لا تشكل ناطحات سحاب لامعة وخلفيات صحراوية ودرجة حرارة 40 مئوية عادة المكان المتوقع لإقامة معرض جنيف الدولي للسيارات. ولكن هذا هو الموقع المجهز لدورة العام الجاري، إذ ينتقل المعرض إلى عاصمة قطر، الدوحة.
مع عودته في أعقاب توقف تنظيمه على مدى 3 أعوام بسبب جائحة كورونا، يُفتتح المعرض المعروف أيضاً باسمه المختصر "جي آي إم إس" (GIMS) اليوم بمشاركة 30 شركة تصنيع سيارات، بدءاً بالعلامتين التجاريتين الرياضيتين الفاخرتين "لامبورغيني" و"ماكلارين"، وصولاً إلى شركات تتمتع بشعبية في الأسواق، على غرار "تويوتا موتور" و"فولكس واجن".
قال ساندرو ميسكيتا، الرئيس التنفيذي لمعرض السيارات: "تشعر شركة تنظيم المعرض بحماسة بالغة لتوسيع حضورها في الشرق الأوسط، حيث تغامر للمرة الأولى خارج جنيف"، مضيفاً أن الفعالية ستسد فجوة بين قطاعات نشاط السيارات غرباً وشرقاً.
رؤية استراتيجية
سعد بن علي الخرجي، نائب رئيس مجلس إدارة "قطر للسياحة"، قال إن استضافة الفعاليات الكبيرة المشهورة عالمياً على غرار معارض السيارات، تأتي في إطار رؤية استراتيجية لتصبح قطر الوجهة الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط بحلول 2030.
قطر تستحوذ على جولة البادل العالمية
كان الحدث الأكثر شهرة الذي استضافته قطر هو بطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2022.
يتزامن إنطلاق معرض السيارات مع سباق الجائزة الكبرى "فورمولا 1" في قطر، المقرر إقامته تحت الأضواء في حلبة لوسيل الدولية يوم الأحد.
لماذا يقام معرض جنيف في الدوحة؟
خلال عام 2021، وقعت البلاد عقداً لمدة 10 أعوام مع الشركة المنظمة لمعرض جنيف الدولي للسيارات لإقامة الفعالية البالغ عمرها 118 سنة كل سنتين بداية من 2023. في العام المقبل، سيُستأنف معرض الربيع في سويسرا بعدما كان يقام سنوياً حتى تفشي وباء كورونا.
أوضح العضو المنتدب لشركة "فولكس واجن" في الشرق الأوسط، ماتياس زيغلر، أن المعرض يشكل فرصة للتفاعل مع العملاء المحليين وعرض سيارات جديدة ستكون متاحة في أسواق المنطقة، والتي وصفتها شركة تصنيع السيارات الألمانية بأنها محورية.
"فولكس واجن" ستبدأ جني أرباح استثمارات السيارات الكهربائية في 2026
سجلت البلدان الست في مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها قطر والمملكة العربية السعودية، 2.75 مليون مركبة مسجلة حديثاً خلال اعام الماضي، بحسب شركة الاستشارات "جاتو ديناميكس" (Jato Dynamics). يمثل هذا جزءاً بسيطاً من 20.54 مليون سيارة ركاب بيعت في الصين، لكنه يتساوى تقريباً مع 2.65 مليون سيارة مسجلة في ألمانيا.
من هي الشركات المشاركة؟
مع تحديد بلدان منها قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أهدافها لمكافحة التغير المناخي، ومحاولة تنويع مصادرها من الطاقة، تعرض 3 علامات تجارية على الأقل للسيارات الكهربائية، مركباتها خلال المعرض في الدوحة.
من المتوقع أن تطرح شركة "لوسيد غروب"، ومقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، -افتتحت مؤخراً مصنعاً في المملكة العربية السعودية- إصدارات جديدة من السيارة الكهربائية "إير"، وتنتظر الجماهير معرفة ما إذا كانت السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات من طراز "غرافيتي" ستُعرض أيضاً. كما تشارك شركة "فين فاست أوتو" (Vinfast Auto) التي أسسها أغنى رجل في فيتنام، فام نهات فونغ، وهي متخلفة كثيراً عن أهداف مبيعاتها الضخمة، علاوة على "سيلك" (Silk)، وهي علامة تجارية للسيارات الهجينة والفاخرة غير معروفة تابعة لشركة "إف إيه دبليو غروب" الصينية و"سيلك" (Silk EV) الإيطالية.
"فورد" تطرح أول سياراتها الكهربائية لمنطقة الخليج في 2024
رغم ذلك، فإن شركتي "تسلا" و"بي واي دي" الرائدتين في السوق، تغيبان عن المشاركة. لم ترد أي منهما على طلبات للتعليق على الأمر.
"مرسيدس"
تعرض العلامات التجارية العريقة مركباتها الكهربائية أيضاً. نقلت صحيفة "غلف تايمز" عن الشيخ فالح بن نواف بن ناصر آل ثاني، العضو المنتدب في شركة "ناصر بين خالد للسيارات" (Nasser Bin Khaled Automobiles) قوله إن شركته، وهي الوكيل الموزع لسيارات "مرسيدس-بنز" في قطر، ستطلق مجموعة مركباتها الكهربائية بالكامل الخاصة بشركة التصنيع الفاخرة، ما يعد علامة فارقة في رحلة البلاد نحو وسائل النقل المستدامة.
في ظل وجود معارض سيارات عديدة من بينها باريس ونيويورك، تعيد دراسة سبل الحفاظ على مكانتها بعد أن أدى الوباء إلى تسريع وتيرة تحوّل شركات تصنيع السيارات نحو التخلي عن المشاركة في المعارض والتركيز عوضاً عن ذلك على عمليات طرح المركبات عبر الإنترنت والفعاليات الخاصة والقيادة التجريبية، فإنه يمكن للدوحة أن تتيح فرصة لحالة تجريبية لإمكانية الوصول إلى جماهير جديدة.
