عندما تبدأ جميع كتب الأعمال في الحديث عن "ريفيان أوتوموتيف"، فإنَّه يجب على الأرجح، أن يكون عنوان واحد منها على الأقل: قم بجميع الأشياء الصعبة في وقتٍ واحد.
تحاول الشركة اليافعة حالياً إنهاء مصنع، وثلاث طرازات سيارات مختلفة، في الوقت الذي تخطط فيه لاكتتابٍ عام في "وول ستريت".
يبدو أنَّ "آري جي سكارينغ"، كبير المديرين التنفيذيين، لا يزال يحظى ببعض النوم، لأنَّ "ريفيان" أعلنت قبل أسبوعين عن خطَّة لبناء شبكة الشحن الكهربائي الخاصة بها أيضاً، على غرار "تسلا".
سباق شبكات الشحن الكهربائي
ويتضمَّن القرار، الذي لمح إليه "سكارينغ" منذ سنوات 3500 جهاز شحن سريع في 600 موقع على الأقل، و10 آلاف "نقطة شحن بطيء على الطرقات" في مواقع المعسكرات، والموتيلات، ومسارات المشي لمسافات طويلة وما شابه، على أن يتمَّ تركيبها جميعها بحلول عام 2024.
إنَّه مشروع يحتاج إلى رأس مال هائل؛ إذ يمكن أن تُكلِّف الأجهزة وحدها في موقع شحن سريع حوالي 320 ألف دولار، وفقاً لإحدى الدراسات، ناهيك عن الصيانة والتكاليف الأخرى.
باختصار، تمثِّل استراتيجية "ريفيان" القائمة على العمل بمفردها اتهاماً هادئاً موجَّهاً للبنية التحتية الأمريكية؛ إذ كما يبدو أنَّ ما هو موجود في الوقت الحالي، ليس كافياً تقريباً.
اختارت "تسلا" النوع نفسه من الشبكات الاحتكارية، لكن ذلك كان قبل تسع سنوات. وحالياً أصبحت خريطة الشحن التي لا تتبع "تسلا" أكثر كثافة منذ ذلك الحين، لكنَّ وجود شبكات الشحن لا يزال ضعيفاً خارج المراكز الحضرية.
في الوقت الحالي، تمتلك "تسلا" 9723 منفذاً للشحن السريع في الولايات المتحدة، وفقاً لأحدث حصيلة لوزارة الطاقة.
وتضمُّ الشبكات الأخرى مجتمعة 7589 منفذاً للشحن العام فقط، وهي أقل انتشاراً على نطاق واسع.
وتتمُّ تغطية نادي "تسلا" في: ميلينكوت، ماين، وأثينا بآلاباما، وكاسبر في وايومنغ، وهي تمثِّل جميع الأماكن التي قد تكافح فيها سيارة موستانغ ماخ-إي الجديدة من "فورد" للانطلاق بحرية.
,برغم أنَّ هذا يمثِّل تحدياً لشركة "فورد"، إلا أنَّه يمثِّل عقبة أكبر أمام "سيارات المغامرات الكهربائية" من "ريفيان"، التي تتجه ظاهرياً إلى أماكن بريَّة أكثر من سوق المزارعين في سانتا مونيكا.
الشواحن تبيع السيارات الكهربائية
هناك سبب وجيه لفقر خريطة منافذ الشحن، فلا يزال الاقتصاد الجزئي لشبكة الشحن العامة وحشياً نوعاً ما. ولن تظهر الأرباح بدون الكثير من حركة المركبات الكهربائية؛ ولن تظهر المركبات الكهربائية بدون الكثير من أجهزة الشحن.
ولكن على المستوى الجزئي، هناك متغير آخر في المعادلة، فالشواحن تبيع السيارات. وقد رأى إيلون ماسك ذلك بوضوح قبل عقد من الزمان.
فعندما تزرع "ريفيان" شاحناً في منطقة خاوية من السيارات الكهربائية، مثل نورث داكوتا، فإنَّ العائد في المقابل سيتدفَّق عبر أنبوب أكثر سماكة مما يحدث لإمبراطورية شحن تبيع الكهرباء فقط.
في الواقع، فإنَّ نظرة على خريطة "ريفيان" تلوِّن طموحاتها في المبيعات، فلديها عدد كبير من أجهزة الشحن المخطَّط لها في ألاسكا، وهاواي، وشبه جزيرة ميشيغان العليا. حتى جزيرة الأمير إدوارد، ونوفا سكوشا ستحظى بمحطات.
تغطية مناطق جديدة
وقال سكارينغ لـ"تيك كرانش" (TechCrunch) في ديسمبر: "يمكننا أن نكون مبدعين حقاً فيما يتعلَّق بالمواقع، لذا يمكن أن يُسمح لنا بالوصول إلى أماكن خاصة جداً وفريدة من نوعها بالنسبة لشركة (ريفيان)".
علاوة على ذلك، تخطِّط "ريفيان" لتسليم "أمازون دوت كوم" مفاتيح مئة ألف شاحنة توصيل في العقد القادم، 10 آلاف منها بحلول نهاية العام المقبل.
لا شكَّ أنَّ عملاق البيع بالتجزئة يرغب في نشر (وشحن) تلك المنصات على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، ستكون المركبات غير التابعة لشركة "ريفيان" قادرة على استخدام أجهزة الشحن الأبطأ للشركة، وهو مصدر دخل محتمل آخر.
يقول رايان فيشر المحلل في "بلومبرغ إن إي إف": "يمثِّل الطلب الزائد مشكلة جيدة"، فهناك قيمة في حجز مواقع الشحن الرئيسية قبل أن تتسلل المركبات الكهربائية إلى الأماكن النائية في البلاد.
لم تكن صناعة السيارات الراهنة مغامرة بهذا القدر، لكن لديها متغير آخر في المعادلة؛ ألا وهي الإيرادات من المحرِّكات العاملة على الوقود، إذ لا يزال بالإمكان بيع هذه السيارات في أماكن مثل داكوتا الشمالية، إذ تندر نقاط الشحن.
وهكذا، قررت الصناعة العمل على شبكات الشحن الخاصة بها، التي تجمع في الأساس خليطاً من اتفاقيات التشغيل البيني مع شبكات أخرى.
على سبيل المثال، تواصلت شركة "فورد موتورز" في عام 2017 مع شبكة "إليكتريفاي أمريكا"، وهي شبكة الشحن التي أنشأتها "فولكس واجن" كجزء من تسوية فضيحة الغش في انبعاثات الديزل. (أصبحت شبكات الشحن العامة أكثر أهمية هذا الأسبوع لأصحاب سيارات "ماخ إي"، فقد توقَّفت شركة "فورد" عن بيع أجهزة الشحن المنزلية التي تبلغ تكلفتها 799 دولاراً، لأنَّ بعضها لا يعمل بشكل صحيح).
أخيراً، يتعين على "ريفيان" التفكير ملياً في المدى الطويل، وتحديداً الحساب الضخم والإسفنجي لقيمة العلامة التجارية.
لقد أمضت الشركة 12 عاماً في صياغة رأس المال وراء اسمها، وكانت كل خطوة تقريباً متعمدة، بدءاً من إنتاج أفلام التزلج على الجليد التي تمتد لسبع دقائق وصولاً إلى الظهور في جندول آسبن لإجراء مقابلة مرتجلة. كما أنَّها توظِّف "المرشدين" الذين سيتمُّ تعيينهم شخصياً للاتصال بالمشترين الأفراد.
الآن، وفي حين الشركة على وشك إطلاق المنتج، سيكون من الأسهل والأرخص بالتأكيد الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ عمليات الشحن في ساحة انتظار سيارات في فندق مثلاً، ولكن هذا سيكون خارج نطاق نهج الشركة حتى الآن.
سيمثِّل الشحن جزءاً كبيراً من تجربة المستخدم مع "ريفيان"، ويمكن القول، إنَّها مهمة مثل الأضواء، والتسارع، و"مطبخ المخيم" الأنيق الذي ينزلق من أسفل "البيك أب". يبدو أنَّه بالنسبة إلى "سكارينغ" والشركة؛ فإنَّ المكافأة - المدخرات المحتملة لتخطي الشبكة الاحتكارية - لا تستحق المخاطرة.