وسط سباق لمصادرة الأصول المرتبطة بالمليارديرات الروس الخاضعين للعقوبات، اتهمت السلطات الأمريكية رجل أعمال روسي كونه "مالكاً وهمياً" ليختين تبلغ قيمتهما أكثر من مليار دولار، من بينهما يخت "شهرزاد"، الفاخر المرتبط بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تبلغ قيمته 700 مليون دولار.
كشفت وثائق المحكمة المنعقدة في جزيرة فيجي، الواقعة جنوب المحيط الهادئ، محاولات الولايات المتحدة مصادرة يخت "أماديا"، الذي تبلغ قيمته 325 مليون دولار، حيث يزعم المسؤولون الأمريكيون أن هناك وكراً لمجموعة من الشركات الوهمية، التي تم إنشاؤها بمساعدة سمسار يخوت لإخفاء حقيقة مالكي اليختين. ويزعم الادعاء أن محامي المالك الحقيقي والسمسار قاما بذلك. وقد تقرر عقد جلسة استماع في فيجي لتحديد مصير "أماديا" يوم الأربعاء.
إيطاليا تصادر يختاً فاخراً يُشتبه في أنه للرئيس الروسي
تُظهر وثائق الملكية المتعلقة بمجموعة من الشركات والصناديق الاستئمانية، الممتدة من جزر مارشال إلى سويسرا، أن مالك اليختين هو الرئيس السابق لشركة "روسنفت" المملوكة للدولة، إدوارد خدياناتوف، الذي لم يتم إدراج اسمه في أية قوائم عقوبات.
في المقابل، تزعم الولايات المتحدة أن "المالك الحقيقي" ليخت "أماديا" الذي يبلغ ارتفاعه 348 قدماً، ويتميز بمهبط للطائرات العمودية، وحمام سباحة من البلاط الفسيفسائي، وخزان جراد البحر، هو الملياردير الروسي سليمان كريموف، الذي فرضت واشنطن عقوبات عليه لأول مرة عام 2018.
سباق اليخوت الضخمة عبر المحيطات يُظهر يأس الأوليغارشية
"حقيقة أن خدياناتوف يُعتبر مالكاً لاثنين من أكبر اليخوت الفاخرة، وكلاهما مرتبطان بأفراد خاضعين للعقوبات، تشير إلى أن خوديناتوف يتم استخدامه كمالك وهمي وهو ما لا يعطيه الحق في إخفاء الملاك الحقيقيين لتلك اليخوت"، وفقاً لشهادة خطية من وكيل خاص لدى "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأمريكي، والتي تم إدراجها ضمن وثائق محكمة فيجي، والتي جاء فيها أيضاً: "رغم أن خديناتوف ثري، لكن لا يوجد مؤشر واضح على امتلاكه الموارد المالية اللازمة لشراء كلٍّ من أماديا وشهرزاد، اللذين تبلغ قيمتهما أكثر من مليار دولار".
يخت "أماديا"
تكشف الإفادة الخطية التي صدرت في 22 أبريل، والتي استعرضتها "بلومبرغ نيوز"، عن تفاصيل لبعض ما جاء في مذكرة مصادرة أمريكية ليخت "أماديا"، والتي تم رفعها في محكمة فيدرالية في واشنطن، وتضمّنت وصفاً لمقابلات مع سماسرة يخوت منافسين وأعضاء في الطاقم، ورسائل بريد إلكتروني، تم تقديمها كدليل على أن "أماديا" مملوكة بالفعل لكريموف (56 عاماً)، والذي تبلغ ثروته 15.6 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، حيث تمتلك عائلته حصة في "بوليوس" (Polyus)، أكبر شركة تعدين للذهب في روسيا.
لم يستجب محامي كريموف والمتحدث باسم "بوليوس" لطلبات التعليق.
كتب محامي مالك "أماديا" حسب الوثائق الرسمية، إن مساعي الولايات المتحدة للاستيلاء على اليخت تستند إلى إشاعات لا تثبت أن كريموف مالكها الحقيقي.
المخاوف تخيم على صناعة اليخوت مع تزايد العقوبات على الأثرياء الروس
تستشهد الإفادة الخطية الأمريكية بأدلة تظهر طلب أفراد عائلة كريموف تغييرات أساسية في "أماديا" تؤكد امتلاكه، وليس مجرد تأجيره، وأنهم شاركوا في الموافقة على تركيب فرن بيتزا جديد، وعلامة تجارية معينة من "سرير السبا"، وتعديل لأماكن المفاتيح الكهربائية في اليخت، وكذلك أشارت الإفادة إلى وثيقة بعنوان "ملاحظات التسليم لمسؤول اليخت"، تتضمن تفضيلات كريموف للرحلة القادمة، ومن بينها "إعداد صالة رياضية بمواصفات معينة".
منح أفراد الطاقم اسماً رمزياً لكل فرد من أفراد عائلة كريموف، حيث تمت الإشارة إلى الملياردير نفسه باسم "جي صفر" (G0).
ذكرت الوثيقة: "من الواضح أن G0 لديه شيئان يجب أن يكونا جاهزين: الفولاذ غير القابل للصدأ وخشب الساج، وقد طلب G0 أسرع [زلاجات مائية] متوفرة، لذا سنحصل على تزلج جديد في وقت ما".
الحظر الأمريكي على الألماس الروسي يضرب تجارة بمليار دولار
قالت الولايات المتحدة عندما أُدرجت كريموف ضمن قائمة العقوبات عام 2018، إنه كان ضمن مجموعة الأوليغارشية المستفيدة من الحكومة الروسية، عن طريق الفساد والأنشطة المجرمة بكافة أنحاء العالم، وأشارت إلى دوره كعضو في مجلس الاتحاد، الذي يشبه مجلس الشيوخ في البلاد.
ولد كريموف في داغستان، بمنطقة شمال القوقاز الروسية، وبدأ عمله كخبير اقتصادي، قبل أن يمتلك حصصاً في بنك وشركة طيران وشركة لتجارة النفط، أثناء التحول الفوضوي الذي شهدته البلاد في أواخر التسعينيات.
جمع كريموف ثروته بالتزامن مع بيع بوتين أسهماً في كبرى الشركات وأكثرها حساسية من الناحية السياسية في البلاد، ومن بينها، عملاق الغاز المملوكة للدولة، "غازبروم"، وأكبر بنك في البلاد، "سبيربنك".
"ماكدونالدز" ستتخارج من روسيا وتتأهب لخسارة 1.4 مليار دولار
ومع تضخم ثروته وتوسعها على مدار العشرين عاماً الماضية، اكتسب كريموف سمعة باعتباره جاي غاتسبي روسيا في عهد بوتين، بسبب ولعه بإقامة الحفلات البراقة على الريفييرا، حيث أقام حفلة عام 2008 شاركت فيها الفنانة بيونسيه.
عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، استهدفت موجة من العقوبات غير المسبوقة قائمة طويلة من المليارديرات الروس، وصعّدت الولايات المتحدة من إجراءاتها لإنفاذ القانون، ومن بين تلك الإجراءات مطاردة اليخوت العملاقة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، ما تسبب في تحرك تلك اليخوت ومن بينها "أماديا" إلى أماكن عديدة حول العالم حيث لا يمكن فرض العقوبات الأمريكية هناك.
الشركة A
تزعم الإفادة الخطية الأمريكية أن كريموف قد اشترى "أماديا" عام 2021 من شركة لبيع اليخوت تمت الإشارة إليها في الإفادة باسم الشركة "إيه" (A)، وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر لـ"بلومبرغ نيوز"، إن شركة الوساطة التي باعت اليخت هي "إمبريال يختس" (Imperial Yachts)، ومقرها موناكو.
دفع الوسيط في عام 2022 رسوماً بالدولار الأمريكي نيابة عن "أماديا" للدخول والخروج من وإلى أنغويلا، في انتهاك للعقوبات الأمريكية ضد كريموف وممتلكاته، حسب ما جاء في الإفادة الخطية.
قالت مصادر مطلعة على الأمر، إن "إمبريال يختس" تدير "أماديا"، ويشمل ذلك تعيين الطاقم وترتيب عمليات التفتيش على السلامة وإدارة تكاليف التشغيل، وتتراوح تكاليف التشغيل السنوية الخاصة باليخت بين 25 و30 مليون دولار، وفقاً للإفادة الخطية.
ذكرت الإفادة الخطية: "قامت الشركة A بإخفاء ملكية اليخوت من خلال شركات وهمية متداخلة، وإدراجها تحت ملكية أفراد لا يخضعون للعقوبات كملاك لتلك الشركات الوهمية من أجل إخفاء المالك الحقيقي".
قال سايمون كلارك، محامي "إمبريال يختس"، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الشركة لا تتعامل مع الأشخاص الخاضعين للعقوبات، وإن الشركة تؤكد أن كريموف ليس مالك "أماديا"، وبالتالي "فإن إمبريال يختس" لم تنتهك العقوبات عند سدادها لتلك المدفوعات" الموصوفة في الإفادة الخطية في 22 أبريل.
أشار كلارك إلى أن الوسيط على علم بالمزاعم الواردة في الدعوى، وأن "إمبريال يختس" قد تعاقدت مع محامين "للطعن في تلك المزاعم".
يخت "شهرزاد"
تأسست "إمبريال يختس" على يد إيفغيني كوتشمان، وشقيقته جوليا ستيوارت عام 2005، في موناكو، وقد أشرفت الشركة على بناء وإدارة عشرات اليخوت الفاخرة، ومن بينها بناء "شهرزاد"، لكن كلارك أكد أن شركة الوساطة ليست المدير التشغيلي لذلك اليخت الفاخر، الذي يبلغ ارتفاعه 459 قدماً، والذي تحتجزه السلطات الإيطالية حالياً في ميناء في توسكانا، لاعتقادها أن المالك على صلة بـ"أفراد بارزين في الحكومة الروسية".
كان فريق زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني قد أعلن في مارس أن العاملين على يخت "شهرزاد" أشخاص يعملون لصالح وكالة الأمن التي تحمي بوتين، ولم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء علني ضد اليخت.
المالك المسجل ليخت "شهرزاد"، الذي يعتقد أن تكلفته تبلغ نحو 700 مليون دولار، هو خودايناتوف أيضاً، عن طريق شركة "بيلور أسيت" (Bielor Asset Ltd)، التي تأسست عام 2020، في جزر مارشال، عن طريق "كي بي إم للاستشارات" (KPM Consulting)، وفقاً للإفادة الخطية الأمريكية في فيجي.
الولايات المتحدة تصادر يختاً فاخراً مملوكاً لملياردير روسي
أخبرت "كي بي إم للاستشارات" مؤخراً الشركة الاستئمانية التي تمثّل وكيل الصناديق الاستئمائية، في جزر مارشال، أن المالك هو خوديناتوف، وفقاً للإفادة الخطية، التي تدعي أيضاً إن "شهرزاد" "يرتبط" بالرئيس بوتين.
بعد مرور أكثر من عام بقليل على تأسيس "بيلور أسيت"، تم إنشاء سلسلة طويلة من الشركات الوهمية لتنظيم ملكية "أماديا" الذي تبلغ قيمته 325 مليون دولار.
تم إدراج خدياناتوف بصفته المالك النهائي لليخت عن طريق شركة "ميليمارين انفستمنتس" (Millemarin Investments Ltd)، المملوكة بدورها لشركة "إنفست إنترناشونال فاينانس" (Invest International Finance Ltd)، وكلاهما مسجلة في جزر فيرجن البريطانية، وفقاً للوثائق التي أعدّها محامي "ميليمارين انفستمنتس"، والتي اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز".
تملك شركة "بولتينكو ترست" (Boltenko Trust AG)، المسجلة في زيورخ، شركة "إنفست إنترناشونال فاينانس"، كما تقوم "بولتينكو ترست" بدور الشركة الاستئمانية ووكيل "سبتمبر تراست"، والتي يمثل خوديناتوف "الوصي والمانح الاقتصادي" لها، وفقاً للوثائق.
تم تمويل عملية البيع من خلال شركتين خارجيتين مملوكتين لخوديناتوف، وأظهرت الوثائق أن واحدة منهما مقرها في جزر الكايمان والأخرى في جزر فيرجن البريطانية.
لم يظهر خوديناتوف ضمن أية تصنيفات معروفة لتصنيف المليارديرات، وقد غادر شركة "روسنفت" عام 2013، وقام بتأسيس شركته النفطية الخاصة كما يُعرف عنه أنه زميل مقرب من إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت"، والذي يُعتبر من المقربين إلى بوتين.
يمكن أن يؤدي استخدام مجموعة متعددة من الشركات الوهمية المتواجدة في ولايات قضائية خارجية إلى حجب المستفيد النهائي من الأصول، والذي يمثّل نوعاً من السرية تصطدم بجهود السلطات الأمريكية لفرض عقوبات على شركاء بوتين، ما يجعل مصادرة بعض الأصول مسألة معقدة.
وهناك تعقيد آخر معروف، يتمثل في عمل المليارديرات الروس من خلال ترتيبات غير مكتوبة مع آخرين، وكذلك التفاهمات التي غالباً ما لا يكون لها أي أثر في المستندات الورقية، ما يجعل إثبات تلك الاتفاقات أمام المحكمة أمراً صعباً.
رفع عدد من كبار رجال الأعمال الروس دعاوى قضائية في بريطانيا بشأن نزاعات متعلقة بترتيبات تجارية غير رسمية لم يتم توثيقها في أي مستند قانوني.
محاولات أمريكية
إذا نجحت الولايات المتحدة في الاستيلاء على "أماديا"، فسيخضع لقواعد المصادرة الأمريكية، والتي لا تتطلب نفس معايير الإثبات المطلوبة في قضية جنائية.
تظهر الوثائق في الولايات المتحدة وفيجي، أن المسؤولين الأمريكيين بذلوا جهوداً كبيرة ليس فقط لاحتجاز "أماديا"، وإنما للاستيلاء عليه أيضاً، ومحاولة الإبحار بها إلى المياه الأمريكية.
قدّمت الولايات المتحدة مذكرة مصادرة في واشنطن بتاريخ 13 أبريل، تفيد بأن كريموف ومن ينوب عنه "أتموا معاملات بالدولار الأمريكي تخص (أماديا) ليتم إرسالها من خلال المؤسسات المالية الأمريكية" وانتهكوا العقوبات، وفي نفس اليوم، فتشت السلطات في فيجي اليخت الفاخر، ووجدت وثائق توضح تفاصيل المعاملات المالية المختلفة.
قضت المحكمة العليا في فيجي في 3 مايو، بإمكانية مصادرة المسؤولين الأمريكيين لليخت.
قالت نائبة المدعي العام ليزا موناكو في بيان صدر في 5 مايو: "عملية الاستيلاء على اليخت يجب أن تؤكد لكل أوليغارشي روسي فاسد أنهم لا يستطيعون الاختباء، حتى لو كانوا في أبعد جزء من العالم". وفي نفس اليوم، صعد عملاء "مكتب التحقيقات الفيدرالي" والشرطة الأمريكية على متن اليخت، وبدؤوا في التخطيط للإبحار به بعيداً.
لكن فيزال حنيف، محامي "ميليمارين انفستمنتس"، قد حصل في 6 مايو على قرار مؤقت بتأخير المصادرة. وتوضح الوثائق التي أعدّها حنيف لتقديمها إلى المحكمة طلباً للتحفظ على اليخت، إيضاحاً بأن قانون فيجي لا يسمح للسلطات الأمريكية بالاستيلاء على اليخت، وإنما بالتحفظ عليه في تلك المرحلة من القضية.
لم يكن حنيف مضطراً في النهاية لتقديم مستندات أو غيرها من المستندات التي أعدّها، حيث قررت المحكمة بسرعة وقف المصادرة دون مطالبتهم.
وكتب حنيف في مرافعاته التي خطط لتقديمها إلى المحكمة: "ما تقوله السلطات الأمريكية بأن خديناتوف والسيد كريموف أبرما صفقة جانبية فيما بينهما يعتمد على شائعات لأفراد مجهولين لإثبات أن السيد كريموف المالك المستفيد لأماديا".
قال حنيف، إن ممارسات السلطات الأمريكية في فيجي "مروعة"، وإنها عرضت على أفراد الطاقم "مبالغ فاحشة من المال" لإبحار "أماديا" إلى الولايات المتحدة، وكذلك تهديدهم بإلغاء التأشيرات إذا لم يوافقوا.
وأشار حنيف إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يذكروا الوجهة التي سيأخذون اليخت إليها أو كيف سيقومون بصيانته أو يؤمنون عليه.
وأوضح حنيف أن "أماديا" يحتوي على "حرير وأثاث فاخر"، و "سجاد حساس" و"تركيبات معدنية مذهبة"، تتطلب بيئة يتم التحكم في درجة حرارتها ورطوبتها، لتجنب حدوث "ضرر لا يمكن إصلاحه".
تنظر محكمة فيجي في استئناف حنيف المتعلق بحكم المصادرة السابق يوم الأربعاء.
جولة شخصية
ذكرت تحقيقات "مكتب التحقيقات الفيدرالي" أن كريموف قام في أواخر عام 2020، أو مطلع عام 2021 بجولة شخصية في "أماديا" قبل بيعه في أغسطس 2021 تقريباً، وفقاً لما جاء في الإفادة الخطية، كما أوضحت مقابلات مع أفراد الطاقم تفاصيل تلك الرحلات التي قام بها أفراد عائلة كريموف، والذين تمت الإشارة إليهم بأسماء رمزية، G1 لزوجته، وG2 لإحدى بناته، وG3 لابنه.
جاء في الإفادة، أن العديد من أفراد عائلة كريموف كانوا على متن "أماديا" في منطقة البحر الكاريبي في يناير 2022، وكانت ابنة كريموف على متن اليخت الفاخر في فرنسا في أكتوبر 2021.
في رسالة بريد إلكتروني بتاريخ 24 فبراير 2022، اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا، وصف قبطان "أماديا" لقاءً مع إحدى بنات كيريموف تناولا فيه وضع جدول لأعمال سفر اليخت الفاخر خلال العامين 2022 و2023، وشراء معدات الرياضات المائية الجديدة، وفقاً للإفادة الخطية.
في نفس اليوم، عندما اجتاحت الدبابات الروسية الحدود الأوكرانية، أوقف "أماديا" نظام المعلومات الآلي الخاص به، والذي يعرض موقع اليخت، الذي بدأ في الإبحار من منطقة البحر الكاريبي، حيث كان يرسو قبالة سينت مارتن، ليمر عبر قناة بنما إلى المكسيك ثم إلى فيجي، التي وصلها في 12 أبريل تقريباً، وفقاً للإفادة الخطية.
أشارت أوراق عمل "أماديا" أنه قد تم التخطيط للمغادرة بعد يومين إلى الفلبين، لكن السلطات الأمريكية اعتقدت أن الوجهة التالية ستكون فلاديفوستوك، "أو مياه أخرى في الأراضي الروسية"، وفقاً للإفادة الخطية التي قالت إن هاتف أحد أفراد الطاقم كان يحتوي على رسالة نصية مفادها "لن نذهب إلى روسيا"، وتبعها رمز تعبيري "صامت".
عندما كان "أماديا" في المكسيك نهاية مارس، قدم بياناً جمركياً يشير إلى أن اليخت كان يحمل 102675 دولاراً نقداً، وأكثر من 17 ألف يورو (17700 دولار). وخلال بحثهم في اليخت، عثرت سلطات فيجي على وثائق توضح تفاصيل المعاملات نيابة عن "أماديا"، بما في ذلك تعليمات تتعلق بضرورة دفع التحويلات البنكية بالدولار الأمريكي.
ليست تلك المرة الأولى التي تتهم فيها السلطات كريموف، فقد تم اعتقاله عام 2017 في فرنسا بتهمة غسيل الأموال، ودفع كفالة 40 مليون يورو فيما تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في فيلته الفاخرة في كاب دي أنتيبس.
اتهم المدعون الفرنسيون كريموف بغسيل الأموال والتهرب من الضرائب، عن طريق شراء 4 فيلات في كاب دي أنتيبس، من خلال معاملات زائفة ومدفوعات تحت الطاولة، باستخدام رجل الأعمال السويسري ألكسندر ستودهالتر، الذي عمل مع الملياردير الروسي لمدة عقدين.
نفى كريموف وستودهالتر ارتكاب أية مخالفة، وتم إسقاط التهم عنهما في عام 2018، لكن السلطات الفرنسية فتحت تحقيقاً جديداً في الاحتيال الضريبي الذي تورط فيه كريموف في مارس 2019، وتستمر القضية حتى الآن، بينما نفى محامو كريموف ارتكاب أية مخالفات.