وجد المسلسل التلفزيوني الأميركي "ذا لاودست فويس" (The Loudest Voice)، مشاهداً شغوفاً في فرنسا، هو الملياردير فنسنت بولور.
المسلسل الذي صدر عام 2019 في سبعة أجزاء، يجسد حياة روجر إيليس، العقل المدبر وراء صعود "فوكس نيوز" المملوكة لروبرت مردوخ كمركز قوة لبث دعاية السياسة اليمينية في الولايات المتحدة.
لاقى هذا المسلسل صدى لدى بارون الإعلام الفرنسي، بحسب شخص مقرب منه، حيث نقل بولور قناة "سي نيوز" (CNews) التلفزيونية المملوكة له إلى أقصى اليمين، مستفيداً من المعادلة التي حققت نتائج مهمة لمردوخ، والتي تلبي احتياجات الجماهير المحافظة التي تعتبر غير مخدومة بالقدر الكافي من قبل وسائل الإعلام السائدة ذات الميول اليسارية. ومع تطبيق بولور هذه المعادلة الفائزة على إمبراطوريته الإعلامية الآخذة في التوسع، بات يُطلق عليه اليوم لقب "مردوخ الفرنسي".
اقرأ أيضاً: قطب إعلامي يحارب للاحتفاظ بإمبراطوريته الهندية البالغة قيمتها 4 مليارات دولار
يعمل بولور، البالغ من العمر 70 عاماً، على تعزيز وجوده الإعلامي في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، متسلحاً بأكثر من 12 مليار يورو (12.2 مليار دولار). وفي هذا السياق، تقوم شركته القابضة "بولور" (Bollore) - وهي تكتل مترامي الأطراف تبلغ قيمته 20 مليار يورو ويسيطر بفاعلية على عملاقة الإعلام "فيفيندي" (Vivendi) صاحبة الشركة السينمائية والتلفزيونية "كانال+" (+Canal)، وقناة "سي نيوز" الإخبارية و"هاشيت" (Hachette)، ثالث أكبر دار نشر في العالم - بإضافة عمليات في مجالات الأخبار والمجلات والتلفزيون المدفوع والسينما والبث. وفي ظل اشتهاره في فرنسا بكونه "غازياً عنيداً" في مجال الأعمال، يقول بولور إن استراتيجيته الإعلامية مدفوعة بمقاييس الأعمال فقط. لكن كثيرين يعتبرون أنها أجندة أيديولوجية شديدة المحافظة.
اقرأ المزيد: ما التغيّرات المرتقبة بعد اكتمال اندماج "ديسكفري" مع "وارنر ميديا"؟
يقول آلان مينك، الذي كان في وقت من الأوقات مستشار أعمال لبولور قبل أن ينفصل عنه: "بينما أقر روبرت مردوخ دوماً بأنه كان يسعى وراء أهداف أيديولوجية ويضعها في مقدمة أعماله، فإن بولور معروف كرجل كاثوليكي محافظ لم ينخرط في أي معركة أيديولوجية.. لكن ذلك تغير في الفترة الأخيرة".
رفض بولور طلبات إجراء مقابلة معه حول عملياته الإعلامية، بينما رفضت "فيفيندي" التعليق على خطط الملياردير لتوسيع المجموعة.
مثل مردوخ، الذي بدأ بضرب هيكل السلطة في موطنه أستراليا، دخل بولور إلى الساحة السياسية الفرنسية خلال الانتخابات الرئاسية في أبريل، ودعمت آلته الإعلامية إريك زمور، المرشح اليميني المتطرف المناهض للهجرة. قامت حملة زمور على إبقاء فرنسا متجذرة بقوة في تراثها الكاثوليكي، وروج لنظرية مؤامرة الاستبدال العظيم، وهي وجهة نظر راديكالية مفادها أن المسيحيين البيض يحل محلهم مهاجرون مسلمون من أفريقيا ومن أماكن أخرى.
رغم إقصائه من الجولة الأولى من الانتخابات، والتي حلّ فيها في المركز الرابع، وجدت آراء زمور طريقها إلى الجدل السياسي في فرنسا، وهذا عائد في جزء كبير منه إلى دعم وسائل الإعلام المؤثرة لبولور، والتي نشرت آراءه على نطاق واسع.
في مقابلة تلفزيونة له، قال زمور، الذي كان يُناظر على قناة "سي نيوز" المملوكة لبولور قبل الترشح للرئاسة، إن الملياردير "يدرك تماماً الخطر الحضاري الذي يتهددنا، والمتمثل في خطر استبدال الحضارة، وهو يريد أن يترك لأبنائه وأحفاده فرنسا التي ورثها".
تأثير خارج فرنسا
رغم أن بولور لم يشق طريقه بعد في الساحة السياسية خارج سوقه الأصلي في فرنسا - مثلما فعل مردوخ في بريطانيا والولايات المتحدة - فإن الملياردير الفرنسي يجد طرقاً أخرى للتأثير على الخطاب الاجتماعي في أوروبا وأفريقيا وأماكن أخرى.
على غرار شركة "نيوز كورب" المملوكة لمردوخ، التي نشرت منتجاتها الثقافية عبر العقود في أكثر من 100 دولة، يعمل بولور على نسج الأصول التي يمكن أن يكون لها تأثير هائل في الأسواق التي يخدمها. ومنذ سيطرته على ذراع "فيفيندي" للأفلام والتلفزيون المتعثرة، "كانال+"، قبل حوالي ست سنوات، جعلها منصة تشبه "نتفلكس"، واشترى منافسين في أوروبا وأفريقيا وآسيا، ما منحها حوالي 24 مليون مشترك في أكثر من 40 دولة - أي ما يعادل المشتركين في منصة "سكاي"، الشبكة البريطانية المشابهة التي أسسها مردوخ واشترتها "كومكاست" مقابل 39 مليار دولار في عام 2018.
اقرأ المزيد: إنفوغراف: من لديه مشتركون أكثر؟ "نتفلكس" أم "ديزني"؟
دخل بولور القطاعات ذاتها التي أعطت "نيوز كورب" في وقت ما نطاقها الإعلامي العريض في كل شيء، بدءاً من إنتاج الأفلام وتوزيعها، والتلفزيون والبث والإعلان، وصولاً إلى الصحف والمجلات والكتب والموسيقى. ومثلما تميل إمبراطورية مردوخ لدعم الأيديولوجيات اليمينية والترويج للأفكار المحافظة، هناك ميل قوي نحو "الله والوطن" في وسائل الإعلام التي سيطر عليها بولور.
مع توسعه في أسواق مثل النمسا وبلجيكا وبولندا ودول أخرى في أوروبا، قد يظهر التحول نحو المحافظة في وسائل الإعلام الخاصة به في فرنسا ما ينتظر منصاته الدولية. لقد تسللت البرامج المحافظة إلى قنوات "كانال+" التي كانت متمردة على المعتقدات في السابق. وبالإضافة إلى النقاشات ذات الميول اليمينية المتطرفة، تبث "سي نيوز" مباشرة التجمعات الكاثوليكية في الأعياد الدينية. وعلى قناة "سي 8"، وهي قناة عامة تابعة لـ"كانال+"، بُثّ فيلم مثير للجدل مناهض للإجهاض "أنبلاند" (Unplanned) في وقت الذروة العام الماضي، على الرغم من المعارضة التي أبداها وزير حقوق المرأة في حكومة الرئيس، إيمانويل ماكرون.
في وقت سابق من الشهر الجاري، وضعت مجلة "باريس ماتش" (Paris Match) الفرنسية المؤثرة، والتي سيطرت عليها "فيفيندي" عندما استحوذت على المجموعة الإعلامية المنافسة "لاغاردير" (Lagardere)، صورة على غلافها للكاردينال الغيني، روبرت سارة، الغامض نسبياً والمحافظ للغاية. عارض سارة في الماضي بشدة "الأيديولوجيات الغربية بشأن المثلية الجنسية والإجهاض والتعصب الإسلامي".
احتجاج الصحفيين والمؤلفين
أثار تحول الخطاب الذي يحاول بولور إحداثه، غضباً في فرنسا، واحتج الصحفيون، فيما يغادر بعض المؤلفين الفرنسيين البارزين وحدة نشر الكتب "هاشيت"، التي تضم "ليتل براون آند كو" (Little, Brown and Co) في الولايات المتحدة، و"هودر آند ستوتون" (Hodder & Stoughton) في بريطانيا.
قال فابريس لوم، وهو صحفيّ في صحيفة "لوموند" الفرنسية وواحد من مؤلفي الكتب الأكثر مبيعاً بشأن سياسة الدولة: "سقوط (هاشيت) تحت سيطرة فنسنت بولور، بمثابة إشارة مقلقة نظراً لما حدث لوسائل الإعلام الأخرى التي يديرها، والتي تعد حريتها التحريرية في خطر". لقد فر لوم مع مؤلفين فرنسيين آخرين مثل فيرجيني غريمالدي، وجاك أتالي من دار نشر "فايارد" (Fayard) التابعة لـ"هاشيت".
يتجاهل بولور النقاد، ويقول إن وسائل الإعلام الخاصة به متنوعة سياسياً، حتى إنها تقدم أعمالاً للسياسي الفرنسي اليساري المتطرف جان لوك ميلينشون. وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ الفرنسي في يناير بشأن نفوذه المتزايد، أصر الملياردير على أن نفوذه السياسي هامشي. وقال: "إنه مشروع اقتصادي تماماً.. اهتمامنا ليس سياسياً ولا أيديولوجياً".
القاتل المبتسم
يعتبر بولور جديداً نسبياً في مجال الإعلام. لقد ولد في إحدى ضواحي باريس الغنية، وهو من عائلة أنشأت مصنعاً للورق قبل 200 عام في بلدة إيرغ غابريك في بريتاني على الطرف الغربي من فرنسا، وبدأ حياته المهنية كمصرفي وانضم إلى "إدموند دي روتشيلد" قبل إصلاح مصنع الورق العائلي المتعثر وإدراجه. سرعان ما حصل بولور على لقب "القاتل المبتسم" (Le Smiling Killer) في وسائل الإعلام الفرنسية، إذ اشترى خلسة حصصاً في شركات مثل "لازارد" (Lazard) و"هافاس" (Havas) و"يوبي سوفت" (Ubisoft) و"بويغ" (Bouygues). وعلى مر السنين، نمت مجموعته ومنحته ثروة صافية تقدر بحوالي 6.2 مليار دولار، وفق مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
اقرأ أيضاً: صندوق قطر السيادي يستثمر 1.5 مليار دولار في شركة للإعلام والتكنولوجيا
يقول أُناس مقربون منه، إن غزوات بولور الإعلامية كانت مدفوعة بإيمانه الكاثوليكي العميق، ورغبته في المحافظة على فكرة معينة عن فرنسا وأوروبا.
ظهر ميله إلى التقاليد بشكل كامل في صباح يوم 17 فبراير المشمس ولكن البارد، عندما احتفلت شركة "بولور" القابضة بالذكرى المئوية الثانية لتأسيسها في كنيسة كيرديفوت تشابل، وهي كنيسة قوطية في ريف بريتاني. يومها، اكتظ الضريح بحوالي 200 من المديرين التنفيذيين الباريسيين الذين ارتدوا بدلات ودخل عليهم بولور في زي محلي مطرز بشكل متقن مكتمل بقبعة سوداء مسطحة. وبينما اصطف الحراس الشخصيون الذين يرتدون سترات جلدية على الشرفة، عزفت الفرقة ألحان سلتيك قديمة، وسار ثلاثة من أطفال بولور الأربعة، يانيك وماري وسيريل، أمامه. وكان الرجال يرتدون ملابس مماثلة لملابس والدهم، وحمل سيريل صليباً كبيراً مذهباً، وجلست العائلة في المقعد الأول في مواجهة مذبح به 200 شمعة، بينما تسببت ترنيمة مدح للسيدة العذراء في بكاء بولور.
في مقابلة قصيرة معه بينما كان يقود ضيوفه نحو الحافلات التي نقلتهم إلى قصر أسلافه على ضفاف نهر أوديت لتناول بعض أنواع الروبيان المحلية، قال بولور: "نحن هنا من أجل هذا التكتل، لأن هذه هي الطريقة التي بدأ بها - نفس المكان، ونفس العائلة، و200 عام من التاريخ".
يقول بولور إنه يريد إنشاء مثيل لـ"نتفلكس" بثقافة لاتينية، لضمان عدم إغفال الأصوات الأوروبية.
أبطال أوروبيون
قال بولور لأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي: "فرساي وكلوفيس أكثر إثارة من سوبرمان 2 و3 و4.. وإلى جانب القوة الناعمة الأميركية، ومحتواها، وكذلك المحتوى الآسيوي، الذي يتواجد بشكل متزايد، فإن المحتوى الأوروبي يجلب بعض العذوبة، ولا شك في أنه من المثير للاهتمام للغاية المحافظة عليه من أجل ماضينا، ولكن قبل كل شيء للتصدير، ونريد أن نصنع بطلاً للثقافة الأوروبية والفرنسية".
تصنع "كانال+" مسلسلاً عن ماري أنطوانيت، أشهر أفراد العائلة المالكة في فرنسا، بالإضافة إلى مسلسل عن كورتو مالتيز، شخصية في كتاب هزلي إيطالي، كما كان بادينغتون بير - الدب الخيالي من البيرو الذي ابتدعه الكاتب البريطاني مايكل بوند والذي حصلت "فيفيندي" على حقوقه في عام 2016 - أحد نجوم المجموعة. ومثل العديد من شخصيات ديزني، تحول الدب الزغبي إلى مغزل للمال لـ"فيفيندي"، عبر الأفلام الروائية والنوتات الموسيقية والكتب والألعاب وحملات التواصل - حتى إنه أصبح عامل جذب في مدينة ملاهٍ ألمانية.
ذخيرة لمنافسة "نتفلكس"
على مدى السنوات القليلة الماضية، سرّع بولور عمليات الاستحواذ الإعلامية، ساعياً إلى إنشاء إمبراطورية أوروبية تنافس "نتفلكس" و"والت ديزني" من خلال التحكم في أجزاء كبيرة من المحتوى في القارة وتوزيعه. وتريد مجموعته أن تكون من بين أفضل خمسة مزودي محتوى مدفوع في العالم بحلول نهاية العقد الجاري.
اقرأ المزيد: في نمو غير مسبوق.."ديزني+" تتجاوز 100 مليون مستخدم
لدى بولور ذخيرة محتملة تمكنه من السعي وراء هذا الطموح، ولديه أسهم تقدر قيمتها بنحو 7 مليارات يورو في مجموعة "يونيفرسال ميوزيك"، وسيحصل على 5.7 مليار يورو أخرى من بيع أعمال مجموعته للموانئ الأفريقية إلى "إم إس سي" (MSC)، ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم. علاوة على ذلك، تمتعت مجموعتا "بولور" و"فيفندي" بخطوط ائتمان بقيمة إجمالية 5.4 مليار يورو في نهاية عام 2021 لعمليات الاستحواذ المحتملة، وفقاً لتقاريرهما السنوية.
في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" في مارس، قال الرئيس التنفيذي لـ"كانال+"، مكسيم سعادة، إنه يبحث عما يتراوح بين 5 إلى 10 أهداف استحواذ في جميع أنحاء العالم.
من الأولويات الرئيسية لـ"كانال+"، الاستفادة من أكثر من نصف مليار متحدث باللغة الإسبانية في العالم. ومؤخراً، رُفضت محاولة شراء وحدة "موفي ستار" (Movistar) التابعة لشركة "تيليفونيكا" (Telefonica)، وهي أكبر مزود للاشتراكات التلفزيونية في إسبانيا. ومع ذلك لا يزال بولور يحرص على شرائها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.
كما درست "كانال+" مؤخراً صفقة محتملة مع قناة "ستارز" (Starz) التلفزيونية الأميركية المدفوعة وخدمة البث المرتبطة بها "ستارز بلاي" (Starzplay)، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، وهي قناة مملوكة لشركة "لايونز غيت إنترتينمينت" (Lions Gate Entertainment)، صانعة مسلسلات مثل "أوتلاندر" (Outlander) و"باور" (Power)، وأفلام رائجة مثل امتيازات "توايلايت" و"هانغر غيمز"، وتضم الخدمات أكثر من 35 مليون مشترك عالمي.
لا يزال بولور، الذي أعلن تقاعده في وقت سابق من العام الجاري، يسيطر على سير الأعمال، ويرأس الاجتماع الأسبوعي لكبار المسؤولين التنفيذيين في "فيفيندي" في مقرها الرئيسي قبالة قوس النصر في باريس، حيث يعلق على الأفلام والمسلسلات، ويحتفظ بسلطة إعطاء الضوء الأخضر للمشاريع من خلال لقبه "سينسير" (Censeur) في "فيفندي" - والذي يعني مستشاراً ومراقباً بالفرنسية.
لم يكن بولور يتورع عن استخدام هذه السلطة في الماضي، ويقول شخص مطلع إنه ألغى تمويل فيلم "غراس أديو" (Grace a Dieu)، وهو أمر قالت الشركة إنه قرار من لجنة التحرير. وحصل الفيلم، الذي يصور الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، على تمويل آخر وفاز بجائزة سيزار - أفضل جائزة فرنسية للأفلام - كأفضل فيلم في عام 2019.
موالون في المناصب الرئيسية
في حين أنه لا يستطيع التحكم في كل جانب من جوانب عمله الإعلامي، فقد وضع بولور، مثل مردوخ، أشخاصاً يشاركونه معتقداته في المناصب الرئيسية - مثل كريستين كيلي، نجمة إحدى أكثر لجان "سي نيوز" نجاحاً. وقال باتريك إيفينو، مؤرخ الإعلام في جامعة السوربون في باريس، إنه أيضاً يتمتع بقدر كبير من الرقابة الذاتية، وفقاً لوجهات نظره المعروفة.
وقال: "يعمل بولور في مجال الترفيه المعولم، حيث يتعين عليك إنتاج المحتوى الذي يريده الناس"، لكن أيديولوجيته تدفع الناس إلى عدم طرح المشاريع التي يعتقدون أنها غير مناسبة له.
إن الدور النشط لبولور في القرارات الاستراتيجية يجعل الأمر محرجاً لأولاده المكلفين بأدوار جديدة في المجموعة كجزء من خطة خلافته التي بدأت في عام 2018. ويشغل حالياً مكتبه في الطابق السادس، ذا الإطلالة المذهلة على قوس النصر، نجله يانيك، رئيس مجلس إدارة "فيفندي". وحرص بولور الأصغر على تجنب اتخاذ موقف سياسي أو دعم زمور. وعندما أخذ مكتب والده، احتفظ بالأرائك الجلدية الكبيرة عنابيّة اللون، لكنه استبدل تمثال مريم العذراء بأعمال فنية حديثة.
مع ذلك، وفي ظل نجاح استراتيجية عمل والدهم - مثل قناة "فوكس نيوز" التي هي بمثابة صانعة المال لمردوخ، من المرجح أن تحقق "سي نيوز" التعادل في الإيرادات والنفقات في عام 2022 بعد سنوات من الخسائر - قد لا يبتعد الأطفال كثيراً عن مسار والدهم.
قال بولور خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ: "آمل أن أكون قد دفعت خلفائي لمحاولة الدفاع عن الثقافة الفرنسية.. لقد أكدوا لي أن هذا ما يرغبون فيه".