تعتزم شركة "فورد موتور" طرح أول سياراتها الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط العام المقبل، وتتوقَّع تحقيق مبيعات استثنائية في المنطقة الغنية بالنفط بعد زيادة طاقتها الإنتاجية.
قال كريس نويل، العضو المنتدب لشركة "فورد الشرق الأوسط وأفريقيا"، إنَّ شركة تصنيع السيارات الأميركية ستطرح طرازات من المركبات الكهربائية في دول الخليج العربي الست قبل الانتقال إلى عموم المنطقة.
امتنع نويل عن ذكر مسميات الموديلات أو توفير جدول زمني محدد أكثر، لكنَّه أشار إلى أنَّ صعوبات تصنيعية منعت "فورد" من طرح مركباتها الكهربائية في وقت أقرب.
قال نويل أثناء مقابلة في دبي: "الأمر يعود فقط إلى أنَّنا لا نمتلك الطاقة التصنيعية اللازمة، وليس بإمكاننا تصنيعها بالسرعة الكافية لجلبها إلى السوق. لهذا السبب كان من الأهمية بمكان أن نصل إلى هذه القدرة الإنتاجية الجديدة".
"سيمنز" تورد شواحن سيارات كهربائية لـ"إلكترومين" السعودية
بدأت "فورد" تشييد مصنع جديد في ولاية تينيسي الأميركية، الذي يعتبر جزءاً من مجمع صناعي تبلغ قيمته 5.6 مليار دولار يسمى "بلو أوفل سيتي" (BlueOval City). يُنتظر أن يكون المصنع، وهو أول منشأة تجميع جديدة تماماً تابعة لـ"فورد" منذ نصف قرن، مسؤولاً عن إنتاج بمقدار الربع من أصل مليوني سيارة كهربائية تعتزم "فورد" تصنيعها سنوياً مع حلول نهاية 2026.
تبريد البطارية
يمثل المناخ تحدياً فريداً من نوعه بالنسبة إلى شركات تصنيع السيارات التي تستهدف منطقة الخليج، إذ تتخطى درجات الحرارة 45 درجة مئوية في أشهر الصيف، كما يمكن للغبار أن يسد أجزاء في المركبة.
قال نويل: "لا تلائم الحرارة مجموعة بطاريات الليثيوم، خصوصاً إذا كانت الحرارة عالية جداً، ولذا ينبغي لنا التأكد من تبريدها وتشغيلها بصورة ملائمة وسط هذه البيئة. وقد أجرينا اختبارات لمركبتين في المنطقة العام الماضي، وجاء الأداء جيداً بصورة استثنائية".
تحتل "فورد" المرتبة الثانية من حيث مبيعات المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة بفضل قوة أداء الشاحنة من طرازي "أف – 150 لايتينغ" الكهربائية و"موستانغ ماك - إي" المزودة ببطارية كهربائية. لكن مع ذلك، تأتي "فورد" في المرتبة التالية بعد شركة "تسلا" المسيطرة على ثلثي سوق السيارات الكهربائية الأميركية، التي تحظى بشعبية في منطقة الخليج بالفعل.
تسجل الشركة خسائر مع تنامي قطاع السيارات الكهربائية حول العالم، بينما تستثمر في مصانع وطرز حديثة لضمان المحافظة على حصتها في سوق آخذة بالتوسع.
"فورد" تتوقع زيادة خسائرها من السيارات الكهربائية إلى 3 مليارات دولار في 2023
يقدّر مصرف "غولدمان ساكس غروب" أنَّ المركبات الكهربائية ستمثل نصف مبيعات السيارات الجديدة تقريباً على مستوى العالم مع حلول عام 2035، بحسب تقرير بحثي منشور بتاريخ 10 فبراير الماضي.
يتوقَّع نويل أن يحقق طرح مركبات "فورد" في الخليج "انطلاقة جيدة بصورة استثنائية".
تزايد الإقبال
أضاف: "تجاوزت معدلات الإقبال على المركبات الكهربائية في بعض أسواق الشرق الأوسط منحنى النمو المتوقَّع وفق بيانات القطاع. وصلت النسبة إلى 10% في إسرائيل بالفعل بالنسبة إلى السيارات الكهربائية المزودة بالبطاريات، وهو أمر مذهل إذا أخذنا بالاعتبار تكلفة الشراء التي حققنا معها هذا المستوى من المبيعات بهذه السرعة".
يتوقَّع نويل أن تمثل المركبات الكهربائية ما يفوق 10% من كافة السيارات في منطقة الخليج مع حلول 2027 أو 2028.
%30 من سيارات العاصمة السعودية ستكون كهربائية بحلول 2030
قال نويل: "العنصر الأهم سيكون متعلقاً بمشاركة القطاعين العام والخاص بتوفير البنية التحتية للشحن الكهربائي، وتوجد فعلاً عمليات تصنيع ناشئة آخذة في التطور توفر محطات للشحن المنزلي، ومحطات شحن عن بُعد تعمل بالطاقة الشمسية".
تحظى منطقة الخليج بوفرة أشعة الشمس طوال السنة تقريباً، في وقت باتت فيه الطاقة الشمسية ميسورة التكلفة. ونوه نويل إلى أنَّ هذا الخليط سيعزز من الإقبال على استخدام المركبات الكهربائية في المنطقة.
دعم البنزين
ألغت حكومات الخليج أيضاً دعم البنزين بالتدريج، وهو أمر اعتبر نويل أنَّه سيسهم في إقناع سائقي السيارات بالقيام بالتحول إلى المركبات الكهربائية، برغم أنَّ شراءها ما يزال أعلى تكلفة من حيث السعر.
تعافت مبيعات "فورد" من سيارات محرك الاحتراق التقليدي في الشرق الأوسط من تأثيرات جائحة كورونا، وتخطت حالياً مستويات عام 2019.
اختتم نويل قوله متحدثاً عن الشرق الأوسط: "إنَّها منطقة بالغة الأهمية، وستبقى منطقة مرشحة للنمو في المستقبل القريب".