يبدو أن قطاع السياحة المصري سيكون قادراً على تجاوز تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس، مع تركيزه على بناء فنادق جديدة لاستيعاب المزيد من السائحين بعد تدفق قياسي شهدته البلاد في وقت سابق من العام الجاري، وفقاً لوزير السياحة المصري.
ذكر وزير السياحة أحمد عيسى في مقابلة مع "بلومبرغ" أنه رغم الصراع القائم في غزة، لا تزال مصر واثقة من قدرتها على تحقيق الهدف السابق المتمثل في وصول 15 مليون سائح خلال العام الجاري، مع احتمال ارتفاع عدد السائحين أكثر في عام 2024. ما يحفز السلطات على التخطيط لحوافز بما في ذلك الإعفاءات الضريبية لتسريع بناء قدرة إضافية لاستيعاب هذا العدد.
أضاف عيسى في المقابلة التي تمت في العاصمة الإدارية الجديدة، أن التحدي رقم 1 الذي تواجهه مصر اليوم هو عدد الغرف في الفنادق، مشيراً إلى أن البلاد تحتاج إلى ما لا يقل عن 25 ألف غرفة إضافية في عام 2024، و40 ألف غرفة في العام التالي.
تداعيات الحرب على السياحة في المنطقة
تكتسب عائدات السياحة، التي شكلت لفترة طويلة ركيزة الاقتصاد المصري إلى جانب رسوم عبور قناة السويس والتحويلات الخارجية، أهمية أكبر من أي وقت مضى للبلد الذي يعاني من ضائقة مالية في الوقت الذي يصارع فيه أسوأ أزمة مالية يشهدها منذ عقود.
قد يؤدي الاحتواء النسبي للصراع إلى التخفيف من وطأة بعض هذه المخاوف على الأقل. رغم أن التخفيضات الثلاثة في قيمة العملة المصرية منذ أوائل عام 2022 قد خفضت قيمة الجنيه إلى النصف وغذت تضخماً قياسياً في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة، حيث جعلت أيضاً زيارة أهراماتها ومنتجعات البحر الأحمر صفقة لمن لديهم نقد أجنبي.
إيرادات قياسية للسياحة المصرية
سجلت إيرادات السياحة المصرية رقماً قياسياً بلغ 13.6 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يوليو وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية. قال عيسى إن ذلك تعزز من خلال التركيز على السياح ذوي الإنفاق المرتفع وأعداد الوافدين الكبيرة من ألمانيا وروسيا، في حين أن الرحلات الوفيرة التي تنظمها أمثال "ويز اير هولدينغز" (Wizz Air Holdings) إلى القاهرة تساعد في جعلها وجهة أكثر جاذبية لقضاء عطلات قصيرة في المدينة.
قال الوزير إن الوافدين من الصين لا يزالون أقل بكثير مما هو ممكن، وإن مصر تعمل على توفير خطوط طيران جديدة واستثمارات فندقية لخدمة هذا الطلب الهائل المحتمل، مشيراً إلى هدف وصول مليون سائح صيني من الآن وحتى عام 2028.
اهتمام متزايد بالساحل الشمالي
رغم أن مدينتي شرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر لا تزالان محط اهتمام المصطافين الأجانب، يشهد الساحل الشمالي الغربي للبحر الأبيض المتوسط –وهو موقع يفضله المصريون في الصيف والذي يعد موطناً لبعض أكبر شواطئه ذات الرمال الذهبية– تدريجياً المزيد من الاهتمام. وقال عيسى إن السلطات تعمل على زيادة الإقبال على المطارات الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك العلمين.
أشار عيسى إلى اقتراح وزارتي السياحة والمالية في مصر حافزين رئيسيين لبناء الفنادق: خصم بالجنيه المصري على تكاليف تمويل المشاريع التي سيتم الانتهاء منها بحلول نهاية عام 2025، والسماح بإعفاء ضريبي على ما يصل إلى 55% من نفقاتها الرأسمالية.
قال عيسى: "سنسعى للحصول على موافقة مجلس الوزراء خلال الأسبوعين المقبلين، ويجب أن نكون قادرين على الإعلان عن الحوافز قبل نهاية ديسمبر".