وافقت شركة "ديدي غلوبال" على بيع ذراعها لتطوير السيارات الذكية لشركة "إكس بنغ" (Xpeng Inc) مقابل 5.84 مليار دولار هونغ كونغ (744 مليون دولار أميركي)، متراجعة بذلك عن أعمال واعدة في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.
قالت الشركة في بيان يوم الاثنين، إن "إكس بنغ" إحدى أكبر شركات السيارات الكهربائية الناشئة في البلاد، ستصدر أسهماً بسعر 64.03 دولار هونغ كونغ للسهم الواحد لشركة "ديدي". وسينتهي الأمر بـ"ديدي" إلى الحصول على حصة تبلغ 3.25% تقريباً في الشركة الناشئة، التي ارتفعت أسهمها بما يصل إلى 14.6% في التعاملات المبكرة في هونغ كونغ بعد الصفقة.
تحاول شركات التكنولوجيا الصينية بما في ذلك شركة "ديدي" وشركة "شاومي"، الدخول في طفرة السيارات الكهربائية التي تحتاج إلى رأسمال كثيف، مع رهان على جعل السيارات أكثر "ذكاءً" من خلال القيادة الذاتية، وغيرها من الميزات التفاعلية الشخصية. مع ذلك فإن السوق المزدحمة بالفعل، جعلت الأمر أكثر صعوبة للمتأخرين في الحصول على رخصة التصنيع، للحصول على حصة في السوق.
"ديدي"، التي احتُفيَ بها ذات يوم باعتبارها البطل الوطني الذي دفع شركة "أوبر تكنولوجيز" خارج البلاد، انسحبت من البورصة الرئيسية في نيويورك، بعد أن أطلق المنظمون الصينيون تحقيقات في أمن بياناتها. وتستأنف الشركة تدريجياً توسعها في مجال نقل الركاب.
تُعتبر الصفقة انسحاباً لـ"ديدي" من أعمال صناعة السيارات، التي كانت تُعتبر في السابق محركاً محتمَلاً لنمو شركة نقل الركاب.
استمرار حالة عدم اليقين
على الرغم من نية بكين التخفيف عن شركات الإنترنت في البلاد بعد عام من التدقيق التنظيمي، ما يسمح لها بمواصلة التوسعات التجارية مرة أخرى، فإن عدم اليقين لا يزال قائماً بشأن التراخيص واستثمارات رأس المال الضخمة المحتملة.
اعتمد المستثمرون على خروج "ديدي" من منطقة الخطر، فبعد مرور أكثر من عام على خروجها من بورصة نيويورك في أعقاب الحملة التي شنّتها بكين على قطاع التكنولوجيا، تتباهى شركة خدمات نقل الركاب الصينية بقيمة سوقية تبلغ نحو 15 مليار دولار. وهذه القيمة أكبر من قيمة أي شركة أخرى تُتداوَل أسهمها في المقام الأول خارج البورصة في الولايات المتحدة، بل وتضعها بين أعلى المراتب للشركات المدرجة في بورصة نيويورك، عند تضمين إيصالات الإيداع الأميركية، حسبما تظهر البيانات التي جمعتها بلومبرغ.
علامة تجارية جديدة
تخطّط شركة "إكس بنغ" لإطلاق علامة تجارية للسيارات الكهربائية عام 2024، وهو مشروع يُطلَق عليه حالياً اسم "مونا"، في إطار الشراكة مع "ديدي"، وفقاً لبيان الشركة يوم الاثنين. وقالت إن العلامة التجارية الجديدة ستُميَّز من العلامة التجارية الرئيسية، وتستهدف الفئة القادرة على دفع نحو 150 ألف يوان أو قرابة 20 ألف دولار.
وقال الرئيس التنفيذي هو شياوبونغ في البيان، إن المنتجات تحت العلامة التجارية الجديدة ستوسّع قاعدة عملاء الشركة، مشيراً إلى أن الشركتين ستتطلعان أيضاً إلى مجالات أخرى للتعاون.
بصرف النظر عن بيع الأسهم بنسبة 3.25%، أنشأت الاتفاقية بين الشركتين "آليات الحوافز القائمة على الأداء"، التي ستمنح "ديدي" الحقّ في زيادة حصتها في "إكس بنغ".
الشركة التي تتخذ من قوانغتشو مقرّاً، وهي واحدة من أقدم وأكبر الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية في الصين، أعلنت عن خسارة ربع سنوية أكبر من المتوقع، إذ تكافح من أجل زيادة عمليات التسليم وسط منافسة شديدة في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.
وأثارت "إكس بنغ" مخاوف المستثمرين بسبب تباطؤ مبيعاتها وهوامشها الضعيفة، واضطُرّت إلى تأخير هدف الربحية، وإصلاح الإدارة الداخلية.
من شأن الاستثمار الأخير بقيمة 700 مليون دولار من شركة "فولكس واجن"، التي ستستحوذ على حصة 4.99% في الشركة، وتطوّر بشكل مشترك نموذجين من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية بهدف بيعهما في الصين، تخفيف بعض المخاوف جزئياً على الأقلّ. مع ذلك لا تزال المبيعات تمثّل مشكلة، مع خفض شركة "تسلا" الأسعار والتخطيط لإطلاق نموذج جديد قريباً، في حين أن المنافسين الآخرين، بما فيهم "جيلي أوتوموبايل" (Geely Automobile Holdings Ltd) يخفضون أيضاً الأسعار.