أكّدت رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي أن روح المبادرة والإصرار والتحدي التي تتمتّع بها دبي كانت الداعم الأكبر للمحافظة على متانة القطاع الثقافي وتطوير منظومة العمل فيه، وتحويل كافة تحدياته إلى فرص، رغم الظروف التي فرضتها الجائحة. وأثنت على دور المرأة الإماراتية التي بنجاحها في مختلف القطاعات أثبتت أنها قادرة أن تُصبح مثالاً يُحتذى به في العالم على نجاح المرأة عموماً.
وقالت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في مقابلة مع الإعلامية صبا عوده على قناة "الشرق للأخبار"، إن العام 2020 كان مختلفاً وصعباً على العالم ككل بمختلف المقاييس، وعلى المرأة خصوصاً، لكن دعم القيادة الإماراتية للمرأة كان كفيلاً بأن يُهيّئ لها كل أساليب النجاح، وتحويل التحديات إلى فرص للابتكار وتطوير منظومة العمل، وتوحيد جهود العمل كفريق واحد.
وأضافت: "مدرسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أعطتنا طاقة إيجابية وعلّمتنا العمل اللامتناهي".
ورأت الشيخة لطيفة أن التحديات التي تواجه المرأة تعتمد بشكل خاص على مجال عملها، وهي التحديات ذاتها التي يمر بها الرجل أيضاً، ودولة الإمارات بشكل عام في ضوء المتغيرات التي تحصل في العالم.
وتابعت قائلة: "أما بالنسبة لي، فلا أعتقد أن التحدي في رئاسة هيئة الثقافة والفنون هو أنني امرأة، إنما في قدرتي على تذليل تحديات القطاع الثقافي في دبي وتعزيز تنافسيته مقارنةً بالقطاعات المماثلة إقليمياً وعالمياً".
حان الوقت للتكاتف
اعتبرت الشيخة لطيفة أنه لا حدود لسقف طموح المرأة الإماراتية، ولا سيما أنها تركت بصمات نجاح وتفوقت في مختلف القطاعات في الصحة، والتعليم، وريادة الأعمال، والثقافة والابتكار، وصولاً إلى العلوم الفضائية. وقالت: "لا شك أن الأزمة التي شهدها العام الماضي غيّرت نظرتي لأمور كثيرة، فبعد الجائحة وما ولّدته من تحديات جمّة، حان الوقت للتكاتف وتوحيد جهودنا، نساءً ورجالاً، بمختلف المجالات بالقطاعين العام".
في التحدي عشق
ومع توقف الأنشطة الثقافية في أغلبية أنحاء العالم، برز إصرار دبي على استمرارية عقدها، وفي هذا السياق أفادت الشيخة لطيفة بأن القطاع الثقافي واجه تحديات كغيره من القطاعات الأخرى نتيجة جائحة كورونا، مع فارق أساسي وهو مرونة وسرعة استجابة القطاع الإبداعي بدبي وتأقلمه مع الوضع الجديد الذي فرضته الجائحة.
وأضافت: لدينا ثقة أنه لا إنجاز ونجاح من دون تحديات، وفي دبي نعشق التحديات، ففي كل منها فرصة للابتكار والنجاح والتطور، وتأكيداً على هذا الأمر، أستشهد بما قاله أبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "في التحدي يبرز القائد الاستثنائي من القائد العادي".
تعزيز تنافسية قطاع الثقافة
وعن آفاق القطاع الثقافي، أشارت الشيخة لطيفة إلى أن مستقبل القطاع سيتغيّر بشكل جذري بعد التعافي من الجائحة ومعالم هذا التغير ستتضح أكثر مع الوقت، مشيرةً إلى حرص هيئة الثقافة والفنون بدبي على جهوزيتها للتكيف مع أي تغيير وذلك بموازاة تعاونها مع مؤسسات القطاع العام والخاص لتخطي صعوبات الجائحة، وإيجاد حلول مبتكرة للقطاع وتعزيز تنافسيته العالمية، وقالت: "في دبي لدينا روح الإصرار والمبادرة والتحدي".
وأوضحت الشيخة لطيفة أن الهيئة أجرت خلال العام الماضي زيارات ميدانية مُكثفة ناقشت خلالها بيئة العمل مع العاملين في القطاع الثقافي، والمأمول الإعلان قريباً عن مشاريع جديدة تتعلق بالبنية التحتية ستضفي مرونة أكبر على آلية سير العمل في هذا القطاع".
وتوجهت الشيخة لطيفة بكلمة للمرأة، فقالت إنه لا حدود لطموح المرأة العربية عموماً والإماراتية خصوصاً لا سيما أنها فرضت احترامها وقيمتها في المجتمع، سواء اختارت أن تعمل أو أن تكون ربّة منزل، مُثنيةً على دعم القيادة للمرأة في مختلف مجالات العمل، ومتمنيةً أن تكون المرأة الإماراتية مثالاً يُحتذى به في العالم على نجاح المرأة عموماً.