لم يكن ديفيد بيكهام مُدرَجاً في خطة العمل الأصلية عندما قالت مجموعة " لوناز" (Lunaz) في 3 يونيو الجاري إن لاعب كرة القدم الشهير اشترى حصة بلغت 10% في أعمالها التجارية الخاصة بتحويل سيارات "رولز رويس" و"بنتلي" إلى سيارات كهربائية.
وكانت الشركة أعلنت بالفعل حصولها على دعم من جيمي روبن، نجل المستثمر البريطاني الملياردير ديفيد روبن، وأليستير باركلي، ابن ديفيد باركلي، وأحد التوأمين الملياردير البريطاني باركلي توينز، وألكسندر دلال، حفيد جاك دلال الشهير بـ"بلاك جاك"، الذي كان وقت وفاته عام 2012 أحد أغنى الرجال في إنجلترا.
في شهر أبريل الماضي انتقل 63 موظفاً في شركة "لوناز" إلى منشأة تبلغ مساحتها 44 ألف قدم مربع، أي أكبر بخمس مرات من منشأتها الأصلية.
ولكن في اجتماع قصير عام 2020 في مقر الشركة في "سيلفرستون تكنولوجي بارك" في توشيستر، حصل بيكهام على لمحة عما خطّط له زميله البريطاني ديفيد لورنز لمستقبل الشركة التي أسسها عام 2018. لم تكن "بنتلي" و"جاغوار" و"رولز" التي تعمل بالبطاريات سبب إبرام الصفقة، بل الشاحنات.
المحركات التقليدية
يقول لورنز: "عندما كان ديفيد في لوناز، لم أتمكن حقا من ذكر التطبيقات التجارية المخطط لها، لأن لدينا شاحنة قابعة هناك، لقد بدأت مناقشة التطبيقات الأوسع لما كنا نفعله مع المركبات الصناعية، وقد تَحوَّل ذلك إلى مناقشة حول الاستثمار".
أنتجت شركة "لوناز " أول سيارة جرى تحويلها (وهي "جاغوار إكس كيه 120 ") عام 2019، إذ سوّقَت نفسها على أنها شركة "إعادة تدوير للأفضل" تقدّم بديلاً مستداماً من المحركات التقليدية التي غالباً ما تكون صعبة التعامل معها والموجودة في السيارات القديمة الجميلة.
يقول لورينز : "كانت زوجتي تقول لي باستمرار: (من فضلك لا تأخذ [ابنتنا] لونا بالخارج في السيارة)"، في إشارة إلى عائلة "مرسيدس-بنز 190 إس إل" التي ستتعطل حتماً وتحمل اسم الشركة التي كانت في سن 4 أشهُر آنذاك. يضيف: "اضطُررت إلى إجراء تلك المكالمة الفظيعة مع زوجتي. كان ذلك حقاً عندما تبنيت وجهة النظر بأنه يجب عمل شيء ما لتحقيق قابلية استخدام هذه المركبات، فضلاً عن الاستدامة".
كانت تحويلات السيارات الكهربائية موجودة منذ الستينيات على الأقل عندما استخدم المفكرون أصحاب التفكير الحرّ والمهووسون تكنولوجيا مولدات الطائرات القديمة وبطاريات عربات الغولف لتشغيل سيارات من طراز "بيتل" و"هيبي". ابتداءً من عام 1979 باعت شركة "إلكترو أوتوموتيف" (Electro Automotive) بالقرب من "سانتا كروز " بكاليفورنيا آلاف السيارات الكهربائية المحولة، إلى أن تقاعد مؤسسها مايك براون بعد 30 عاماً. لكنها لا تزال سوقاً متخصصة بطريقة صارمة، إذ ليس في العالم كله أكثر من بضع عشرات من المحلات المتخصصة في تجديد السيارات القديمة بتقنية كهربائية جديدة. تعمل شركة "أو زد موتورز" (Oz Motors) في ذلك المجال خارج طوكيو، وكذلك شركة " إي في ويست" (EV West) في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، وشركة "إلكتريك كلاسيك كارز" (Electric Classic Cars) ومقرها في نيوتاون في ويلز.
تحويل السيارة التقليدية إلى كهربائية
في "لوناز" تبدأ عملية تحويل السيارة التقليدية إلى سيارة كهربائية بفحص شامل للهيكل ومجموعة نقل الحركة ونظام التعليق، ثم يُزيل المهندسون محرّك الاحتراق الداخلي والأنظمة المرتبطة به وإنشاء نموذج تصميم بمساعدة الحاسوب لدراسة إطاره والمساعدة على تخطيط التعديل الخاص بالتطوير.
بعد تجريد السيارة إلى غلاف معدني مكشوف لمزيد من الفحص بحثاً عن عيوب الجسم، يعيد مختصو الترميم في المحلّ بناءها باستخدام مهارات بناء المركبات التقليدية. في الداخل تشتمل كل سيارة تقليدية على وسائل الراحة الحديثة مثل "واي فاي" ونظام القيادة. يمكن أن يتجاوز إجمالي نطاق القيادة الكهربائية 200 ميل، اعتماداً على السيارة، مع قوة وعزم دوران مشابهَين لأرقامها الأولية، أو "رُبطا بطريقة كبيرة"، وفقاً لمتحدث باسم الشركة، لأن مجموعة نقل الحركة قابلة للتهيئة على نحو أفضل وفقاً لمواصفات كل عميل.
وتتراوح الأسعار من 275 ألف جنيه إسترليني (388 ألف دولار) لسيارة "رينج روفر" التقليدية، إلى 350 ألف جنيه إسترليني لسيارة "جاغوار إكس كيه 120" أو "رولز رويس سيلفر كلاود" أو "بنتلي كونتيننتال"، كما يبدأ سعر سيارة "رولز رويس فانتوم في" الكهربائية من 500 ألف جنيه إسترليني. توفر الشركة مصدراً للحصول على السيارات، أو يوفّرها العميل. سيُعلَن عن طراز جديد غير بريطاني خلال الأشهر المقبلة. ورفض لورنز الكشف عن العدد الذي باعوه، لكنه قال إن الهدف النهائي هو إنتاج 120 قطعة سنوياً على الطراز القديم.
أعلنت شركة "لوناز" في 3 يونيو الحالي أنها ستبدأ إجراء نفس العملية على المركبات التجارية مثل شاحنات القمامة. ستُعاد الشاحنة المكهربة بالكامل إلى حالتها الجديدة تماماً، ومع تبديل مجموعة نقل الحركة تتراجع إلى قراءة "0" أميال على عدَّاد مسافات السفر.
ستكلف قيمة السيارة الجديدة المكافئة بمحرك احتراق داخلي، كما تقول الشركة، أقلّ بنسبة 40% تقريباً من تكلفة شراء شاحنة تعمل بالكهرباء جديدة تماماً.
التحدي لا يزال في عملية التصنيع، إذ سيحتاج العملاء إلى الانتظار في صبر، لأن العملية الشاقة لتصنيع السيارات التقليدية تستغرق من 12 إلى 15 شهراً. تمتدّ أوقات الانتظار إلى سنوات، مع تسليم الدفعة الحالية خلال النصف الأخير من عام 2022.
من المحتمل أن يستغرق تسليم شاحنات القمامة وقتاً أطول. قال متحدث باسم الشركة إنها ستعلن الجداول الزمنية في وقت لاحق من هذا العام.