في 18 يناير الجاري، عرضت دار مزادات "غودينغ أند كو" (Gooding & Co) للبيع، واحدة من أكثر السيارات غرابة في المظهر على الإطلاق.
كانت هذه السيارة هي "سيتروين أس أم" (Citroën SM)، التي تمَّ إنتاجها عام 1972. وهي سيارة من نوع "كوبيه" ذات البابين، و السقف المنحدر إلي الأسفل. ويبدو الهيكل الخارجي لتلك السيارة معلقاً بدرجة منخفضة للغاية فوق الإطارات الخلفية، إذ لا يمكنك رؤية جميع العجلات. وتمتد لوحة من الأضواء على كامل الجزء الأمامي من السيارة تقريباً على شكل قطعة واحدة من الزجاج الشبكي، في حين تغطي الرسومات والحروف العشوائية جوانب السيارة، لدرجة أنَّ من ينظر إليها، يظن أنَّ الذين صنعوها كانوا يخططون لإدخالها سباق "ناسكار" للسيارات، ثم تخلوا عن الفكرة في منتصف المشروع.
رقم قياسي
ليس بالضرورة أن يكون المظهر الغريب للسيارة مؤشراً على انعدام كفاءتها، أو سوء أدائها. فهذه هي أسرع سيارة "سيتروين" في العالم، بمحرِّك من نوع (V6)، و شاحن توربيني مزدوج يسجِّل سرعة قياسية تزيد عن 200 ميل في الساعة (1 ميل = 1,609 كم).
ولا تزال السيارة تحمل الرقم القياسي حتى يومنا هذا، وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتبلغ قيمة السيارة مع سيارة ثانية ومقطورة نحو 200 ألف دولار.
ولا تعدُّ سيارة "سيتروين" المستطيلة الوحيدة التي يتناقض شكلها مع قوتها. إذ يشهد الكثير من عشاق السيارات على أداء سيارة "بي إم دبليو 3Z إم كوبيه"، التي يطلق عليها عادة اسم "حذاء المهرج" لأسباب يمكن فهمها. وهناك أيضاً سيارة "فيراري جي تي سي 4 لاسو" (Ferrari GTC4 Lusso) المشينة بالنسبة لعشاق سيارة "فيراري"، ومشجعيها، بسبب مقاعدها الأربعة، وتصميمها الذي يشبه تصميم سيارات الـ"هاتشباك"، التي تتسع لحقائب عائلية كاملة بشكل مريح. لكن، وفي اللحظة التي يجلس فيها السائق خلف عجلة القيادة، فإنَّه ينسى شكلها الخارجي، ويغفر لها تصميمها المريع، بسبب أدائها المميَّز الرائع والممتع .
الأمثلة على هذا النوع من السيارات كثيرة. ونحن نقدِّم لكم في السطور التالية قائمة بما تمَّ طرحه للبيع في مزادات السيارات السنوية، التي عقدت خلال الفترة من 18 إلى 24 يناير في مدينة سكوتسديل عبر الإنترنت بسبب كورونا. صحيح أنَّ مظهر هذه السيارات قد يجعلك تشعر بالغثيان من قبحها، لكن هذا الشعور سرعان ما سيتغيَّر في اللحظة التي تضع فيها قدمك على دواسة البنزين.
"تسلا R80" رودستر سبورت موديل 2011
وتتراوح تكلفتها بين 90 ألف إلى 110 ألف دولار، و فضلاً عن كونها أوَّل سيارات "تسلا" الأسطورية، فقد استُوحي تصميم هيكل سيارة "تسلا رودستر" وجسمها الصغير من سيارات "لوتاس إليس/أكسيج" ذات القيادة الممتعة. وجهِّزت سيارة "رودستر"عند إطلاقها أول مرة، بمحرك كهربائي بقوة 185 كيلوواطاً (248 حصاناً)، وهو قادر على الوصول إلى سرعة 60 ميلاً في الساعة في أقل من أربع ثوانٍ.
وشملت السيارة ناقل حركة أحادي السرعة، ومحركاً مطوراً يجعل السيارة تصل إلى 215 كيلو واطاً (288 حصاناً)، مما يكفي لجعل هذه السيارة خفيفة الوزن للغاية (أقل بكثير من 3 آلاف رطل)، ممتعة للقيادة، مع تجربة قيادة صغيرة وصلبة وقوية.
لكنَّ التصميم الداخلي للسيارة، هو أكثر الأجزاء انتقاداً بها. فتصميمها الداخلي شحيح، وبالكاد يذكر، ويضمُّ إلكترونيات قديمة، وزخارف باهتة، ومساحة تخزين غير كافية. كل هذا محشور في سيارة تشبه اللعبة، ولا تتطابق مع شكلها الخارجي، كما لو أنَّها كانت مصنوعة من قطع غيار استخرجت من حاوية لقطع سيارة "مازدا"، وعجلات من لعبة "هوت ويلز".
"ماكلارين سينا" موديل 2019
تتراوح تكلفتها بين 1 مليون إلى 1.3 مليون دولار
لا يشكك أحد في المتعة الجنونية التي ترافقك مع قيادة سيارة "ماكلارين سينا" على الحلبة، التي تعدُّ جزءاً من مجموعة "ألتاميت سيريز" من "ماكلارين". وتمَّت تسمية السيارة على اسم سائق "الفورمولا 1" الراحل العظيم آيرتون سينا، واحتفاءً ببطولات "الفورميلا 1" الثلاث التي فاز بها، وهو يقود سيارة من "ماكلارين" بين عامي 1988 و 1993.
وتعدُّ السيارة التي تمَّ إطلاقها أوَّل مرة في عام 2018، أكثر السيارات التي صنعتها شركة "ماكلارين" ملاءمة لحلبات السباق. وهي تحتوي على نسخة معدَّلة من محرِّك الشركة (V8) بقوة 789 حصاناً، ويمكن أن تصل إلى سرعة 62 ميلاً في الساعة خلال 2.8 ثانية.
لكنَّ الشكل الخارجي للسيارة يجعلها تبدو مثل "سحلية هزيلة" ذات ذيل مكسور في الأعلى، كما تبدو برَّاقة للغاية وغير عملية، بهيكلها الذي يرتفع بضع بوصات عن الأرض، لدرجة يمكن معها للمتسابقين الذين يحبون لفت الأنظار، قيادتها بكل ارتياح بدون تغطية وجوههم.
"فيراري 550 براشيتا بينينفارينا" موديل 2001
وتتراوح تكلفتها بين 300 ألف إلى 350 ألف دولار، ولا يمكن القول، إنَّ سيارة "فيراري 550 بارشيتا" قبيحة بحدِّ ذاتها. فلا يمكن لأي سيارة "فيراري" أن تكون قبيحة، لكنَّ مشكلتها أنَّها تبدو مملة. فأين تلك الانحناءات التي تثير الحماسة؟، وتلك الزوايا الموجودة عادة فوق العجلات بشكل يجعلك مندهشاً من روعتها، أو تجبرك على التقاط صورة في اللحظة التي تراها تسير على الطريق السريع، كذلك يختفي في هذا التصميم الجزء الخلفي من السيارة، الذي يجعلك تلتفت خلفك كل مرة تمشي فيها مبتعداً عنها فقط، لتحصل على لمحة أخيرة.
وستجد أنَّ الجزء العلوي من هذه السيارة مصنوع من قماش رقيق يشبه المناديل الموجودة في خزانة جدتك، لكن هل الأمر بهذا السوء؟، ما دام رود ستيوارت يمتلك واحدة؟.
تأتي هذه السيارة على الأقل مع ناقل حركة يدوي بست سرعات، (وهو أمر ممتع!)، ومحرك (V12) بقوة 478 حصاناً، وسرعة قصوى تبلغ 186 ميلاً في الساعة. وأداء هذه السيارة مضمون، كأداء أيِّ سيارة "فيراري"، حتى إن لم تكن تشبهها.
"لانسا ديلتا أتش أف إنتغريل" موديل 1991
تتراوح تكلفتها بين 160 ألف و190 ألف دولار، وقد يؤلم بعضهم وصف السيارة، ولكن ماذا يمكن القول غير أنَّ الحقيقة مؤلمة أحياناً. لنكن واقعيين، فسيارة "لانسا ديلتا" بالنسبة لغير محبي السيارات تبدو غريبة بصراحة؛ فلديها جسم غريب يشبه الصندوق، مع فتحات تهوية فوق الإطارات، كما أنَّ شكلها من الداخل يشبه مكعبات الألعاب. ومع ذلك، يعلم الجميع أنَّ هذه السيارة تستطيع قطع الكثير من المسافات، وهي التي حقَّقت النجومية خلال سباقات المجموعة الثانية للراليات في ثمانينيات القرن الماضي، وحقَّقت أعلى قيمة سوقية اليوم في سوق السيارات الكلاسيكية، بدعم من فنانين غريبي الأطوار، مثل فيل توليدانو من نيويورك، الذي قام بتضمينها في علامته التجارية "باستاردا".
"إلفا أم كيه 5 سبوترز ريسر" موديل 1959
تتراوح تكلفتها بين 80 ألف إلى 120 ألف دولار، وهذه سيارة محيِّرة بالفعل، فهي توحي بشكل ما بالحكمة، فهي سيارة لا يوجد شكٌّ في أدائها، وتتمتَّع بتاريخ مثير للإعجاب في السباقات، ومنها سباق "سيبرغ" الذي امتد لـ 12 ساعة في عام 1959، وفي العديد من سباقات نادي سيارات أميركا الرياضية، الذي تمَّ على مستوى البلاد في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. وتحمل السيارة محرِّكاً من نوع "فورد"، وترتكز على عجلات "إلكترون" من تصميم "إلفا".
لكنَّها تبدو كأنَّها سيارة من المسلسل الكرتوني "ذا جيتسونز", الذي تدور أحداثه في الفضاء، أو رسمها شخص ما تحت تأثير مخدر هلوسة. (وبالمناسبة، هذه مركبة أخرى تستخدم هيكلاً مستوحى من سيارة "لوتس". كذلك، فإنَّ إطارها المعدني وجسمها المصنوع من الألياف الزجاجية يبدوان متصلين عند المقدمة، مع زجاج أمامي ينحني قليلاً، ومصنوع من مادة "البرسبيكس". أمَّا العجلات فهي نصف مخفية بمصدَّات رقيقة مسطحة. ويتميَّز الجزء الخلفي من السيارة بفقاعة واحدة تبرز منه. وصراحة
لا يوجد عذر لشكل هذه السيارة، في وقت بدت فيه سيارات السباق الأخرى في ذلك العصر، مثل: "فيراري"، و"جاجوار"، و"بورش" رائعة جداً.
"ميني موك" موديل 1966
تتراوح تكلفتها بين 20 ألف و30 ألف دولار، أتوقَّع ما سيقوله الكثيرون: هذه ليست سيارة سباق فائقة السرعة، أو سيارة رالي حقيقية. لكن المؤكَّد هو أنَّك ستمضي وقتاً ممتعاً، وأنت تقود سيارة "ميني موك". وذلك لأنَّ معظم هذه السيارات تُشاهَد في شوارع جزيرة سانت بارتس أو موناكو، تقودها سيدات جميلات يرتدين الأوشحة، والنظارات الشمسية، أو رجال ذوو سمرة وملامح جميلة، يرتدون أحذية خفيفة، ويدخنون السيجار. فهذه السيارة تبدو صلبة وعتيقة، مثل الرسوم الكاريكاتورية، مثلما يجب أن تكون عليه عربات الغولف. كمالايمكن إنكار أنَّها ممتعة في القيادة.