فنّدَت ابنة شقيق دونالد ترمب مزاعم الرئيس الأمريكي السابق بأنها انتظرت مدة طويلة حتى ترفع دعوى احتيال ضده بملايين الدولارات، و قالت إنه غطّى على تحركاته المالية بشكل جيد، وهو ما أجّل رفع الدعوى لسنوات.
وطلبت ماري ترمب من القاضي يوم الجمعة الماضي، رفض طلب دونالد ترمب عدم قبول الدعوى التي رفعتها ماري في سبتمبر الماضي ضد عمّها وأخيه روبرت ترمب، وماريان ترمب باري، التي اتهمتهم فيها بالتآمر والاحتيال من أجل الحصول على عشرات ملايين الدولارات من ميراثها في شركة العائلة على مدار عقود منذ توُفّي والدها وعُيّن إخوته أمناء على ذلك الميراث.
ترامب يواجه تهديدات خطيرة
وتُعَدّ الدعوى التي رفعتها ابنة الشقيق الأكبر لدونالد ترمب الراحل فريد جونيور ترمب واحداً من عدة تهديدات قانونية خطيرة يواجهها الرئيس الأمريكي السابق بعد خسارته في الانتخابات وتحوله إلى مواطن عادي. وفي حالة قبول الدعوى، قد يُستدعى ترمب للإدلاء بشهادته تحت القَسَم أمام محكمة مانهاتن في ولاية نيويورك.
وقد يحسم قانون التقادم الذي يُطبَّق في نيويورك القضية، حيث يضع القانون حداً أقصى عامين من وقت اكتشاف الضحية للاحتيال، لرفع الدعوى.
ويدّعي دونالد ترمب وورثة روبرت ترمب الذي توُفّي في أغسطس بصفتهم أوصياء على ماريان ترمب، أن ابنة أخيهم كان يمكن لها أن ترفع دعوى قضائية قبل ذلك بكثير وفقاً للوثائق التي تسلمت إياها في نزاعات قانونية سابقة، ومنها المعركة القضائية المريرة المتعلقة بوصية الأب عام 1999.
لكن ماري، عالمة النفس التي ألّفَت كتاباً عن الأسرة العام الماضي، قالت إنها لم تكتشف المخطط الذي مضى عليه عقود حتى أكتوبر من عام 2018 عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً حول فوز ترمب بجائزة بوليتزر يتضمن تفاصيل ووثائق مالية. وقالت إن الوثائق التي تسلمتها سابقاً خلال النزاعات القانونية لم يكن لبعضها علاقة بعملية الاحتيال، والبعض الآخر يحتوي على معلومات خاطئة لا يمكن الاعتماد عليها لكشف الاحتيال.
سجلات سرية
وقالت روبرتا كابلان محامية ماري في وثيقة، إن أشقاء ترمب "لا يمكنهم تجنُّب المساءلة عن احتيالهم لمجرد اعتقادهم أنهم أفلتوا من العقوبة منذ سنوات".
ولم يردّ جيمس كيلي ممثل دونالد ترمب وورثة روبرت ترمب، على الفور على مكالمة هاتفية للحصول على تعليق، كما رفض غاري فريدمان محامي ماريان ترمب باري التعليق.
وتقول ماري إن أعمامها وعماتها يجب ألا يستفيدوا من مرور سنوات على نجاحهم في خداعها، وأضافت: "احتيال المتهمين في الماضي وسرقتهم عشرات الملايين من الدولارات من ابنة شقيقهم لا يمكن تجاوزه إلا بحجج وقحة تُستخدم الآن لرفض الدعوى".
وحسب تصريحات ماري، لم يُكشَف عن عملية الاحتيال إلا من خلال ما فعله ثلاثة صحافيين استقصائيين في نيويورك تايمز "وصلوا إلى معلومات لم تكُن ماري تملكها ولم يكن بإمكانها الحصول عليها"، بما في ذلك "عشرات الآلاف من صفحات السجلات السرية" والفواتير بالإضافة إلى المقابلات مع موظفي ومستشاري ترمب السابقين.