إيطاليا تبدأ الانتخابات الرئاسية ودراغي المرشح الأوفر حظاً

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي - المصدر: بلومبرغ
رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بدأت إيطاليا اليوم الإثنين، تصويتها - الذي يشبه مجلس انتخاب البابا - لاختيار رئيس جديد مع الترويج لرئيس الوزراء ماريو دراغي على أنه المنافس الأوفر حظاً لنيل المنصب.

اختار الرئيس الحالي سيرجيو ماتاريلا رئيس "البنك المركزي الأوروبي" السابق لقيادة ما يسمى بالحكومة التكنوقراطية في فبراير 2021 في ذروة الوباء، وباعتباره شخصاً غير سياسي، فمن المرجح أن يتمتع بدعم من أحزاب مختلفة لتولي المنصب الجديد. بدأت أجندة دراغي الإصلاحية تفقد زخمها، وأشار إلى أنه سيكون منفتحاً على تحوله لمنصب الرئيس.

اقرأ المزيد: سعي دراغي للرئاسة يُعرض استقرار إيطاليا للخطر

ماذا يفعل الرئيس الإيطالي؟

يتمتع الرؤساء الإيطاليون بسلطة محدودة، ودورهم شرفي في الغالب. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يصبح رئيساً للوزراء دون موافقة الرئيس - فالرؤساء يسمون رؤساء الحكومات والوزراء المختارين. يمكنهم أيضاً الاعتراض على التعيينات، وهو ما فعله ماتريلا في عام 2018 عندما عارض تولي باولو سافونا منصب وزير المالية. يمكن للرؤساء حل البرلمان، أو أن يقرروا عدم القيام بذلك، مما يعني أنهم يميلون إلى العمل كقوة استقرار خلال الأزمات. يمكنهم إقناع الأحزاب بقبول تعيين رئيس وزراء غير سياسي مثل دراغي، دون الذهاب إلى الانتخابات. ويمكنهم رفض القوانين والمراسيم التي يرونها غير دستورية. مر على إيطاليا 12 رئيس دولة حتى الآن، بمن فيهم ماتاريلا، وليس بينهم امرأة.

اقرأ أيضاً: إيطاليا تستعد لأوقات عصيبة مع انحسار سلطة "دراغي" والانقسام السياسية

كيف يجري التصويت؟

تتم أحياناً مقارنة العملية المعقدة بالمجلس البابوي الذي ينتخب رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. كلتا العمليتين تكتنفهما السرية. ينتخب الرؤساء من قبل المشرعين من كلا المجلسين والممثلين الإقليميين في مقر مجلس النواب "قصر مونتيكيتوريو" الواقع في روما، حيث يكتب الناخبون اسم مرشحهم على قطعة من الورق في حجرة اقتراع تقع أسفل منبر رئيس البرلمان، ويقرأ رئيس المجلس الأدنى في البرلمان بطاقات الاقتراع بصوت عال عند الانتهاء. ويمكن أن تستمر كلتا عمليتي الانتخاب عدة أيام - جرت أطول عملية انتخاب لرئيس في عام 1972 عندما حصل جيوفاني ليوني على أغلبية 51% بعد 23 صوتاً. تتطلب الانتخابات الرئاسية أغلبية الثلثين في الجولات الثلاث الأولى، تليها الأغلبية المطلقة إذا كان من الصعب الوصول إلى توافق في الآراء.

ما مدى احتمالية حصول دراغي على المنصب؟

على الرغم من أن كل حزب يقرر أي مرشح سيدعم، فإن سرية العملية تؤدي في بعض الأحيان إلى انشقاقات، لذلك يصعب التنبؤ بالنتيجة. بالنظر إلى الدعم الحالي العابر للأحزاب لحكومة دراغي، من المحتمل أن يؤمن أغلبية مع بعض مؤيديه الحاليين الذين من المرجح أن يدعموا رحيله بحماس حتى يتمكنوا من التنافس على رئاسة الوزراء.

طالع أيضاً: دراغي.. مخاطر كامنة تمنع الجد من خدمة إيطاليا وتعضد طموحه في أوروبا

ماذا سيحدث لو انتخب دراغي؟

سيتولى وزير الإدارة العامة ريناتو برونيتا منصب رئيس الحكومة مؤقتاً باعتباره أكبر وزير في الحكومة. سيتم تجنب التصويت العام - المقرر إجراؤه في عام 2023 - إذا تمكنت الأحزاب من الاتفاق على رئيس وزراء جديد. سيتعين على هذا الشخص الفوز في تصويت بالثقة في البرلمان لتولي منصبه، ولكي يصبح دراغي رئيساً، يجب إيجاد توافق في الآراء بشأن خليفته. على أي حال، فإن مغادرة دراغي المبكرة لمكتب رئاسة الحكومة يمكن أن تجعل المستثمرين قلقين بشأن قدرة الدولة على الاستمرار في تلقي حوالي 200 مليار يورو (230 مليار دولار) من أموال الاتحاد الأوروبي. لكن تنصيبه كرئيس يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ترسيخ دعامة استقرار طويلة الأمد في قلب نظام متصدع لطالما كان يأتي برئيس وزراء في كل سنة منذ الحرب.

لماذا تم الترويج لاسم دراغي على نطاق واسع؟

بشكل رئيسي، لأنه لا أحد يضاهي مكانته وتاريخه المهني. عمره الآن 74 عاماً، وكان دراغي قد شغل منصب رئيس "البنك المركزي الأوروبي" ومحافظ "بنك إيطاليا". ويحظى باحترام كبير في الداخل والخارج. لكن هناك أيضاً حسابات سياسية تلعب دورها لأن مغادرته قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة قد تحاول مختلف الأحزاب الفوز بها.

من هم المرشحون الآخرون لمنصب الرئاسة؟

قائمة المتنافسين المحتملين طويلة، ولكن من المتوقع أن يحصل القليل منهم على الدعم الكافي للفوز. لأسابيع، ضغط رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني (85 عاماً) - أطول رؤساء وزراء إيطاليا خدمة في حقبة ما بعد الحرب - للحصول على المنصب، لكنه انسحب يوم السبت بعد أن أصبح واضحاً أنه لن يكون على رأس القائمة. ومن بين المرشحين المحتملين جوليانو أماتو، رئيس وزراء سابق آخر، ووزيرة العدل مارتا كارتابيا. وعلى الرغم من مكانتها والإرادة السياسية لانتخاب امرأة، فإنها لن تحظى بالدعم الكامل من "حركة النجوم الخمسة" - أكبر حزب في البرلمان، الذي عارض خططها للإصلاح القضائي. من بين الآخرين بيير فرديناندو كاسيني، الرئيس السابق لمجلس النواب، وماريا إليزابيتا ألبيرتي كاسيلاتي، الرئيسة الحالية لمجلس الشيوخ.

ماذا عن ماتاريلا؟

سيكون منح ولاية جديدة لماتاريلا، الذي عين أربع حكومات مختلفة خلال فترة وجوده في المنصب، هي الحل الأسهل. إذ سيحتفظ المشرعون بمناصبهم حتى عام 2023، وستتجنب الأحزاب الصدام السياسي على خليفته، وسيكون أمام دراغي عام آخر على الأقل للمضي قدماً في إصلاحاته. لكن الرئيس البالغ من العمر 80 عاماً بدد مراراً وتكراراً التكهنات بأنه قد يبقى في منصبه، وتفيد التقارير أنه وقع عقداً لاستئجار شقة بدءاً من يناير. ونظراً لطول فترة ولاية الرئيس، فإن إعادة الانتخاب أمر نادر الحدوث. في الواقع، حدث ذلك مرة واحدة فقط، عندما ظل جورجيو نابوليتانو، سلف ماتاريلا، في منصبه لفترة جزئية لأن البرلمان لم يتمكن من الاتفاق على بديل له.

تصنيفات

قصص قد تهمك

إيطاليا تستعد لأوقات عصيبة مع انحسار سلطة "دراغي" والانقسام السياسي

time reading iconدقائق القراءة - 14
رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي متحدثاً خلال مؤتمر صحفي حول تفويض اللقاح الإلزامي في روما - المصدر: بلومبرغ
رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي متحدثاً خلال مؤتمر صحفي حول تفويض اللقاح الإلزامي في روما - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لم يعد الائتلاف الحاكم في إيطاليا ينحني لإرادة ماريو دراغي كما كان يفعل بالماضي. و يقول كبار مسؤولي الحزب المطلعين على الوضع إنَّه بعد أن قاد البلاد خلال أسوأ حالات الوباء، ووضع الأسس لانتعاشها الاقتصادي؛ يبدو أنَّ رئيس الوزراء قد وصل بتفويضه إلى أقصى حد ممكن.

في حين كانت إيطاليا تكافح لإعادة البناء من صدمة الموجة الأولى من العدوى؛ أبقى "دراغي" شركاءه في التحالف متماشين معه بواسطة سلطته الشخصية النابعة من حياته المهنية الطويلة، ومن خلال استجداء المصلحة الوطنية، لكن الآن بدأت الفصائل المتنافسة في حكومته بالنظر للانتخابات العامة المقررة العام المقبل على أبعد تقدير، والتنافس على خلافته، مما يجعل من الصعب السيطرة عليهم.

نتيجة لذلك، يشير "دراغي" إلى أنَّه يفضل التحول ليصبح رئيساً لإيطاليا عندما تنتهي ولاية سيرجيو ماتاريلا، التي ستصل إلى سبع سنوات في أوائل فبراير، بحسب ما قال المسؤولون.

في مؤتمر صحفي مساء الإثنين الماضي، قال "دراغي"، إنَّه لن يتطرق إلى الحديث عن "كيرينالي"، في إشارة إلى القصر الفخم الذي يقيم فيه الرؤساء الإيطاليون. وأصر على أنَّ الحكومة مستعدة للعمل معاً على الرغم من اختلاف وجهات النظر.

قال المسؤولون إنَّه بدلاً من الاستماع إلى آراء جميع الأطراف، ثم اتخاذ قرارات غير شعبية بمفرده كما فعل "دراغي" في كثير من الأحيان خلال 11 شهراً على رأس حكومة الوحدة؛ فإنَّه بات الآن أكثر استعداداً لتقديم تنازلات.

جاء أكثر مثال لافت خلال اجتماع مجلس الوزراء الساخن الأسبوع الماضي، عندما قررت الحكومة جعل التطعيم ضد "كوفيد-19" إلزامياً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

صلاحيات مُقيدة

ما يزال "دراغي" يستطيع المُضي قدماً في سياساته، لكنَّه ليس في موقع يسمح له اتخاذ القرارات بالطريقة التي اعتاد عليها. أرادت "رابطة الشمال" التي يقودها ماتيو سالفيني تطبيق الإجراء فقط على أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، في حين أراد "الحزب الديمقراطي" أن ينطبق القرار على جميع السكان. في نهاية المطاف قسم "دراغي" الفرق بينهما فقط.

وقال المسؤولون، إنَّه في حين من المرجح أن تشكل الظروف السياسية الأكثر صعوبة خططه المستقبلية؛ فإنَّ طموحاته الواضحة في الرئاسة قد تجعله أيضاً أكثر تردداً في تنفير الحلفاء المحتملين.

خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الإثنين، قال "دراغي": إنَّ "الحكومة مستعدة للعمل سوياً على الرغم من اختلاف وجهات النظر"، وإنَّ "الوساطة لا ينبغي أن تكون بأي ثمن، ولكن بالنسبة لبعض الإجراءات؛ فإنَّ الإجماع مهم". وقال متحدث باسم "دراغي"، إنَّه ليس لديه أي تعليق أكثر مما قاله رئيس الوزراء.

منذ تعيينه من قبل "ماتاريلا" في فبراير الماضي؛ جمع "دراغي" الأحزاب الإيطالية المتخاصمة معاً، ووضع خطة إنفاق لحوالي 200 مليار يورو (230 مليار دولار) من أموال التعافي من الاتحاد الأوروبي، وقاد حملة تلقيح جريئة.

بصفته الرئيس؛ يمكنه أن يلعب دوراً طويل المدى لاستقرار البلاد، مما سيكون بشرى سارة للمستثمرين. إذ سيمكنه استخدام حق النقض ضد الوزراء وتعيين خليفته، مما يضمن استمرار برنامج الإصلاح الشاق المطلوب للحفاظ على تدفق أموال صندوق التعافي من الاتحاد الأوروبي على المسار الصحيح، واستمرار المعركة ضد الوباء، الذي لم ينتهِ بعد وفقاً للأرقام الأخيرة.

المُرشح المُفضل

لقد وُصف "دراغي" مراراً بأنَّه المرشح المفضل لمنصب الرئيس، لكن من غير المضمون حصوله على المنصب. إذ يتم التصويت من خلال سلسلة معقدة من عمليات الاقتراع السرية التي تشبه مجمع انتخاب البابا، بالإضافة إلى ذلك؛ فإنَّ مناورات الفصائل المختلفة، غالباً ما تؤدي إلى نتائج غير متوقَّعة.

إذا تم اختياره؛ فسيكون "دراغي" من صنّاع التاريخ، إذ لم يسبق أن انتقل أحد من مكتب رئيس الوزراء مباشرة إلى قصر "كيرينالي" الرئاسي.

ينظر إلى وزيرة العدل مارتا كارتابيا على أنَّها منافسة محتملة على هذا المنصب. ومن بين الآخرين بيير فرديناندو كاسيني، الرئيس السابق لمجلس النواب، ورئيس الوزراء السابق رومانو برودي.

يدافع يمين الوسط عن سيلفيو برلسكوني البالغ من العمر 85 عاماً، وهو رئيس وزراء سابق آخر يقود حزب "فورزا إيطاليا". ومهما كان الاختيار؛ فإنَّ إيطاليا مهيأة على المدى القصير لفترة من عدم الاستقرار السياسي.

تُظهر استطلاعات الرأي أنَّه لا يوجد حزب سياسي سيحظى بأغلبية في حالة إجراء انتخابات عامة مبكرة، على الرغم من أنَّ بعضهم، بما في ذلك "رابطة الشمال" التي يقودها سالفيني والمناهضة للمهاجرين، يحرصون على نجاح ترشيحه على أمل أن يفوزوا بالسلطة.

ما تزال العلاوة التي يطلبها المستثمرون لحمل الديون الإيطالية بدلاً من الألمانية – التي تعد مقياساً رئيسياً للمخاطر في سوق السندات - بالقرب من أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام. و يرى الاستراتيجيون من "سوسيتيه جنرال" أنَّ هذا الفارق سيزداد اتساعاً إلى أقصى حد منذ يوليو 2020، في حال ازدياد التأزم السياسي الإيطالي لمستوى مماثل لفترة 2016-2017.

في الأسبوع الماضي، شهد بيع سندات إيطالية لأجل 30 عاماً طلبات تجاوزت 55 مليار يورو، أي أقل من ثلثي مبيعات سندات مماثلة في أكتوبر 2020، مما أظهر تلاشي الطلب على الديون مقارنة بذروة الوباء.

لا يريد "دراغي" الانتقال إلى "كيرينالي" فقط لمواجهة أزمة حكومية، كما يقول المسؤولون، بل إنَّه يريد تجنب انتخابات مبكرة واستبداله بشخص سيتمكّن من الاحتفاظ بالحصن أكثر منه ببضعة أشهر.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.