تواجه النسخة المحدثة لطائرة المسافات الطويلة "777" من شركة "بوينغ" اختبارات إضافية بسبب ما أطلق عليه المنظِّمون الأمريكيون حادثة الرحلة التجريبية وغيرها من المشكلات الأخرى في البرمجيات والبيانات غير الدقيقة.
وكتبت إدارة الطيران الفيدرالية إلى "بوينغ" يوم 13 مايو خطاباً شديد اللهجة يطالب الشركة بمعالجة أوجه القصور العديدة، بما في ذلك برنامج التحكُّم في الطيران الذي أدى على ما يبدو إلى تحرُّك الطائرة بدون تدخل الطيارين خلال رحلة ديسمبر.
اقرأ المزيد: حظر تحليق طائرات "بوينغ 777" في الولايات المتحدة واليابان
اقرأ المزيد: طائرات بوينغ 777 بمحركات "برات آند ويتني" تدخل بسبات عميق
جاء في الخطاب، الذي كتبه إيان ون، القائم بأعمال مدير قسم الإشراف على "بوينغ" في الإدارة: "تتوقَّع إدارة الطيران الفيدرالية تأثيراً كبيراً على مستوى اختبار الانحدار، وتحليل أثر التغيير، وزيادة في عدد اختبارات الطيران المعتمدة".
وقالت الإدارة في الخطاب، إنَّها تتوقَّع الآن ألا تحصل الشركة على شهادة صلاحية الطيران قبل منتصف أو أواخر العام 2023، كما أنَّ العمل المطلوب سيحتاج "موارد إضافية"، مما قد يعيق المشروعات الأخرى للشركة. وبرغم أنَّ الإدارة لا تحدد توقيتاً للانتهاء من الأعمال المطلوبة للحصول على الشهادة، وتترك الأمر للشركات؛ فإنَّ الخطاب أشار إلى أنَّ البرنامج قد يواجه تأخيرات.
وكانت "بوينغ" قد أعلنت في يناير أنَّها تتوقَّع اعتماد طائرات "777 اكس" خلال الإطار الزمني نفسه.
كما أصدرت الوكالة بياناً يوم الأحد قالت فيه، إنَّها "لن توافق على أيِّ طائرة ما لم تفِ بمعايير السلامة والاعتماد الخاصة بنا"، ونقلت صحيفة "سياتل تايمز" خبر خطاب إدارة الطيران الفيدرالية أولاً.
وقال متحدِّث باسم شركة صناعة الطائرات الأمريكية في بيان ردَّاً على الخطاب:
"ما تزال "بوينغ" تركِّز بالكامل على السلامة باعتبارها أولويتنا الأولى في تطوير "777 اكس"..ونحن في خضم عملية تطوير دقيقة لضمان استيفاء جميع الاشتراطات المعمول بها".
تراجعت أسهم "بوينغ" بنسبة 1.4% إلى 245.01 دولار قبل بدء ساعات التداول العادية في نيويورك. وصعدت الأسهم بنسبة 16% العام الجاري حتى 25 يونيو، في حين صعد مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 13%.
علاقات متوترة
يُعدُّ انتقاد إدارة الطيران الأحدث في علاقة متدهورة بين عملاقة صناعة الطائرات والمنظِّم الأمريكي بسبب مشكلات نشأت خلال منع طائرات "بوينغ 737 ماكس"، من الطيران بعد حادثتين مميتتين. وكانت الإدارة قد بدأت الاستعانة بمفتشيها للموافقة على الطائرات حديثة الصنع أحادية الممر، واتخذت خطوات عديدة لزيادة الإشراف على الشركة.
وسلَّطت إدارة الطيران الفيدرالية الضوء على مخاوف عديدة بشأن طراز "777 اكس"، مثل: حادثة التحكم في الطائرة خلال الرحلة التجريبية في 8 ديسمبر 2020 عندما واجهت الطائرة "حادثة تأرجح مفاجئة غير متحكَّم بها"، مما يعني أنَّ مقدِّمة الطائرة ارتفعت أو انخفضت نتيجة نظام التحكُّم.
وأدت مشكلة مماثلة ناجمة عن عطل في "737 ماكس" إلى دفع مقدِّمة الطائرة إلى أسفل عدة مرات خلال حادثتي التحطم، فقد أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً، مما أثار مراجعة شاملة لكيفية تفاعل الطيارين مع أنظمة التحكُّم في الطيران المحوسبة بشكل متزايد، ومُنعت "ماكس" من التحليق لمدة 18 شهراً أثناء إعادة تصميم أنظمة التحكُّم.
تغييرات في البرنامج
قالت الوكالة لـ"بوينغ"، إنَّ أنظمة إلكترونيات الطيران الحساسة المقترح تركيبها في الطائرة لا تستوفي الاشتراطات، وعبَّرت عن قلقها من التعديلات المقترحة التي تتضمَّن تغييرات متأخرة للبرنامج والأجهزة في أنظمة التحكُّم الإلكترونية في الطائرة.
وفي إشارة إلى المشكلات الأكبر في طراز "777 اكس"، قالت إدارة الطيران الفيدرالية، إنَّ المنظِّمين الأوروبيين غير مرتاحين بشأن أجزاء من تصميم الطائرة، وذكرت الإدارة في الخطاب: "لم توافق وكالة سلامة الطيران الأوروبية بعد على طراز "777-9".
وكان إعلان "بوينغ" في يناير عن تأجيلها دخول "777 اكس" السوق حتى أواخر 2023 الأحدث في سلسلة من التأجيلات للطائرة التي كان من المفترض أن تبدأ الخدمة التجارية العام الماضي. وأفصح المديرون التنفيذيون أيضاً أنَّهم كانوا يعيدون تصميم إلكترونيات التحكُّم في مشغِّل الطائرة بناءً على طلب المنظِّمين الأوروبيين.
الجدول الزمني لـ"بوينغ"
ما نزال ملتزمين بالخطة، هكذا أشار المدير التنفيذي لـ"بوينغ"، ديف كالهون، في عرض تقديمي في 3 يونيو بعد أسابيع من خطاب إدارة الطيران الفيدرالية.
وقال كالهون في مؤتمر افتراضي نظَّمته شركة "برنستاين": "ما زلنا واثقين من أنَّ تلك الطائرة ستحصل على شهادة في الربع الأخير من عام 2023"، لافتاً إلى أنَّ "بوينغ" عدَّلت جدولها الزمني بناء على المراجعة التي امتدَّت 20 شهراً لطائرة "ماكس 737"، و"تفضيلات تصميم الهيكل" لكلٍّ من إدارة الطيران الفيدرالية، ووكالة سلامة الطيران الأوروبية. وأضاف كالهون: "هذه هي الأشياء المهمة التي تتعلَّق بكيفية قيامنا بالأمر.. لقد منحنا أنفسنا الوقت للتعلُّم أثناء ذلك".
وانتقد رئيس طيران الإمارات، تيم كلارك، مراراً وتكراراً صانعة الطائرات الأمريكية لتأخيرها برنامج "777 اكس"، وأثار المخاوف بشأن أداء الطراز في الظروف الصحراوية. وذكرت "بلومبرغ" في فبراير أنَّ الشركة الإماراتية قد تستبدل حوالي ثلث طلبيتها البالغة 115 طائرة من طراز "777-9" بطائرات "بوينغ" الأصغر "787 دريملاينر".