باحثون: منتجات "الفيب" تحتوي على مواد كيميائية قد تكون ضارة

time reading iconدقائق القراءة - 4
شخص يطلق دخانا أثناء استخدام جهاز السجائر الإلكترونية في متجر دخان في نيويورك ، الولايات المتحدة  - المصدر: بلومبرغ
شخص يطلق دخانا أثناء استخدام جهاز السجائر الإلكترونية في متجر دخان في نيويورك ، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تَوصَّل باحثون في جامعة جونز هوبكنز، بعد دراسة أُجريَت على 4 علامات تجارية شهيرة، إلى أن تدخين المبخّرات أو ما يُعرف باسم منتجات "الفيب"، يتسبب في تعريض المستخدمين لنحو 2000 مادة كيميائية، بما في ذلك المركَّبات الصناعية التي يُحتمل أن تكون ضارَّة.

كان معظم الموادّ الكيميائية التي عُثر عليها غير معروف، لكن 6 منها تثير القلق بصفة خاصة، وفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة "كميكال ريسيرش إين توكسيكولوجي"، وهي مجلة راجعها الأقران.

عثر الباحثون على مركبات مكثفة شبيهة بالهيدروكربونات، يرتبط استخدامها عادةً بمنتجات التدخين التقليدية مثل السجائر، رغم تسويق مبخرات الفيب غالباً على أنها أكثر أماناً من تلك المنتجات التقليدية.

اكتشفت الدراسة أيضاً وجود مادة الكافيين في بعض مبخّرات الفيب، بلا إفصاح عن ذلك على ملصقاتها.

اقرأ أيضاً: السجائر الإلكترونية.. أداة محفوفة بالمخاطر للإقلاع عن التدخين

خضعت للدراسةِ السوائلُ الإلكترونية التي تتكون من مزيج الماء والنيكوتين والمكونات الأخرى الموجودة في منتجات الفيب مع الهباء الجوي، وذلك في المنتجات التي تبيعها شركات "جوول لابس" (Juul Labs) و"بريتش أمريكان توباكو" (British American Tobacco) و"آي تي جي براندز" (ITG Brands) و"ماي – وان براندز" (Mi-One Brands). ولم ترد الشركات فوراً على الرسائل التي تطلب التعليق.

كيماويات غير معروفة

قال كارستن براس، الأستاذ المساعد في الصحة البيئية والهندسة في جامعة جونز هوبكنز وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، في بيان: "يحتاج الناس فقط إلى معرفة أنهم يستنشقون مزيجاً معقداً جداً من الكيماويات عندما يستخدمون الفيب"، وأشار إلى أن الباحثين لا فكرة لديهم عن ماهية كثير من هذه المركبات بالتحديد.

تسعى الشركات المصنعة للسجائر مثل "بريتش أمريكان توباكو" و"ألتريا غروب" (Altria Group Inc.) التي تمتلك حصة في "جوول"، لتحويل المدخنين نحو بدائل النيكوتين مثل السجائر الإلكترونية، التي صنّفوها على أنها تقلل المخاطر. ولم تُجمِع الجهات التنظيمية على قرار موحد حتى الآن، إذ سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ببيع بعض المنتجات بمنطلق تقليل المخاطر، لكن الوكالة لا تزال تراجع آلاف التطبيقات التي يسوّقها صانعو السجائر الإلكترونية لإبقاء المنتجات الحالية في السوق.

لعمل ذلك تحتاج الشركات إلى إثبات أن فوائد منتجاتها للمدخنين البالغين تفوق تهديد الصحة العامة الذي يمثله استخدام الشباب لها. ولم يستجب ممثلو إدارة الغذاء والدواء فوراً لطلبات التعليق على ما إذا كانت المواد الكيميائية خضعت للتقييم كجزء من مراجعتها.

ركزت دراسة جونز هوبكنز على السوائل المنكَّهة بالتبغ فقط، وتوصلت القرارات الأخيرة الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنه يجب إزالة آلاف المنتجات المنكَّهة من السوق.

الكافيين ومثبطات اللهب

عثر الباحثون على مادة الكافيين في منتجات "فوسيز فوس" (Vuse's Vuse) التي تنتجها "بريتش أمريكان توباكو" و"ماي–سالت" (Mi-Salt) من "ماي-وان". وتسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإضافة مادة الكافيين إلى المشروبات والأطعمة ما دامت مُدرَجة في ملصق المكوِّنات.

في الوقت نفسه احتوت أجهزة "جوول" على مادة كيميائية شائعة الاستخدام كمثبط للهب للبوليمرات، تكهنت الدراسة بأنها قد تكون ملوّثاً ناتجاً عن الجهاز نفسه. وزادت المركَّبات المكثفة الشبيهة بالهيدروكربونات في جميع المنتجات بسبب تقنية التبخير، باستثناء أجهزة "بلو" (Blu) من شركة "آي تي جي".

تشمل المواد الكيميائية الخطرة التي أبرزتها الدراسة مادة "الأيزوفورون"، وعُثر عليها في منتجات "ماي-سالت" و"فوس"، ويمكن أن تسبب آثاراً تتراوح من تهيج الأنف والحنجرة إلى الإرهاق العامّ والاكتئاب، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية، كما اكتُشف "الفانيلين" في منتجات "ماي-سالت" و"فوس" و"بلو"، وهي مادة صناعية من نكهة الفانيليا أُبلغَ عن تسبُّبها في أعراض الحساسية ومجموعة من العلل الأخرى.

قال براس: "وجدت الأبحاث الحالية التي قارنت السجائر الإلكترونية بنظيرتها العادية، أن ملوّثات السجائر أقلّ بكثير في السجائر الإلكترونية"، واختتم قائلاً: "المشكلة أن الهباء الجوّي للسجائر الإلكترونية يحتوي على موادَّ كيميائية أخرى غير محددة الخواص بصورة كاملة، وهو ما قد ينطوي على مخاطر صحية لا نعرف عنها شيئاً بعد.".

تصنيفات

قصص قد تهمك

حظر استيراد أجهزة "إيكوس" التابعة لـ "فيليب موريس" في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 13
بول رايلي ، رئيس Philip Morris Japan ، يحمل سيجارة iQOS الإلكترونية أثناء حديثه خلال مقابلة في طوكيو ، اليابان. - المصدر: بلومبرغ
بول رايلي ، رئيس Philip Morris Japan ، يحمل سيجارة iQOS الإلكترونية أثناء حديثه خلال مقابلة في طوكيو ، اليابان. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بعد خسارتهما لمعركة قانونية ضد "بريتيش أميريكان توباكو" أمام وكالة التجارة الأمريكية، سيتمُّ منع "فيليب موريس إنترناشيونال" وشريكتها، "ألتريا غروب"، من استيراد أجهزة "إيكوس" (IQOS) للتبغ المُسخّن في الولايات المتحدة. تعهدت شركة "فيليب موريس" بتحدي ذلك القرار الذي وصفته بالـ"محيّر".

قالت لجنة التجارة الدولية الأمريكية في إشعار منشور على موقعها الإلكتروني، إنَّ شركتي "فيليب موريس"، و"ألتريا" تنتهكان براءتي اختراع مملوكتين لـ"رينولدز أميريكان" (Reynolds American)، التابعة لـ "بريتيش أمريكان توباكو". سيسري حظر الاستيراد، فضلاً عن أمر وقف بيع أي منتجات مستوردة فعلياً في غضون 60 يوماً، ما لم تقم إدارة بايدن بإلغائه لأسباب تتعلَّق بالسياسة العامة، برغم ندرة حدوث ذلك.

تصدَّرت شركة "فيليب موريس" سوق البدائل من خلال عروض جهاز "إيكوس"، مما دفع بالمتنافسين إلى التدافع للحاق بالركب. يعتبر الجهاز، الذي يعتمد على تسخين السجائر بدلاً من حرقها، المنتج الوحيد المصرَّح ببيعه في الولايات المتحدة، ويتمُّ تسويقه بواسطة شركة "ألتريا". حصل الجهاز كذلك على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العام الماضي، ليتمَّ تسويقه على أنِّه يقلل من تعرُّض المستهلكين للمواد الكيمياوية الضارة في السجائر، مما يمنح شركة "فيليب موريس" ميزة أكبر عن منافسيها.

ردُّ الفعل

في ظلِّ مراقبة مستثمري "ألتريا" للقضية عن كثب؛ قال بيلي غيفورد، الرئيس التنفيذي لـ"ألتريا" في شهر يوليو، إنَّ الشركة قرَّرت تأجيل التوسُّع في تسويق "إيكوس" بأسواق جديدة، انتظاراً لقرار لجنة التجارة الدولية. كانت الشركة تخطط في البداية لإدخال "إيكوس" في الأسواق التي تمثِّل 25% من مبيعات السجائر في الولايات المتحدة بحلول نهاية هذا العام.

في سياق موازٍ، قالت "فيليب موريس" في بيانها: "نشعر بالحيرة والقلق حيال قرار اللجنة".

كشفت الشركة أنَّها ستطلب من الممثِّل التجاري للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد حظر الاستيراد، و استئناف القرار الأساسي، ومواصلة "تقييم الإجراءات الطارئة".

بدورها، قالت "رينولدز"، إنَّها "تستثمر بشكل كبير في محفظتها المتعدِّدة من المنتجات المحمية والحاصلة على براءات الاختراع"، ويمكن للمستهلكين استخدام السجائر الإلكترونية المعتمدة على التبخير، "في يوز" (Vuse) كبديل.

أضافت "رينولدز": أنَّ "التعدي على حقوقنا الفكرية؛ يقوِّض قدرتنا على الاستثمار والابتكار".

صراع محتدم

يحتدم الصراع العالمي أيضاً بعد أنْ أضافت شركة "بريتيش أميريكان توباكو" عدداً قياسياً من المستخدمين الجدد لبدائل التدخين الخاصة بها خلال الشهور الستة المنتهية في يونيو، مما منح الشركة المنتجة لسجائر"لاكي سترايكس" دفعة قوية، تحتاجها بشدَّة للتنافس مع "فيليب موريس". وصل عدد المستهلكين لفئتها الجديدة نحو 1.6 مليون فرد، وقد أضافت بذلك رقماً يقترب من العام 2020 بأكمله. أما عدد عملاء "فيليب موريس" من غير المدخنين، فقد وصل إلى أكثر من 20 مليوناً.

في حين اندفع الناس حول العالم إلى التدخين بشكل أكبر بسبب التوتر أثناء وباء كورونا، إلا أنَّ الاتجاه العام يشير إلى انخفاض عدد المدخنين في العالم المتقدِّم، وقد تختفي السجائر في كلٍّ من الولايات المتحدة وبريطانيا بحلول العام 2050، بحسب قول المحللين. أنفقت صناعة التبغ مليارات الدولارات على تأمين نموِّها المستقبلي من خلال تطوير البدائل الجديدة، بدءاً من تسخين التبغ إلى السجائر الإلكترونية المعتمدة على التبخير، وأكياس النيكوتين الفموية.

هل يصح أن يربط فارس "مارلبورو" راحلته على باب شركة لأدوية الربو؟

إلى ذلك، كافحت بدائل السجائر من أجل الحصول على تصريح الجهات التنظيمية الأمريكية، وفي ملف الإيداع لدى لجنة التجارة الأمريكية، قالت شركة "فيليب موريس"، إنَّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم تسمح حتى الآن بأي سجائر إلكترونية، و"يكتسب السماح ببقاء أجهزة (إيكوس)، المصرَّح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء، في السوق الأمريكية أهمية كبرى، في ظل الإجراءات التنظيمية المستقبلية الصعبة، والطويلة، وغير المتوقَّعة التي تواجهها السجائر الإلكترونية".

قالت "رينولدز"، التي تسعى للحصول على ترخيص لسجائرها الإلكترونية "في يوز سولو" (Vuse Solo)، و"في يوز فايب"(Vuse Vibe)، إنَّ رفض إدارة الأغذية والعقاقير الحالية، يشمل أعمال السجائر الإلكترونية الصغيرة، فضلاً عن أنَّ شركة "فيليب موريس" تنخرط في "المضاربات الخالصة، والكشف عن الطالع" لاستشراف ما سوف يحدث للتطبيقات داخل الشركات الكبرى، مثل: "رينولدز".

3 براءات اختراع

في غضون ذلك؛ قال محامو الموظفين في "لجنة التجارة الأمريكية"، الذين يعملون كطرف ثالث في هذه الحالات، إنَّ الجمهور لن يتضرَّر بإيقاف منتجات (إيكوس) عند الحدود، لأنَّها لا تُستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وهناك الكثير من البدائل لسجائر الاحتراق، بحسب قول الموظفين.

تتوفَّر (إيكوس) حالياً في كلٍّ من جورجيا، وكارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية، وفيرجينيا. رفضت "ألتريا"، و "فيليب موريس" الكشف عن الشروط المالية لاتفاقية التسويق مع شركة "ألتريا".

صانعة سجائر "مارلبورو" تطلب إقناع الأمريكيين بأن النيكوتين ليس سيئاً

ادَّعت "رينولدز" أنَّ شركة "فيليب موريس" انتهكت ثلاث براءات اختراع؛ علماً أنَّ اثنتين فقط تضمَّان جهازاً كهربائياً يحتوي على سخَّان لتوليد الرذاذ، وواحدة لجهاز تحكّم. في شهر مايو؛ وجد القاضي التجاري انتهاكاً لبراءات اختراع الجهاز، وراجعت اللجنة القضايا المتعلِّقة بالنتائج التي توصَّل إليها القاضي بشأن جميع براءات الاختراع الثلاث، وأكَّدت حكمه مع إجراء بعض التعديلات. سيتاح الحكم الكامل بعد حصول الجانبين على فرصة لصياغة المعلومات السرية.

تأتي الخطوة التالية من المعركة القانونية بمحكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الفيدرالية المتخصصة في قانون براءات الاختراع، وسيستغرق الاستئناف أمام المحكمة أكثر من عام.

ووفقاً لشكوى "رينولدز" الأصلية؛ يتمُّ تصنيع منتجات (إيكوس)، التي تُسخّن تبغاً كافياً لتشكيل الرذاذ، وغير كافٍ للاحتراق، في كلٍّ من ماليزيا، وسويسرا، وإيطاليا.

"فيليب موريس" تُشعل المنافسة مع "كارلايل" على شراء شركة لأدوية الربو

رفعت "رينولدز" الدعوى القضائية لأوَّل مرة في شهر أبريل من العام 2020 بحجة قيام "فيليب موريس"، و"ألتريا" بنسخ التكنولوجيا المسجَّلة ببراءة اختراع طوَّرتها لمنتجات "في يوز" لديها. منذ ذلك الحين؛ قدَّمت الشركتان شكاوى إضافية ضد بعضهما بشأن انتهاك براءات الاختراع في محاكم الولايات المتحدة، وقد طلبت من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة إلغاء براءات اختراع الطرف الآخر. من المتوقَّع أن يتمَّ اتخاذ قرارات في بعض القضايا مطلع العام المقبل.

قالت "فيليب موريس"، إنَّ براءات الاختراع الأوروبية المتعلِّقة بالاثنين المشمولَين في هذه القضية، "تمَّ رفضها عالمياً، وبشكل متكرر في المحاكم الأوروبية، ومكتب براءات الاختراع الأوروبي".

يُنظر بالقضية وفقاً للمواد الخاصة بأمور تسخين التبغ (337-1199) لدى لجنة التجارة الدولية الأمريكية في واشنطن.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.