة هي أن روسيا فعلت ما تسميه أوكرانيا حقيقة واقعة على الأرض رسمياً.

في بريطانيا، قال وزير الصحة، ساجيد جافيد لشبكة "سكاي نيوز": "يمكنك أن تستنتج أن غزو أوكرانيا قد بدأ" عبر إجراءات بوتين أمس الإثنين. لكن يبدو أن رئيس الوزراء، بوريس جونسون يتخذ نهجاً أكثر حذراً.

نقلت وكالة "برس أسوسييشن" البريطانية للأنباء عنه قوله إن العقوبات البريطانية من شأنها إلحاق الضرر "بالمصالح الاقتصادية التي كانت تدعم آلة الحرب الروسية، كما أنها ستضر روسيا بشدة وهناك الكثير الذي سنفعله في حالة حدوث الغزو".

تصنيفات

قصص قد تهمك

"نورد ستريم 2" كبش فداء لاعتراف بوتين بالانفصاليين

time reading iconدقائق القراءة - 17
سيدة تتابع بثاً مباشراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يلقي خطاباً في موسكو، روسيا، يوم الاثنين، 22 فبراير 2022. - المصدر: بلومبرغ
سيدة تتابع بثاً مباشراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يلقي خطاباً في موسكو، روسيا، يوم الاثنين، 22 فبراير 2022. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بزغ ردّ الغرب على تصعيد روسيا الأخير حول أوكرانيا، عبر تعطيل ألمانيا إجراءات إجازة خط أنابيب "نورد ستريم 2"، بعدما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال قوات إلى جمهوريتين أعلنتا انفصالهما.

أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، الذي أجرى مكالمة هاتفية مع بوتين ليل الإثنين، أن اعتراف الرئيس الروسي بجمهوريتي شرق أوكرانيا الانفصاليتين غيّر الحال واقعياً، بحيث "لا يمكن إجازة خط الأنابيب في الوقت الحالي". كما صرح للصحفيين في برلين بأنه "لا يمكن تشغيل خط أنابيب الغاز" بين روسيا وألمانيا دون تلك الإجازة.

يحوز مشروع "نورد ستريم 2" على مكانة صدارة لدى بوتين، الذي تولى دفعه شخصياً منذ البداية. يُظهر القرار بتناسي المشروع عزم ألمانيا على تحمل ثمن معاقبة أفعال بوتين، التي مزقت سنوات من الجهود الدبلوماسية التي قادتها برلين لإحلال السلام في شرق أوكرانيا. كانت هذه أول إشارة إلى جولة عقوبات أمريكية وأوروبية ينتظر إعلانها الثلاثاء، حيث قال شولز: "أتوقع حزمة قوية ومركزة جداً".

قفزت أسعار النفط والنيكل والألمنيوم، فيما يقيّم التّجار مخاطر تعطل الإمدادات نتيجة للعقوبات الغربية المحتملة. كما ارتفع الغاز الأوروبي 13% ودانى خام برنت 100 دولار للبرميل، فيما تدهورت أسهم الشركات الروسية وسط مؤشرات على مزيد من التوتر.

لم تقدم روسيا أي تفاصيل عن عدد قوات "حفظ السلام" التي قد تدخل الى المناطق الانفصالية دونيتسك ولوهانسك. واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها تحذير موسكو حيال أن تباشر غزواً واسع النطاق قريباً، وهو ما تنفيه روسيا. تتيح المعاهدات التي وقعها بوتين مع الزعماء الانفصاليين الإثنين لروسيا نشر قوات وبناء قواعد عسكرية على تلك الأراضي.

مخاوف الغزو قائمة

وضعت خطوة الكرملين المزيد على المحك مع الغرب رغم أنها لم ترق لتكون غزواً واسعاً لمناطق كبيرة من أراضي أوكرانيا، الذي اعتبر مسؤولون أمريكيون ومن دول أخرى إنه ممكن.

لكن ما يزال أكثر من 150 ألف جندي روسي محتشدين قرب حدود أوكرانيا، وحسب تقديرات غربية. أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن روسيا تواصل الاستعداد لعمل عسكري قد يبدأ في الساعات أو الأيام المقبلة. أحد مجهولات الوضع الرئيسية هي ما إذا كانت "قوات حفظ السلام" الروسية لن تتجاوز خط التماس بين الانفصاليين والجيش الأوكراني.

حافظ الناطق باسم بوتين، دميتري بيسكوف، على هذا الغموض، حيث قال إن روسيا تعترف بحدود الانفصاليين "المعلنة". تشكل المناطق الانفصالية نحو ثلث الأراضي التي كانت جزءاً من لوهانسك ودونيتسك أوبلاستس في أوكرانيا. قال بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف الثلاثاء إن الكرملين يريد مواصلة الحوار مع الدول الغربية.

قال أليكسي تشيسناكوف، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في الكرملين ومستشار حول السياسة الأوكرانية: "روسيا لن تهدأ... إنها تريد ضمانات عبر القوة بأن أوكرانيا لن تنضم لحلف الناتو. طالما لم تحصل على هذه الضمانات تبقى إمكانية التصعيد قائمة على الدوا.".

عقوبات صغرى

أصدر الرئيس جو بايدن أمراً تنفيذياً بحظر الاستثمار والتجارة والتمويل الأمريكي في المناطق الانفصالية من أوكرانيا، فيما أعلنت السفيرة، ليندا توماس غرينفيلد أن عقوبات أمريكية إضافية ضد روسيا ستصدر الثلاثاء. يُنتظر أن تفرض بريطانيا عقوبات على روسيا، بينما بدأ الاتحاد الأوروبي ببحث عقوبات على تصرفات بوتين.

أشار مسؤولون غربيون إلى أن اعتراف روسيا لم يكن خطوة جهورية بما يكفي لإطلاق العقوبات الاقتصادية المشددة التي لُوح بها في حال أقدمت على غزو واسع النطاق. قال مسؤول رفيع المستوى بالإدارة للصحفيين إن العقوبات المخطط لها حالياً مغايرة للإجراءات الاقتصادية الأشد، التي قالت إدارة بايدن إنها ستفرضها إن أقدم بوتين على الغزو.

قال وزير الخارجية الليتواني، غابريليوس لاندسبيرغيس للصحفيين في باريس: "لم نبلغ حال الغزو الذي يتحدث عنه شركاؤنا بعد... لكنه تصعيد شديد جداً في الوضع." بيّن أن رد الاتحاد الأوروبي قد يشمل عقاب الأفراد المنخرطين عن خطوة الاثنين، فضلاً عن منع الشركات الأوروبية من العمل في المناطق المحتلة.

جلب قرار روسيا إدانة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغالبية ممثلي أعضاء مجلس أمن الأمم المتحدة الذين تحدثوا ليل الإثنين. دعا سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، جميع الأطراف لضبط النفس.

أعلنت واشنطن أن البيت الأبيض ما يزال منفتحاً حيال اجتماع بين بايدن وبوتين، طالما لم تشّن روسيا هجوماً. يُنتظر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكين بنظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الخميس لمناقشة الأزمة.

عقوبات أعمق

فرض عقوبات على الأفراد المنخرطين بالاعتراف بالمنطقتين الأوكرانيتين هي خطوة محدودة يمكن حدوثها بسرعة نسبياً. قد يستغرق الاتفاق على عقوبات أوسع وعلى ما يستوجب تفعيلها ضد قطاعات مثل الدفاع والمال وقتاً أطول وقد يتطلب اجتماعاً على مستوى القادة.

أعرب خبير سياسي مقرب من الكرملين عن اعتقاده أن روسيا لا تخطط حالياً لأي انتشار عسكري خارج الحدود الحالية للمناطق الانفصالية الأوكرانية التي تعترف بها.

قال أليكسي موخين، رئيس مركز المعلومات السياسية الذي يقع مقره في موسكو الذي يقدم خدمات استشارية للرئاسة: "ما يزال من الممكن حل الأزمة،" وبيّن أن مطالب روسيا بوقف توسع الناتو وانسحابه من شرق ووسط أوروبا ما هي إلا نقطة انطلاق لمفاوضات حول الضمانات الأمنية في المنطقة.

صوّت المشرعون الروس الثلاثاء لصالح لتصديق على المعاهدات مع الانفصاليين، ما يمهد لمزيد من الدعم المعلن للجيوب التي تدعمها روسيا منذ أن ظهورها. ينسف قرار بوتين بالاعتراف بهم عملياً سنوات من الجهود الدبلوماسية لتنفيذ اتفاق سلام لحل الصراع الذي قتل 14000 إنسان منذ سيطرة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا على المنطقتين في 2014.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.