تريليون دولار استثمارات في مستقبل أميركا الرقمي.. من يقود السباق؟

القائمة تضم "أبل" و"أمازون" و"مايكروسوفت".. وترمب ينسب الفضل لنفسه

time reading iconدقائق القراءة - 12
أشخاص يمرون أمام الواجهة الزجاجية لمتجر شركة \"أبل\" في الجادة الخامسة في نيويورك، الولايات المتحدة - بلومبرغ
أشخاص يمرون أمام الواجهة الزجاجية لمتجر شركة "أبل" في الجادة الخامسة في نيويورك، الولايات المتحدة - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أصبحت شركة "أبل" (Apple) يوم الاثنين أحدث الشركات التي تعلن عن التزامها بضخ استثمارات بمئات المليارات من الدولارات داخل الولايات المتحدة، وهي خطوة سارع الرئيس دونالد ترمب إلى نسبة الفضل فيها لنفسه.

أعلنت الشركة أنها ستنفق 500 مليار دولار محلياً خلال الأعوام الأربع المقبلة، بجانب إنتاج خوادم الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وتوظيف 20 ألف عامل جديد. وبعد نحو ساعة من الإعلان، نشر ترمب تعليقاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشيد فيه بهذه الاستثمارات، قائلاً إن "أبل" تستثمر في الولايات المتحدة لأنها "تؤمن بما نفعله".

لكن، للتوضيح، لم تربط "أبل" استثماراتها بشكل مباشر بإدارة ترمب. كما أن خطتها لا تختلف كثيراً عما سبق أن أعلنت عنه في خططها السابقة. كذلك، فإن تعهدها بتوفير آلاف الوظائف لا يتجاوز كثيراً وتيرة التوظيف المعتادة لديها.

سواء كانت جديدة أو لا، فقد باتت تعهدات الشركات الكبرى تجاه الاستثمار سمة مميزة لإدارة ترمب. ففي بداية ولايته الأولى قبل ثمانية أعوام، أعلنت مجموعة الاستثمار اليابانية العملاقة "سوفت بنك" (SoftBank Group) التزاماً هائلاً باستثمار 50 مليار دولار في الولايات المتحدة، قائلة إن ذلك سيوفر 50 ألف وظيفة. (لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الاستثمارات قد نتج عنها هذا العدد من الوظائف). كما أن شركات أخرى مثل "فوكسكون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group) و"إنتل" (Intel) قدمت خطط إنفاق استعرضها ترمب، رغم أن بعضها كان قيد الإعداد قبل توليه السلطة.

فيما يلي نظرة على أبرز الاستثمارات التكنولوجية التي تم الإعلان عنها منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية:

"أبل"

  • الاستثمار المُعلن: 500 مليار دولار محلياً على مدار الأعوام الأربع المقبلة.
  • السابق: كان من المتوقع أن تنفق "أبل" 10.8 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام، في حين بلغ إجمالي نفقاتها التشغيلية 57.5 مليار دولار في عام 2024.
  • الوظائف: 20 ألف وظيفة.
  • موقع الشركة: هيوستن وديترويت.

أعلنت "أبل" يوم الاثنين عن ما وصفته بأنه أكبر التزام مالي لها داخل الولايات المتحدة حتى الآن. إذ تخطط عملاقة التكنولوجيا لتوظيف 20 ألف عامل جديد، وتصنيع خوادم الذكاء الاصطناعي محلياً، إلى جانب استثمار 500 مليار دولار داخل البلاد على مدار الأعوام الأربع المقبلة.

تشمل هذه الاستثمارات افتتاح منشأة جديدة لتصنيع الخوادم في هيوستن، أكاديمية للموردين في ميشيغان، بالإضافة إلى تعزيز إنفاقها مع مورديها الحاليين داخل البلاد.

وجاء الإعلان بعد أيام قليلة من اجتماع الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك مع ترمب، حيث ألمح الأخير عقب اللقاء إلى أن كوك يعتزم استثمار "مئات المليارات من الدولارات".

مشروع "ستارغيت"

  • الاستثمار المُعلن: ما يصل إلى 500 مليار دولار.
  • السابق: "ستارغيت" يعد مشروعاً مشتركاً جديداً، إلا أن "أوبن إيه آي" (OpenAI) كانت قد قدمت منذ أشهر خطة لبناء مركز بيانات ضخم في الولايات المتحدة، حيث طرحتها في البداية أمام إدارة بايدن.
  • الوظائف: مئات الآلاف من الوظائف.
  • موقع المشروع: تكساس، في المرحلة الأولى.

في 21 يناير، أي بعد يوم من تنصيب ترمب، أعلنت شركة "أوبن إيه آي"، المطورة لتطبيق "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، بالتعاون مع "سوفت بنك" وعملاقة البرمجيات "أوراكل" (Oracle)، عن مشروع مشترك يهدف إلى تطوير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وأفادت الشركات بأنها تخطط لاستثمار 500 مليار دولار خلال الأعوام الأربع المقبلة، مع تركيز المرحلة الأولى على ضخ 100 مليار دولار، في مشاريع يُتوقع أن توفر "مئات الآلاف من الوظائف الأميركية".

المشروع الأول لـ"ستارغيت" عبارة عن مجمع لمركز بيانات يمتد على نحو 875 فداناً في مدينة أبيلين بولاية تكساس، حيث سيٌخصص في النهاية لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقد تم الترويج لهذا المشروع باعتباره خطوة لدعم "إعادة التصنيع في الولايات المتحدة" وتعزيز "الأمن القومي لأميركا وحلفائها". وكان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان قد طرح العام الماضي على إدارة بايدن فكرة إنشاء بنية تحتية واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي.

"سوفت بنك"

  • الاستثمار المُعلن: 100 مليار دولار.
  • السابق: أمضت "سوفت بنك" أشهر في إعداد خطط لتعزيز استثماراتها في أشباه الموصلات الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والروبوتات. كما ضخ "صندوق رؤية" التابع لها 500 مليون دولار في "أوبن إيه آي"، الشركة الناشئة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى إطلاق مناقصة بقيمة 1.5 مليار دولار العام الماضي لشراء المزيد من أسهم موظفي "أوبن إيه آي".
  • الوظائف: 100 ألف وظيفة.
  • موقع الشركة: تكساس، من خلال المشروع المشترك "ستارغيت".

في ديسمبر، كشف ترمب عن خطة "سوفت بنك" لاستثمار 100 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال الأعوام الأربع المقبلة، وذلك خلال حدث حضره إلى جانب الرئيس التنفيذي للمجموعة ماسايوشي سون. وتشمل الخطة التزاماً بتوفير 100 ألف وظيفة تركز على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به، بما في ذلك استثمارات في مراكز البيانات وأشباه الموصلات وقطاع الطاقة، وفقاً لشخص مطلع على الخطة.

وقد أثار هذا الإعلان فوراً تساؤلات حول كيفية تأمين "سوفت بنك" التمويل اللازم لهذا الالتزام الجديد. ففي الولاية السابقة لترمب، نجح سون في جمع 100 مليار دولار لصالح "صندوق رؤية" من مستثمرين خارجيين، وضخ تلك الأموال في شركات ناشئة مثل "وي وورك" (WeWork) و"أوبر تكنولوجيز" (Uber Technologies) و"دور داش" (DoorDash). ومع ذلك، لا تمتلك "سوفت بنك" حالياً السيولة الكافية لتنفيذ تعهد سون هذه المرة.

"ميتا بلاتفورمز"

  • الاستثمار المُعلن: 65 مليار دولار.
  • السابق: كان من المتوقع أن تبلغ النفقات الرأسمالية لشركة "ميتا" نحو 60 مليار دولار هذا العام، بينما تجاوزت نفقاتها التشغيلية 64 مليار دولار العام الماضي.
  • الوظائف: غير محددة.
  • موقع الشركة: لويزيانا، من بين عدة مواقع أخرى.

تعتزم شركة "ميتا بلاتفورمز" استثمار 65 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، بما في ذلك إنشاء مركز بيانات "بحجم هائل يغطي جزءاً كبيراً من مانهاتن"، وفقاً لما أعلنه الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في منشور بتاريخ 24 يناير عبر منصة "فيسبوك".

وأوضح زوكربيرغ أن "ميتا" تستهدف تشغيل قدرة حوسبية تقارب غيغاواط واحدة خلال 2025، ويُتوقع أن تختتم العام بأكثر من 1.3 مليون وحدة معالجة رسومية (GPU)، وهي رقائق أساسية لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما أكد أن الشركة ستوسع نطاق فرق عمل الذكاء الاصطناعي لديها "بشكل كبير"، دون تحديد عدد الوظائف التي سيتم توفيرها.

كانت "ميتا" قد كثفت استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بالفعل. وقبل أقل من ثلاثة أشهر، حذر زوكربيرغ المستثمرين من أن الشركة تعتزم "تسريع" وتيرة إنفاقها الرأسمالي في عام 2025، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الميتافيرس. كما أعلنت عن مشروع مركز بيانات بقيمة 10 مليارات دولار في لويزيانا.

"مايكروسوفت"

  • الاستثمار المُعلن: "مايكروسوفت" أكدت مجدداً خططها لاستثمار أكثر من 40 مليار دولار في مراكز بيانات أميركية.
  • السابق: جميع هذه الخطط قد أُعلن عنها مسبقاً.
  • الوظائف: تقدر الشركة أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بشكل عام في توفير "مليار وظيفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي".
  • موقع الشركة: عدة ولايات، منها تكساس وأريزونا.

لم تقدم "مايكروسوفت" حتى الآن إعلاناً بارزاً يمكن لترمب نسب الفضل فيه لنفسه، لكن رئيس الشركة براد سميث كتب منشوراً في مدونة خلال يناير رحب فيه بعودة ترمب إلى البيت الأبيض، مع تسليط الضوء على استثمارات كانت الشركة قد خططت لها مسبقاً.

وأشار سميث إلى أن "مايكروسوفت" ماضية في خططها لاستثمار حوالي 80 مليار دولار في بناء مراكز البيانات المصممة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى نشر تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مع تخصيص أكثر من نصف هذا الاستثمار للولايات المتحدة. كما أعلنت الشركة العام الماضي عن خطة لاستثمار أكثر من 35 مليار دولار في 14 دولة على مدار ثلاث أعوام، بهدف إنشاء بنية تحتية "آمنة" للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. كذلك، سبق أن كشفت الشركة عن خطط لتعزيز سعة مراكز بياناتها في ولايات مثل أريزونا وتكساس.

بالإضافة إلى ذلك، تتعاون "مايكروسوفت" مع كل من "بلاك روك" (BlackRock) وصندوق الاستثمار "إم جي إكس" (MGX) التابع لدولة الإمارات العربية المتحدة، لإنشاء صندوق استثماري دولي يستهدف توفير تمويل إضافي يصل إلى 100 مليار دولار لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وسلاسل التوريد الخاصة به.

"داماك"

  • الاستثمار المُعلن: 20 مليار دولار على الأقل.
  • السابق: كانت "داماك" قد بدأت بالفعل في تمهيد الطريق لتوسيع أعمالها في مجال مراكز البيانات. فقد وضعت وحدة "إدجنيكس داتا سنترز" (Edgnex Data Centers)، التابعة للمجموعة التي تتخذ من دبي مقراً لها، خطة لاستثمار 3 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاث إلى الخمس المقبلة لإنشاء مراكز بيانات في جنوب شرق آسيا.
  • الوظائف: آلاف الوظائف.
  • مواقع الشركة: تكساس وأريزونا وأوكلاهوما ولويزيانا وأوهايو وإلينوي وميشيغان وإنديانا.

منذ انتخاب ترمب لأول مرة عام 2016، حرص حسين سجواني، رئيس مجموعة "داماك"، على ترسيخ صورته أمام العالم كرجل الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط. وفي يناير الماضي، عاد الملياردير العقاري إلى دائرة الضوء مجدداً، حيث ظهر إلى جانب ترمب ليعلن عن استثمار لا يقل عن 20 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات جديدة تمتد من أريزونا إلى أوهايو.

لم تتضح على الفور تفاصيل كيفية تمويل مثل هذا المشروع من قبل سجواني، الذي ارتفعت ثروته الصافية في الأعوام الأخيرة إلى نحو 13 مليار دولار وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات". لكنه من المرجح أن يعتمد بشكل كبير على البنوك والمؤسسات المالية الأخرى لتأمين معظم هذا الاستثمار. وفي مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، قال سجواني إن الميزانية العمومية لشركة "داماك" ستتيح لها توفير حوالي 30% من التمويل.

بدوره، صرح ترمب بأن المرحلة الأولى من خطة "داماك" ستشمل تكساس وأريزونا وأوكلاهوما ولويزيانا وأوهايو وإلينوي وميشيغان وإنديانا. وأضافت الشركة أن هذا الاستثمار من المتوقع أن يسهم في توفير "آلاف الوظائف" في المناطق التي سيتم فيها تشييد مراكز البيانات.

"أمازون"

  • الاستثمار المُعلن: 11 مليار دولار.
  • السابق: "أمازون" حددت خططاً لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات على مراكز بيانات جديدة قبل فترة طويلة من انتخاب ترمب. وكان من المتوقع بالفعل أن تنفق الشركة نحو 100 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام، بينما بلغت نفقاتها التشغيلية 243 مليار دولار خلال العام الماضي.
  • الوظائف: 550 وظيفة على الأقل.
  • الموقع: جورجيا.

في يناير، تعهدت "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services) باستثمار نحو 11 مليار دولار في ولاية جورجيا بهدف توسيع البنية التحتية الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ووفقاً لبيان الشركة، من المتوقع أن يُسهم هذا الاستثمار في إتاحة ما لا يقل عن 550 وظيفة جديدة لأصحاب المهارات العالية.

وفي إطار الخطة الاستثمارية، ستقوم الشركة بتشييد مراكز بيانات جديدة في مقاطعة بوتس، وفقاً لما صرح به روس كرامبلي، رئيس مجلس مفوضي مقاطعة بوتس، في البيان.

"أندوريل"

  • الاستثمار المُعلن: ما يقرب من مليار دولار.
  • السابق: كانت "أندوريل" قد أعلنت في أغسطس 2024 عن خططها لاستثمار مئات الملايين من الدولارات في منشأة جديدة.
  • الوظائف: 4,000 وظيفة مباشرة، بالإضافة إلى 8500 وظيفة أخرى لدعم العمليات.
  • موقع الشركة: أوهايو.

أعلنت "أندوريل إندستريز" (Anduril Industries)، الشركة الناشئة العاملة بمجال التكنولوجيا الدفاعية، في يناير، عن اختيار ولاية أوهايو كموقع لإنشاء منشأة تصنيع ضخمة ستنتج عشرات الآلاف من الأسلحة والأنظمة المستقلة سنوياً. وكان الشريك المؤسس بالمر لوكي قد صرح سابقاً بأنه يتوقع ازدهار أعمال الشركة المتخصصة في تكنولوجيا الأسلحة ومقرها كاليفورنيا تحت إدارة ترمب.

تهدف "أندوريل" إلى تأمين الموافقات النهائية خلال الأسابيع المقبلة للبدء في تحديث منشأة قائمة، على أن يبدأ إنتاج الأسلحة بحلول يوليو 2026. كما تقدر الشركة استثمار نحو مليار دولار في المنشأة الجديدة، مما سيسهم في إيجاد 4,000 وظيفة مباشرة، إلى جانب 8,500 وظيفة إضافية لدعم العمليات.

وكانت "أندوريل" تخطط للمنشأة الجديدة قبل فترة طويلة من انتخاب ترمب. ففي أغسطس 2024، وبعد جمع 1.5 مليار دولار خلال جولة تمويلية جديدة، أعلنت الشركة عن نيتها إنفاق مئات الملايين من الدولارات على تطوير الموقع الجديد.

تصنيفات

قصص قد تهمك

ما هي مكاسب أقطاب التقنية من دعمهم ترمب؟

حضر أقطاب التقنية في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب ترمب، وجميعهم يأملون بالحصول على أكثر من مجرد دعوة لحفل انطلاق الإدارة الجديدة

time reading iconدقائق القراءة - 10
صورة تعبيرية لرؤساء شركات التقنية - بلومبرغ
صورة تعبيرية لرؤساء شركات التقنية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لطالما عُرف عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب شراسته تجاه شركات التقنية الكبرى وقادتها. فقد وصف "فيسبوك" يوماً بأنها "عدوة للشعب"، ولقّب جيف بيزوس باسم "جيف بوزو" (ومفردة بوزو المهرج تستخدم للتعييب).

ومع ذلك، بعد أن قدّم أقطاب التقنية تبرعات سخية خطباً لودّه، استضافهم في مقاعد الشرف خلال حفل تنصيبه في 20 يناير. صحيح أن الدعوة لفتة لطيفة، إلا أن قادة الشركات يطمحون لأبعد من ذلك. إذ إن قطاع التقنية لديه مطالب كثيرة يسعى لتحقيقها عبر ترمب في سنوات ولايته الأربع. فيما يلي لمحة عن ذلك:

اقرأ أيضاً: مبلغ قياسي جمعه ترمب لحفل تنصيبه

إيلون ماسك

صورة تعبيرية لإيلون ماسك معتمراً قبعة تحمل شعار حملة ترمب وخلفه رسم صاروخ في إشارة إلى شركته
صورة تعبيرية لإيلون ماسك معتمراً قبعة تحمل شعار حملة ترمب وخلفه رسم صاروخ في إشارة إلى شركته

ما قدمه: تجاوزت تبرعات ماسك لحملة ترمب الرئاسية ولجان العمل السياسي المؤيدة له 245 مليون دولار، أضف لذلك دعمه الشخصي المستمر للرئيس، وتسخيره لشبكة التواصل الاجتماعي الضخمة "إكس" التي يملكها في دعم سياسات تيار "لنعد لأميركا عظمتها" الذي يقوده ترمب.

مكاسبه: أصبح ماسك مقرباً من ترمب الذي ولّاه على إدارة الكفاءة الحكومية المستحدثة. ورغم أن صلاحيات الإدارة لم تتضح بعد، إلا أنها ستجلب له على الأقل مكتباً في البيت الأبيض وعنوان بريد إلكتروني يحمل اسمه. كما رُشح حلفاء ماسك، من أمثال جاريد إيزاكمان لرئاسة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وبريندان كار لرئاسة لجنة الاتصالات الاتحادية.

اقرأ أيضاً: ترمب يعين ماسك وراماسوامي لقيادة وزارة جديدة للكفاءة الحكومية

مبتغاه: إن الحكومة الاتحادية هي أكبر عملاء شركة ماسك "سبيس إكسبلورايشن تكنولوجيز" المعروفة باسم "سبيس إكس" وشركة "ستارلينك" المتخصصة بالأقمار الاصطناعية التابعة لها.

يمكن لإمبراطورية ماسك أن تستفيد من تساهل الحكومة مع السيارات ذاتية القيادة، ما سينعكس إيجاباً على شركة "تسلا".

كما ستستفيد من دعم لجنة الاتصالات الاتحادية وتمويلها لنمو "ستارلينك"، ومن تخفيف الأعباء التنظيمية عن "سبيس إكس" وشركة "بورينغ" (Boring) لحفر الأنفاق التابعة لماسك، وشركته الجديدة الناشئة "إكس إيه آي". أمّا المكافأة الكبرى فستكون إيفاء ترمب بعهد إرسال رواد فضاء إلى المريخ، فيحقق أحد أحلام ماسك.

جيف بيزوس

مؤسس "أمازون" وبلو أوريجن" (Blue Origin) ومالك صحيفة "واشنطن بوست".

ما قدمه: تبرعت "أمازون" بمليون دولار للجنة تنصيب ترمب، كما امتنعت "واشنطن بوست" عن تأييد أي من المرشحين خلال الانتخابات الرئاسية، وهو قرار قال بيزوس إنه يهدف إلى تجنب "إعطاء انطباع بالتحيز"، رغم أن كثيرين، بمن فيهم عدد كبير ممن أصبحوا مشتركين سابقين في الصحيفة، اعتبروا قراره من قبيل استرضاء ترمب. كما حصلت "أمازون" على الحقوق الحصرية لإنتاج فيلم وثائقي عن السيدة الأولى ميلانيا ترمب، التي ستتولى منصب المنتجة التنفيذية لهذا المشروع.

مكاسبه: حصل بيزوس على مقعد مميز في حفل التنصيب، وعلى دعوة لشريكته لورين سانشيز لحضور الحفل. قال بيزوس في نهاية العام الماضي إنه "متفائل جداً" حيال الإدارة المقبلة، وإن ترمب "يبدو أكثر ثقة بالنفس ووأكثر تمكناً".

اقرأ أيضاً: "أمازون" تتبرع لحفل تنصيب ترمب وبيزوس يخطط لزيارته

مبتغاه: صنعت لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الاتحادية في عهد الرئيس السابق جو بايدن، سمعتها، حتى قبل تخرجها من كلية الحقوق، حين اعتبرت أن "أمازون" تشكل تهديداً جديداً لمكافحة الاحتكار.

بعد توليها رئاسة اللجنة، رفعت دعوى قضائية تتهم "أمازون" بممارسة احتكار غير قانوني. ورغم مغادرة خان منصبها، أصدر قاض حكماً باستمرار الدعوى ضد الشركة، فيما ترغب "أمازون" بتسوية القضية خارج المحكمة.

كما تواجه الشركة أيضاً عشرات الشكاوى من المجلس الوطني لعلاقات العمل، معظمها على خلفية تعاملها مع موظفي مستودعاتها. إلا أنها تنفي ارتكاب أي مخالفات وقدمت طعناً بدستورية المجلس.

تُعدّ "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services)، ذراع الشركة للحوسبة السحابية، من أكبر المتعاقدين مع الجيش، وتطمح شركة بيزوس "بلو أورويجن" للفوز بعقود هي الأخرى.

مارك زوكربيرغ

صورة تعبيرية لمارك زوكربرغ وخلفه شعار "ميتا"
صورة تعبيرية لمارك زوكربرغ وخلفه شعار "ميتا"

ما قدمه: أسهمت شركة "ميتا بلاتفورمز" بمليون دولار لدعم حفل تنصيب ترمب. وقد أبدى زوكربيرغ دعماً علنياً أكبر لترمب منذ الصيف، حين وصف ردة فعل ترمب على إطلاق النار الذي استهدفه بأنه "أحد أشجع المواقف التي رأيتها في حياتي". كما غير زوكربيرغ سياسات "ميتا" لمكافحة المعلومات المضللة، متراجعاً عن النهج الذي طالما اشتكى منه ترمب.

مكاسبه: لم يعد ترمب يمزح علناً عن رغبته بسجن زوكربيرغ مدى الحياة، بل منحه مقعداً بارزاً في حفل التنصيب. كما تبنّى اقتراح زوكربيرغ بالضغط على أوروبا لتخفيف قيودها على شركات التقنية الأميركية، وقد أشار إلى ذلك خلال حديثه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في 23 يناير.

اقرأ أيضاً: "ميتا" تتبرع بمليون دولار لدعم تنصيب ترمب

مبتغاه: تسعى "ميتا" للفوز بعقود من الحكومة الاتحادية في مجالات متنوعة، منها نماذج الذكاء الاصطناعي التي تسوّقها لدى الوكالات الاتحادية والمتعاقدين الدفاعيين.

كما تسعى لجنة التجارة الاتحادية لإلزام الشركة ببيع تطبيقي "واتساب" و"إنستغرام"، وقد حُدد موعد الجلسة في أبريل.

سيستفيد زوكربيرغ من التخفيف من نهج إدارة بايدن في مجال مكافحة الاحتكار. إلا أن بعض الإجراءات التي قد تصب لمصلحة "ميتا"، مثل تبني الحكومة لنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، أو حظر "تيك توك"، تتعارض مع مصالح متنفذين آخرين في قطاع التقنية يتقربون أيضاً من الرئيس.

تيم كوك

صورة تعبيرية لتيم كوك وخلفه مخطط لأجزاء جهاز "أيفون"
صورة تعبيرية لتيم كوك وخلفه مخطط لأجزاء جهاز "أيفون"

ما قدمه: كان رئيس "أبل" التنفيذي أحد المديرين التنفيذيين القلائل الذين دعموا ترمب في ولايته الأولى، كما قدم تبرعاً شخصياً بقيمة مليون دولار للجنة تنصيب ترمب في ولايته الثانية.

مكاسبه: بدا واضحاً أن اهتمام كوك سرّ ترمب، فأشاد به علناً بوصفه "رجل أعمال جيد جداً". وكان ترمب خفّض خلال ولايته الأولى الرسوم الجمركية على مكونات تحتاجها "أبل" من الصين. وقد حضر كوك حفل تنصيب ترمب، وأُجلس في مقعد بعيد بعض الشيء عن نظرائه.

مبتغاه: تواجه "أبل" مجدداً خطر أن تكون ضحيةً لحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، الدولة التي تُجمع فيها أكثر من 80% من هواتف "أيفون"، بحسب بلومبرغ إنتلجنس.

يمكن لكوك أن يستفيد من حظوته لدى ترمب ليحدّ مجدداً من تأثير الحرب التجارية على عمليات التصنيع في شركته. تواجه "أبل" أيضاً تحقيقاً حول قضايا الاحتكار. وبما أن الدعوى ما تزال في بدايتها، يمكن للمسؤولين الذين يعينهم ترمب أن يقرروا تسوية الدعوى أو رفضها من الأساس. 

صورة تعبيرية للرئيس التنفيذي لشركة "ألفابيت" ساندر بيتشاي وخلفه شعار "جوجل"
صورة تعبيرية للرئيس التنفيذي لشركة "ألفابيت" ساندر بيتشاي وخلفه شعار "جوجل"

ما قدمه: تبرعت شركة "ألفابيت" بمليون دولار للجنة تنصيب ترمب.

مكاسبه: جلس بيتشاي في مقعد بين بيزوس وماسك خلال حفل التنصيب، الذي حضره أيضاً المؤسس الشريك لـ"جوجل" سيرغي برين.

مبتغاه: بلغت دعاوى مكافحة الاحتكار المرفوعة من وزارة العدل الأميركية ضد شركة "ألفابيت" التي يرأسها بيتشاي مراحل أكثر تقدماً من الدعاوى المرفوعة ضد الشركات الأخرى، ما يهدد بصدور قرار بتقسيم الشركة.

يحظى المسؤولون الذين سيعينهم ترمب بصلاحية تغيير مطالب الوزارة. كما لدى "جوجل" قائمة مطالب بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي، تشمل تعديل القوانين الحالية بدلاً من سن قوانين جديدة، وتجنب إنشاء هيئة تنظيمية مخصصة للذكاء الاصطناعي.

شو زي تشيو

صورة تعبيرية لشو زي تشيو وخلفه شعار "تيك توك"
صورة تعبيرية لشو زي تشيو وخلفه شعار "تيك توك"

ما قدمه: أصبح الملياردير جيف ياس، أحد كبار المتبرعين للحزب الجمهوري، وتملك شركته 15% من "بايت دانس" الصينية، حليفاً مقرباً من ترمب ومستشاراً له. حاول ترمب حظر "تيك توك" خلال ولايته الأولى، لكنه صرح قبل فترة وجيزة، أنه يميل إلى هذا التطبيق، ويعتبره وسيلةً فعّالةً لنشر محتوى مؤيد له.

مكاسبه: جلس الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك" تشيو في صف خلف الرؤساء التنفيذيين الآخرين خلال حفل تنصيب ترمب، الذي وقّع أمراً يقضي بتأجيل تنفيذ قانون حظر "تيك توك" الذي كان يفترض تفعيله في 19 يناير، بعد إخفاق التطبيق بالعثور على مالكين جدد غير مرتبطين بالصين.

اقرأ أيضاً: "تيك توك" يعود للعمل في الولايات المتحدة بعد تطمينات ترمب

مبتغاه: ما يزال "تيك توك" يواجه تهديداً وجودياً في الولايات المتحدة، ويرغب تشيو بتجاوز ذلك في أسرع وقت ممكن.

سيساعد قرار ترمب في أفضل الأحوال، بتأجيل المواجهة المحتومة. في غضون ذلك، يستمر العمل على حلّ مستدام، إذ عبر ترمب عن أمله بإقامة شراكة بين "بايت دانس" ومستثمر أميركي.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.