صندوق النقد يخطط لإقراض الدول 50 مليار دولار لدعم استقرارها ومكافحة تغير المناخ

time reading iconدقائق القراءة - 13
شعار صندوق النقد الدولي - المصدر: بلومبرغ
شعار صندوق النقد الدولي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وضَع مسؤولو صندوق النقد الدولي الخطوط العريضة لخطة إقراض مقترحة بقيمة 50 مليار دولار، تركز على تمويل برامج تغير المناخ والاستدامة، إذ يسعون في الوقت الحالي لوضع تفاصيل المبادرة الرئيسية التي يهدف الصندوق إلى تنفيذها هذا العام.

قال كل من سيلا بازارباسيوغلو مدير إدارة الاستراتيجية والسياسات والمراجعة في الصندوق، وأوما راماركريشنان نائب مدير إدارة الاستراتيجية والسياسات والمراجعة في الصندوق، في مدونة يوم الخميس، إنّ نحو ثلاثة أرباع دول الصندوق مؤهلة للحصول على أموال من "صندوق المرونة والاستدامة"، إذ يشمل جميع البلدان منخفضة الدخل والبلدان النامية، وكذلك الدول ذات الدخل المتوسط ​​التي يقل فيها نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي عن قرابة 12000 دولار سنوياً.

وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن "صندوق المرونة والاستدامة" يهدف إلى معالجة التحديات طويلة المدى المتعلقة بالاستقرار الاقتصادي، بما في ذلك تغير المناخ والاستعداد لمكافحة الأوبئة والتحول الرقمي.

يحدد الصندوق إمكانية الحصول على التمويل على أساس حالة كل دولة على حدة ومدى قدرتها على تحمّل الديون والتزامها إجراء تغييرات هيكلية، على أن تكون تلك الدول مشاركة بالفعل في برنامج تقليدي لصندوق النقد الدولي، مما يجعل "صندوق المرونة والاستدامة" مكملاً، لا بديلاً.

كتبا بازارباسيوغلو وراماكريشنان: "مع استمرار مكافحة الدول لتداعيات (كوفيد-19) من الضروري عدم تجاهل التحدي طويل الأجل المتعلق بتحول الاقتصادات لتصبح أكثر مرونة في مواجهة الصدمات وتحقيق نمو شامل ومستدام، وقد تعلّمنا من الوباء أن عدم معالجة التحديات طويلة الأجل في الوقت المناسب قد يكون له عواقب اقتصادية كبيرة ويزيد احتمال حدوث مشكلات بميزان المدفوعات في المستقبل".

"صندوق المرونة والاستدامة"

وقال المسؤولون إنّ الدول الغنية ستموّل الصندوق عن طريق توجيه احتياطاتها في صندوق النقد الدولي -المعروفة باسم حقوق السحب الخاصة- للدول الفقيرة، إذ تحتاج إلى جمع 50 مليار دولار لتلبية الطلب المتوقع.

أعرب الكاتبان في المدونة عن أملهم في حصول "صندوق المرونة والاستدامة" على موافقة المجلس التنفيذي خلال اجتماعات الربيع في أبريل، وأن يكمل العام وهو يعمل بكامل طاقته.

يمثل الاقتراح خطوة كبيرة لصندوق النقد الدولي في التحرك لمواجهة التحديات العالمية. كما يحدّ من القيود الهيكلية التي شهدها الصندوق العام الماضي بعدما سجّلت حقوق السحب الخاصة للتعامل مع التداعيات الوبائية مستوى قياسياً بلغ 650 مليار دولار.

جرى تخصيص حقوق السحب وفقًا لقواعد صندوق النقد الدولي التي تنص على منح جميع الدول الأعضاء وفقاً لحصتها ما يعادل حجم اقتصادها تقريباً، الأمر الذي يعني أن الدول الأكبر والأكثر استقراراً حصلت على مزيد من التمويل مقارنة بالدول الأصغر والأكثر ضعفاً.

ورغم وجود طريقة قائمة لدى الصندوق لتقديم الدول الغنية الراغبة في مساعدة الدول الفقيرة التمويل اللازم من خلال تقاسم الاحتياطيات، فإنّ "صندوق المرونة والاستدامة" الجديد يساعد في توسيع قاعدة المستفيدين لتشمل دولاً ذات دخل متوسط.

قال المسؤولون إنّ التمويل المتاح لأي دولة للاقتراض من الصندوق سيتحدد بحد أقصى يبلغ 150% من حصة الدولة في صندوق النقد الدولي -نصيبها من موارد المؤسسة- أو نحو 1.4 مليار دولار، أيهما أقل، إذ يحدّ ذلك الشرط بشكل فعال من الأموال التي يمكن أن تحصل عليها دولة كبيرة متوسطة الدخل مثل تركيا أو روسيا أو الأرجنتين.

ونظراً إلى أن "صندوق المرونة والاستدامة" يهدف إلى معالجة المخاطر طويلة الأجل على ميزان المدفوعات لدى الدول، فقد اقترح موظفو الصندوق منح الدول 20 عاماً للسداد، يسدد فيها أقل قيمة القرض في البداية، ويبدأ دفع أقساط الفائدة بعد 10 سنوات.

تصنيفات

قصص قد تهمك

صندوق النقد: الاقتصاد التونسي بحاجة لـ"إصلاحات عميقة"

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجل يستلم أوراقاً مالية من فئة 10 دنانير تونسية من جهاز صراف آلي - المصدر: بلومبرغ
رجل يستلم أوراقاً مالية من فئة 10 دنانير تونسية من جهاز صراف آلي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

AFP

أكد ممثل صندوق النقد الدولي في تونس جيروم فاشيه، أن تونس التي تسعى للحصول على تمويل من مصادر دولية، بحاجة إلى القيام "بإصلاحات عميقة جداً" لاسيما خفض حجم قطاع الوظيفة العامة الذي يبلغ "أحد أعلى المستويات في العالم".

أشار فاشيه مع انتهاء سنوات ولايته الثلاث في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إلى أن تونس عرفت بسبب جائحة كوفيد-19 "أكبر ركود اقتصادي منذ استقلالها" في العام 1956، لكنه شدد على أن "مشكلات البلاد تعود لما قبل الجائحة، ولا سيما العجز في الميزانية والدين العام (بلغ حوالى 100% من إجمالي الناتج المحلي نهاية العام 2021) اللذين تفاقما".

بعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي التونسي بنحو 9% في 2020 عاد النمو ليسجل أكثر من 3% بقليل في 2021 ومن المتوقع أن تكون النسبة نفسها خلال 2022.

وزير: تونس تُعد خطة لإنعاش الاقتصاد تستهدف مراجعة منظومة الدعم

معدل البطالة المرتفع

يرى فاشيه أن النمو يبقى ضعيفاً وغير كاف بشكل كبير لاستيعاب معدل البطالة الذي يتجاوز 18% والمرتفع أيضاً في صفوف أصحاب الشهادات الشباب، لكنه أشار إلى أن اليد العاملة المؤهلة والرصيد البشري المرتفع الكفاءة والموقع الجغرافي المناسب عوامل تشكل أوراقاً رابحة للبلاد.

ومنذ تشكيلها في أكتوبر الماضي بعد أكثر من شهرين على قرار الرئيس قيس سعيد تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة في 25 يوليو، طلبت حكومة نجلاء بودن من صندوق النقد الدولي برنامج مساعدة جديداً.

أكد فاشيه أن المباحثات لا تزال في مرحلة تمهيدية؛ إذ إن صندوق النقد الدولي يريد أولاً "معرفة نوايا (السلطات) على صعيد الإصلاحات الاقتصادية؛ لأن ثمة حاجة إلى إصلاحات بنيوية عميقة جداً"، مضيفاً أن ثمة حاجة "إلى برنامج متين وموثوق (..) على المدى المتوسط وأن يعرض على الشعب حتى لو تطلب ذلك تفسير الصعوبات".

الدين العام في تونس سيصل إلى 114.1 مليار دينار في 2022

عدد ممثل صندوق النقد الدولي، قضايا ملحة ومنها "الثقل الكبير" لموظفي القطاع العام (16% من إجمالي الناتج المحلي) إذ أن أجور الموظفين الرسميين البالغ عددهم 650 ألفاً تستحوذ على أكثر من نصف نفقات الدولة السنوية، "من دون احتساب السلطات المحلية والشركات العامة".

وضع خاص

قال فاشيه إن هذا "الوضع الخاص" في تونس "حيث كتلة الأجور في الوظيفة العامة هي من الأكبر في العالم" حتى بالمقارنة مع الوضع في مصر والمغرب ولبنان والأردن، تمنع البلد من زيادة "النفقات المستقبلية واستثماراته ونفقات التربية والصحة والاستثمارات".

من القضايا الملحة الأخرى، بدء إصلاح عميق للشركات العامة العاملة في مجالات مختلفة من اتصالات وكهرباء ومياه شرب ونقل جوي والتي تتمتع في غالب الأحيان بالاحتكار وتوظف ما لا يقل عن 150 ألف شخص.

أكد المسؤول في صندوق النقد الدولي أن جهداً كبيراً يجب أن يبذل أيضاً على صعيد الفاعلية المتعلقة بما يتوقعه الشعب على صعيد الخدمات العامة، لافتاً إلى أن عدم مرونة الميزانية يتفاقم بسبب عبء الدعم العام.

يدعو صندوق النقد الدولي إلى أن يترافق إصلاح نظام الدعم (على المحروقات والسلع الأساسية) مع آليات تعويض تستهدف المعوزين.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.