جذب قطاع الفنادق في المغرب استثمارات بلغت 4 مليارات درهم (409 ملايين دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة 7% على أساس سنوي، بحسب معطيات حصلت عليها "الشرق" من وزارة السياحة.
تدعم المملكة قطاع السياحة بعدة برامج نظراً لتشغيله 2.5 مليون مغربي، ومساهمته في دعم رصيد المملكة من العملة الصعبة بنحو 10.5 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لبيانات رسمية.
شهد العام الماضي افتتاح 135وحدة فندقية جديدة، من خلال ضخ استثمارات إجمالية بنحو 8 مليارات درهم، وهو رقم تسعى الحكومة لزيادته في السنوات المقبلة مع توقع ارتفاع الحاجة إلى منشآت جديدة خاصة بعد أن فازت المملكة باستضافة كأس العالم 2030.
أكثر من 4 آلاف فندق
يضم المغرب حالياً نحو 4742 منشأة فندقية مصنفة منها 471 تم افتتاحها في السنوات الأربع الماضية بزيادة 8% وهو ضعف ما تم تسجيله في الفترة السابقة، وفقاً لمعطيات وزارة السياحة.
يرى الزوبير بوحوت، رئيس سابق لمجلس جهوي للسياحة، أن "الرقم المحقق في الاستثمارات بالنصف الأول من العام إيجابي لكنه غير كافٍ"، وأشار في حديث لـ"الشرق" إلى أن إطلاق الحكومة لبرامج عدة (ميثاق الاستثمار، وGo سياحة، وCap Hospitality) ستُسهم بزيادة الاستثمار في هذا القطاع برقم من خانتين بنهاية العام الجاري".
استقبلت البلاد 7.4 مليون سائح بالنصف الأول من العام، بزيادة 14% مقارنةً بالفترة المماثلة من 2023، وكان عدد السياح بلغ مستوى قياسياً العام الماضي بنحو 14.5 مليون سائحاً.
وشدّد بوحوت على "ضرورة تحقيق قفزة كبيرة بالاستثمار في قطاع الفنادق، بنسبة 15% على الأقل هذا العام، لأن زيادة الخطوط الجوية والترويج لوجهة المغرب واستهداف زيادة عدد السياح الوافدين من الخارج إلى 26 مليوناً بنهاية العقد يتطلب تعزيز العرض الفندقي".
الترفيه وتجديد الفنادق
بالإضافة إلى دعم المعروض الفندقي، تسعى المملكة لتطوير قطاع الترفيه السياحي، حيث أطلقت العام الجاري برنامج "GO سياحة" للتشجيع على إحداث وتطوير 1700 شركة سياحية باستثمارات متوقعة 720 مليون درهم.
كما أعلنت الحكومة مؤخراً عن عزمها تقديم دعم لتجديد 25 ألف غرفة فندقية من خلال برنامج "CAP Hospitality" الذي رصدت له 4 مليارات درهم. ونوّه عماد برقاد، مدير عام "الشركة المغربية للهندسة السياحية" الحكومية، في حديث لـ"الشرق" بأن "هذا البرنامج سيعطي زخماً وحوافز للفنادق مهما كان تصنيفها من أجل تجديد غرفها".
سيقدم البرنامج الحكومي قروضاً تتحمل فيها الدولة كامل الفوائد لصالح شركات الإيواء السياحية التي تمتلك مشاريع لتأهيل منشآتها، على أن تغطي هذه التمويلات جميع الاستثمارات التي تتراوح بين ما بين 3 إلى 100 مليون درهم، بفترة سداد تصل إلى 12 عاماً.
الهدف الرئيسي أن تُواكب الفنادق الفعاليات التي ستنظم بالمغرب، مثل كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 "لتوفير تجربة فريدة للسياح الوافدين، لأن الفندق من أهم النقاط التي يركز عليها السائح للتعبير عن تجربته السياحية وتكرار الزيارة إلى البلاد"، على حد قول برقاد.
