أمضى أليكسي مورداشوف سنوات يرسم خططاً دقيقة ليسلم إمبراطوريته المُقدّرة بمليارات الدولارات لأولاده لكن كيده تبخر خلال أسبوع الدموي.
فرض الاتحاد الأوروبي بعدما غزت روسيا أوكرانيا عقوبات على مورداشوف، الذي جمع ثروته من الفولاذ في روسيا الحديثة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وأظهر ملف إيداعي في بريطانيا الأربعاء أنه نقل السيطرة على ما يقرب من 1.1 مليار دولار من حصة شركة التعدين "نوردغولد" (Nordgold) إلى زوجته مارينا مورداشوفا.
ولم يكن هذا كل شيء. فقد أُجبر مورداشوف على التنحي عن إدارة "نوردغولد" واستقال من مجلس إدارة عملاقة السفر "تي يو أي" (TUI) التي أنقذها في 2020. وامتنع مورداشوف عن التعليق عبر متحدث باسمه.
ويتدافع أغنى أثرياء روسيا للتخلص من أصول أو إيوائها في مواجهة عقوبات حقيقية ومهدِّدة مع تركيز الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم على رجال الأعمال، الذين يُنظر إليهم على أنهم مقربون من بوتين. وأعلن رومان أبراموفيتش أنه سيبيع نادي "تشيلسي" لكرة القدم، في حين استقال بيتر أفين وميخائيل فريدمان من مجلس إدارة شركتهم الاستثمارية المشتركة، "ليتر وان" (LetterOne)، التي تملك مليارات الدولارات في مجال الطاقة والاتصالات وأصول البيع بالتجزئة.
وحدة إنفاذ
صعّدت وزارة العدل الأمريكية الضغط الأربعاء بإنشاء وحدة "كليبتو كابتشر" المكلّفة بإنفاذ العقوبات ومصادرة الأصول الفاخرة التي تخص الأثرياء الروس.
لكن جوستين ووكر، الرئيسة العالمية للعقوبات والامتثال والمخاطر في شركة "إيه سي إيه إم إس" (ACAMS) المتخصصة في الكشف عن الجرائم المالية، لا تعتبر فصل الارتباط بالشركات أو تسليم السيطرة عليها لأفراد العائلة طرقاً مضمونة لإيواء الأصول.
وقالت: "إن مفهوم السيطرة مهم حقاً عند النظر إلى حسابات الزوجات والإخوة والأخوات والأقارب الآخرين. هل هذا المال مستقل بشكل حقيقي؟". كما أضافت أنه بالنسبة للسلطات "هذا القرار تقديري إلى حد كبير".
ولا يتضح ما إذا كان نقل السيطرة من مورداشوف إلى زوجته له علاقة بالحرب حيث يرجح أنه بدأ بالتحويل قبل معاقبة الملياردير.
وكانت هذه ثاني حصة كبيرة داخل الأسرة يتم تغيير ملكيتها في الأشهر الأخيرة، حيث تنازل ولدا مورداشوف، نيكيتا، البالغ عمره 21 عاماً، وكيريل، الذي يكبره بعام، عن سيطرتهما على "نوردغولد" في ديسمبر، وأدى ذلك لعكس نقله لحصة مُجمّعة نسبتها 65% إليهما في 2019، فيما اعتبر حينها بداية لخطة خلافة مطوّلة.
لم يكن لدى مورداشوف خارطة طريق حقيقية يتّبعها حين بدأ بمناقشة كيفية توزيع ثروته المُقدّرة حالياً بنحو 22 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. وجنى مورداشوف معظم أمواله في أوائل التسعينات عبر شراء أسهم "سيفيرستال"، إحدى أكبر شركات تصنيع الصلب في روسيا، بصفته خبيراً اقتصادياً مدرّباً.
وأصبح مورداشوف الرئيس التنفيذي لشركة "سيفيرستال" في 1996 عن عمر يناهز 31 عاماً، ونوّع نشاطه لاحقاً إلى الذهب ومعدات الطاقة واستحوذ على حصص في وسائل الإعلام وشركة اتصالات متنقلة وشركات سياحية وسلسلة سوبر ماركت.
ويعني امتداد النفوذ النخبوي الروسي إلى جيل شاب نسبياً أنه لا توجد أسبقية تذكر في العصر الحديث لنقل الثروات الهائلة. وكان نيكيتا وكيريل مورداشوف وإخوتهما أول جيل يرث مالاً ونفوذاً منذ انهيار النظام الشيوعي.