عادت سوق السيارات الجديدة في أوروبا إلى مسار النمو في شهر أغسطس، محققة أول زيادة لها منذ 13 شهراً، رغم أن فترة الانتعاش هذه قد تكون قصيرة الأجل حيث تهدّد معدلات التضخم القياسية المرتفعة وأزمة الطاقة غير المسبوقة بإحباط همة المشترين.
ارتفعت تسجيلات السيارات بنسبة 3.4% إلى 748,961 سيارة خلال الشهر الماضي، حسبما ذكرت رابطة مصنعي السيارات الأورروبية يوم الجمعة. وكانت "مرسيدس - بنز " الألمانية من بين أفضل الشركات أداءً بعد أن حققت قفزة في مبيعاتها بنسبة 16% عن العام الماضي.
تشهد شركات صناعة السيارات بصيصاً من التحسن مع بداية انحسار بعض العراقيل المرتبطة بـسلاسل التوريد مثل أزمة نقص أشباه الموصلات. ومع ذلك، فإن التضخم الجامح وتباطؤ الاقتصاد العالمي يلقيان ظلالاً غائمة على توقعات المبيعات. يقارن أداء الشهر الماضي بأداء الشركات الضعيف خلال نفس الشهر في العام الماضي إلا أنّه لا يزال أقلّ بكثير من المستويات التي كان عليها قبل تفشي الجائحة.
عوامل مؤثرة
قالت جيليان ديفيس من "بلومبرغ إنتليجنس" في مذكرة هذا الأسبوع : "إنّ ارتفاع التضخم وزيادة أسعار الفائدة وضعف ثقة المستهلكين، إلى جانب تمديد العملاء لدورة تبديل سياراتهم وسط تحسن كفاءة السيارات الحديثة والتكنولوجيا سريعة التغير، قد تمثل تحدياً أمام الطلب الأساسي في عام 2023 وما بعده".
لا يزال توقّع معدلات شراء السيارات صعباً حيث يشعر المستهلكون بالقلق إزاء ارتفاع أسعار الطاقة وخطر انقطاع التيار الكهربائي مع خفض روسيا لشحنات الغاز. وقد حثّت السلطات في ألمانيا، أكبر سوق للسيارات في أوروبا، الشركات الصناعية هذا الأسبوع على خفض استهلاكها من الغاز. وتخفض إحدى أكبر شركات توريد البوليمر في صناعة السيارات الألمانية إنتاجها في أوروبا بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة.
يرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار الفائدة الذي يضغط على مشتري السيارات إلى الحدّ من ارتفاع أسعار السيارات التي شهدت زيادة كبيرة عندما أدّى نقص أشباه الموصلات إلى قلة معروض السيارات. ويتوقّع مسؤولو البنك المركزي الأوروبي زيادة تكاليف الاقتراض مرة أخرى في اجتماعاتهم المقبلة بعد رفع أسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي بنسبة كبيرة.
زادت تسجيلات السيارات الجديدة بنسبة 3% في ألمانيا و3.8% في فرنسا و9.1% في إسبانيا.
