تجري المملكة العربية السعودية محادثات مع مجموعة "فوكسكون" التكنولوجية التايوانية لإنشاء مشروع مشترك لتصنيع المركبات الكهربائية، وهي خطوة تأتي في سبيل تسريع خطط المملكة لتنويع اقتصادها، وتخفيف الاعتماد على النفط، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
كشف اثنان من الأشخاص، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لسرية الأمر، أنَّ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يدير أصولاً بنحو 450 مليار دولار، سيؤسس كياناً جديداً تحت اسم "فيلوسيتي" (Velocity) ليكون المساهم الأكبر في الشراكة. وعلى الناحية الأخرى، ستوفر "فوكسكون" البرمجيات، والإلكترونيات، والهندسة الكهربائية للمركبات الكهربائية الجديدة، وستحتفظ بحصة أقلية في الشراكة، وفقاً لما ذكره أحد الأشخاص. وأكد شخص آخر أنَّ هذا الإجراء سيساعد المملكة على اكتساب خبرة في مجال تصنيع السيارات.
قال شخصان، إنَّ المشروع المشترك يتطلع إلى تجميع مركبات كهربائية على هيكل مرخص من شركة "بي إم دبليو".
يستهدف الطرفان توقيع اتفاق بحلول نهاية العام الجاري، بحسب أحد الأشخاص، برغم عدم اتخاذ القرارات النهائية بعد، كما أنَّ الخطط قد تتغير.
ورفض كل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، و "فوكسكون"، و"بي إم دبليو"، التعليق.
استراتيجية جديدة
كثيراً ما كان لدى المملكة العربية السعودية طموحات عدة لسنوات من أجل تطوير صناعة محلية لصناعة السيارات، كجزء من محاولاتها لفطم اعتماد الاقتصاد على النفط. ولم يحالفها الحظ في أغلب تلك الجهود. مما دفع المملكة الآن كي تجرب استراتيجية مختلفة، إذ يقود "صندوق الاستثمارات العامة السعودي" الاستثمارات في الصناعة، واستحوذ على حصة أغلبية في شركة "لوسِد موتورز" الناشئة في عام 2018 لحث الشركة على تطوير موقع للتصنيع داخل المملكة. وفي وقت سابق من هذا العام، عينت المملكة العربية السعودية مستشارين، بما في ذلك مجموعة "بوسطن" الاستشارية، لاستكشاف فرص تدشين شركة محلية لتصنيع السيارات الكهربائية، بحسب ما أفادت بلومبرغ نيوز.
على صعيد آخر، كشف بعض الأشخاص عن تطلع صندوق الثروة السيادي إلى تطوير مصنع لتصنيع البطاريات بهدف إنتاج سعة تخزينية تبلغ 15 غيغاواط في الساعة سنوياً بحلول عام 2028. سيتم تأسيس هذا المشروع لتوفير البطاريات لشركة "لوسِد "، ومصنعي المركبات الكهربائية الآخرين الذين يرسون وجودهم في المملكة.
كما سبق أن صرَّح وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف لـ"بلومبرغ" في أكتوبر أنَّ الحكومة السعودية تجري محادثات مع العديد من صانعي السيارات لحثِّهم على إنشاء مرافق تصنيع في موقع على الساحل الغربي للبلاد.
وتتفرع شركة "فوكسكون" -وهي شريك تجميع رئيسي لشركة "أبل"، إلى تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية على مدار العام الماضي، وترى أنَّ الاهتمام المتزايد بتلك الصناعة سيكون محركاً قوياً للنمو. في أكبر خطواتها في مجال المركبات الكهربائية حتى الآن؛ وافقت الشركة التايوانية في أكتوبر على الاستحواذ على منشأة تصنيع سيارات "البيك أب" التابعة لشركة "لوردستاون موتورز" في أوهايو، كجزء من صفقة بقيمة 280 مليون دولار. وبعد أسبوعين، كشفت الشركة النقاب عن أولى سياراتها الكهربائية، مما عزز أوراق اعتمادها كمرشحة جادة لمشروع السيارات السري الذي تعمل عليه شركة "أبل".
اقرأ المزيد: "فوكسكون" شريكة "أبل" تكشف عن أول مركباتها الكهربائية
قال يونغ ليو، رئيس وحدة "هون هاي بيرسيسن إنداستري" التابعة لـ"فوكسكون"، في نوفمبر، إنَّ الشركة تخطط لإطلاق مشروع للمركبات الكهربائية في الشرق الأوسط يركز على تدشين برامج لسيارات الركاب.
من جهتها، قامت "بي إم دبليو" سابقاً بترخيص الإصدارات القديمة من منصات المركبات الخاصة بها، لتشغيل شركات السيارات الكهربائية الناشئة. قامت شركة "فينفاست" (VinFast) الفيتنامية بتصنيع سيارة دفع رباعي باستخدام منصة من تطوير "بي إم دبليو" لإصدار سابق من سيارتها الشهيرة "أكس 5".