قرّر مورِّد صيني عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية تأجيل الإعلان عن مصنع بمليارات الدولارات في أميركا الشمالية لتزويد شركتي "تسلا" و"فورد موتور"، وذلك على خلفية التوترات التي أثارتها رحلة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وفقاً لأشخاص مطلعين على الموضوع.
في هذا الصدد، تدرس شركة "كونتمبراري أمبيريكس تكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology) المعروفة اختصاراً باسم "CATL" (CATL)، أكبر مُصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، موقعين على الأقل في المكسيك بالقرب من حدود تكساس، بالإضافة إلى مواقع في الولايات المتحدة، لبناء المصنع؛ وكانت "كاتل" الصينية في مرحلة متقدمة من اختيار الموقع وحوافز التفاوض، بانتظار الإعلان عن اختيارها في الأسابيع المقبلة.
توقيت حسّاس
قال الأشخاص المطلعون على الأمر الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات ليست علنية يوم الثلاثاء إن "CATL" تُخطِّط الآن للانتظار حتى سبتمبر أو أكتوبر لإصدار الإعلان. وأوضحوا أن القلق هو أن الإعلان قد يُؤجِّج التوترات في وقت حسّاس في العلاقات الأميركية الصينية وسط زيارة بيلوسي المثيرة للجدل إلى تايوان.
ولم يستجب ممثل "CATL" لطلبات التعليق. كما لم تستجب "تسلا" لطلبات التعليق. وامتنعت "فورد" عن التعليق.
قلّصت أسهم "تسلا" صعودها خلال تعاملات الثلاثاء من 3.6% لتغلق عند 1.1% أي 901.76 دولار في نيويورك. كما تحولت أسهم "فورد" إلى الخسائر بعد مكاسب منتصف النهار، متراجعة بنسبة 1.2% إلى 15.16 دولار.
يُشار إلى أنّ بيلوسي هبطت في تايبيه، عاصمة تايوان، مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي في مواجهة تهديدات ومعارضة من الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها. ورحلة بيلوسي تجعلها أكبر سياسية أميركية تزور الجزيرة منذ 25 عاماً، وقد وصفها المسؤولون الصينيون بأنها "استفزازية".
يقع المقر الرئيسي لشركة "CATL" في فوجيان، عبر مضيق تايوان من الجزيرة. وقد أعلنت الصين إجراء مناورات عسكرية حول الجزيرة هذا الأسبوع رداً على زيارة بيلوسي إلى تايبيه.
كما ذكرت بلومبرغ نيوز الشهر الماضي أن "CATL" تدرس مدن سيوداد خواريز، في ولاية تشيهواهوا، وسالتيلو، في كواهويلا، وأنها تُفكِّر في استثمار ما يصل إلى 5 مليارات دولار في المشروع. حيث قال الأشخاص إن المواقع في الولايات المتحدة والمكسيك ما تزال قيد الدراسة النشطة، وليست هناك نية لإلغاء الخطة.
كما قال الأشخاص المطلعون إن "CATL" تدرس أيضاً الحاجة إلى إنشاء موقع في أميركا الشمالية جنباً إلى جنب مع التأثير المحتمل لحزمة تشريعية أميركية يتوسط فيها عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطيين تشاك شومر وجو مانشين.
يتطلب جزء رئيسي من هذا التشريع من صانعي السيارات الكهربائية الحصول على جزء من معادن البطاريات من- أو معالجتها في- بلد أبرمت معه الولايات المتحدة اتفاقية تجارة حرة، حتى تتأهل مركباتهم للحصول على حوافز المستهلك. وقد دخلت الاتفاقية الأميركية المكسيكية الكندية حيز التنفيذ في يوليو 2020.