بداية عام جديد هي فرصة جيدة لتغيير عقليتنا حيال المركبات الكهربائية. كان يزعجني أمران على مدى السنين التي توليت فيها أخبار شركة "تسلا"
أولهما هو سؤال أتلقاه حول تعامل "تسلا" مع "المنافسة المتزايدة" من صناع السيارات التقليديين الذين طرحوا أخيراً سيارات كهربائية بعدما شاهدوا "تسلا" تنتجها محققة ريادة كبيرة على مدى عقد كامل. هل تتذكرون حين كان يُتخيل أن كل منتج جديد هو "قاتل تسلا"؟ يضحكني هذا.
حسناً، خمنوا ما الذي حدث فعلياً؟ سلمت "تسلا" 308,600 سيارة كهربائية عالمياً في الربع الرابع، محطمة توقعات المحللين بفارق هائل. قدّر مسح أجرته "بلومبرغ" لتوقعات 13 محللاً عددها عند 263 ألف مركبة، إذاً فقد فاقت "تسلا" توقعاتهم بأكثر من 45 ألف وحدة.
هل لدى صناع السيارات الآخرين مركبات كهربائية في السوق؟ نعم. الاستثمارات الهائلة التي حددتها "تويوتا" و"فولكس فاجن" هي خطوات رائعة للأمام، لكن حتى الآن، تهيمن "تسلا" على الريادة المسيطرة فيما يتعلق بالمبيعات الحقيقية، وما تزال هي العلامة التجارية المرادفة للمركبات الكهربائية، كما أنها الشركة الوحيدة التي تنتج سيارات كهربائية حاليا بكميات كبيرة، لذلك كان أن طلبت "هيرتز" 100 ألف سيارة من "تسلا" وليس من "جنرال موتورز" أو "فورد" أو "فولكس واجن" أو "تويوتا".
الحصة السوقية
يقودنا هذا إلى السؤال الثاني، المتعلق بالحصة السوقية. يتساءل بعض الناس ما إذا كانت "تسلا" ستفقد من حصتها السوقية لصالح صانعي السيارات الكهربائية الآخرين، مع دخول مزيد من المركبات الكهربائية إلى السوق. سيحدث ذلك على الأرجح حتى لو واصلت المبيعات الإجمالية بالنمو. أود أن أتحدى جميع من يقرأ مقالتي هذه أن يعيد التفكير حول هذا الطرح.
تخيلوا قطاع السيارات كفطيرة، وحالياً، حصة السيارات الكهربائية كشريحة صغيرة لكنها تتزايد. في النرويج، التي أعلم أنها دولة صغيرة، 65% من مبيعات السيارات الجديدة في 2021 كانت كهربائية. قال زاكري كيركورن، مدير "تسلا" المالي في أحدث مكالمات لمناقشة أرباحها أن هناك "صحوة كبرى" ورغبة بامتلاك السيارات الكهربائية بدرجة أذهلت "تسلا" نفسها. يتجاوز الطلب العرض على "تسلا" ومنافسيها مثل "فورد".
في العام المقبل، حين يصبح التغير المناخي الناتج عن الوقود الأحفوري أكثر وضوحاً، إلى أي قدر ستنمو شريحة السيارات الكهربائية من الفطيرة؟ يتوقع زملائي في بلومبيرغ بي إن إي إف أن تواصل وتيرة مبيعات المركبات الكهربائية الازدياد في 2022 مع توسع القدرة الإنتاجية وإطلاق طرازات جديدة.
كهربائية أم تقليدية؟
إن كنت تخطط لشراء سيارة جديدة، فإن أول قرار تتخذه هو الآتي: هل ستحصل على سيارة أخرى تعمل بالبنزين أم ستفكر بسيارة كهربائية؟ إن قررت الحصول على سيارة كهربائية، فأيها؟ من هناك: ما هو الأهم بالنسبة لك: التكلفة؟ نطاق البطارية؟ القدرة على الشحن بسهولة؟ تكون المنافسة الحقيقية بين المركبات الكهربائية ومركبات محركات الاحتراق الداخلي، وليس بين المركبات الكهربائية والمركبات الكهربائية.
فسر رجل مبيعات سابق لدى "تسلا"، سأبقي أسمه مجهولاً، أنه عندما دخل صانع جهاز "ماك" سوق الهواتف الذكية لأول مرة، جاءت المنافسة من شركات الهواتف الخليوية التقليدية، كما تأتي منافسة "تسلا" من صناع سيارات محركات الاحتراق الداخلي التقليدية. بعد ذلك بوقت قصير، طوّرت شركات أخرى هواتف ذكية منافسة، لكن ظلت ريادة "أبل" في السوق نابعة من الأشخاص الذين اقتنعوا بالتغيير في البداية.
بالمثل، يتحول مزيد من المستهلكين بالتحول عن مركبات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية. هذه طريقة جيدة للتفكير بالأمر، رغم أنني أفضل تشبيه الفطيرة. يجدر الانتباه لأن قيمة "أبل" السوقية تخطت هذا الأسبوع 3 تريليون دولار لفترة وجيزة فيما يبلغ تقييم "تسلا" حوالي 1.15 تريليون دولار.