انتعش الإنتاج الصناعي الياباني في الربع الأخير، ومن المحتمل أن يساعد التعافي في التصنيع على استعادة النمو الاقتصادي إلى مستويات نهاية عام 2021 قبل أن يبدأ متغير أوميكرون في الانتشار السريع.

اقرأ المزيد: استطلاع: شركات التصنيع اليابانية متفائلة رغم حالة عدم اليقين جراء "أوميكرون"

في هذا الصدد، أفادت وزارة الاقتصاد اليوم الإثنين، أن انتعاش إنتاج السيارات بعد التباطؤ الصيفي ساعد على زيادة إنتاج المصانع الإجمالي بنسبة 1% مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة.

كما أظهر تقرير منفصل أن مبيعات التجزئة زادت بنسبة 2% عن الربع السابق، حيث عاد المستهلكون إلى المتاجر قبل ظهور الموجة الأخيرة من الفيروس.

طالع المزيد: ارتفاع الطلب على الآلات في اليابان لأعلى مستوى في عامين

مع ذلك، فإن أرقام الإنتاج ومبيعات التجزئة التي جاءت أضعف من المتوقع في ديسمبر بعد ظهور أوميكرون وتصاعد حاد في الإصابات هذا الشهر هي عوامل تُلقي بظلالها على أداء الاقتصاد هذا الربع.

حيث أعلنت شركة "تويوتا موتور" (Toyota Motor) هذا الشهر عن خفض في الإنتاج يعود جزئياً إلى تفشي المرض في مصنع أحد الموردين في اليابان. كما حفزت الاضطرابات واسعة النطاق في سلسلة التوريد حول العالم صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي على توقع تباطؤ النمو العالمي هذا العام.

اقرأ أيضاً: اليابان ترفع توقعاتها للاقتصاد للمرة الأولى في 17 شهراً رغم "أوميكرون"

ما تقوله بلومبرغ إيكونوميكس

"عكس الانخفاض في الإنتاج الصناعي الياباني الذي جاء حاداً أكثر مما كان متوقعاً في شهر ديسمبر الضغط الهبوطي على الاقتصاد من الانتشار السريع لعدوى كورونا، وهذا يشير إلى مخاطر هبوط الإنتاج في الربع الأول". يوكي ماسوجيما، خبير اقتصادي.

يُشار إلى أن الإنتاج الإجمالي انخفض في ديسمبر أكثر قليلاً مما توقعه الاقتصاديون، بعد تحقيق مكاسب قياسية قبل شهر، وتسبب تسجيل حالات الإصابة بالفيروس في الداخل والخارج، مدفوعاً بمتغير أوميكرون سريع الانتشار، في غموض التوقعات في الأسابيع الأخيرة.

من جانبه قال الاقتصادي هارومي تاغوتشي من شركة "أي إتش إس ماركت" (IHS Markit): "لقيود العرض تأثير أكبر مما كنت أتوقع؛ كما أن انتشار متغير أوميكرون يُبقي العمال في المنزل، مما يؤدي إلى توقف الإنتاج".

قد يكون الانخفاض غير المتوقع في مبيعات التجزئة الشهر الماضي أيضاً إشارة مبكرة على أن أوميكرون يؤثر قليلاً على انتعاش الربع الماضي؛ فقد انخفضت الإيرادات بنسبة 1% في ديسمبر، مقارنة مع توقعات المحللين بشهر رابع على التوالي من الزيادات.

طالع أيضاً: صادرات اليابان تنمو بأبطأ وتيرة في ثمانية أشهر بسبب عقبات سلاسل التوريد

زيادة الإنتاج

مع ذلك، قال المصنعون الذين شملهم استطلاع وزارة الاقتصاد إنهم يعتزمون زيادة الإنتاج بنسبة 5.2% هذا الشهر و2.2% أخرى في فبراير. حيث تُشير النتائج إلى استمرار التعافي في قطاع المصانع، على الرغم من أن الخطط المبلغ عنها تميل إلى الإفراط في التفاؤل.

زاد إنتاج السيارات بنسبة 12% مقارنة بالربع السابق، إلا أن مشكلات سلسلة التوريد بعيدة كل البعد عن الحل.

وسيكون إنتاج المصانع عاملاً أساسياً في الحفاظ على استمرار النمو الياباني هذا الربع، نظراً لارتفاع حالات الأوميكرون التي أدت إلى تجدد القيود في جميع أنحاء البلاد والتي من المحتمل أن تمنع التسوق وتناول الطعام في الخارج. ومع تجاوز متوسط ​​الإصابات في 7 أيام الآن 70,000 على المستوى الوطني، تم الإعلان عن حالات شبه طارئة في طوكيو ومعظم مراكز الأعمال الرئيسية الأخرى هذا الشهر.

قال تاغوتشي من شركة "أي إتش إس ماركت": "توقف الطلب المحلي في ديسمبر، إلا أن متغير أوميكرون يضرب شركات الخدمات، لا سيما المطاعم والأنشطة ذات الصلة بالترفيه؛ وقد نشهد انخفاض الاستهلاك المرتبط بالخدمات في الربع الأول".