"هيونداي" ليست مستعدة لرحلة سيارة "أبل" المستقبلية.. لماذا؟

سيارة أجرة جوية وهي جزء من رؤية هيونداي للمستقبل - المصدر: بلومبرغ
سيارة أجرة جوية وهي جزء من رؤية هيونداي للمستقبل - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

في الثامن من فبراير، وبعد أسابيع من التكهنات حول ارتباط محتمل مع شركة "أبل" (Apple Inc) لصنع سيارة المستقبل، صرّحت شركة "هيونداي موتور" (Hyundai Motor Co) وشقيقتها شركة "كيا موتورز" (Kia Motors Corp) بأنهما لم تُجريا محادثات مع الشركة العملاقة التي تتخذ من مدينة كوبرتينو مقراً لها.

وتراجعتا عن بيان سابق أكّد بشكل فضفاض المناقشات، إذ تلقّت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية تقارير عن وجود شراكة، لدرجة أنها روّجت حجماً محتمَلاً للاستثمار، نحو 3.6 مليار دولار، ونتيجة لهذه الأخبار قفز سعر السهم صعوداً وهبوطاً.

وفي الواقع، فقد بدت الشراكة بين "آبل" و"هيونداي" غير مرجحة دائماً، لأن طموحات الشركة الكورية الجنوبية العالية لا يبدو أنها تتوافق مع الأداء الواقعي الذي يتناسب مع الشركة الصارمة والمتطلّبة الصانعة لهواتف "آي فون" (iPhone).

المسألة ليست أن "هيونداي" لا تملك رؤى طموحة للمستقبل، ففي أواخر عام 2019، وحتى مع تراجع هوامش الدخل الصافي وتباطؤ المبيعات، صرّحت الشركة بأنها تخطّط لاستثمار 61.1 تريليون وون (51.8 مليار دولار) في السيارات المتصلة وذاتية القيادة، من بين جملة أمور أخرى، كجزء من "استراتيجيتها لعام 2025".

وفي العام السابق أعلنت "هيونداي" عن خطة بقيمة 6.7 مليار دولار لتعزيز تطوير المركبات التي تعمل بالهيدروجين، وهي تقنية أكثر تقدماً من السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية. وهذا العام قالت إنها تستثمر في مصنع في الصين لإنتاج أنظمة خلايا وقود الهيدروجين.

كما تملك الشركة خططاً أكثر جرأة، إذ تقول "هيونداي" إنها تطور سيارة طائرة ستُقِلّ خمسة أو ستة أشخاص داخل مدن المترو، وتأمل في طرحها في السوق بحلول عام 2028.

وقال رئيس المجموعة "إيسون تشونغ" في الماضي إنه يمكن تسويق هذه المركبات الجوية قبل السيارات المتقدمة ذاتية القيادة (هذا وليس حول تنظيم القيادة في السماء كثير من النقاش، ناهيكم بالقواعد الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة).

في الوقت نفسه استثمرت الشركة في التعلم العميق، وفي شركة ناشئة في مجال رؤية الكمبيوتر، وفي شركة صانعة للروبوتات الرشيقة والمتنقلة.

الغايات الطموحة جيدة.. ولكن...

وما من شك في أن من الجيد امتلاك الأهداف والغايات، بخاصة للصناعة التي تتعامل مع اندفاع التكنولوجيا والتنظيم. كما أن المستثمرين يحبونها. مع ذلك فإن تحقيقها هو الجزء الصعب لشركة "هيونداي".

وفي الواقع الدنيوي لسوق السيارات، ابتُليَت "هيونداي" بقضايا جودة الإنتاج، والعقوبات المدنية في الولايات المتحدة، ومشكلات محرك السيارة. وعلى صعيد منفصل، سحبت الشركة من السوق آلافاً من سيارات "كونا" (Kona) الكهربائية التي تعاني مشكلات في خلايا البطارية.

ما زالت نفقات البحث والتطوير للشركة –كجزءٍ من صافي المبيعات– واحداً من أدنى المعدلات في صناعة السيارات على الرغم من استثمارات "استراتيجية عام 2025" التي تنتشر عبر مجموعة واسعة من النفقات على مدى ست سنوات[1].

وفي هذا العام تخطط الشركة لإنفاق 8.9 ترليون وون على النفقات الرأسمالية والاستثمارات الاستراتيجية والبحث والتطوير.

وفي هذا الصدد تركّز شركات مثل "تويوتا موتور" (Toyota Motor Corp) و"فولكس واغن" (Volkswagen AG) بشكل مباشر على مزيد من الخطوات العملية في المستقبل، البطاريات، والمركبات الكهربائية، وتحدّي التبني على نطاق واسع.

المركبات الكهربائية

في الآونة الأخيرة فقط ركّزت "هيونداي" على موضوع المركبات الكهربائية، ووعدت بتوسيع تشكيلة السيارات الصديقة للبيئة (صرّحت "كيا" بأنها ستستثمر 25 مليار دولار في المركبات الكهربائية وحلول التنقل).

على الصعيد المالي، انخفض صافي دخل الشركة بنسبة 33.5% العام الماضي، في حين كان الربع الأخير أفضل من الربع الرابع، وتمكنت من بيع مزيد من سياراتها الراقية، كما انخفضت مبيعات الجملة العالمية للشركة بأكثر من 15% في عام 2020. علاوةً على ذلك، تقلّص الدخل التشغيلي من قطاع السيارات، في حين ارتفع الدخل من أعمال التمويل. وفي الأوقات الصعبة، نادراً ما لجأت شركة السيارات إلى إجراءات عميقة ودقيقة.

وفي الواقع، فقد حان الوقت لإعادة تقييم شركة السيارات على أرض الواقع، بالنسبة إلى "تشونغ" والمستثمرين.

[1] خلال فترة السنوات الست من 2020 إلى 2025، صرّحَت الشركة بأنها ستستثمر ما مجموعه 61.1 تريليون وون كوري (ما يقرب من 10 تريليونات وون سنوياً)، في البحث والتطوير والتكنولوجيات الأساسية المستقبلية لتسهيل انتقالها لتصبح الشركة الموردة لحلول التنقل الذكية". من ذلك سيُخصَّص 41.1 تريليون وون "للمنتجات والنفقات الرأسمالية لتعزيز القدرة التنافسية في الأعمال القائمة، فيما سيُخصَّص ما يقرب من 20 تريليون وون" للتقنيات المستقبلية بما في ذلك الكهرباء، والقيادة الذاتية، والذكاء الصناعي، والروبوتات، والمركبات الجوية الشخصية، ومجالات الطاقة الجديدة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

فى هذا المقال