حصلت الولايات المتحدة على مذكرة توقيف قضائية تمكّنها من احتجاز طائرتين مملوكتين أو تحت سيطرة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، بسبب اتهامه بانتهاك العقوبات على روسيا، وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو.
أصدرت القاضية الأميركية سارا إل كاف مذكرة توقيف، يوم الإثنين، تقضي بحجز طائرتين من طراز "بوينغ 787-8 دريملاينر" وأخرى من طراز "غلف ستريم جي 650 إي أر"، وفقاً لوثائق أصدرها "مكتب المدّعي" الأميركي في مانهاتن، داميان ويليامز.
ذكرت الوثيقة المكوّنة من صفحتين أنَّ القاضية كاف، ترى أنَّ هناك أسباباً محتملة تقضي بإخضاع الطائرة للاحتجاز. فيما قالت الولايات المتحدة إنَّ قيمة الطائرتين معاً تبلغ أكثر من 400 مليون دولار.
انتهاك العقوبات
برغم عدم إدراج أبراموفيتش على قائمة الأثرياء الروس الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات، بسبب الحرب في أوكرانيا، لكنَّ "وزارة التجارة" الأميركية اتهمت أبراموفيتش بانتهاك العقوبات من خلال سفر الطائرتين إلى روسيا دون الحصول على الترخيص المطلوب.
ظلّت الطائرة من طراز "بوينغ" في دبي منذ مارس الماضي، بينما ظلّت الطائرة "غلف ستريم" في موسكو منذ ذلك الحين، وفقاً لماء جاء في شهادة "مكتب التحقيقات الفيدرالي".
قال ويليامز في بيان، إنَّ عملية الاحتجاز تظهر "الالتزام بتطبيق كل الأدوات القانونية المتاحة لإنفاذ العقوبات وضوابط التصدير المفروضة رداً على الحرب الروسية غير القانونية في أوكرانيا".
لم يرد ممثل أبراموفيتش فوراً على رسالة نصية ومكالمة هاتفية للحصول على تعليق لمحاولة احتجاز الطائرة.
جدد المسؤولون الأمريكيون مساعيهم لفرض عقوبات على أبراموفيتش، عقب فشل رحلته إلى كييف لإحياء محادثات السلام.
قامت روسيا بغزو أوكرانيا في فبراير الماضي، بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014.
أصدرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا ودول أخرى جولات من العقوبات على مئات الروس المتهمين بارتباطهم بالرئيس فلاديمير بوتين، لعقابهم على دعم الحرب في أوكرانيا، وقامت الحكومات الغربية بمطاردة ما يمتلكونه من أصول، ومن بينها الطائرات والفيلات، وصادرت أكثر من 12 يختاً عملاقاً.
تعقب أثرياء روسيا
نفى أبراموفيتش (55 عاماً)، الذي يُعد من بين أغنى الأشخاص في روسيا، منذ فترة طويلة ارتباطه بأي صلة مالية بالكرملين.
يعد أبراموفيتش شخصية شهيرة خارج روسيا، حيث كان يملك سابقاً نادي "تشيلسي" لكرة القدم، في بريطانيا. وفي وقت سابق من العام الجاري، تم إجبار أبراموفيتش على عرض النادي للبيع، بعد امتلاكه له لما يقرب من عقدين، وسط ضغوط بفرض عقوبات، ضمن الرد البريطاني على الغزو الروسي.
قال مسؤولون حكوميون، إنَّ تعقب طائرات أبراموفيتش كان محتملاً، لأنَّ العقوبات تحظر تصدير أو إعادة تصدير أو نقل الطائرات الأميركية الصنع دون ترخيص، وأشاروا إلى أنَّ الطائرتين طارتا إلى روسيا في مارس الماضي دون الحصول على رخصة لاستثنائهما من الحظر.
قال مايكل دريسكول، مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان: "ساهم الأثرياء الروس في تعزيز بيئة مكّنت روسيا من مواصلة حربها المميتة في أوكرانيا". وأضاف: "الاستيلاء على ممتلكاتهم الثمينة، بالإضافة إلى هاتين الطائرتين، مجرد طريقة واحدة تعاقب بها الحكومة الأميركية الذين ينتهكون قوانينها، ويدعمون روسيا في محاولتها لغزو دولة ذات سيادة، لقد بدأ عملنا للتو ولن نتراجع".