بلومبرغ
تركت كريستال ويندام بصمتها على السيارات التي يقودها الأميركيون وعلى قطاع صناعة السيارات عموماً على امتداد مسيرة مهنية مستمرة منذ 30 عاماً في "جنرال موتورز". دخلت ويندام التاريخ في 2008 حين أصبحت أول امرأة سوداء تُعيَّن مديرة تصميم، وأصبحت اليوم، بصفتها المديرة التنفيذية الدولية للتصميم الصناعي لدى شركة صناعة السيارات، صاحبة القول الفصل في كل ما يتعلق بالألوان والمواد واللمسات النهائية والأجهزة الداخلية وكثير غير ذلك في كل سيارة تصنعها الشركة.
بدأت ويندام مسيرتها في "جنرال موتورز" متدربةً أثناء دراستها التصميم الصناعي في كلية الدراسات الإبداعية في ديترويت، وعُيِّنت في الشركة بعد حصولها على درجة البكالوريوس في 1994. التحقت بكلية إدارة الأعمال بجامعة "ديترويت ميرسي" بعد عامين بتشجيع من والدتها لتدرس مساءً بتقطع على مدى 7 سنوات وتخرجت في 2003. كانت ويندام كثيراً ما تؤدي فروضها المنزلية خلال تواجدها في المكتب، ما منحها فهماً أعمق لما كانت تدرسه.
تُبيِّن ويندام فيما يلي أثر دراستها في كلية إدارة الأعمال مسيرتها المهنية. اختيرت المصممة الشابة، بعد خمس سنوات من التخرج، للإشراف على كافة التصميمات الداخلية لسيارات "شيفروليه". ثم انتقلت إلى قسم سيارات "كاديلاك" في 2016، حيث قادت الفريق الذي أعدّ التصميم الداخلي لسيارة "ليريك" (Lyriq)، أول سيارة كهربائية من علامة السيارات الفاخرة هذه. تدير ويندام اليوم مشاريع من بينها مركبة على سطح القمر تعمل "جنرال موتورز" على تطويرها بالتعاون مع شركة "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin). أُعيدت صياغة المقابلة لأغراض الاختصار والوضوح.
- هل يحمل أي من زملائك في فريق التصميم في "جنرال موتورز" شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، أم أن ذلك غير معتاد؟
هذا غير معتاد. الخروج من نطاق راحتك هو جزء من كونك شخصاً تنافسياً. هذا ما حققه لي السعي للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال. فقد ساعدني على التميز في حال رغبت في الحصول على فرصة لقيادة فريق.
- هل كان هناك شيءٌ معينٌ تأملين دراسته؟
كان الحصول على فرصة لاطلاع أكبر على أخلاقيات الأعمال مهماً جداً. أشعر أن الجامعة كانت تتقدم عن الركب في إدراكها لأهمية ذلك. تقدّم الجامعة حالياً برنامج ماجستير علوم متكامل في القيادة الأخلاقية، وهو برنامج رائع يجمع بين التنوع والاستدامة.
ما الصفوف التي بدت لك مُجدية بشكل خاص؟
كان الصف المفضل لدي هو ريادة الأعمال وكيفية بدء مشروعك الخاص. كانت العقارات تحظى بأهمية كبرى حينئذ، كامتلاك منزل ثان وثالث وتأجير المنازل. كنت أفكر في كيفية القيام بأمر من هذا القبيل، لكن عناصر ريادة الأعمال مثل كيفية إطلاق مشروعك الخاص وما يتطلبه الأمر لوضعه في إطار معين والأشخاص الذين يجب أن تضمّهم إلى فريقك، كلّها أمور يمكن تطبيقها على "ريادة الأعمال الداخلية" إن كنت تعمل في شركة.
- هل تغير مسار صعودك في "جنرال موتورز"؟
انتقلت من كوني مصممة مساعدة إلى كبيرة مصممين، ثم أُتيحت لي الفرصة في العام الذي تخرجت فيه لقيادة فريق أكبر كمديرة تصاميم داخلية. ساعدني تطبيق مجموعة المهارات المتمثلة في السلوك التنظيمي والتطوير وبناء فرق عمل فعالة مع تقدمي في الشركة على أن أصبح قائدة فعالة. بدأت تعلم المزيد عن أساسيات التصميم الخارجي، وذلك بعد نحو 10 سنوات من العمل في مجال التصميمات الداخلية، ما قادني لأصبح مديرة التصميمات الخارجية لأحد المشاريع مع الصين. إن الحصول على مهام إضافية أمر مثير للغاية، فهم يرون فيك أمراً يمكنه مساعدة المؤسسة بشكل مختلف في مجال آخر.
- هل ساعدتك جامعة "ديترويت ميرسي" بتخطي العقبات التي قد تواجهها امرأة سوداء في صناعة يهيمن عليها تقليدياً رجال بيض؟
ساعدني وجود من قد سبقوني. عندما ترى شخصاً مثلك، فهذا يساعدك على الإيمان بأن الأمر ممكن. كنت محظوظة لأنني تواصلت خلال فترة التدريب مع ماريتا إليس، وهي مصممة سوداء البشرة هنا في "جنرال موتورز"، وأصبحت مُلهمتي الأولى. استفدت كثيراً من طرح أسئلة عليها ومشاهدتها تعمل.
- هل يمكن لكليات إدارة الأعمال أن تحقق أداءً أفضل في جذب الأشخاص الذين استُبعدوا في السابق من عالم الأعمال، ومن ثم مساعدتهم على الإبحار في هذا العالم لدى تخرجهم؟
يبدأ الأمر بشخص مثلي، بما أنني كنت في هذا الموقف الفريد. ما الذي أفعله لأضمن أنني لن أكون الأولى والوحيدة؟ أنا عضو في المجلس الاستشاري لكلية إدارة الأعمال. كما أساعد بتمويل منحة دراسية مخصصة للأقليات في هذا المجال. الأمر التالي هو الإرشاد، سواء في مرحلة الدراسة لنيل شهادتك، وبالطبع بعد حصولك على وظيفة. لدينا في "جنرال موتورز" برنامج إرشادي مفصل للموظفين ذوي الأصول الأفريقية، وقد كنت جزءاً منه لسنوات عديدة. عندما تدرك أنك كنت تُعتبر شخصاً فريداً، احرص على النظر إلى من هم خلفك، وعلى أن تكون جزءاً من الحل.