قفزت أسعار القمح بعد أن هاجمت روسيا ميناء أوديسا البحري في أوكرانيا بصواريخ كروز في نهاية الأسبوع، وذلك عقب ساعات فقط من توقيع اتفاق لإلغاء حظر صادرات الحبوب من أوكرانيا، وهي الخطوة التي كانت موضع ترحيب باعتبارها حيوية نحو التخفيف من أزمة الغذاء العالمية.
ارتفعت العقود الآجلة في شيكاغو بنسبة 4.6% قبل تقليص المكاسب إلى 3.1%، كما تراجعت الأسعار بنحو 6% يوم الجمعة لتغلق عند أدنى مستوى لها منذ أوائل فبراير بعد التوصل إلى اتفاق للسماح بخروج الشحنات من ثلاثة موانٍ على البحر الأسود، بما في ذلك أوديسا.
يُشار إلى أن ملايين الأطنان من الحبوب عالقة في أوكرانيا بعد أن أغلق الغزو الروسي موانيها الرئيسية. وفي حين جرى تغيير مسار كمية صغيرة من الحبوب عن طريق البر والسكك الحديدية، اضطر كبار العملاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى البحث في أماكن أخرى عن الإمدادات، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.
ووفقاً لأندرو وايتلو، محلّل الحبوب في شركة "توماس إيلدر ماركتس" (Thomas Elder Markets) ومقرها ملبورن، فإن الهجوم الصاروخي الروسي هو "خطوة سيئة بالنظر إلى أهمية هذا الاتفاق، ويكرّر المخاوف من أن الاتفاق مع روسيا لا يستحق الورقة التي كُتب عليها".
الجدير بالذكر أنه كان في ميناء أوديسا البحري تسع سفن، بما في ذلك أربع سفن محملة بالذرة بقيمة 45.6 مليون دولار، حسبما قال شخص مطلع لـ"بلومبرغ نيوز" طلب عدم الكشف عن هويته لأنه يناقش معلومات خاصة، وقد أضاف أن سفن الحبوب كانت تحمل أعلام مالطا وليبيريا وسيراليون وبنما.
علاوةً على ذلك، تعهدت أطراف الاتفاق بعدم شن هجمات ضد السفن التجارية أو البنية التحتية للمواني المشاركة في المبادرة، وفقاً لنسخة من الوثيقة الموقعة من أوكرانيا، التي نشرها على "فيسبوك" أندريه سيبيها، نائب رئيس أركان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
من جانبها قالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، عبر التليفزيون إنّ الصواريخ لم تضرب مخزن الحبوب في الميناء.
قطعت موسكو صمتها يوم الأحد عندما قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على "تليغرام" إن صواريخ "كاليبر كروز" دمّرت "منشأة بنية تحتية عسكرية" أوكرانية في أوديسا.
فضلاً عن ذلك، ارتفعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 2.8% يوم الاثنين قبل تقليص المكاسب إلى 1.2%، فيما لم يتغير فول الصويا كثيراً.