المبتدئون في العملات المشفرة يشكرون عائلاتهم وأصدقاءهم على الخسائر

العملات المشفرة  - المصدر: بلومبرغ
العملات المشفرة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يفخر براين هوريجغان، مدير تنفيذي في مجال العقارات في نيويورك، بمحافظته على محفظة تضم أصولاً ذات عوائد متواضعة ولكن يمكن التنبؤ بأدائها. ومع ذلك، راهن هوريجغان البالغ من العمر 38 عاماً رهاناً محفوفاً بالمخاطر بشكل غير معهود في ظل ارتفاع العملات المشفرة لأرقام قياسية في الخريف الماضي.

استثمر هوريجغان 20 ألف دولار في "بتكوين" و"إيثر" في أكتوبر أملاً في دعم خطته لشراء شقة. كان آدم غهرماني، صديق مقرب ورجل أعمال في مجال العملات المشفرة، مصدر إلهام له لما كان يحققه من أرباح في الرموز الرقمية ولتحمسه لهذا القطاع لسنوات.

قال هوريجغان، الذي فقد نصف قيمة استثماراته في العملة المشفرة مع تهاوي الأصول الرقمية هذا العام: "سمحت بأن يكون لحماسة آدم المتزايدة والممتدة بشكل خاص حول حالة التشفير تأثير كبير على تقديري".

لم تعد العملات المشفرة غريبة عن حالات الانهيار، إذ عانت من أربع انخفاضات كبرى منذ أواخر 2017. يشعر عدد كبير من الأفراد بآلام الانهيار الأخير للعملة، حيث اكتشف عديد منهم خطأ التشفير من أقرب المقربين إليهم، وذلك على الرغم من اكتساب الرموز المميزة جاذبية أكثر انتشاراً في السوق الصاعدة العام الماضي. هذا ما تسبب في بعض المحادثات المحرجة في حفلات العشاء والتجمعات العائلية حول العالم.

قال غهرماني، البالغ من العمر 39 عاماً ويدير جمعية "أنتيمد إيليفنتس" (Untamed Elephants) الخيرية للرموز غير القابلة للاستبدال: "يحب براين التحدث عن نصائح الاستثمار في التوقيت الخاطئ في الحفلات". وأضاف: "كنت منزعجاً من النكات حول استراتيجيات التشفير العبقرية الخاصة بي أثناء التجمع الأخير الذي انعقد في 4 يوليو".

خسرت العملات المشفرة ما يقرب من تريليوني دولار من القيمة السوقية منذ أن بلغت عملة "بتكوين" ذروتها في نوفمبر، وفقدت مليارات الدولارات مع انهيار عديد من شركات العملات المشفرة، إلى جانب صندوق تحوط بارز خلال الشهرين الماضيين. كان الشخص الذي اشترى العملة منذ عامين فقط سيزيد أمواله بأكثر من الضعف. كان الاستثمار في قاع السوق الهابطة في 2018 يحقق عائداً يزيد عن 600%.

كانت العلاقات الشخصية مُحركاً رئيسياً وراء تدفق الأموال الجديدة إلى العملات المشفرة. قال ثلاثة أرباع المستثمرين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً إن المنافسة مع الأصدقاء والعائلة والمعارف دفعتهم إلى استثمار الأموال في منتجات عالية المخاطر مثل العملات المشفرة، وفقاً لمسح أجرته هيئة التنظيم المالي في المملكة المتحدة نُشر في أكتوبر.

قال آرون ستيرنليشت، المُعالج المقيم في نيويورك والمتخصص في علاج إدمان تداول العملات المشفرة: "تَعرف عديد من عملائي على العملات المشفرة في الأصل من خلال أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء. ربما كان أحد أفراد أسرتهم أو صديقهم حافزاً لقراراتهم الاستثمارية، لكنهم لم يكونوا بالضرورة القوة الوحيدة وراء مشاركتهم في وضع الأموال في التشفير".

لم يكن شراء الرموز الرقمية بنفس سهولة فتح حساب لتداول الأسهم مع البنك الذي تتعامل معه، وذلك في معظم فترات وجودها كفئة أصول. تغير هذا بعد أن بدأت شركات مثل "باي بال" و"بلوك إنك" و"ريفولوت" و"روبن هود ماركتس" في السماح بشراء العملات الرقمية على منصاتهم في السنوات الأخيرة، ما سهَّل الطريق إلى التشفير لملايين المستثمرين.

ارتفع متوسط عدد عملات "بتكوين" النشطة على مدى 30 يوماً 52% إلى ما يقرب من 1.2 مليون في أبريل 2021 مقارنة بمارس 2020، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة "كريبتو كوانت" (CryptoQuant). انخفض عدد العناوين الافتراضية إلى أقل من 900 ألف في ظل تراجع العملات المشفرة هذا العام.

كل العملات

قال كولين بلات، مستشار العملات المشفرة: "كان هناك حماس أوسع خلال الارتفاع الأخير، بغض النظر عما حدث، لا يمكن أن تخطئ. لم يتعلق الأمر فقط بمتابعة الأصدقاء والعائلة، بل كان يتعلق برؤية الأصدقاء والعائلة في حالة جيدة والتفكير في أن كل شيء سيكون على ما يرام حتى عندما لا توجد فرصة أخرى".

أقنع إريك سومنر، مدير العلاقات العامة البالغ من العمر 30 عاماً في تل أبيب، صديقه المهندس أندرو دين ليستثمر في "بتكوين".

قال سومنر لدين: "فكر في عدد الأشخاص الذين استخدموا الإنترنت في التسعينيات. والذين كان عددهم حرفياً أقل من 10% من إجمالي سكان العالم. إذا اقترب عدد مستخدمي (بتكوين) و(إيثر) من 15% عالمياً في السنوات القادمة، فسنكون من أصحاب الملايين".

لم تجر الأمور بهذه الطريقة. استثمر دين، الذي يعيش في سيلفر سبرينغ بولاية ماريلاند، 4000 دولار في "بتكوين" و"كاردانو" و"إيثر" و"ودج كوين" في الفترة بين فبراير ويوليو 2021. يُقدر دين أن محفظته من العملات المشفرة انخفضت بنسبة 80% إلى 85%. قال دين: "جعلني اقتباس إريك أفكر بالأمر. قد أفقد فرصتي إذا لم أبدأ. كان احتمال الثراء بسرعة بمثابة إغراء كبير".

التسرع في المخاطرة

كانت العملات المشفرة أحد المستفيدين الرئيسيين في مطلع 2020، حيث دفع تفشي فيروس "كوفيد-19" البنوك المركزية والحكومات لإطلاق العنان لتحفيز غير مسبوق. أدت السيولة فائقة السهولة، إلى جانب المدخرات التي غذتها المنح الحكومية وانخفاض الإنفاق على السفر، إلى حفز الاندفاع إلى الأصول الخطرة التي استمرت حتى أواخر 2021.

حدث ذلك عندما بدا ارتفاع أسعار المستهلكين كمصدر قلق رئيسي للبنوك المركزية بعد أكثر من عقد من التضخم الضعيف. بدأت "بتكوين" ومجمع التشفير الأوسع نطاقاً في التراجع سريعاً عندما شرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في التمحور، وكذلك مستثمرو العملات المشفرة بعد أن بلغت استثماراتهم ذروتها عند ما يقرب من 69 ألف دولار في مطلع نوفمبر.

أعطت أنستازيا تشامبرز، طالبة تبلغ من العمر 31 عاماً وتقيم في كارسون سيتي بولاية نيفادا، شقيقها ألكسندر 1000 دولار للاستثمار في العملات المشفرة في مارس 2021. وتراجعت محفظتها 600%. أعطت كلوديا، سكرتيرة قانونية متقاعدة تبلغ من العمر 63 عاماً وتعيش في رينو، ابنها ألكسندر 5000 دولار لاستثمارها في الرموز الرقمية. كان استثمارها أفضل، حيث انخفض بنحو 15%.

يشعر ألكسندر، الذي يعمل كخبير استراتيجي للمحتوى في مشروع التمويل اللامركزي " Geode Finance"، بالراحة لعدم دفع أخته ووالدته أكثر في استثمار قد يخسروه.

قال ألكسندر: "أعيش في نيفادا، لذا فأنا معتاد على تهور الناس بأموالهم. في بعض الأحيان، لا يختلف الاستثمار في العملات المشفرة كثيراً عن الذهاب إلى الكازينو لقضاء ليلة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يفكرون في أنهم سيتغلبون على الصعاب. عليك أن تفهم ما الذي تستثمر فيه، وحتى ذلك الحين، ليس هناك ما يضمن أنك ستحتل الصدارة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك