بيتر بوك كان متخصصاً في الفيزياء النووية، وفريد ديلوكا خريج المدرسة الثانوية (17 عاماً)، كانا بحاجة لاقتراض 1000 دولار، لبدء العمل معاً بمجال الوجبات السريعة، واستطاعا على مدى 5 عقود تحويل مطعم وحيد في بريدغبورت بولاية كونيتيكت إلى عشرات الآلاف من المطاعم التي تحمل امتياز "صب واي" (Subway) المنتشرة في أكثر من 100 دولة.
اليوم، تدرس الشركة صفقة بيع محتملة قد تدفع بورثتهما إلى قائمة الأكثر ثراءً في الولايات المتحدة.
قد تجذب صفقة البيع شركات الملكية الخاصة، التي يُحتمل أن تزيد تقييم الشركة غير المدرجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار، حسبما أفادت بلومبرغ نيوز الأربعاء، رغم أن الخطط لا تزال بمراحلها الأولى.
اقرأ أيضاً: مطاعم "صب واي " تدرس صفقة بيع محتملة بتقييم 10 مليارات دولار
ردت "صب واي" برفض التعليق على الأمور المتعلقة بالصفقة أو خطط الشركة.
تحولات جذرية
لم يكن ديلوكا، الذي نشأ في نيويورك سوى مراهق غير قادر على دفع مصروفاته الجامعية، عندما تعاون مع صديق العائلة، بوك وافتتحا معاً مطعم الوجبات السريعة في 1965.
في السبعينيات، تحولت "صب واي" إلى نموذج العمل المعتمد على الامتياز، وأصبح بوك شريكاً لا دخل له في الإدارة إلى حدٍّ كبير، وفقاً لموقع "إنسايدر" (Insider). لكنه رغم ذلك، ظل عضواً في مجلس الإدارة حتى ترك العمل بالشركة قبل وفاته عن عمر يناهز 90 عاماً في 2021.
ظل ديلوكا المسؤول عن العمل في الشركة حتى وفاته بسبب سرطان الدم عن عمر يناهز 67 عاماً في 2015، لتتولى منصب الرئيس التنفيذي، شقيقته سوزان غريكو، التي تقاعدت في 2018. وفي العام التالي، اختار بوك ومجلس الإدارة جون تشيدسي، الرئيس التنفيذي السابق لسلسلة مطاعم "برجر كنج" ليُصبح أول من يقود الشركة من دون المُلاك مستهدفاً عكس مسار تراجع المبيعات وإغلاق بعض المتاجر.
مليون دولار يومياً
لا توجد معلومات واضحة بشأن الأرباح التي حصل عليها مؤسسو "صب واي" على مدى عقود، إذ لم يطرحوا أسهم الشركة للاكتتاب العام على الإطلاق عكس أغلب باقي سلاسل المطاعم، ويستثنى من ذلك حصول المراقبين أحياناً على بيانات مالية طفيفة من خلال إفصاحات نادرة لبعض الشركات المدرجة أو ما تُعلن عنه الشركة من معلومات.
رغم ذلك، ظهرت بعض المؤشرات على مر السنين، إذ قال فران سافيدرا، المصرفي الخاص في شهادة له عام 2017 إن ديلوكا كان يجمع مليون دولار يومياً من أصحاب الامتياز مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حسبما أفاد موقع "إنسايدر".
أصبح بوك قبل وفاته أحد أكبر ملاك الأراضي في الولايات المتحدة، وفقاً لما أفادت به مجلة "لاند ريبورت". وفي 2014، فاز بوك بالدعوى القضائية التي رفعها ضد دائرة الإيرادات الداخلية عقب طعنها ضد قيامه بمنح أبنائه أرضاً بسعر أقل بكثير عن سعر شرائها قبل أيام قليلة، في خطوة من شأنها خفض فاتورة الضرائب.