ماذا ستفعل لو نفدت طاقة سيارتك الكهربائية في الصحراء؟

معظم المركبات الكهربائية المعاصرة تنتقل تلقائياً إلى أقرب شاحن عندما تبدأ السيارة في نفاد طاقتها - المصدر: بلومبرغ
معظم المركبات الكهربائية المعاصرة تنتقل تلقائياً إلى أقرب شاحن عندما تبدأ السيارة في نفاد طاقتها - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لم يساورني القلق من نفاد بطارية سيارتي الكهربائية إلى أن وصلتُ إلى محطة الشحن. وصلتُ إلى مصدر الخراطيم لتوفير حوالي 15 ميلاً، لكن ثلاثاً من أصل ست وحدات شحن كانت معطّلة، وكان مالك سيارة "نيسان ليف" متوقفاً عند الفتحة الرابعة يتواصل عبر الهاتف مع خدمة العملاء بالمحطة، وقد بدت عليه علامات التجهّم. كنتُ مصطحباً طفليّ الصغيرين في المقعد الخلفي، وأدخلتُ بطاقتي الائتمانية في الماكينة فإذا بها تخرج مبلّلة، فأدركتُ أن الحظ يعاندني. عندها، بدأ عقلي يحسب حسابات الطوارئ بشكل محموم، وكأن تطبيق "غارمن" قد تعطّل، إلى أن قمتُ بتحديث أحد التطبيقات وتمكنتُ من الدفع عبر هاتف "آيفون". الوضع كان أشبه بطنين إلكترونات يضرب على الوتر، حتى عادت نبضات قلبي إلى حالتها المستقرة، وتفاديتُ الوقوع في أزمة.

نفاد تام

حتى وإن كانت السيارة لا تعمل بالغاز، فلا يزال نفاد الغاز أمراً مهماً، ولك أن تصفه بالقيادة حتى الاستهلاك الكامل للوقود. في ظل تزايد استخدام السيارات الكهربائية، مع انتشار موجة وحدات الشحن الجديدة على الطريق، ستزداد هذه السيارات انتشاراً. السائقون الذين تتقطع بهم السبل ستزداد مشكلتهم البالغة بشكل خاص، لا سيما في أمريكا الشمالية حيث لا تزال شبكة أجهزة الشحن المعطّلة في كثير من الأحيان لديها غير كافية. أما انتشار السيارات الكهربائية في الصحارى فقد بات أمراً شائعاً، بشكل أكبر من التسليم بوجود الاستثناء ورموز إصلاح الخطأ، سواءً في موقف السيارات لديك في المناطق المحلية للسلع الغذائية التابعة لشركة "هول فودز" (Whole Foods)، أو في أي من محطات الاستراحة المجهزة بوحدات شحن البطاريات على طول الساحل الشرقي "آي–95".

مع ذلك، فإن السيارات مزوّدة بإمكانيات ذكية تضاهي مستوى مظهرها. ومع اقتراب نفاد طاقتها، تبذل محاولات يائسة لإنقاذ نفسها من هذه المواقف. فمعظم المركبات الكهربائية المعاصرة تُجري الحسابات اللازمة، وتنتقل تلقائياً إلى أقرب شاحن عندما تبدأ السيارة في نفاد طاقتها. كذلك فإن العديد منها مزوّد بشكل من أشكال وظيفة "الوضع الطارئ" (limp-home)، وهو أحد الإعدادات التي يتم فيها وقف جميع العمليات الكهربائية، باستثناء الأساسية منها، ويضيف مسافة تمكّن السيارة من التحرّك لبضعة أميال. وتطلق "نيسان" على هذه الوظيفة "وضع السلحفاة"، حيث يظهر زاحفاً متثاقلاً على شاشة السيارة.

حتى عندما تكون البطارية فارغة تماماً، سوف تقوم سيارتك بجرّ نفسها ببطء، وستشعر بأن دواسة الوقود رخوة، ولكن ليست معطلة بشكل تام. وفي هذا الصدد، قال توم مولوني، الذي يدير بانتظام سيارات كهربائية لعرضها على قناته "ستيت أوف تشارج" (State of Charge) في "يوتيوب": "يمكنك دائماً السير لمسافة أطول قليلاً بمجرد أن تصل إلى الصفر." وعلى الأقل، ستظل السيارة الكهربائية تعمل لفترة كافية إلى أن تتوقف تماماً في مكان آمن.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

مصدر قلق

يشكّل نفاد البطارية مصدر قلق دائماً بالنسبة إلى مالكي السيارات الكهربائية، لا سيما مَن لم يقودوا هذه السيارات لفترة طويلة، بحسب ريان أوغورمان، المدير والخبير الإستراتيجي في وحدة أعمال خدمات الطاقة بشركة "فورد" (Ford Motor)، الذي قال أيضاً: "بشكل عام، أسأل الأشخاص: متى كانت آخر مرة نفد فيها منكم الغاز؟، وعادة ما يأتي الرد في شكل عبارة مثل: عندما كنت في المدرسة الثانوية." يتبع أوغورمان إستراتيجية أخرى في طرح السؤال من شأنها بث الشعور براحة البال، من خلال سؤالهم بشأن عدد المرات التي قادوا خلالها السيارة بعيداً عن المنزل بخزان وقود ممتلئ بشكل كامل.

هذه المشكلة تأتي ضمن أولويات "فورد"، منذ أن توجّهت نحو الطاقة الكهربائية، وذلك من خلال إطلاق الطراز "موستانغ ماك–إي" (Mustang Mach-E) في ديسمبر 2020. فمن يشترون هذه السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات المدمجة التي تعمل بالبطارية، أو "إف–150 لايتنينغ" (F-150 Lightning)، يحصلون أيضاً على ميزة جرّ السيارة إلى محطة الشحن حينما تتقطع بهم السبل كخدمة مجانية لمدة خمس سنوات أو قطع 65 ألف ميل.

من المعروف أن بيانات الموثوقية العامة في الشاحن، أو "الجهوزية" في مجال الصناعة، يصعب تحقيقها. وربما يكون أفضل مقياس هو نظام تصنيفات التعهيد الجماعي على منصة "بلغ شير"، وهي منصة تنقّل تهدف إلى أن تكون مخصصة لسائقي السيارات الكهربائية، شأنها شأن منصة "يلب" (Yelp) لرواد المطاعم. وعلى مقياس من 1 إلى 10، فإن ربع المحطات على منصة "بلغ شير" تقريباً تحصل على تقييم أقل من 7 درجات.

تجمّد الطاقة

في دراسة حديثة حول أجهزة الشحن في "باي آيريا"، أظهرت النتائج أن ما يقرب من 23% منها لا تعمل لأسباب متنوعة، بدءاً من الشاشات التي لا تستجيب، إلى معالجات بطاقات الائتمان المعطلة. هناك 5% أخرى ذات كابلات أقصر من أن تكون ذات فائدة كبيرة.

أطلقت "فورد" أيضاً أسطولاً من "وحدات الشحن المتنقلة"، وهي عبارة عن عدد غير محدّد من السيارات الكهربائية التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد لمراقبة الجودة. ويتنقل المدققون عبر أجهزة الشحن على شبكة "فورد باس" (Ford Pass) التابعة للشركة، ويبلغون عن المشكلات ويجمعون البيانات حول المخرجات والموثوقية بشكل عام. وقال جوردان مامو، المتحدث باسم "فورد": "سنبقي هذه الوحدات للتجول والاختبار وإعادة الاختبار، حتى نصل إلى مرحلة نشعر فيها بالارتياح".

الطقس البارد مشكلة عويصة أخرى، إذ لا يقتصر الأمر على أن زيادة درجات الحرارة المتجمدة تعيق السيارة الكهربائية بشكل كبير فحسب، بل إنها أيضاً تستنزف البطارية الخاملة. وفقاً لغاري بيكر، العضو المنتدب في "بلغ شير"، تنطوي الرحلات في الطقس الثلجي على مخاطر بشكل خاص. وكتب في رسالة بريد إلكتروني، قائلاً: "إذا لم يقم السائقون بفحص سياراتهم لمدة يومين أو ثلاثة أيام، فقد يجدون أن السيارة "معطّلة". بعد ذلك يحتاجون إلى جرّها إلى مرآب تدفئة لإذابة الجليد.".

تهدف شركة "إي في غو" (EVgo) إلى تحقيق موثوقية بنسبة 98% في محطات الشحن العامة بالولايات المتحدة والبالغ عددها 885 محطة، وتوفر برنامجاً قوياً لإصلاح أو استبدال الكثير من الأجهزة القديمة في شبكتها. لكن الترقيات قد تستغرق بعض الوقت. ويعترف جوناثان ليفي، وهو رئيس العمليات التجارية بالشركة، بأن سلسلة التوريد المحدودة لقطع الغيار شكّلت تحدياً بالنسبة إلى الشركة.

وأضاف ليفي: "نسعى لأن نضمن توفير أفضل تجربة لعملائنا. هناك قصص مرعبة من حين لآخر، لكن الكهرباء متوفرة في كل مكان. ... فإذا كان الوقود بسيارتك ينخفض حقاً إلى مستوى الصفر، عليك أن تتوقف في أي مكان وقم بتوصيلها بمصدر كهرباء. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنك ستحصل على الطاقة ".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك