أدوية جديدة لعلاج "كوفيد-19" تمنح مزيداً من الأمل

time reading iconدقائق القراءة - 6
عبوة مفتوحة وقد تناثرت حولها حبات أدوية - المصدر: بلومبرغ
عبوة مفتوحة وقد تناثرت حولها حبات أدوية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

AFP

طغت مساعي تطعيم مليارات الأشخاص في عام واحد على البحث عن علاجات ضد "كوفيد-19" التي تتقدم بخطى متمهلة، لكن عديداً من طرق العلاج الجديدة يشكّل مصدراً للأمل.

أدوية ناجحة

  • الكورتيكوستيرويدات: أول علاج أوصت به رسمياً منظمة الصحة العالمية في سبتمبر 2020، فقط للمرضى المصابين بأكثر الأعراض خطورة.

بناءً على جميع بيانات التجارب السريرية المتاحة، توصي منظمة الصحة العالمية "بإعطاء الكورتيكوستيرويدات بشكل روتيني" للمرضى الذين يعانون من "شكل حادّ أو حرج" من كوفيد.

يقلل هذا العلاج الوفيات بين هؤلاء المرضى، وربما أيضًا خطر وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فهو يمكّن من محاربة الالتهابات التي ترافق الأشكال الحادَّة للمرض.

  • ساريلوماب وتوسيليزوماب: أجسام مضادة صناعية، تُسمَّى "أحادية النسيلة"، وتنتمي إلى عائلة تسمى "مضادات الإنترلوكين-6" (أو مضادات IL-6). أوصت بها منظمة الصحة العالمية منذ يوليو 2021 للحالات الأكثر خطورة.

وتوصي المنظمة بأن يتلقى هؤلاء المرضى "كلًا من الكورتيكوستيرويدات ومضادات الإنترلوكين-6".

يثبّط توسيليزوماب (الذي يُباع تحت اسم أكتمرا ورو-أكتمرا اللذين تنتجهما شركة روش) وساريلوماب (الذي يُباع تحت اسم كفزارا الذي تنتجه سانوفي)، المطور في الأصل لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، المناعة. وهما يحاربان، مثل الكورتيكوستيرويدات، جموح الجهاز المناعي الذي يبدو أنه مصدر الأشكال الحادة من كوفيد.

  • رونابريف: أوصت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة باستخدام هذا المزيج المكون من اثنين من الأجسام المضادة أحادية النسيلة (كاسيريفيماب وإيمديفيماب)، ولكن فقط لفئتين من المرضى: "المصابين بأشكال غير حادة من كوفيد، والمعرضين لخطر كبير للدخول إلى المستشفى"، مثل كبار السن أو الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة (بسبب السرطان أو بعد عملية زرع، على سبيل المثال)، ومن ثم المرضى الذين يعانون "شكلاً حاداً أو حرجاً، والذين ليست لديهم أجسام مضادة"، أي الذين لم يطوروا أجسامًا مضادة بعد العدوى أو التطعيم.

يعد هذا الدواء الذي يُعطى عن طريق الحقن مفيداً بشكل أساسي للمرضى الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة ولا يكون التطعيم لديهم فعالاً. أعدته شركة التكنولوجيا الحيوية ريجينيرون مع مختبرات روش.

وتكمن العقبة الرئيسية أمام استخدامه في ارتفاع كلفة الجرعة الواحدة التي تبلغ ألفَي دولار، وفقًا لمنظمات غير حكومية، وهو ما تأمل منظمة الصحة العالمية خفضه.

أدوية قيد الاختبار

  • أدوية مضادة للفيروسات تؤخذ عن طريق الفم: يعمل عديد من المختبرات على إنتاج أدوية مضادة للفيروسات يمكن ابتلاعها على شكل أقراص.

ومن بين أكثرها تقدمًا دواء مولنوبيرافير (المنتج بالشراكة بين شركة التكنولوجيا الحيوية ريدجباك بايوتيرابوتيكس، ومختبر MSD).

ما زال الدواء يخضع لتجارب على المرضى (سواء في المستشفى أو لا) وكذلك للوقاية لدى أشخاص كانوا على اتصال مع مصابين. ومن المتوقع أن تُعرف نتائج التجارب بحلول نهاية السنة.

تعمل شركة "أتيا فارماسوتيكالز للتكنولوجيا الحيوية" ومختبر روش على تقييم فاعلية علاج مماثل يسمى "AT-527"، كما تعمل شركة "فايزر" على تطوير دواء يجمع بين جزيئين أحدهما ريتونافير المستخدم على نطاق واسع ضد فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الفيروس المسبب لمرض الإيدز).

أكدت إخصائية الأمراض المعدية كارين لاكومب خلال مؤتمر صحفي عقدته مؤخراً وكالة الأبحاث الفرنسية للأمراض المعدية الناشئة، أن سوقَ مثلِ هذه العلاجات "الفعالة التي يسهل تناولها لعلاج الأشكال المبكرة من كوفيد، ستكون هائلة على الأرجح".

ولكنها نبهت إلى أن من الضروري "اتخاذ الحيطة والحذر" إزاء التصريحات المدوية أحيانًا الصادرة عن شركات الأدوية، وانتظار نتائج التجارب الإكلينيكية على المرضى.

ويعود ذلك بشكل خاصّ إلى أن الأدوية المضادة للفيروسات عموماً لم تكن مقنعة جداً حتى الآن في علاج "كوفيد-19".

  • أجسام مضادة جديدة: يعمل بعض معامل الأدوية على تطوير أجسام مضادة أحادية النسيلة طويلة المفعول.

تطور شركة "غلاكسوسميثكلاين" أحدها، وهو سوتروفيماب الذي صنفته في نهاية يونيو المفوضية الأوروبية كواحد من أكثر خمسة علاجات واعدة.

الآخر يُدعى AZD7442، وهو مزيج من الأجسام المضادة أعدته شركة "أسترازينيكا" التي كشفت النقاب عن النتائج الأولية لتجاربها في نهاية أغسطس. وتقول شركة الأدوية إنه يمكن أن يكون فعالًا في الوقاية من كوفيد لدى المرضى الذين تعد حالتهم الصحية هشة.

كما تعمل شركة "كسينوتيرا" الفرنسية على نوع آخر من الأجسام المضادة الصناعية يُسمَّى "الأجسام المضادة متعددة النسيلة". ويقوم منتجها "XAV-19" على أجسام مضادة من الخنازير عُدلت لتتوافق مع الجسم البشري، وهذا الدواء في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية.

أدوية غير فعالة

منذ بداية ظهور الوباء، بدّد عديد من العلاجات الأمل. هذا ما حدث مع دواء هَيدروكسي كلوروكين (الذي روّجه الباحث الفرنسي ديدييه راول)، وريمديسفير (الذي اعتُبر في البداية واعداً جداً)، والإيفرمكتين ومزيج لوبينافير-ريتونافير (واسمه التجاري كالتيرا) المستخدم ضد فيروس الإيدز.

بمرور الوقت، أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم استخدامها لعلاج كوفيد. تشترك هذه الأدوية في أنها صُمّمت في البداية لاستخدام آخر، ولكن اختُبرت ضد هذا المرض الجديد في ما يُسمَّى "إعادة توضيع" أو استخدام دواء ما لعلاج مرض آخر غير الذي أُعِدّ في الأصل لمحاربته.

أوضحت كارين لاكومب أن "إعادة توضيع دواء ما هي ما نفعله بشكل عاجل في بداية انتشار الوباء". ولكن باستثناء الإنترلوكين-6، خيّبَت كل هذه الأدوية أمل العلماء، وهو ما يبين "محدودية" إعادة توضيع أو إعادة استخدام دواء ما في رأيها.

أضافت: "هذا ما يجعلنا ندخل حقبة علاجية مختلفة من خلال تطوير عقاقير خاصة بمحاربة سارس-كوف-2"، الفيروس المسبب لكوفيد.

تصنيفات

قصص قد تهمك

أمريكا تسمح بإعطاء جرعة ثالثة من لقاح "فايزر" للمسنّين والمعرَّضين للخطر

time reading iconدقائق القراءة - 3
مقر هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في \"وايت اوك\" بولاية ميريلاند. الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
مقر هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في "وايت اوك" بولاية ميريلاند. الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

أجازت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إعطاء جرعة ثالثة معزّزة من لقاح فايزر المضادّ لفيروس "كوفيد-19" للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً فأكثر، وكذلك "الأكثر عرضة للخطر".

قالت الإدارة في بيان مساء أمس الأربعاء، إنّه يمكن إعطاء هذه الجرعة المعزّزة للأشخاص الذين ينتمون إلى هاتين الفئتين بعد مرور ستَّة أشهر على تلقّيهم الجرعة الثانية.

وأضافت أنّ أولئك الذين تتراوح سنهم بين 18 و64 عاماً يمكن إعطاؤهم جرعة ثالثة من لقاح فايزر إذا كانوا معرَّضين لـ"خطر مرتفع" بأن يصابوا بأحد الأعراض الحادّة للمرض، أو إذا كان "تعرُّضهم المتكرّر" للفيروس يجعلهم عرضة "لخطر مرتفع بحدوث مضاعفات خطيرة" متعلّقة بالمرض، حسب وكالة فرانس برس.

اقرأ أيضاً: منظمة الصحة العالمية تصف الجرعة الثالثة من لقاح كورونا بـ "العمل غير الأخلاقي"

"فايزر" تتوقع مبيعات بـ 33.5 مليار دولار للعام الجاري من لقاح كوفيد 19

نقل البيان عن جانيت وودكوك، رئيسة إدارة الغذاء والدواء بالإنابة، قولها إنّ هذه الفئة تشمل "العاملين في مجال الصحّة والمعلّمين وموظَّفي المدارس والعاملين في محلات السوبرماركت وفي ملاجئ المشرّدين والسجون، وغيرهم".

ورغم أن هذه الفئة تبدو واسعة النطاق، فإن هذا القرار يمثّل انتكاسة لإدارة الرئيس جو بايدن التي أعلنت في منتصف أغسطس أنّ السلطات الأمريكية ستسمح بإعطاء الجرعة المعزّزة لجميع البالغين، وهو ما أثار يومها انتقادات واسعة لأنّها بدت كأنّها تستبق قرار الهيئات العلمية في البلاد وتربكها.

لكنّ إدارة الغذاء والدواء ارتأت في النهاية اتّباع نصيحة لجنتها الاستشارية.

هذه اللّجنة المكوّنة من علماء أوبئة ومتخصّصين في الأمراض المُعدية، أعلنت الأسبوع الماضي أنّها تنصح بإعطاء الجرعة المعزّزة لفئات محدّدة من السكّان، خصوصاً كبار السنّ والعاملين الصحيّين.

ستجتمع لجنة خبراء من مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها (سي دي سي) يومي الأربعاء والخميس لمناقشة هذه المسألة، على أن تصدر السلطات الصحّية بعد ذلك توصيات مفصّلة موجّهة للمهنيين الذين سيشرفون على إعطاء هذه الجرعات المعزّزة تحدّد على وجه الخصوص ما المشمول تحديداً بمصطلح "الخطر المرتفع".

أحدث إحصاءات الإصابات والوفيات

في سياق ذي صلة، أظهرت إحصاءات لوكالة "رويترز" أن أكثر من 230 ‬مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين اقترب إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس من مستوى 5 ملايين شخص (4921629).

سُجّلت إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019، وجاء في صدارة الدول من حيث الإصابات والوفيات الولايات المتحدة الأمريكية والهند والبرازيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.