1.5 تريليون دولار خسائر أغنى 1% في أميركا من الأسهم قبل موجة الهبوط الأخيرة

بيانات الأسهم على أرضية التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية - المصدر: بلومبرغ
بيانات الأسهم على أرضية التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حتى قبل أن تدخل الأسهم الأميركية في سوق هابطة بشكل كامل هذا الأسبوع؛ أصيب أغنى 1% في الولايات المتحدة بحالة من الذهول لرؤية الخسائر الفادحة التي لحقت بثرواتهم.

ففي أول انخفاض تشهده منذ أوائل عام 2020؛ تراجع إجمالي ثروات هذه الفئة الثرية بمقدار 701 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، بعدما بلغت خسائرها في الأسهم 1.5 تريليون دولار، والتي جرى تعويض جزء منها بمكاسب في العقارات والأصول الأخرى، وفقاً لتقديرات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

تعتبر هذه الخسارة نهاية مفاجئة للمسار الاستثنائي الذي دام عامين، والذي أضاف أكثر من 11 تريليون دولار إلى صافي الثروات المجمّعة لهم.

خسائر فادحة

تعكس هذه الأرقام، والتي تبدو ضخمة في ظاهرها، حجم خسائر الثروة في الأسابيع الأخيرة، والتي تكبّدها أغنى 1% ممن يمتلكون أكثر من نصف الأسهم التي في حوزة الأميركيين.

عمّق "مؤشر ستاندر آند بورز 500" خسائره عبر انخفاضه بنسبة 19% أخرى منذ 31 مارس الماضي، في حين هبط "مؤشر ناسداك 100" لأسهم التكنولوجيا بنسبة 24% أخرى، وذلك بعدما كان المؤشران قد سجلا انخفاضاً أقل بلغ 5% و9% على التوالي خلال الربع الأول.

قالت نيكول غوبويان ويريك، المتخصصة في وضع الخطط المالية ورئيسة شركة "بروسبيرتي ويلث ستراتيجيز" (Prosperity Wealth Strategies): "الناس خائفون. ولا أحد يريد أن يرى محفظته الاستثمارية تتراجع بنسبة 20% أو أكثر. وفي ظل وجود عملاء أكثر ثراءً؛ فإنَّ حجم هذا التراجع يكون في بعض الأحيان أكثر عمقاً بسبب ضخامة الأرقام".

أثَرت خسائر سوق الأسهم في حصة الثروة التي يسيطر عليها أغنى 1% من الأميركيين، مع انخفاض هذا الرقم إلى 31.8% في نهاية الربع الأول، بعد أن كان 32.2% في بداية العام، وفقاً لبيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي.

مع ذلك؛ ظل صافي ثروتهم الجماعية يقارب 45 تريليون دولار، أي أكثر من 43.5 تريليون دولار التي يحتفظ بها الآخرون الذين يشكّلون نسبة 90% .

وبصرف النظر عن العام الماضي؛ يمتلك أغنى 1% نسبة أكبر من الثروة الأميركية مقارنة بأي وقت مضى، وفق تقديرات البنك المركزي التي تعود إلى عام 1989.

الرهن العقاري

يمتلك الأشخاص ممن هم خارج العُشر الأغنى في أميركا، أقل من 12% من الأسهم، وهذا ساعد على حمايتهم من التقلبات في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.

ومع ذلك؛ تراجعت سوق العقارات أيضاً في الفترة الأخيرة، والتي لعبت دوراً رئيسياً في مكاسب الثروة خلال فترة الوباء، سواء بالنسبة إلى الطبقة الغنية أو المتوسطة، إذ ارتفعت أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، بعد إقدام بنك الاحتياطي الفيدرالي على تشديد سياسته النقدية لمعالجة أعلى معدل تضخم تشهده البلاد منذ 40 عاماً.

بيانات الأشخاص الأكثر ثراءً، الذين استفادوا بشكل أكبر من نزيف سوق الأسهم على مدار عام 2021، تطرح لنا نظرة عامة بشأن حجم الخسائر التي تكبّدها الأثرياء الذين يمتلكون مراكز كبيرة في الأسهم.

خسر الأميركيون الذين شملهم مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات حوالي 760 مليار دولار هذا العام، بما في ذلك 690 مليار دولار منذ نهاية الربع الأول.

وهوت الثروة الشخصية لإيلون ماسك، وهو الشخص الأغنى في العالم، بمقدار 64.5 مليار دولار منذ نهاية عام 2021، وبذلك وصل صافي ثروته إلى حوالي 206 مليارات دولار.

النصف الأفقر

على الجانب الآخر، عزز النصف الأفقر من الأميركيين ثرواتهم مرة أخرى في الربع المنصرم، في استمرار للاتجاه الذي بدأ عندما تم اكتشاف "كوفيد-19" للمرة الأولى في الولايات المتحدة في أوائل عام 2020، وقدّمت الحكومة الفيدرالية تريليونات الدولارات كأموال إغاثة، وغذّت سوق عمالة ملتهبة. فقد ارتفع صافي ثروة هذه المجموعة بمقدار 164 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ليصل إلى 3.9 تريليون دولار.

كما زاد الأميركيون الآخرون من الطبقة الوسطى صافي ثروتهم، وهم الذين يشكّلون الشريحة الأخرى من الـ90%، تحديداً من الخمسين إلى التسعين، فيما كانت شريحة الـ10% المتبقية الأكثر تأثراً، نظراً لانكشافها الكبير على سوق الأسهم.

في السنوات الخمس الماضية، استفاد الأثرياء من الارتفاع الهائل في قيمة الأسهم والأصول الأخرى. وحتى قبل أن يحقق "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" عائداً إجمالياً بـ18% في عام 2020، و29% في عام 2021؛ كان المؤشر قد تراجع بنسبة 22% في عام 2017، بعد انخفاض مكوّن من خانة رقمية واحدة في 2018، تلاه انخفاض بنسبة 31.5% في 2019.

قالت تارا طومسون بوبرنيك، مديرة الأبحاث في "بيرنشتاين برايفيت ويلث مانجمنت" (Bernstein Private Wealth Management)، وهي مجموعة متخصصة في تخطيط وتحليل الثروات: "حافظنا على أسواق صاعدة لسنوات عدة، ولدينا الكثير من المكاسب المكبوتة". وأضافت أنَّه على الرغم من ذلك؛ فإنَّ الزيادات السابقة لا تقدّم شيئاً يُذكر لتخفيف الأثر النفسي الناجم عن الخسائر حالياً.

يتيح هبوط أسعار الأصول بعض الفرص الاستراتيجية للعملاء، كاحتساب الخسائر من أجل خفض المستحقات الضريبية.

قالت بوبرنيك إنَّ العملاء الأغنياء لا يحتاجون عموماً إلى التفكير في تقليص الإنفاق، لأنَّ لديهم بالفعل ما يكفي من الادخارات لتلبية أي احتياجات محتملة. واختتمت بالقول: "لم نشهد الكثير من العملاء يغيّرون خططهم بشكل جذري".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك