ما هي حوافز ونقاط ضعف السينما السعودية للتحول إلى العالمية؟

ضعف البنية التحتية للتصوير ونقص الكوادر المحلية المدربة قد يعيقان طموحات المملكة السينمائية

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة مركبة للفنانين فين ديزل وإيميلي بلانت بعد تكريمهما في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2024، المملكة العربية السعودية - Getty Images
صورة مركبة للفنانين فين ديزل وإيميلي بلانت بعد تكريمهما في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2024، المملكة العربية السعودية - Getty Images
المصدر:

الشرق

قبل بضع سنوات، بدأت المملكة العربية السعودية في لفت انتباه صناعة الترفيه العالمية، وسط استثمارها مليارات الدولارات في الرياضة والفعاليات وصناعة ألعاب الفيديو، بموازاة بناء مدينة "نيوم" المستقبلية بكلفة تناهز 1.5 تريليون دولار يُطمح أن تصبح مركزاً  عالمياً للإنتاج السينمائي. 

وشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي أنهى فعالياته السبت الماضي في جدة، حضور عشرات من نجوم ومخرجي هوليوود ومنتجي الأفلام لاستكشاف إمكانات التعاون مع السعودية، وفرص الشراكة، في ظل دعمٍ حكومي سخي. فما هي أبرز نقاط القوة، والتحديات، في طريق تحول المملكة نحو وجهة سينمائية عالمية؟ 

هوليوود جديدة؟

يصف خبراء أن المرحلة الحالية لصناعة السينما السعودية بأنها أشبه بـ"هوليوود في عشرينيات القرن الماضي، أو كوريا الجنوبية في بداية التسعينيات".

ويدعم ذلك بروز المملكة خلال السنوات القليلة الماضية كمركز لتمويل المبادرات الترفيهية والإنتاج الإبداعي. حيث يتطلع صناع المحتوى السينمائي إلى محاكاة تجربة استثمار صندوق الاستثمارات العامة السيادي مليارات الدولارات في صناعة ألعاب الفيديو والرياضة. وتقدم المملكة بالفعل حوافز سخية لإنتاج الأفلام والمسلسلات، بما في ذلك استرداد ما يصل إلى حوالي 40% من تكاليف التصوير داخل السعودية.

ما هي أبرز التحديات؟

رغم هذا الزخم الكبير، تواجه السعودية تحديات كبيرة في طريقها لتحقيق طموحاتها السينمائية، من ذلك ضعف البنية التحتية المتكاملة للتصوير السينمائي، ونقص الكوادر المحلية المدربة.

لكن في ظل الدعم الكبير من الصندوق السيادي و"رؤية 2030"، يبدو أن السعودية مصممة على أن تكون "الموطن الجديد للسينما". غير أن تحقيق هذا الطموح يعتمد على قدرتها على معالجة التحديات الحالية وبناء نظام مستدام يدعم الإنتاج المحلي والعالمي.

تجدر الإشارة إلى أن السعودية ليست الأولى في هذا المسعى، حيث استقطبت الصين قبل 15 عاماً أباطرة هوليوود لتطوير صناعتها السينمائية الخاصة. لكن "على عكس الصين، فإن دول الخليج، بما فيها السعودية، تبدو أكثر انفتاحاً على التعاون الدولي، مع التركيز على بناء هوية سينمائية محلية"، وفق مقال لوكاس شاو في بلومبرغ.

إلى أين تتجه "عدسة" الاستثمار؟

تركز مؤسسة البحر الأحمر السينمائية على الاستثمار في مشاريع وشركات تهتم بتطوير الصناعة محلياً وإقليمياً. من خلال مبادراتها: صندوق البحر الأحمر، ومعامل البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي.

صندوق البحر الأحمر للأفلام يمثل الذراع التمويلية الأساسية، بميزانية سنوية لا تقل عن 14 مليون دولار، ويستثمر في المشاريع بمراحلها الثلاث: التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج. وهو يُعد الأكبر من نوعه في مجال تمويل الأفلام العربية والأفريقية، والآسيوية بدءاً من هذا العام. حيث دعم حتى الآن أكثر من 100 مخرج و250 فيلماً.

وكشف مدير الصندوق عماد إسكندر، في مقابلة مع "الشرق"، أن الصندوق يستهدف تقديم الدعم للأفلام الفنية والتجارية على حد سواء، مع التركيز على كون الصندوق شريكاً إنتاجياً يعزز صناعة السينما محلياً ودولياً.

دور مهرجان البحر الأحمر

يتمثل الهدف الرئيسي لمهرجان البحر الأحمر بالارتقاء بالسينما السعودية العربية إلى مصاف السينما الدولية. ونجح منذ انطلاقته في 2019 بأن يصبح منصة سنوية لنجوم السينما وصناع الأفلام من هوليوود والعالم العربي. كما أبرز السعودية كوجهة استثمارية مغرية في قطاع الإعلام والترفيه، فحفل الافتتاح، الذي شهد تكريم النجمين فين ديزل وإيميلي بلانت، عكس الزخم الذي يحيط بطموحات المملكة، بينما شاركت شخصيات بارزة مثل سبايك لي، وميني درايفر في لجان التحكيم.

صوّر كل من النجمين السينمائيين جوني ديب وغاي ريتشي أكثر من مشروع في المملكة وتعهدا بالعودة. في حين أن بعض المشاهير والمسؤولين التنفيذيين الذين حضروا الفعالية هذا العام طلبوا بشكل خاص الاجتماع مع صانعي الأفلام الناشئين.

تصنيفات

قصص قد تهمك

صندوق البحر الأحمر للأفلام يفتح الباب لتمويل المشاريع الآسيوية

دعم الصندوق منذ إطلاقه قبل أربعة أعوام 250 مشروعاً سينمائياً من الوطن العربي وأفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
بوسترات أفلام تعرض في سينما في الرياض، 10 أغسطس 2023 - المصدر: بلومبرغ
بوسترات أفلام تعرض في سينما في الرياض، 10 أغسطس 2023 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

يعتزم "صندوق البحر الأحمر للأفلام" السعودي دعم المشاريع الآسيوية بدءاً من عام 2025، ليضيف بذلك بعداً جديداً لاستراتيجيته التي نجحت في دعم أكثر من 250 فيلماً من الوطن العربي وأفريقيا منذ تأسيسه.

وكشف مدير الصندوق، عماد إسكندر، في مقابلة مع "الشرق"، أن الصندوق يستهدف تقديم الدعم للأفلام الفنية والتجارية على حد سواء، مع التركيز على كون الصندوق شريكاً إنتاجياً يعزز صناعة السينما محلياً ودولياً.

تبلغ ميزانية الصندوق 14 مليون دولار، ويعمل عبر أربع دورات، بما في ذلك المشاريع في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، ويُعد الأكبر من نوعه في مجال تمويل الأفلام العربية والأفريقية.

أوضح إسكندر أن التركيز على المشاريع الآسيوية كان هدفاً استراتيجياً منذ البداية، قائلاً: "نستهدف منذ البداية المشروعات السينمائية في آسيا رغم أنها تُعتبر مخيفة من ناحية العدد والقصص الموجودة هناك، لكن نأمل أن نكون على قدر المستوى ونختار المشاريع المميزة". وأضاف أن الصندوق يهدف إلى استقطاب تلك المشاريع لتقديم محتوى يجذب الجمهور السعودي ويدعم تطوير مهارات صنّاع الأفلام المحليين.

مشاركة إنتاجية

لا يستهدف الصندوق دعم الأفلام لعرضها في المهرجانات السينمائية فحسب، بل هناك إمكانية لدعم الأفلام التجارية أيضاً، وفق إسكندر، الذي قال لـ"الشرق": "نحب أن نكون منتجين مشاركين نفكر في مصلحة الفيلم ككل. إذا كان هناك فيلم تجاري ضمن خطته أن يُطرح في موسم الصيف قبل موعد المهرجان، قد نسمح بذلك لأننا نفكر كمنتج مشارك أكثر من كوننا جهات دعم".

ولفت إلى أن "المشاريع التي دعمها الصندوق رُشحت لأكثر من 160 جائزة تقريباً، وفازت بـ116 جائزة".

جاء تأسيس الصندوق ضمن حزمة خطوات اتخذتها السعودية لتشجيع صناعة السينما والتحول إلى مركز إقليمي لهذه الصناعة بعد رفع الحظر عن دور العرض المحلية في عام 2018.

وشملت الإجراءات تأسيس "مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي" (Red Sea International Film Foundation)، التي أطلقت الصندوق، كما تقدم المملكة حوافز سخية، بما في ذلك استرداد نقدي بنسبة 40%  مما يُنفق على الإنتاج لجذب صُناع الأفلام العالميين. وفي فبراير الماضي، أطلقت "الصندوق السعودي للأفلام" (Saudi Film Fund) بقيمة 100 مليون دولار لتعزيز التعاون مع الاستوديوهات العالمية.

مبادرات سينمائية

لا يقتصر دور "صندوق البحر الأحمر للأفلام" على تقديم الدعم المالي، بل يمتد ليشمل إطلاق مبادرات متنوعة تهدف إلى تعزيز صناعة السينما. من بين هذه المبادرات، الاحتفاء بدور المرأة في هذا المجال عبر تمويل أفلام التخرج من أول جامعة متخصصة في صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية. كما يسعى الصندوق إلى توسيع حضوره العالمي من خلال شراكات مع مهرجانات دولية، وتقديم جوائز مالية لدعم المشاريع السينمائية المتميزة.

ويركز الصندوق على استقطاب صانعي الأفلام والمواهب الواعدة، بهدف تحفيز انطلاقة جديدة للأفلام في المنطقة، سواء كانت وثائقية، خيالية، أو رسوم متحركة قصيرة وطويلة.

تقييم المشاريع

دعم "صندوق البحر الأحمر للأفلام" خلال عامه الأول في 2022 حوالي 90 فيلماً، وفقاً لما ذكره إسكندر في تصريح لـ"الشرق". وأوضح قائلاً: "كنا نتساءل ما إذا كان الدعم قد وُجِّه فعلاً للمشاريع التي تستحق أم أن هناك مشاريع أخرى أجدر بالدعم. وفي العام التالي، تأكدنا أن اختياراتنا كانت مميزة، وأن فريق المشاهدة والاختيار هو الأنسب".

شارك الصندوق في دورة لمهرجان كان السينمائي بـ8 أفلام، منها فيلم الافتتاح "جان دو باري" الذي قام ببطولته جوني ديب. كما شارك في مهرجان فينيسيا بـ4 أفلام وأخرى في مهرجان برلين. وأشار إسكندر إلى أن فيلم "نورة" حقق إنجازاً كأول فيلم سعودي يُصوَّر بالكامل في مدينة العلا، وأول فيلم سعودي يشارك في مسابقة رسمية بمهرجان كان، وذلك في دورته الأخيرة في مايو الماضي. وأضاف أن فيلم "مندوب الليل" حقق نجاحاً لافتاً في شباك التذاكر بالسعودية، إلى جانب فيلم "شمس المعارف"، الذي كان من أولى المشاريع التي تلقّت دعماً من الصندوق.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.