واقع المرأة في 2021.. إنجازات تستلزم المتابعة

مايا حجيج مذيعة الاقتصاد في قناة الشرق - الشرق
مايا حجيج مذيعة الاقتصاد في قناة الشرق - الشرق
المصدر:

الشرق

- مقال رأي

صحفية منذ أكثر من 20 عاماً، وأم لفتاة عمرها 15 سنة، ولي أم أعتبرها مثالاً رائعاً للمرأة العاملة، كما أني أستاذ مساعد في كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية في دبي منذ أكثر من عشر سنوات، ومعظم طلابي من الفتيات... عندما أسأل كل من أتعامل معهن عن مثلهن الأعلى في الحياة، كثيرا ما تكون الإجابات عن رجال سطروا التاريخ بإنجازات مميزة.

وحين أسال عن الرسالة الأبرز التي أثرت فيهن من تلك الشخصيات، أحصل على مجموعة متنوعة من الإجابات ومن الشائع بينها:

"تمكين الذات والآخرين من حولهم، الدفع دائمًا للأمام بصرف النظر عن كل المعوقات، والعمل بجد لتحقيق الإنجازات، فلا يوجد ما يسمى (إنجازات كثيرة) أو (كافية) بإمكانك دائما تقديم المزيد..".

التحدي الوحيد الذي قابلني أن معظم الشخصيات التي جاءت منها هذه الرسائل كانت من الرجال! هل هو بسبب نقص في الشخصيات النسائية الملهمة؟ أم أن هناك سببا آخر لقلة القصص عن سيدات عربيات ملهمات؟

الأمر دفعني للتعمق أكثر في البحث عن الشخصيات النسائية الرائدة في تاريخ المنطقة، ما قادني إلى البحث الجاد في الصورة النمطية للمرأة في الإعلام العربي، وهنا كان التحدي، فقد سلط قطاع واسع من الإعلام العربي تاريخيا الضوء على المرأة بصورة لا تفيها حقها، ليحصرها في دور تقليدي واهتمامات مربوطة بالطبخ ومستحضرات التجميل. لقد حان الوقت لوسائل الإعلام العربية أن تسلط الضوء على قصص نجاحات المرأة في شتى المجالات ومناصبها الريادية.

وبجولة تاريخية سريعة نتذكر أن المرأة مُنحت حق التصويت في العالم العربي أولاً في سوريا عام 1949 (مع بعض قيود) وصولاً إلى المملكة العربية السعودية في عام 2015، لا شك أنه كان مشوارا طويلاً وصعبا حتى اليوم، وأصبحنا بعد كل هذه السنوات من النضال والكفاح نرى سيدة تترأس مؤسسة إعلامية عريقة وأخرى تقود مكتبا إعلاميا يخط سياسات وغيرها رئيسة تحرير صحيفة يومية بدلا من أن تكون وجها على الشاشة أو قلما خجولا في صفحة مخفية، اليوم بدأ التغيير.

على الرغم من ذلك لا يمكننا أن ننكر أن الكثير من قصص الظلم مازالت موجودة، خاصة فيما يتعلق بالحقوق المدنية، الرحلة مازالت في مراحلها الأولى، ومازال أمامنا مسار طويل لنقطعه، ولكن هناك مجموعة من السيدات مهدن الطريق، وبعض منهن خطواتهن صغيرة ومتواضعة ولكنها أكيدة وواثقة، وأنا على ثقة أن لكل منهن قصة، والعديد من تلك القصص تستحق القول إن الكفاح والنضال لم يكن من أجل لا شيء، فعلى الأقل تمدنا هذه القصص بالإلهام.

اليوم نختار أن نحكي هذه القصص ونسخر كل ما توفره لنا التكنولوجيا الحديثة والدعم الإعلامي لنرويها، بل ولنكتب قصصاً أجمل وأقوى، لتكون مصدر إلهام لجيل جديد من الشباب والشابات، يتشاركن فيه بصنع إعلام حديث مبني على الثقافة، وبعد أن كانت المرأة تترأس بخجل رئاسة التحرير لصفحة أو مجلة أو مؤسسة ليوم واحد في السنة احتفالا باليوم العالمي للمرأة في خطوة فيها نوع من الدعم، أصبحت تتولى فعليا هذه المناصب. يبقى أن نرى المزيد من النساء في مناصب أخذ القرار وفي واجهة وضع السياسات الإعلامية فهن بكل تأكيد شريكات في هذا العالم بحلوه ومره مناصفة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
الآراء الأكثر قراءة