تعهدت الصين بتعزيز صناعة السيارات الكهربائية في البلاد، بعد أن أدت رعاية هذا القطاع على مدى عقد من الزمن إلى ظهور عدد كبير جداً من اللاعبين، وبعضهم بالكاد قابل للبقاء والاستمرار.
وفي هذا الصدد، قال شياو يا تشينغ، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، في مؤتمر صحفي في بكين يوم الإثنين: "بالنظر إلى المستقبل، يجب أن تنمو شركات السيارات الكهربائية بشكل أكبر وأقوى؛ حيث لدينا عدد كبير جداً من شركات السيارات الكهربائية في السوق في الوقت الحالي".
وأضاف: "الشركات في الغالب صغيرة ومبعثرة. ويجب الاستفادة من دور السوق بالكامل، ومن هنا فإننا نشجع جهود الدمج وإعادة الهيكلة في قطاع السيارات الكهربائية لزيادة تركيز السوق".
الأكبر في العالم
في الواقع، تُركِّز الصين، التي بنت صناعة السيارات الكهربائية فيها بحيث أصبحت الأكبر في العالم، على تعزيز صفوف صانعي السيارات الكهربائية التي تضخمت إلى حوالي 300 شركة.
كما تعمل الحكومة على صياغة تدابير لكبح الطاقة الزائدة في القطاع وتوجيه الموارد إلى عدد من مراكز الإنتاج الرئيسية، حسبما أفادت بلومبرغ نيوز الأسبوع الماضي، نقلاً عن أشخاص على دراية بالموضوع.
ويُفكِّر المنظمون في وضع حد أدنى لمعدل استخدام الطاقة الإنتاجية للصناعة، ولن يُسمح للمقاطعات التي لا تفي بذلك بالموافقة على مشاريع جديدة حتى يتم استغلال الطاقة الفائضة، حسبما أفادت بلومبرغ.
الجدير بالذكر أن التركيز على نقل صناعة السيارات الكهربائية إلى مستوى أكثر استدامة يأتي في الوقت الذي تهزُّ فيه الصين أركان مجموعة كبيرة من الصناعات، بدءاً من التدريس والملكيات، ووصولاً إلى شركات التكنولوجيا الكبيرة، وذلك ضمن إطار سعي الرئيس شي جين بينغ لإعادة تشكيل اقتصاد الدولة والمجتمع.
تراجع الأسهم
فضلاً عن ذلك، انخفضت أسهم شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين يوم الإثنين. حيث انخفضت أسهم شركة "إكسبينغ" بنسبة 3.2% في تداول هونغ كونغ، وانخفضت أسهم شركة "لي أوتو" بما يصل إلى 1.8%.
أما في بورصات البر الرئيسي، فقد تراجعت شركة "بي واي دي" بنسبة 2.1%، وتراجعت شركة "بايك بلو بارك لتكنولوجيا الطاقة الجديدة" بنسبة 5.2%.
وفي الواقع، كان النمو السريع لسوق السيارات الكهربائية في الصين مدفوعاً بالإعانات الحكومية لتشجيع المستهلكين على التحول إلى السيارات الصديقة للبيئة. حيث أظهرت بيانات وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن إجمالي دعم الحكومة المركزية لمشتريات سيارات الطاقة الجديدة بلغ 33 مليار يوان (5.1 مليار دولار) في السنوات الخمس حتى عام 2020.
استجابة لهذا الواقع، عرضت السلطات المحلية إعفاءات ضريبية وحوافز أخرى على مصنعي السيارات الكهربائية لإنشاء المصانع، مما أدى إلى زيادة السعة. فعلى سبيل المثال، تعد حالياً مقاطعة جيانغسو، شمال شنغهاي، موطناً لنحو 30 شركة لصناعة السيارات، والعديد منها مفلسة.
كما بلغ متوسط معدل استخدام الطاقة الإنتاجية لشركات صناعة السيارات في الصين بشكل عام حوالي 53% العام الماضي، وفقاً لحسابات تستند إلى ما قدمته مقاطعة جيانغسو إلى اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في وقت سابق من هذا العام.
فضلاً عن ذلك، يوجد في الصين حوالي 300 شركة لتصنيع السيارات الكهربائية، وذلك وفقاً لتقرير شينخوا في أبريل الذي نقل عن إحصاءات رسمية.