تعد شركة "لوسيد غروب" أكثر من مجرد استثمار مالي للمملكة العربية السعودية، التي ترى أن صانعة السيارات الكهربائية مهمة لتنويع اقتصادها، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات.
"نحن في هذا (الاستثمار) معاً على المدى الطويل. لا أحد يريد هذا أكثر من السعودية"، وفق بيتر رولينسون، الرئيس التنفيذي لشركة "لوسيد"، في مقابلة بمعرض جنيف الدولي للسيارات: وأضاف: "هذا مثل الزواج".
عانت الشركة المصنعة لسيارات طراز "آير" (Air) سيدان -البالغة قيمتها 69.9 ألف دولار- منذ اندماج "لوسيد مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة وإدراج أسهمها في يوليو 2021. وأدت مشكلات سلاسل التوريد إلى تباطؤ الإنتاج الأولي لطراز "لوسيد" الوحيد، كما اضطرت الشركة إلى خفض الأسعار لتظل قادرة على المنافسة مع شركات مثل "تسلا"، و"مرسيدس". وتراجعت قيمتها السوقية من أكثر من 90 مليار دولار في نوفمبر 2021 إلى حوالي 6 مليارات دولار في وقت مبكر من هذا العام.
وخيبت "لوسيد" آمال المستثمرين الأسبوع الماضي عندما توقعت إنتاج 9000 سيارة فقط هذا العام، وهو أقل مما توقعه المحللون. كما تراجعت السيولة المالية المتوفرة لديها إلى 4.32 مليار دولار.
السيولة المالية لدى "لوسيد"
تعتقد الشركة -الواقع مقرها في مدينة نيوارك بولاية كاليفورنيا- أن لديها ما يكفي من التعزيزات المالية لبدء إنتاج أول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات، والتي سيطلق عليها اسم "غرافيتي" (Gravity)، في أواخر هذا العام. وخفض محللو شركة "إيفركور آي إس آي" (Evercore ISI) هذا الأسبوع السعر المستهدف لأسهم "لوسيد" إلى دولارين فقط – وهو أدنى مستوى بين المحللين الذين تتبعهم بلومبرغ– مشيرين إلى توقعاتهم استنفادها 4 مليارات دولار من التدفق النقدي الحر هذا العام.
اقرأ المزيد: لوسيد تسعى لجمع 3 مليارات دولار أغلبها من السعودية
أكد رولينسون على أن الشركة "قد تحتاج إلى جمع مزيد من التمويل مستقبلاً بالتأكيد"، لكنه رفض مناقشة خيارات زيادة رأس المال المطروحة أمام "لوسيد" مستقبلاً، أو الخوض في تفاصيلها بما في ذلك الحجم والتوقيت.
جمعت "لوسيد" 3 مليارات دولار من طرح أسهم عادية واستثمار من جانب صندوق الاستثمارات العامة أُعلن عنه في مايو 2023. ويعد السيادي السعودي أكبر مساهم في الشركة بحصة تناهز 60% تقريباً، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
السيارات الكهربائية في السعودية
في سبتمبر الماضي، افتتحت "لوسيد" أول منشأة لتصنيع السيارات في السعودية، وهي عبارة عن مصنع لتجميع المركبات بالقرب من جدة.
خلال الوقت الراهن، تنتج الشركة أجزاء السيارات الكهربائية في مصنعها بمدينة كازا غراندي بولاية أريزونا، ثم تشحنها إلى منشأة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية للتجميع النهائي. وتخطط شركة صناعة السيارات لبدء إنتاج السيارة بالكامل هناك في النصف الثاني من العقد الحالي.
اقرأ المزيد: أول سيارة كهربائية مصنعة في السعودية قد تبصر النور خلال 3 سنوات
واختتم قال رولينسون: “هذا (بالنسبة للسعودية) ليس مجرد استثمار في شركة لوسيد، إنما هو استثمار في رؤيتها المستقبلية للجيل القادم من الشباب. فنحن نسمح لهم بذلك، وهم يدعموننا بما يلزم في هذا الصدد".