هونغ كونغ تجبر الطيارين على ارتداء أجهزة التتبّع

time reading iconدقائق القراءة - 4
طاقم الطائرة يسير في صالة المغادرة في مطار هونغ كونغ الدولي في هونغ كونغ . - المصدر: بلومبرغ
طاقم الطائرة يسير في صالة المغادرة في مطار هونغ كونغ الدولي في هونغ كونغ . - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تشدد هونغ كونغ قواعد الحجر الصحي على موظفي شركات الطيران من خلال تتبّع الطيارين المعزولين في المنازل بأساور مراقبة إلكترونية وإخضاع طواقم طائرات الركاب الذين كانوا في بلدان ذات مستويات عالية من الفيروس إلى حجر صحي مدته 14 يوماً.

ستدخل القواعد المُحدّثة، المنصوص عليها في وثيقة اطلعت عليها بلومبرغ نيوز، حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وتُغلق البروتوكولات المعزِّزة المفروضة على طياري وطواقم الشحن ثغرة سمحت للبعض بالتنصل من أوامر الإقامة في المنازل بسبب عدم وجود تتبّع أو مراقبة في المكان. كانت هذه الفئة الأخيرة المتبقية من طواقم الرحلات التي لم تخضع لحجر صحي في الفنادق.

"أوميكرون" يهدد بنقص حاد بالسلع المستوردة الضرورية في هونغ كونغ

تكافح هونغ كونغ التفشي المتجدد لكوفيد-19 الذي دفع بالإصابات اليومية إلى معدلات قياسية، مما حث السلطات على السعي للحد من الأنشطة الاجتماعية وسط التزام المدينة النشطة بسياسة "صفر كوفيد" الصينية. وافقت الحكومة يوم الثلاثاء على إجراءات تمديد حدود التجمعات إلى منازل الأسر لأول مرة، في محاولة لمنع السكان من التواصل الاجتماعي وقصر عدد المجموعات في الأماكن العامة على شخصين من أربعة.

ولم يرد مكتب النقل والإسكان في هونغ كونغ الذي أصدر التوجيه على مكالمات طلب التعليق فوراً.

خبيران: استخدام كمامتين معاً أجدى للوقاية من "أوميكرون"

في السابق، كان يُطلب من الطاقم الجوي الذي يسافر إلى 10 دول معروفة باسم (المجموعة -أ)، وتشمل بريطانيا وإندونيسيا، حجراً صحياً مدته 14 يوماً، وعندما تحولت بقية دول العالم تدريجياً إلى فئة المخاطر المرتفعة منذ أواخر العام الماضي، أبقت شركات الطيران على تعديل قاضٍ بإخضاع طواقم الطائرات القادمة من معظم الدول لحجر صحي لفترة مُخفّضة لسبعة أيام. مع ذلك، تم إلغاء ذلك حالياً.

القواعد المُعزَّزة

وكجزء من قواعد أطقم الطائرات المُعزَّزة، سيُطلب من شركات الطيران كذلك تزويد السلطات ببعض أشكال "التوثيق المرئي" فيما يتعلق بالموظفين العاملين في الخارج، ضمن عمليات التدقيق الصارمة، كما تظهر الوثيقة دون الخوض في ماهية تفاصيل ذلك.

لن تتمكن شركات الطيران أيضاً من الخلط والمطابقة بين طواقم الطائرات المحلية والأجنبية على نفس الرحلة، ولا يُمكن لجميع أفراد طاقم الطائرة على نفس الرحلة الطيران معاً إلا إذا خضعوا إلى حجر صحي لنفس المدة الزمنية. أشارت الوثيقة كذلك إلى ضرورة ارتداء طاقم الشحن المتمركز في هونغ كونغ الأساور الإلكترونية في جميع الأوقات خلال الأيام الثلاثة الأولى عند العودة إلى المدينة.

بالنظر إلى ضآلة عدد شركات الطيران التي تطير من وإلى هونغ كونغ، ستؤثر القواعد المُشدّدة بشكل أساسي على شركة "كاثي باسيفيك إيرويز" التي تخضع فعلياً لتحقيقات حكومية مزدوجة بسبب دورها في انتهاك بعض طواقم الطائرة المصابين بالفيروس لوائح كوفيد-19 من خلال تناول الطعام بالخارج في ديسمبر الماضي.

استقالات الطيارين الجماعية تدفع "كاثي باسيفيك" لزيادة معدلات التوظيف

في أعقاب تلك الخروقات لقواعد الأطقم الجوية مباشرة، وسّعت الحكومة المدة الزمنية لبقاء الطواقم في الحجر الصحي، مما دفع "كاثي" إلى تقليص رحلات الركاب والبضائع بشكل أكبر.

ونقل تعميم منفصل تم إرساله إلى شركات الطيران يوم الثلاثاء عن ممثل مكتب النقل والإسكان في هونغ كونغ قوله إن الحكومة "ستُقدِّر جهود شركات الطيران في تعديل جداول عمل طواقمها الجوية وعمليات الطيران فوراً وفقاً للشروط المُعدّلة لإعفاء الطاقم الجوي".

تزايد إغلاقات هونغ كونغ وسط تراجع الرحلات الجوية القادمة

وقال التعميم: "يتعيّن على شركات الطيران المحلية إبلاغ الحكومة عن الملاحقات القضائية المحتملة فيما يختص بأي نشاط يقوم به أفراد الأطقم الجوية خارج المنازل، لا يُمكن التحقق منه أو يعتبر غير مسموح به بموجب شروط الإعفاء"، مضيفاً أنه يُمكن اتخاذ إجراءات تأديبية داخلية ضد هذا الطاقم الجوي كذلك.

تصنيفات

قصص قد تهمك

كيف انهارت إمبراطورية رحلات بحرية يملكها ملياردير في هونغ كونغ؟

time reading iconدقائق القراءة - 12
ليم كوك تاي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة \"غنتنغ\"، خلال مقابلة مع تلفزيون \"بلومبرغ\" في سنغافورة، في 14 ديسمبر، 2018، وقال حينها إنه خلال السنوات الثلاث الماضية \"نمت الصين بشكل هائل من لا شيء تقريباً، لتصبح السوق الرئيسي للشركة\" - المصدر: بلومبرغ
ليم كوك تاي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "غنتنغ"، خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" في سنغافورة، في 14 ديسمبر، 2018، وقال حينها إنه خلال السنوات الثلاث الماضية "نمت الصين بشكل هائل من لا شيء تقريباً، لتصبح السوق الرئيسي للشركة" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بدأ ليم كوك تاي أعماله في مجال الرحلات البحرية، وقوارب القمار في هونغ كونغ خلال تسعينيات القرن الماضي، ثم حوَّلها إلى أكبر شركات تشغيل الرحلات البحرية في آسيا.

أُسست هذه الشركة بحب كبير، وشكَّلت كذلك وسيلة تاي لتوسيع أعمال المقامرة التي أنشأها والده ليم جوه تونغ، في ماليزيا سابقاً.

وتحت قيادة كوك تاي، البالغ من العمر 70 عاماً، وسّعت شركة "غنتنغ هونغ كونغ" (Genting Hong Kong) أسطولها من السفن، واشترت خطوط رحلات بحرية أخرى، بل أضافت أيضاً سلسلة من أحواض بناء السفن الألمانية لإنشاء قواربها الخاصة.

قطاع مُتعثر

الآن، بعد مرور أكثر من عامين على جائحة فيروس كورونا؛ تتجه شركة "كوك تاي" إلى التصفية. إذ قدّمت "غنتنغ هونغ كونغ" التماساً الأسبوع الماضي لإنهاء أعمالها تدريجياً، فيما يمثل أحد أكبر التعثرات التي تتعرض لها شركة تشغيل رحلات بحرية على الإطلاق منذ بدء الجائحة التي جرفت بالقطاع. كما أنَّه يقدّم مثالاً صارخاً على الكيفية التي تسبّب بها فيروس كورونا في انهيار الشركات التي كانت مزدهرة من قبل، وكانت تمتلك القدرة على التأثير في عملاء الرحلات البحرية بجميع أنحاء المنطقة.

تقول كلوي زين شو نيوك، أحد عملاء الرحلات البحرية التابعة للشركة في بينانغ بماليزيا، حيث كانت تسافر إلى بوكيت وكرابي في تايلندا عن طريقها: "شعرت بالضيق الشديد عندما سمعت الأخبار". مضيفة أنَّ أحد أكثر الأشياء التي كانت تستمتع بها هو الاستيقاظ مع زوجها في السادسة صباحاً لمشاهدة شروق الشمس من على سطح السفينة.

يذكر أنَّ متحدثة رسمية باسم "غنتنغ" رفضت طلب "بلومبرغ" لمقابلة كوك تاي، في حين لم يعلّق ممثل عن "غنتنغ هونغ كونغ" فوراً على الطلب.

إمبراطورية بحرية

أسس كوك تاي الشركة التي تحوّلت فيما بعد إلى "غنتنغ هونغ كونغ" في عام 1993، فقد اشترى حينها القوارب من شركة رحلات بحرية مفلسة، وقام بتشغيلها تحت علامة "ستار كروزس" التجارية. وكانت جميع السفن الأولى للشركة مستعملة، ولم تبدأ في شراء سفن جديدة إلا خلال الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينيات.

على مر السنين؛ وسعت "غنتنغ هونغ كونغ" أعمالها خارج نطاق "ستار كروزس"، وكان ذلك جزئياً من خلال الاستحواذ على خطوط رحلات بحرية أخرى، إذ اشترت العلامة التجارية "كريستال كروزس" في الولايات المتحدة، وأطلقت علامة "دريم كروزس" التجارية الفاخرة في آسيا.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

طلب الإفلاس

في هذه الفترة ازدهر عمل الشركات العملاقة في عالم الرحلات البحرية، مثل "كارنيفال" (Carnival)؛ فقد استمر القطاع في تسجيل أرقام قياسية جديدة من المسافرين. كذلك قامت الشركة بشراء العديد من أحواض بناء السفن في ألمانيا بدءاً من عام 2015، بغرض بناء السفن الخاصة بها.

لكن بسبب إجبار الوباء لشركات الرحلات البحرية على وقف عملياتها؛ بدأ رهان كوك تاي طويل المدى على القطاع، وعلى تزايد الطلب من الصين وآسيا، في الانهيار. وبالرغم من أنَّ الشركة عرضت خيار "الإجازات البحرية" كجزء من اتجاه أوسع لتوفير الرحلات البحرية إلى أي مكان؛ إلا أنَّها سجلت مع ذلك خسارة قياسية بقيمة 1.7 مليار دولار في مايو الماضي، وكان من الواضح أنَّ الأمور ستزداد سوءاً.

بعدها، وفي وقت سابق من هذا الشهر، قامت شركة "إم في فيرفتن" (MV Werften) لبناء السفن المملوكة والتابعة للشركة بالكامل، بالتقدم بطلب لإشهار إفلاسها بمحكمة محلية في ألمانيا.

في أواخر يناير، قدّمت "غنتنغ هونغ كونغ"، المملوكة لشركة "كوك تاي" بنسبة 76%، التماساً في برمودا لإغلاق الشركة تدريجياً. وقالت، إنَّها تتوقَّع نفاد أموالها بنهاية يناير الحالي تقريباً، و لا تمتلك إمكانية الحصول على مزيد من التمويل.

أضافت الشركة في بيان لبورصة هونغ كونغ أنَّها "استنفدت كل الوسائل الممكنة" للتفاوض مع الدائنين والمستثمرين. وتراجعت أسهم "غنتنغ هونغ كونغ" بأكثر من 60% من أعلى مستوى لها في نوفمبر الماضي، قبل تعليق تداولها في 18 يناير.

ما تزال الحجوزات على موقع "غنتنغ هونغ كونغ" الإلكتروني للرحلات البحرية متاحة إلى أي مكان من هونغ كونغ وسنغافورة. ووفقاً لممثل الشركة؛ سيستمر إبحار رحلات "دريم كروزس" التي تمت جدولتها بالفعل.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

ضريبة التركيز الآسيوي

يمكن فهم الصعوبات التي تعاني منها "غنتنغ هونغ كونغ" من منطلق تركيزها على آسيا، التي ما تزال الأسواق الكبرى بها مثل الصين وهونغ كونغ مغلقة، وتتبع استراتيجيات (صفر حالات كوفيد)، فيما تتعافى شركات تشغيل الرحلات البحرية الأخرى، مثل: "كارنيفال"، و"رويال كاريبيان كروزس" (Royal Caribbean Cruises)، في ظل تمكّن أسواق كالولايات المتحدة، والأمريكتين، وأوروبا من "التعايش مع الفيروس" بالوقت الحالي.

ولكن، على الرغم من تعرض كوك تاي لضربة موجعة في أعماله للرحلات البحرية، إلا أنَّها تشكل جزءاً واحداً فقط من مجموعته مترامية الأطراف، التي بدأها والده بمنتجع نادي المقامرة على قمة تل يسمى الآن "ريزورتس وورلد غنتنغ"، ويقع على بعد ساعة وبضع دقائق تقريباً بالسيارة من حدود كوالالمبور. وهو منتجع الكازينو الوحيد المرخص له في الدولة ذات الأغلبية المسلمة، التي تستهجن لعب القمار.

عمل كوك تاي، الذي ظل بعيداً عن الأنظار، مع والده لتوسيع وتنويع شركاته خارج ماليزيا، حتى جعلها واحدة من أكبر تكتلات الألعاب والترفيه في العالم. واليوم، تدير مجموعة "غنتنغ" أيضاً منتجعات أندية مقامرة في المملكة المتحدة، وسنغافورة، والولايات المتحدة، إذ افتتحت منتجعات "وورلد لاس فيغاس" (World Las Vegas) في يونيو الماضي بكلفة 4.3 مليار دولار.

كان والد تاي الذي ولد في الصين، وانتقل إلى ماليزيا عندما كانت ما تزال مستعمرة بريطانية، توفي في عام 2007، بعد صراع مع المرض استمر لفترة قصيرة. وقبل أقل من 4 سنوات بقليل من ذلك؛ تولى كوك تاي قيادة المجموعة.

الشركات الأخرى

يتمثل السؤال المطروح حالياً في ما إذا كان كوك تاي سيحاول إنقاذ "غنتنغ هونغ كونغ" من خلال شركات المجموعة الأخرى. فقد كانت الشركة الشقيقة "غنتنغ ماليشا"، التي تدير منتجع نادي القمار داخل البلاد، قد استثمرت في "غنتنغ هونغ كونغ" من قبل، منذ أكثر من عقدين من الزمن. لكنَّها باعت حصتها، البالغة 17%، مقابل 415 مليون دولار في 2016.

مع ذلك، يقول المحللون، إنَّ مشاكل "غنتنغ هونغ كونغ" لن تعرقل طموحات كوك تاي لمجموعة "غنتنغ". إذ إنَّ شركة "غنتنغ" في ماليزيا التي اشترت اليخت الفاخر "إكونيميتي"، الذي كانت الحكومة الماليزية قد صادرته سابقاً من الممول الهارب جو لو مقابل 126 مليون دولار في 2019؛ تستعد الآن لافتتاح مدينة ترفيهية جديدة في الهواء الطلق، بقيمة 800 مليون دولار. وتجري "غنتنغ" في سنغافورة توسعاً بقيمة 4.5 مليار دولار سنغافوري (ما يعادل 3.3 مليار دولار أمريكي) لـ"ريزورتس وورلد سنتوسا"، أحد أكبر منتجعات أندية القمار في جنوب شرق آسيا.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

توسّع المجموعة

يذكر أنَّ الشركات الأخرى التي في المجموعة، لا تمتلك حصصاً مشتركة مع "غنتنغ هونغ كونغ"، باستثناء امتلاك كوك تاي لحصص في كلٍّ منها. ويقول صامويل ين شاو يانغ، المحلل في بنك "ماي بنك إنفستمنت" في كوالالمبور: "ليس من المفترض أن تتأثر خطط التوسع الخاصة بشركات غنتنغ الأخرى سلباً". وتابع: "ديون كل شركة محصورة" داخلها.

في حين يرى جايمي كاتز، كبير محللي حقوق الملكية بشركة "مورنينغ ستار" في شيكاغو، أنَّ مشكلات شركة "غنتنغ هونغ كونغ" قد تعطي دفعة للمنافسين الذين يريدون التركيز على سوق الرحلات البحرية في آسيا.

لكنَّ ريك موناريز، المحلل المساهم في شركة "موتلي فول" توقَّع أن تتبع المزيد من شركات الرحلات البحرية المسار نفسه، إذ يقول: "شركة "غنتنغ هونغ كونغ" لن تكون آخر شركة مُشغّلة للرحلات البحرية تنفد أموالها.. لقد سئم الدائنون والمستثمرون من إهدار الأموال الثمينة على الاستثمارات السيئة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.