"نصنع سيارات كهربائية للملايين وليس لأصحاب الملايين"، هكذا وصف مارك جيليس، كبير مديري تسويق المنتجات في "فولكس واجن" السيارة الكهربائية التي تنتجها الشركة من طراز "آي دي4" للعام 2021، في مكالمة فيديو مؤخراً. فبالرغم من كل شيء، باعت علامة "فولكس واجن" التجارية 5.3 مليون سيارة في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي، وهو ما يتجاوز مبيعات شركات "أودي" و"بي إم دبليو" و"بورشه" مجتمعين.
وبعد قيادة "ID.4" في شوارع لوس أنجلوس لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أعتقد أن أصحاب الملايين قد يحبون هذه السيارة أيضاً. حيث تطرح أول سيارة دفع رباعي كهربائية من "فولكس واجن" في السوق هذا الربيع بمظهر جيد مستقبلي، وميزات قيادة عالية التقنية، ونطاق بطارية يبلغ 250 ميلاً (1 ميل = 1,6 كم). ولا يخفى على أحد أنها سيارة كهربائية خارقة بملايين الدولارات، بمقصورتها الفسيحة والمتجددة الهواء، وأدائها المرضي، إلا أن سيارة "ID.4" تتميز بطابع خاص واستثنائي.
توازن سيارات الدفع الرباعي الكهربائية
لا تنتشر السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بشكل كبير، فهي تشكل 2% فقط من الوحدات التي يتم بيعها على الصعيد الوطني. وبينما تقدم الكثير من الشركات ("بورشه" و"أودي" و"جنرال موتورز") وعوداً كبيرة بشأن تصنيع عدد ضخم من السيارات الكهربائية خلال العقد المقبل، إلا أن الأمر يبدو وكأنه فكرة افتراضية وفلسفية في هذه المرحلة.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن المستهلكين الأمريكيين لا يساورهم الفضول حيال هذه السيارات الجديدة. وأثناء قيادتي لسيارة "ID.4" على الطريق السريع 101 في كاليفورنيا باتجاه باسادينا، في يوم الأحد، لاقت السيارة الكثير من الاشادة والاستحسان من قبل السيارات المارة، وهو أمر نادر الحدوث باعتبارها سيارة "فولكس واجن" رياضية متعددة الاستخدامات. والتي توجد إصدارات غير كهربائية منها في كل مكان في لوس أنجلوس. وعندما التقيت وكيلتي العقارية، عدة مرات على مدار عطلة نهاية الأسبوع، وهي مقيمة في كاليفورنيا منذ فترة طويلة، سألتني عن رأيي في السيارة وأعربت عن رغبتها في امتلاك واحدة.
ولقد شهدنا بالفعل طرح عدد كبير من السيارات الكهربائية ذات الأسعار المرتفعة، بما في ذلك "جاغوار آي بيس" و"تسلا موديل إكس" و"أودي إي ترون" و"بورشه تايكان"، وعدد قليل من السيارات ذات الميزانية المحدودة مثل سيارة "شيفروليه بولت" البيضاوية بمظهرها الغريب و"كيا نيرو" و"تويوتا بريوس". لكن سيارة "فولكس واجن ID.4" تغلق الفجوة بين التنقل باستخدام السيارات الكهربائية ميسورة التكلفة والمكونات والتصميم المدروس، وحتى الأنيق.
وعلى مدى أربعة أيام، اختبرت "الإصدار الأول" من السيارة التي يبلغ سعرها حوالي 44 ألف دولار أمريكي. وهي واحدة من السيارات التابعة لخط إنتاج خاص. وتأتي مع عجلات أكبر بحجم 20 بوصة، واستهلاك مُعزَز للطاقة، وشارات سوداء، وكتاب طلبات مباعة بالكامل، من بين أشياء أخرى. (ومن المقرر أن يتم طرح نموذج "برو" الأساسي من سيارة "ID.4" في وقت لاحق من العام الحالي بأسعار تبدأ من 39 ألف وتسعمائة دولار، بينما ستبدأ أسعار نماذج "برو إس" من نحو 44 ألف دولار مع إضافة عناصر تصميم ووسائل راحة إضافية للحيوانات الأليفة ووسائل للرفاهية.
وتوفر جميع نماذج "ID.4" حالياً الدفع الخلفي فقط، ولكن نماذج الدفع الرباعي ستظهر لأول مرة في وقت لاحق من العام الحالي، وكذلك الطراز الأساسي الأقل تكلفة.
المساحة والإضاءة والتدفئة
كانت أول الأشياء التي لاحظتها في السيارة هي مصابيحها، حيث تضفي المصابيح الأمامية الكبيرة بتقنية "LED" وشريط الإضاءة عبر الجزء العلوي (مصابيح التشغيل النهاري)، على السيارة، طابعاً قوياً ولكن لطيفاً. كما تم تأطير المصابيح الأمامية ذات الهيئة الماسية بحلقات مضيئة مسطحة بأسفل.
ولقد استمتعت بقيادة "ID.4" بلونها الأزرق المعدني الداكن. وهي متوفرة بستة ألوان خارجية، بما في ذلك الأبيض الجليدي والأسود الأسطوري. وإذا لم تكن مهووساً بشأن وجود العناصر ذات اللونين في سيارتك الرياضية متعددة الاستخدامات فابحث عن سيارة كهربائية أخرى. حيث تضم معظم إصدارات سيارة "ID.4" سقف أسود نموذجي وجناح خلفي مع الركائز الثالثة، وخط للسقف وحواجز وغيرها محدد باللون الفضي الساطع في عموم هيكل السيارة.
وفي الطراز من الإصدار الأول الذي قمت بقيادته، تمت إضافة شارات فريدة وأغطية مرايا سوداء ووصلة سحب قادرة على سحب ألفين ومئتين رطل. وتبدو السيارة مختلفة على الطريق بما يكفي لجعل المراقبين عن كثب يلقون نظرة ثانية عليها. حيث بالإمكان تمييز أنها ليست من طراز "فولكس واجن تيغوان"، لكنها تندمج بشكل كافٍ لتفادي الارتباكات في المواقف المزدحمة أو أثناء الانتظار في الصف للحصول على اللقاح.
وقد شعرت داخل سيارة الـ"كروس أوفر" ذات الخمسة مقاعد بأنها اقتصادية ولكنها مع ذلك جيدة الصنع. وكان أبرز ما يميزها من الداخل شاشة عرض المعلومات والمواد الترفيهية، التي تعمل باللمس، وهي بحجم 10 بوصات في منتصف "تابلو" السيارة. والتي تتخذ زاوية مائلة قليلاً نحو السائق.
وتم استبدال ذراع نقل السرعات التقليدي بمفتاح كبير على يمين السائق. كانت هناك أيضاً لوحة عدادات حُرة كونها غير متصلة بوحدة التحكم المركزية، مع امتداد كونسول مركزي طويل يتوسط المقاعد الأمامية.
وأنقذت المظلة الشاملة الاختيارية الممتدة عبر السقف والمظلة الكهربائية بشرتي الشاحبة من أشعة الشمس الساطعة في لوس أنجلوس. وكذلك، فإن المقعد الخلفي متيناً بما يكفي لتحمل كلب من نوع الراعي الألماني الضخم، وهو مريح بدرجة كافية لأخذ قيلولة (لا تسألني كيف أعرف ذلك). بالإضافة إلى كونه يحتوي على منفذين مدمجين ولوحة شحن لاسلكية مضاءة للهاتف الخلوي.
ومن حيث السعة، تتجاوز مساحة التخزين الخلفية 64 قدماً مكعبة (1 قدم مكعب = 0,028 متر مكعب) من السعة مع وجود مقاعد منخفضة، أي أنها أكبر من مساحة التخزين التي توفرها سيارة "أودي إيه 5 " ذات الـ 10 أقدام مكعبة.
وقد أعجبتني العديد من الميزات المبتكرة بشكل خاص، والتي تأتي بشكل نموذجي وتجعل تلك السيارة من "فولكس واجن" تبدو وكأنها سيارة دفع رباعي فاخرة مثل: عجلة القيادة المُدفأة، والمقاعد الأمامية المُدفأة، والمرايا الجانبية المُدفأة وأداة غسل الزجاج الأمامي. كذلك في طرازات الدفع الرباعي، الزجاج الأمامي المُدفأ لمنع تراكم البخار. كذلك، تحتوي "ID.4" على سخان مقاومة كهربائي مصمم للوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة بشكل أسرع من السخانات التقليدية في السيارات التي تعمل بالوقود، والتي تدفع الهواء البارد حتى يتم تدفئة المحرك. وسيكون هذا مفيداً في نيويورك أكثر منه في لوس أنجلوس، لكن أعجبني أن السيارة تتمتع بتلك الخاصية.
محرك بطيء وشحن سريع
الجلوس في مقعد السائق في هذه السيارة، ذكرني بسيارات "فولكس واجن غيتا" و"غولف"، والتي امتلكها الأولاد الأكثر ثراءً في مدرستي الثانوية. فقد جعلت "فولكس واجن" أكثر سياراتها تقدمية تبدو مألوفة بشكل مطمئن.
ومع محرك مثبت في الخلف يحصل السائق على 201 حصان و229 رطلاً من العزم. ومع ذلك لن تربح "ID.4" أي سباقات للسرعة، حيث يستغرق التقدم من صفر إلى 62 ميلاً في الساعة، 8.5 ثانية. مع سرعة قصوى بطيئة بشكل مذهل بأقل من 100 ميل في الساعة.
وبينما أثبتت أوضاع القيادة الأربعة (الاقتصادية، والمريحة، والرياضية، والمخصصة) فعاليتها في توفير نطاق جيد للبطارية، إلا أنها لم تثبت فعاليتها بشأن جعل هذه السيارة تقترب من السرعة. ومع ذلك، فهي تسير بسلاسة كافية، وتوفر رؤية جيدة بزاوية 360 درجة، وتوفر أموال الوقود. وتقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية توفيرها للوقود بواقع 104 ميل لكل غالون للقيادة في المدينة، و89 ميل لكل غالون للقيادة على الطرق السريعة. ويبلغ الرقم المشترك للقيادة في المدينة والطريق السريع 97 ميلا لكل غالون.
وأعتقد شخصياً، أن المستهلكين الذين يفكرون في امتلاك سيارة كهربائية يحتاجون إلى بعض الطمأنينة فيما يتعلق بتخوفهم بشأن النطاق الذي توفره البطارية، والذي لا يزال السبب الأكبر لعدم اتخاذهم قرار شراء السيارات الكهربائية.
وتتمتع سيارة "فولكس واجن ID.4 " بما يقرب من 250 ميلاً من الشحن، وذلك حتى في ظل القيادة الجريئة على الطرق السريعة. ويمكن شحنها بنسبة 80% على شاحن سريع بقدرة 125 كيلو وات، من تيار الشحن المستمر في 38 دقيقة فقط. ورغم أن مالك سيارة "فولكس واجن" عادة يقود سيارته أقل من 59 ميلاً في اليوم. إلا أنه وفقاً لجيليس، ستظل هناك أيام ترغب فيها بالقيادة لرؤية جدتك بعد عام من التباعد الاجتماعي، ولن ترغب في الجلوس في بعض مواقف السيارات في انتظار شحن سيارتك في طريق عودتك إلى المنزل.
وبالنسبة للكثيرين، فإن هذا يجعل "ID.4" سيارة عائلية (ثانية) ممتازة للتنقل في المناطق الحضرية والاستخدام المنتظم. أما بالنسبة لأيام الرحلات الطويلة، فمن الأفضل أن تستقل سيارة أخرى.