أُثيرت ضجة عندما أصبح ملياردير صيني أكبر مساهم في "دايملر" في 2018. والآن، وللمرة الأولى تكشف صانعة "مرسيدس بنز" لتوها عن حصول مستثمر صيني آخر على حصة أكبر في الشركة في العام التالي.
أعلنت "دايملر" أمس الإثنين أن مجموعة "بايك أتوموتيف" ضاعفت حصتها تقريباً في شركة صناعة السيارات إلى 9.98% في 2019، وعند إضافة تلك النسبة للحصة البالغة 9.7% التي امتلكها "لي شوفو"، مالك مجموعة "تشجيانغ جيلي"، منذ 2018، فهذا يعني أن المساهمين الصينيين يسيطرون على حوالي 20% من "دايملر"، أي أكثر مما كان معروف سابقاً بمقدار الثلث.
أرجع متحدث باسم "دايملر" عدم إفصاح صانعة السيارات الألمانية عن التغيير في حصة الملكية، لعدم تجاوز حصة "بايك" حاجز الـ10%، وأوضح أن قرار الشركتين بالإعلان عن تغير الحصص في أعقاب فصل "دايملر" لقسم صناعة الشاحنات "يزيد من الشفافية"، حسبما قال المتحدث، ووافقت "بايك" على عدم إضافة المزيد لحصتها.
قال أولا كلينيوس، الرئيس التنفيذي لـ"دايملر" في بيان: "إن مساهمة "بايك" هي انعكاس لالتزامهم تجاه التصنيع المشترك الناجح وتحالف التطوير في أكبر سوق للسيارات في العالم".
توقيت الإفصاح
ومن غير الواضح ما إذا كان الوقت الفاصل بين استحواذ "بايك" على حصة أكبر وإعلان "دايملر" سيعيد إشعال التدقيق في قواعد الإفصاح ونفوذ الصين المتنامي في الشركات الألمانية الأيقونية أم لا.
وفتحت منظمة الأسواق المالية الألمانية "BaFin" تحقيقاً في ما إذا كانت "جيلي" قد أفصحت عن حصة "لي" في وقت مناسب في 2018، وأثار وزير الاقتصاد المؤقت لألمانيا في ذلك الوقت المخاوف من أن "جيلي" سيكون لديها علم بالخطط الإستراتيجية لـ"دايملر".
من جهة أخرى، يمتلك المساهمون القطريون في "دويتشه بنك" - وهما شركتا استثمار تُعرفان باسم "باراماونت القابضة للخدمات" و"سوبريم يونيفرسال"- 3.05% لكل منهما، وفقاً للموقع الإلكتروني للبنك. لكن البنك قال في عام 2016، إن كل شركة منهما رفعت حصتها إلى "أقل بقليل" من 5%، تاركاً الباب مفتوح أمام احتمالية أن تكون حصتهما أقل قليلاً من عتبة الإفصاح المقبلة.
وفي أوائل الألفية الحالية، رفعت "بورشه" بهدوء حصتها في "فولكس واغن" إلى حوالي 74% عبر الخيارات جزئياً، إذ إنها كانت تسعى إلى استحواذ بالأخير، وتعثرت الخطوة، ما أدى إلى اندماج "فولكس واغن" بالكامل مع العلامة التجارية للسيارات الرياضية في 2012 وإنهاء ملحمة الاستحواذ التي استمرت سبع سنوات.
“نموذج يحتذى به"
وصفت "دايملر" شراكتها مع "بايك" بأنها "نموذج يحتذى به في التعاون الصيني الألماني الممتد منذ عقدين تقريبا"، وتمتلك صانعة السيارات الألمانية 49% من مشروع مشترك مع "بايك موتور" الحكومية، وأعربت عن اهتمامها برفع الحصة للسيطرة على الوحدة بعد أن خففت السلطات الصينية قواعد الملكية المحلية، وكانت الشركتان تتوسعان في تطوير المركبات والإنتاج منذ 2003.
تمتلك "دايملر" 9.55% من وحدة "بايك موتور" المدرجة في هونغ كونغ و2.46% في "بايك بلو بارك" المدرجة في شنغهاي.
نفوذ متزايد
تسلط حصة "بايك" الأكبر في "دايملر" الضوء على تزايد وجود الشركات الصينية في صناعة السيارات الأوروبية، وتمتلك "جيلي" شركة "لوتس" للسيارات الرياضية وسيارات السباق البريطانية وقد استطاعت تغيير مسار "فولفو كار" بعد أن تدهورت أوضاع الشركة السويدية عندما كانت جزء من شركة "فورد موتور".
وتمتلك مجموعة "دونغ فينغ" حوالي 4.5% في "ستيلانتس"، صانعة سيارات "جيب"، ولدى "بايك" أيضاً حصة بنسبة 6.5% في وحدة "دايملر" للشاحنات، وفقاً لمتحدث باسم صانعة الشاحنات الألمانية.
وفي نفس الوقت، تضغط الشركات الناشئة الصينية في مجال السيارات الكهربائية، مثل "نيو" و"بي واي دي"، للتوسع في أوروبا لتوليد المزيد من الإيرادات خارج سوقها المحلية والاستفادة من نمو مبيعات السيارات الكهربائية في المنطقة، وحولت شركات صناعة السيارات الغربية بما في ذلك "دايملر" و"بي إم دبليو" و"فولكس واغن" بعض عمليات التصنيع إلى الصين للحصول على موطئ قدم أقوى في السوق.
دعم مجلس إدارة "دايملر" في وقت سابق من الشهر الجاري استثمارات بقيمة 60 مليار يورو (68 مليار دولار) للسيارات الفاخرة والشاحنات الصغيرة من العام المقبل حتى 2026، وبعد سنوات من الانتقادات للتأخر في تبني سيارات تعمل بالبطاريات فقط، عززت الشركة المصنعة مجهوداتها العام الجاري وأطلقت "إي كيو إس" (EQS)، النسخة الكهربائية من الفئة "S".